وثائق إسرائيلية وأمريكية وألمانية.. رد مصري قوى على مخططات تصفية القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
لا تزال الحرب بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة لليوم الـ 28، منذ بدء عملية طوفان الأقصى، حيث يكثف الجيش الإسرائيلي الغارات والقصف على قطاع غزة، بينما تستهدف الفصائل الفلسطينية حشود قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في القطاع.
ومؤخرا، تسعى إسرائيل، لزيادة الضغط على قطاع غزة عبر القصف المستمر لإجبار مواطنيه على الفرار إلى مصر وتصفية القضية الفلسطينية، واقتطاع جزء من سيناء، فيما ردت مصر على هذه المحاولات الخبيثة عبر التأكيد أكثر من مرة على أن مصر لا تفرط بأي شكل من الأشكال في أرضها، كما أكد الرئيس السيسي خلال قمة القاهرة للسلام على أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية، وبأي شكل لن يتم حل القضية على حساب مصر.
وأمس ردت القاهرة من جديد على لسان وزير الخارجية سامح شكري، في تصريحات لقناة سي إن إن، مؤكدا أن وثيقة وزارة الاستخبارات الإسرائيلية المسربة التي تقترح نقل ملايين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء في مصر اقتراح مثير للسخرية، حيث تقترح الوثيقة، نقل السكان المدنيين في غزة إلى شمال سيناء، بحجة أن مثل هذه الخطة ستكون الأفضل لأمن إسرائيل على المدى الطويل، وكجزء من الخطة، سيتم بناء مدن من الخيام في المنطقة، مع بناء المزيد من المدن الدائمة في وقت لاحق، وتدعو أيضا إلى إقامة ممر إنساني لمساعدة السكان الذين أعيد توطينهم وإقامة محيط أمني لمنعهم من دخول إسرائيل.
وأكد شكري أنه لم يتحدث إلى إسرائيل حول الخطة، وقال: "لا أعتقد أننا سنتحدث مع إسرائيل، أو أي طرف سيثير مثل هذا الاقتراح السخيف، وإذا كانت هذه هي الحالة، ربما الولايات المتحدة سوف تنظر أيضا في توفير نفس إمكانية الوصول إلى حدودها الجنوبية التي قد يكون متوقعا أن نوفرها في سيناء".
وأوضح شكرى أن الدول ذات السيادة وهي المحددة بشكل جيد من خلال حدودها، ومن خلال سكانها، ومسألة النزوح في حد ذاتها هي مسألة تتعارض مع القانون الإنساني الدولي، لذا أعتقد أن لا أحد سيقوم بنشاط غير قانوني.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلل من أهمية الوثيقة في بيان، إذ كتب: "هذه ورقة أولية، مثل العشرات من هذه الأوراق التي أعدتها جميع المستويات السياسية والأمنية"، حسبما جاء في البيان، موضحا: "هذه مسألة لم تتم مناقشتها بعد عبر القنوات الرسمية الإسرائيلية، التي تُركز اليوم على القضاء على قدرات حماس الحكومية والعسكرية".
الكشف عن وثيقة ألمانيامن ناحية أخرى، تم الكشف مؤخرا عن وثيقة ألمانيا المسربة والتي لم يتم تقديمها بشكل رسمي، وإنما توزيعها بشكل سري على دول الاتحاد الأوروبي، عن عدة مقترحات بشأن قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، تشمل المقترحات، تشكيل تحالف دولي يتولى إدارة القطاع، وذلك وفقا لما كشف عنه شبكة العربية الحدث الإخبارية، موضحة أنها حصلت على الوثيقة الثلاثاء.
الإطاحة بحركات المقاومةوشككت الوثيقة في قدرة إسرائيل على القضاء على حركات المقاومة باستخدام الوسائل العسكرية، مقترحة تنفيذ عمليات جراحية دقيقة في القطاع، محذرة من تداعيات القصف الإسرائيلي العشوائي الذي يتم تنفيذه، واقترحت تنفيذ عمليات جراحية دقيقة والعمل على تجفيف منابع دعم حركة حماس ماليا وسياسيا.
وتؤكد وثيقة ألمانيا، أن استقرار غزة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إطلاق عملية سلام بمشاركة أمريكية وأوروبية وعربية، في حين توجد خلافات بين الدول الأوروبية حول الموقف من غزة خاصة فيما يتعلق بفتح ممرات إنسانية وهو الأمر الذي استغرق النقاش فيه ساعات الأسبوع الماضي، خلال قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، كما أنهم لم يتمكنوا من التوصل للاتفاق حول المطالبة بوقف إطلاق النار.
قنابل إسفنجية.. خطة جديدة لجيش الاحتلال لمواجهة حماس في سد الأنفاق كيان غارق.. خبراء ودبلوماسيون يفضحون الاحتلال: ليس لديها خطة نحو غزةمن جانبه، حذر الإعلامي، أحمد موسى، من خطورة الوثيقة الأوروبية التي تقترح وجود قوات دولية لإدارة القطاع، موضحا أن هذه الوثيقة لا تقل خطورة عن قضية تهجير الفلسطينيين، خاصة وأن هناك مقترحا ألمانيا، جرى توزيعه على 77 دولة أوروبية بسرية دون الإعلان رسميا عنه، يحتوى المقترح على وجود قوات دولية بدعم أممي لتواجدها داخل قطاع غزة.
وأكد موسى، خلال تقديمه برنامجه "على مسئوليتي"، أن خطر وثيقة ألمانيا على مصر يكمك في انتشار قوات من حلف الناتو على الحدود المصرية عند رفح، وهذه الوثيقة تشير إلى تهجير الفلسطينيين عاجلا أم عاجلا، وهذا المقترح الألماني يستهدف مصر قبل فلسطين، وكان قد تم تقديمه من قبل إلى الرئيس مبارك 2008 ورفضه، هذا أخطر شيء يتم تمريره الآن.
وأكد أن الوثيقة الألمانية، التي تقترح وجود قوات دولية في قطاع غزة مؤشر رسمي لتصريحات الرئيس الفرنسي خلال الأسبوع الماضي، وهذا المقترح شرير هدفه الدفاع عن إسرائيل، وهذا ما تحلم به قوات الاحتلال، مشيرا إلى أنه حال تطبيق المقترح المسرب سيجري التصدي لحركة حماس بعد تصنيفها حركة إرهابية.
وتابع: إن القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، هو حلم الاحتلال الإسرائيلي ويريد القضاء عليها بأي وسيلة، وهذا الأمر سينهى القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن وجود قوات دولية في قطاع غزة أمر يهدد مصالح مصر.
أمريكا تضع 3 سيناريوهاتوأشار موسى، إلى أن، أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية، وضع من جانبه، 3 سيناريوهات لقطاع غزة بعد القضاء على حماس، وجاءت المقترحات الثلاثة كالتالي:
المقترح الأول.. توفير السيطرة المؤقتة على قطاع غزة بدعم بريطانيا وفرنسا وغزة.المقترح الثاني.. نشر قوات حفظ السلام والمراقبين، وفي الوقت نفسه ترى إسرائيل أن الفكرة تستحق الدراسة.المقترح الثالث.. إدارة مؤقتة لقطاع غزة تحت قيادة الأمم المتحدة، والمصادر تحدثت أن إسرائيل تبحث هذا الأمر بجدية شديدة في الوقت الحالي.واختتم: هذه المقترحات ووجود قوات دولية على الحدود المصرية الفلسطينية أمر خطر للغاية، وكان يحذر منه، لافتا إلى أن الرئيس الفلسطيني طلب حماية دولية أممية، وهنا يعني قرار من مجلس الأمن وقوات دولية موجودة توفر حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي أجروا، نقاشات امتدت ساعات طويلة للتوصل إلى موقف موحد فيما يخص فتح ممرات إنسانية لكن لم يصل إلى حد الدعوة لوقف إطلاق النار، كما تم تبادل الاتهامات بين المشاركين، ما يعطي مؤشرا إلى الانقسامات داخل أوروبا بشأن الحرب، فقد صوتت 8 دول في الاتحاد بينهم بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، لصالح قرار غير ملزم يدعو إلى هدنة إنسانية فورية، في حين صوتت النمسا والمجر من بين أربع دول أخرى ضد القرار، فيما امتنعت 15 دولة، بينها ألمانيا وإيطاليا وهولندا عن التصويت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي غزة سيناء وثيقة وزارة الاستخبارات الإسرائيلية وثيقة ألمانيا القضیة الفلسطینیة وثیقة ألمانیا القضاء على قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟
وتساءل مقدم البرنامج فيصل القاسم عمّا إذا كان هذا الهجوم قد أعاد الحياة للقضية الفلسطينية التي كادت أن تُنسى، مشيرًا إلى التفاعل العالمي مع العلم الفلسطيني والتظاهرات المؤيدة في مختلف العواصم. لكنه في المقابل، أثار تساؤلات عن الأضرار التي لحقت بقطاع غزة ومستقبل المقاومة.
وقال اللواء الدكتور فايز الدويري إن "طوفان الأقصى" أعاد الحياة للقضية الفلسطينية التي كانت في مرحلة النسيان، خاصة في أجندات الدول العربية والدولية.
وأوضح الدويري أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان له تأثير عميق في إحياء القضية الفلسطينية، فقد أصبح موضوع فلسطين حديث الجميع، بعدما كادت قضيته تندثر وسط أولويات السياسة الإقليمية والدولية.
وأشار اللواء الدويري إلى أن بروز التيار اليميني المتشدد في إسرائيل، الذي يمثله الوزيران الإسرائيليان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أسهم في فضح السياسات الإسرائيلية التوسعية، فقد أصبحت الخرائط المعلنة تشمل أجزاء من الدول العربية.
وأضاف أن القضية الفلسطينية تُبرز صمودها أمام هذه السياسات الاستيطانية، بما يعيد التأكيد أنها قضية وطنية وليست مجرد نزاع سياسي.
ورغم إشادته بهذا الإحياء، أكد الدويري أن التحديات التي تواجه المقاومة كبيرة، إذ كانت التوقعات الأولية تشير إلى أن الحرب لن تستمر أكثر من 3 أشهر، غير أن الرهان على الدعم العربي لم يتحقق، مما جعل المقاومة تواجه ظروفًا أصعب.
وأشار إلى أن النضال الفلسطيني يجب أن يستمر، ففلسطين لن تقبل القسمة وستبقى عربية، ما دام هناك إصرار على إبقاء شعلة المقاومة مشتعلة.
أهداف مبالغ فيهافي المقابل، اعتبر الباحث في الشأن السياسي نضال السبع أن فكرة إحياء القضية الفلسطينية مبالغ فيها، مؤكدًا أن القضية لم تكن في حالة موت حتى يعاد إحياؤها، فهناك أكثر من 11 مليون فلسطيني يطالبون بحقوقهم، وذلك يُثبت أن القضية ما زالت حية.
وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقيادات الفلسطينية تحدثت عن أهداف كبيرة عقب "طوفان الأقصى" مثل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ورفع الحصار عن غزة، لكن لم يتحقق شيء من هذه الأهداف، وفق تعبيره.
وانتقد السبع سقف التوقعات العالي الذي رفعته حركة حماس، حيث تضاءلت الطموحات إلى مستويات تتعلق بإدخال مواد غذائية وأدوية فقط إلى قطاع غزة.
ورأى أن الوضع الحالي يعكس حالة من التراجع، فقد أصبحت المقاومة تواجه مصاعب اقتصادية وإمدادات ضعيفة، وذلك يجعل صمودها أمام التحديات أمرًا صعبًا.
وفي تحليله للواقع، رأى السبع أن هناك حاجة إلى إعادة قراءة شاملة للمشهد بعيدا عن الشعبوية، معتبرا أن الحالة الراهنة لا تمثل انتصارا للمقاومة بل تُشكل هزيمة كبرى تفوق هزائم تاريخية سابقة، مثل هزيمة 1948 وهزيمة 1967، كما وصفها.
ودعا إلى ضرورة التحلّي بالواقعية والتفكير في السبل التي تعزز مقومات الصمود داخل قطاع غزة.
واستعرض الضيوف ما وصفه بعضهم بالتلازم بين مسارات متناقضة، فقد أشاد اللواء الدويري بقدرة المقاومة على إبقاء القضية الفلسطينية في الواجهة رغم الظروف الصعبة، أما السبع فأشار إلى أن القادة الفلسطينيين بحاجة إلى إعادة تقييم أهدافهم وإستراتيجياتهم في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المعقدة.
وبينما استمر النقاش بين الدويري والسبع، طرح القاسم تساؤلات عن مدى قدرة المقاومة الفلسطينية على مواجهة التحديات الحالية، ودور الدول العربية في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية.
12/11/2024