غداً...انطلاق الجولة الثالثة وسط منافسات قوية بين لاعبي العالم

أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة على أهمية استضافة سلطنة عمان لبطولة العالم للشطرنج للهواة؛ لتنشيط الجوانب الاقتصادية والسياحية، وقال أثناء رعايته لإطلاق النقلة الأولى لمنافسات بطولة العالم للشطرنج للهواة 2023 مسقط، والتي ينظمها الاتحاد الدولي للشطرنج بالتعاون مع اللجنة العمانية للشطرنج، خلال الفترة من 2 إلى 11 نوفمبر الجاري المقامة على الصالة الرياضية الرئيسية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر: إن استضافة البطولة مدخل مهم جدا للترويج السياحي بعيد المدى، سواء من جانب اللاعبين من الخارج المشاركين الذين يمكن أن يفكروا فيما بعد بزيارة البلد بصحبة أسرته، أو ما تحققه من ترويج مهم من خلال النقل المباشر لمباريات الشطرنج عبر قنوات الاتحاد الدولي للعبة أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعية الأخرى حيث إن لعبة الشطرنج تحظى باهتمام كبير من الدول المشاركة ولها شعبية جيدة لذلك هي فرصة لتعرّف هولاء المتابعين على سلطنة عمان، وفي هذا الإطار فالبطولة أيضا لها دور مهم للتعرف على جماليات العاصمة مسقط وما تزخر به من مقومات سياحية ومنجزات حضارية وتنموية، مضيفا أن استضافة مثل هذه البطولات أمر مهم؛ لتنشيط الجوانب الاقتصادية المرتبطة من حيث إشغال الغرف الفندقية وتنشيط القوة الشرائية المرتبطة بتسوق المشاركين خلال فترة إقامة البطولة.

كسر حواجز الأرقام

وأضاف: مشاركة أكثر من ٤٢٠ لاعبا ولاعبة من ٦٤دولة يؤكد مكانة سلطنة عمان وسمعتها الطيبة بين دول العالم، وكما سمعنا من ممثلي الاتحاد الدولي فإن البطولة استطاعت أن تكسر حواجز الأرقام السابقة من حيث عدد الدول واللاعبين المشاركين، وتعتبر بطولة مسقط هي الأكبر عددا حيث إن البطولات السابقة لم يتعدَ عدد مشتركيها حاجز الـ٢٠٠ لاعبا، وهذا جانب مهم، مشيدا بالجهد الكبير الذي بذلته اللجنة العمانية للشطرنج في هذا الجانب، متمنيا الاستمرار في هذا التفوق وأن يكونوا الأفضل دائمًا.

لعبة فكرية مهمة

وأكد سعادة السيد وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة على أهمية لعبة الشطرنج كلعبة فكرية مهمة، وستجد مختلف الفئات العمرية فيها فرصة لتطوير مهاراتهم في التفكير وتعزيز الذكاء واستراتيجيات تحقيق الأهداف، وهي من الألعاب القليلة التي تنمي القدرات الرياضية والعقلية، والهدوء التام عند اتخاذ القرارات وبالتالي تطوير كافة الجوانب الإبداعية لديهم لتحقيق أهدافهم، مشيدا بجهود اللجنة العمانية للشطرنج في نشر اللعبة من خلال التعاون المستمر مع اتحاد الرياضة المدرسية لتفعيل لعبة الشطرنج بشكل أوسع بين الطلبة في جميع محافظات سلطنة عمان، وهذا الأمر أسهم بالفعل في زيادة رقعة عدد اللاعبين والممارسين لهذه اللعبة.

منافسات مثيرة

وشهدت الجولة الأولى لبطولة العالم للشطرنج للهواة 2023 مسقط، منافسات قوية ومثيرة بين اللاعبين في تحدٍ كبير لا يعترف بالفارق العمري للاعب بل بالتصنيف والفئة التي حددتها البطولة وهي ثلاث فئات: فئة 1700 وفئة 2000 وفئة 2300، مما أفرز عنه فوز بعض الفئات العمرية الأصغر على الفئات العمرية الأكبر، ويعود ذلك لفارق الخبرة وحسن إدارة المباراة واتخاذ القرارات الناجحة التي قادت اللاعبين للفوز حيث أقيمت في الجولة الأولى قرابة 200 مباراة بمشاركة 400 لاعبا مصنفا يمثلون 64 دولة تنافسوا في الفئات الثلاث وجاءت أبرز النتائج على النحو التالي.

في فئة تحت ١٧٠٠ للمرأة تعادل العمانية كوثر المعمرية مع الهندية برياش، وتعادل العمانية العنود الغافرية مع السودانية نهلة محمد، وحققت الهندية شايبي الفوز على الإماراتية نورة الخوري، وفازت المنغولية أنوداري على البحرينية مرام الموسوية، وكذلك فوز المنغولية نارانبواد على البحرينية سندس عبيد.

وفي فئة تحت ١٧٠٠ رجال حقق لاعب المنتخب الوطني سعيد أحمد فوزا مهما على القطري أحمد سيف، كما تمكن لاعب المنتخب خالد الحاتمي من الفوز على الكويتي فيصل الغانم، وتعادل العماني فؤاد الغنامي مع السوداني حسين صديق، وتعادل العماني عبدالرحمن اليحمدي مع الألماني إندرياس، فيما فاز الهندي ديباك على الصيني يوان.

وفي فئة تحت ٢٠٠٠ تمكّن لاعب المنتخب الوطني حمود البوسعيدي من التعادل مع الصينية اكسيو، وحقق الإيراني ميرزي فوزا على الليبي سامي، كما فاز الهندي فيلافا على الروماني أوسكار، وحقق السعودي فيصل الحارثي فوزا مهما على الليبي محمد بشير، فيما خسر العماني سالم البلوشي من المكسيكية تريسا.وفي فئة تحت ٢٣٠٠خرج لاعب المنتخب الوطني راشد الجابري بنصف نقطة بعد تعادله مع اليمني خليل صبيح، كما تعادل التشيكي بيتر مع الليبي أسامة الطيب، وفاز الكويتي خالد هاشم على اليمني صالح العقربي، وخسر العماني محمد السعدي من الهندي انديكات، وحقق لاعب المنتخب السوداني أحمد حسن فوزا مهما على الفلبيني إيمرسون.

الجولة الثانية

وانطلقت اليوم الجمعة الجولة الثانية وسط منافسة قوية ازدادت حدتها عن الجولة الأولى في رغبة من اللاعبين؛ لاقتناص الفرص من أجل الفوز وتعزيز نقاط تقدمه في الفئات الثلاث، حيث سجلت بعض المباريات وقتا طويلا قارب الثلاث ساعات نظرا للتأني الذي يبديه بعض اللاعبين عند التخاذل بالقرارات، في محاولات لاتخاذ القرار الصحيح الذي يمكنهم من الفوز، فيما تقام مساء الغد الجولة الثالثة وسط تطلعات كبيرة من اللاعبين؛ لتحقيق نتائج تؤهلهم للوصول إلى منصات التتويج.

فوائد كبيرة

وحول البطولة قال أحمد بن درويش البلوشي رئيس اللجنة العمانية للشطرنج: البطولة تكتسب أهمية كبيرة وهي من أهم البطولات العالمية التي تستضيفها سلطنة عمان في لعبة الشطرنج، واستضافتها تحقق فوائد في الجوانب السياحية والثقافية فهي فرصة حقيقية للاعبي العالم لا تعرف على ثقافة سلطنة عمان وعلى تاريخه ومنجزاته، وعلى ما تتميز به من موقع استراتيجي وجمالي بين البحر والجبل والسهل وخاصة العاصمة مسقط، إلى جانب الفوائد الأخرى والتي تتمثل في توفير البيئة الممكنة للاعبي المنتخب الوطني؛ لتحسين تصنيفهم الدولي وكسب المزيد من الخبرات والمهارات بالتعرض لمباريات قوية ومثيرة، كما كانت البطولة فرصة أيضا لتطوير الكوادر البشرية من حكام وإداريين ومنظمين، مؤكدا أن نهج استضافة البطولات العالمية سيستمر نظرا للمكاسب التي تم ذكرها.

بطولات قادمة

وعن خطط اللجنة المستقبلية قال البلوشي: ثمة أخبار إيجابية في انتظار الجمهور من محبي اللعبة سواء فيما يتعلق بنشر اللعبة في سلطنة عمان وتعزيز مكانتها الجغرافية، أو من خلال التطلعات لاستضافة المزيد من الفعاليات والبطولات الرياضية القارية في سلطنة عمان، معربا عن أمله في أن يستمتع الجميع بوجودهم في البلد وأن يتعرفوا على جمال مسقط ومعالمها. وأشاد رئيس اللجنة العمانية للشطرنج بجهود الكوادر الفنية والتنظيمية ودورهم الكبير في نجاح البطولة موضحا أن استضافة كأس آسيا للشطرنج في العام الماضي كانت نقطة انطلاقة مهمة لسلطنة عمان اكتسبتها ثقة الاتحادين الآسيوي والدولي، مؤكدا أن تعاون جميع الشركاء والداعمين مع اللجنة وخاصة وزارة الثقافة والرياضة والشباب أسهم في النجاح وتجاوز التحديات.

وأبدى أحمد البلوشي سعادته بنجاح سلطنة عمان في تسويق البطولة عالميا وما نتج عنه من مشاركة واسعة وقال: فخور بنجاح اللجنة في جذب أكبر عدد من اللاعبين واللاعبات من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في البطولة، موضحا أن هذا الأمر عكس نجاح الجهود الترويجية للبطولة وعزز من مكانة اللجنة العمانية للشطرنج على الساحة الدولية، معربًا عن أمله في استمرار هذا النجاح والتنظيم المثالي حتى النهاية.

تعادل مهم

بينما قال حمود البوسعيدي لاعب المنتخب الوطني لفئة تحت ٢٠٠٠: البطولة مهمة جدا ونسعى من خلالها لتمثيل سلطنة عمان خير تمثيل، وهذا لا يعني أن الأمر سهل جدا بالنسبة للاعب العماني الذي يعد الأقل خبرة بين اللاعبين لكنه يعد تحديا يجب أن نخوضه وصولا للقمة، والجولة الأولى من البطولة: واجهت فيها الصينية اكسيو وكانت مباراة صعبة جدا واستطعت بحمد الله تقاسم نقطة المباراة بالتعادل، وهي بداية ليست حسب الطموح لكنها بداية ستحفزني لبذل المزيد من الجهود والتركيز لعمل أفضل في الجولات القادمة بإذن الله تعالى.

تحسين التصنيف

من جهتها قالت كوثر المعمرية فئة تحت ١٧٠٠: الحمد لله استطعت الخروج بنصف نقطة بعد التعادل مع اللاعبة الهندية برياش، وهي خطوة جيدة بالنسبة لي، وأتطلع لتعزيز وتحسين التصنيف والحصول على مركز في البطولة، وحول أهمية استضافة سلطنة عمان لهذا الحدث قالت: البطولة من أهم البطولات العالمية في لعبة الشطرنج واستضافة سلطنة عمان لها جعل أنظار العالم تتجه إليها، كما أتاح لنا المشاركة في البطولة بعدد كبير حيث شارك ٨٥ لاعبا ولاعبة وهذا رقم كبير لا يمكن أن يتحقق إذا كانت البطولة في مكان غير بلدنا، والبطولة تساعدنا كثيرا في رفع التصنيف والمنافسة كذلك مع لاعبين ذوي خبرة.

دورة مدربي الشطرنج

من جانب آخر انطلقت أمس دورة مدربي ومدربات الشطرنج التي تنظمها اللجنة العمانية للشطرنج بالتزامن مع بطولة العالم، بمشاركة 20 مدربا ومدربة، يحاضر في الجلسات التي تستمر حتى 5 من نوفمبر الجاري المحاضر الدولي السوري علي عباس وبشير القديمي مدرب المنتخب الوطني للشطرنج، وتضمنت الدورة عددًا من المحاور من بينها مبادئ تعلّم الشطرنج وأهمية اللعبة، وأساليب اكتشاف الموهوبين، والمبادئ الاستراتيجية للمتدربين، وتعليم التفكير الوقائي للاعبين، وآلية اتخاذ القرار على الرقعة، والاستفادة من الحاسب الآلي، وطرق تنظيم البطولات، وأفكار بعض الافتتاحيات، وتوجيه اللاعب للافتتاح والدفاع، وقراءة الدور نفسيًا والتحضير الجيد.

وتتواصل الدورة عبر أيامها الثلاثة بعدد من الجلسات العملية والنظرية التي تركز على طرق وأساليب التدريب للمراحل العمرية وانتقاء الموهوبين وبعض الطرق والأساليب التعليمية المصغرة للافتتاحيات والخطط وأوضاع النهائيات واستراتيجيات اللعب المتعلقة بالمبتدئين وكل ما يتعلق بلعبة الشطرنج. وتأتي هذه الدورة التي تنظمها اللجنة ضمن فعاليات بطولة العالم للشطرنج للهواة، وتهدف من خلالها اللجنة لتأهيل وتدريب الكوادر العمانية، وبالأخص فئة المعلمين؛ حيث يعتبرون الركيزة والهدف الأساس؛ لنشر اللعبة وإيجاد قاعدة عريضة من المدربين من مختلف محافظات سلطنة عمان قادرة على التدريب وإدارة أنشطة اللعبة في الأندية والمراكز والمدارس.

المصدر: لجريدة عمان