ملاحقات وفصل عن العمل.. إسرائيل تسكت أصوات النقاد في الداخل
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
شاركت المحاضِرة بجامعة القدس بيليد إلحنان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في مناقشة عبر مجموعة واتساب لأعضاء هيئة التدريس حول عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 من الشهر نفسه.
وبعد سويعات، تلقت إلحنان رسالة من رئيس الكلية يعلمها بإيقافها عن العمل واستدعائها لجلسة استماع، بشأن ما إذا كان سيُنهى التعاقد معها بتهمة "إظهار التفهم للعمل المروع الذي فعلته حماس"، والتعبير عن "تسويغ للعمل الشنيع".
وقال محامي حقوق الإنسان الإسرائيلي، مايكل سفارد، في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن إلحنان -التي اتصلت به للحصول على المشورة القانونية- ليست حالة معزولة، وأشار إلى أنه وفقا لمركز "عدالة" القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، أوقف عشرات الطلاب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أو استدُعوا لحضور جلسات الاستماع قبل إيقافهم عن مؤسساتهم الأكاديمية، وجميعهم تقريبا من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، بتهمة أن التصريحات التي نشروها على منصات التواصل الاجتماعي، تشكّل "دعما للإرهاب".
قمع نشط للخطابوحددت مجموعة "أكاديميا فور إيكواليتي" ما لا يقل عن 3 محاضرين جامعيين آخرين في مؤسسات مختلفة، أحدهم يهودي واثنان فلسطينيان، استُدعوا -كذلك- إلى جلسات الاستماع وطُرد أحدهم، ولا يزال اثنان قيد الإجراءات. وتلقت بيليد إلحنان في النهاية توبيخا شديدا، لكنها تمكنت من الاحتفاظ بوظيفتها.
ويرى سفارد، أنه من المرجح جدا أن يكون "القمع النشط للتعبير" الذي تقوم به أكثر من 20 مؤسسة، نتيجة مباشرة لرضوخها للضغوط التي تمارسها الجماعات اليمينية المتطرفة، التي تمسح الشبكات الاجتماعية، وتعمل كمشتكين متسلسلين، وأشار إلى توجيه من وزير التعليم أرسل في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى المؤسسات يطالبها بتوقيف فوري لأي طالب، أو موظف يعبّر بطريقة تشكّل "دعما للإرهاب"، أو "دعما للعدو".
وأضاف، أن الحملة لا تقتصر على مؤسسات التعليم العالي فقط، فقد أبلغت الشرطة الإسرائيلية ومكتب المدعي العام الكنيست أنه بداية من 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فُتح أكثر من 126 تحقيقا جنائيا، ونفّذ 110 اعتقالات بعد تصريحات فردية أدلي بها علنا، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في مجموعات مغلقة متعلقة بعملية "طوفان الأقصى" والحرب المستمرة على غزة.
وقال، إن هذا التدقيق والمراقبة المكثفة هو في جزء منه عمل قوة مهام شكّلت قبل بضعة أشهر لمراقبة ما يسمى بـ"التحريض الفلسطيني على الإرهاب عبر الإنترنت"، بقيادة إيتمار بن غفير، اليميني المتطرف والمؤيد السابق لحركة "كاخ" العنصرية المحظورة، وهو الآن وزير الأمن القومي الإسرائيلي.
وخلص محامي حقوق الإنسان الإسرائيلي إلى أن حرية التعبير السياسي في إسرائيل إزاء الصراع الإسرائيلي العربي، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، كانت دائما محفوفة بالمخاطر، وبالنسبة للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل على وجه الخصوص.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل المسعورة.. 50 ألف شهيد في غزة.. ودماء الفلسطينيين لاتزال تسيل
◄ استشهاد 792 فلسطينيا منذ 18 مارس الجاري
◄ استشهاد 270 طفلا خلال أسبوع واحد
◄ ارتفاع إجمالي الشهداء إلى 50144 شهيدا والجرحى إلى 113704
◄ مكتب أممي: غزة بها أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف بالتاريخ
◄ الاحتلال يواصل استهداف المنظومة الصحية
◄ "وورلد سنترال كيتشن" تعيد هيكلة عملياتها بسبب القصف وأوامر الإخلاء المستمرة
◄ وكالات الأمم المتحدة تقلص الموظفين بنحو الثلث بغزة
الرؤية- غرفة الأخبار
عادت إسرائيل لحرب الإبادة الجماعية مرة أخرى بحملات عسكرية مسعورة، مستهدفة كل المناطق وكل المجمعات السكنية والخيام والمستشفيات والمركبات، لتخلف المئات من الشهداء خلال أيام قليلة.
ومنذ استئناف الحرب، استشهد 792 فلسطينيا وأصيب 1663 آخرون منذ يوم الثامن عشر من مارس الجاري، بعد هدنة استمرت نحو شهرين.
وفي السياق، قالت هيئة إنقاذ الطفولة في حسابها على منصة "إكس" إن أكثر من 270 طفلاً في غزة قتلوا خلال أسبوع واحد منذ استئناف الغارات الإسرائيلية على القطاع.
وبهذه الأعداد، يرتفع عدد الشهداء الإجمالي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 50144 شهيدا، بينما يرتفع عدد المصابين إلى 113704 مصابا.
وقال المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "المشهد بغزة هو أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث".
بدوره، أكد رئيس برنامج الإعاقة بجمعية العون الطبي أن مساعدات الأطفال مبتوري الأطراف خلال الهدنة غطت 20% فقط من الاحتياجات. وأضاف أن إسرائيل تمنع دخول مواد تصنيع الأطراف الصناعية بحجة أنها قد تستخدم لأغراض عسكرية.
وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، بأن الاحتلال لم يدخل أي جهاز طبي بعد أن دمّر كل الأجهزة في القطاع، مضيفا أن الاحتلال يواصل هجمته المسعورة على المنظومة الصحية في القطاع.
وأوضح: "هناك نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة في القطاع، ولا يوجد أي جهاز للرنين المغناطيسي في القطاع حاليا، والإصابات التي تصل للمستشفيات سببها استهداف في الرأس والصدر".
وبسبب القصف المتواصل، قالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الإغاثية العالمية إنها تضطر إلى إعادة هيكلة عملياتها باستمرار في قطاع غزة بسبب القصف وأوامر الإخلاء، وأكدت التزامها بمواصلة تقديم المساعدات في القطاع.
وأضافت المنظمة في منشور على "إكس": "يتصاعد القتال في غزة، مع وقوع غارات إسرائيلية على أنحاء القطاع دون وجود مناطق إنسانية محددة".
كما أعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن المنظمة الدولية ستخفض عدد موظفيها الدوليين في غزة بنحو الثلث، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالسلام، بحسب "رويترز".
وقالت أليساندرا فيلوتشي، المتحدثة باسم الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بجنيف: "نسعى لخفض عدد الموظفين الدوليين بنحو الثلث، والسبب في ذلك يعود في الواقع إلى أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش لا يملك ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة". وذكرت أن هذا يعني نحو 30 من أصل 100 موظف دولي.
وأضافت أن الوكالات ذات الصلة تشمل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).