أبوظبي- وام

ترأّس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، الاجتماع العشرين للجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد.

ورحب سموه بإعلان مجموعة العمل المالي «فاتف» أن دولة الإمارات أنجزت خطة العمل بشكل كبير، وعزم المجموعة القيام بزيارة ميدانية إلى الدولة مطلع عام 2024، للاطلاع على تنفيذ واستدامة الإصلاحات التي سنّتها الجهات المعنية في إطار الجهود الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

من جانبه، استعرض عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، آخر مستجدات الرقابة على قطاعات الأعمال والمهن غير المالية المحددة في الدولة، مشيراً إلى أن جهود الدولة مستمرة في تعزيز الرقابة والتوعية بما يلبى متطلبات التشريعات الوطنية لمواجهة غسل الأموال، وبما يتماشى مع المعايير الدولية.

وأوضح بن طوق المري أن وزارة الاقتصاد نفذت 3173 جولة تفتيشية خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر لعام 2023، نتج عنها توقيع غرامات مالية على 284 منشأة بقيمة 91.5 مليون درهم.

وتطرق إلى التطورات التي طالت البيئة التشريعية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الدولة، والتي شهدت نقلة نوعية خلال المرحلة الماضية عبر إصدار تشريعات وقرارات وزارية قائمة على أفضل الممارسات العالمية، ومنها صدور القرار الوزاري بشأن تنظيم إجراءات المستفيد الحقيقي، والقرار الوزاري بشأن الجزاءات الإدارية على مخالفي أحكام قرار مجلس الوزراء بشأن إجراءات المستفيد الحقيقي، فضلاً عن النتائج التي حققتها الخطة التشغيلية القائمة على المخاطر لمسجلي الشركات في الدولة والبالغ عددهم 36 جهة، كما تحدث عن مستجدات السجل التجاري الموحد بكل إمارة.

واستعرض حامد الزعابي، مدير عام المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، خلال الاجتماع بنود خطة العمل الوطنية والتقدم الذي أحرزته دولة الإمارات في هذا الصدد، حيث تشير الخطة إلى الجهود الإيجابية المستمرة للدولة في استدامة منظومة مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ورفع مستويات الفعالية في كل المجالات.

وتضمن الاجتماع التأكيد على أهمية جهود دولة الإمارات في مجال استدامة حماية النظام المالي وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث تبرز الإحصائيات الرسمية زيادة مستمرة في طلبات التعاون الدولي، إذ قامت دولة الإمارات بتوقيع 45 اتفاقية للمساعدة القانونية المتبادلة، وهناك 12 اتفاقية أخرى قيد الإعداد.

كما تم التطرق إلى أبرز جهود جهات إنفاذ القانون والتي أدت إلى تحقيق زيادة مستدامة في التحقيقات والملاحقات القضائية الفعالة في مجال غسل الأموال بما في ذلك الأنماط المعقدة من الجرائم المالية، ومواصلة تحقيق الفعالية في ملف العقوبات المالية المستهدفة، حيث إن معدّل الإدانة في قضايا غسل الأموال بين مارس 2023 ومنتصف يوليو 2023 بلغ 92.1%، فيما وصل عدد الإدانات خلال نفس الفترة إلى 76 إدانة.

كما تناول الاجتماع أبرز أولويات المرحلة المقبلة وخارطة الطريق للمسائل ذات الأولوية بما يضمن استدامة منظومة العمل الوطنية واستمراريتها، حيث تشمل هذه المسائل عدداً من القطاعات والمشاريع ذات الأولوية، ومنها تعزيز الإطار التنظيمي لقطاع الأصول الافتراضية بما يتوافق مع المعايير الدولية، وتعزيز حوكمة قطاع المنظمات غير الهادفة للربح، ومبادرات تعزيز إطار التنسيق الوطني.

حضر الاجتماع.. محمد بن هادي الحسيني وزير دولة للشؤون المالية، وعبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، وشمّا بنت سهيل المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، وعبد الله سلطان بن عواد النعيمي وزير العدل، وأحمد بن علي الصايغ وزير دولة، وخالد بالعمى التميمي محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وعلي سعيد النيادي رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والفريق طلال بالهول الفلاسي مدير عام جهاز أمن الدولة بدبي، وعلي بن حماد الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، والفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي.

كما حضر الاجتماع.. سعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، وإبراهيم محمد الزعابي مدير عام جهاز أمن الدولة، وحامد سيف الزعابي مدير عام المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الإمارات لمواجهة غسل الأموال وتمویل الإرهاب دولة الإمارات مدیر عام

إقرأ أيضاً:

طموح زايد.. أصل الحكاية في معانقة الإمارات للفضاء

إعداد: يمامة بدوان

لم يكن اهتمام دولة الإمارات في سبر أغوار الفضاء وليد اللحظة، بل له شواهد تعود لخمسة عقود، وتحديداً في العام 1974. وهي أصل الحكاية التي بدأت بحلم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما استقبل فريق وكالة «ناسا» الأمريكية، الذي أطلق رحلة «أبولو» إلى سطح القمر، وشمل 3 رواد أمريكيين، إضافة للدكتور المصري فاروق الباز، الذي كان يعمل آنذاك مديراً للمتحف الأمريكي الوطني لرحلات الفضاء، وقدّم له جيمس إروين، أحد الرواد الأمريكيين، لوحة تذكارية للمركبة «أبولو» وهي على سطح القمر.
«إن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان كل ما يريد وما يرغب، وعلى الإنسان بدوره أن يحمد الله ويشكره على ما وهبه من نعم، وأن يراعي الإنسان الجوانب الإنسانية في كل ما يقوم به من عمل، كما عليه أن ينظر إلى البشر كافة بعين واحدة، عين المحبة والأخوّة، إننا في دولة الإمارات نساير أنفسنا مع الزمن، ومحاولة الحصول على كل ما هو جديد من شأنه أن ينفعنا في حاضرنا ومستقبلنا»، تلك الكلمة قالها المغفور له الشيخ زايد في حديثه مع فريق وكالة ناسا، وذلك حين استقبله في الثاني عشر من فبراير 1976 بقصره في منطقة البطين بأبوظبي، وكانت كلمات الوالد المؤسس تعبر عن حلمه في وصول دولة الإمارات إلى الفضاء.


في تلك الزيارة، تسلم الشيخ زايد هدية غالية، وهي لوحة تحمل صورة لمدار المركبة أبولو وبجانبها علم دولة الإمارات، الذي حمله الرواد معهم أثناء رحلتهم الأخيرة، وأكد الشيخ زايد، أن لهذه الصورة قيمة كبيرة، وهي هدية ثمينة يعتز بها الإماراتيون.
كما تسلم الشيخ زايد من الوفد الذي ضم 3 رواد فضاء أمريكيين، هم: توماس ستافورد، وفانس براند، ودونالد سايتون، والدكتور فاروق الباز، الذين زاروا أبوظبي بدعوة من حكومة دولة الإمارات، نموذج مصغر لمركبتي أبولو الأمريكية وسويوز السوفييتية.
وخلال اللقاء، أثنى طيّب الله ثراه، على إنجازات وكالة ناسا وما حققه رواد الفضاء الأمريكيون، ووجّه كلمة لهم، قائلاً: «إن ما توصلتم إليه من اكتشافات علمية يبشر بمستقبل طيب للعلم والعلماء وللبشرية أيضاً، فلا شك أن العلماء سيستفيدون من إنجازاتكم وخبراتكم في تجاربهم ودراساتهم وأبحاثهم العلمية التي يقومون بها لخدمة الإنسان والإنسانية، كالطب والعلوم الأخرى، إنكم بعملكم هذا قد مهدتم الطريق لغيركم من العلماء والرواد للوصول ومعرفة ما لم يتمكنوا من معرفته».
كما شهدت دولة الإمارات في عهده، طيب الله ثراه، تأسيس «الثريا للاتصالات» عام 1997، والتي كانت باكورة المراكز التي أسستها الدولة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الاصطناعية، فكان من أبنائه العمل ليل نهار بعزيمة وإصرار على تحقيق الحلم، والوصول إلى مصافّ الدول العالمية في استكشاف الفضاء.
بوابة الإمارات
يستعد العالم لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر، من خلال «بوابة الإمارات»، التي ستكون طريق الرواد والعلماء في استكشاف الفضاء السحيق، والتي من المقرر إطلاقها في العام 2030، بالتزامن مع المرحلة الرابعة من مهمة «أرتميس»، حيث سيعمل مركز محمد بن راشد للفضاء على توفير طاقم البوابة القمرية ووحدة معادلة الضغط العلمية، التي ستسمح بنقل الطاقم والعلوم من وإلى الفضاء.
وفي مطلع 2024، أعلنت الإمارات قفزة نوعية في سجل إنجازاتها الحافل في مجال الفضاء، عبر انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، ما يجسد مدى حرصها تطوير وتفعيل آليات التعاون الدولي في مجال الفضاء، بما يخدم البشرية ويعود بالنفع والتقدم والازدهار، كما يبرز حجم الثقة بالكوادر الوطنية وقدرتها على لعب أدوار مؤثرة في أصعب وأدق المشروعات العلمية ذات الطابع العالمي.
ويعد المشروع الأكثر تقدماً لعودة البشر إلى القمر بعد غياب تجاوز 50 عاماً، للهبوط على سطحه وجعله قاعدة لمهمات مستقبلية نحو المريخ، وستتولى الإمارات مسؤولية تطوير وتشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عامًا قابلة للتمديد، كما ستحصل على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.


كويكب «جوستيشيا»
لأن القيادة الرشيدة لا حدود لطموحها، أطلقت في أواخر مايو 2023، مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، الذي يستمر 13 عاماً، 6 منها للتطوير و7 لرحلة الاستكشاف، ستقطع خلالها المركبة الإماراتية 5 مليارات كيلومتر متجاوزة كوكب المريخ لاستكشاف 7 كويكبات والهبوط على آخر كويكب «جوستيشيا» في 2034.
وتعد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في دولة الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم.
وستنطلق المركبة «MBR إكسبلورر»، في مارس من عام 2028، لتقطع مسافة 5 مليارات كيلومتر، وتتضمن 3 مناورات بمساعدة قوة الجاذبية لكواكب الزهرة والأرض والمريخ لزيادة سرعة المركبة الفضائية، ودعم سلسلة من التحليقات القريبة لتبدأ أول مواجهة مع كويكب في فبراير 2030.
أيدٍ إماراتية
يعد القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الأكثر تطوراً بالمنطقة، والذي يحمل الأحرف الأولى من اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أطلق في يناير 2025، ثاني قمر إماراتي الصُنع بالكامل وعلى أرض الدولة، بعد «خليفة سات» الذي تم إطلاقه عام 2018. ويوفر القمر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تقنياته الكبيرة، خاصة وأنه يعد أحد أفضل الأقمار الاصطناعية على مستوى العالم، كما يمتاز بتحسين دقة التقاط الصور بأكثر من ضعف المستوى الذي تقدمه الأنظمة السابقة.
كما أطلقت الدولة في السنوات الماضية، مجموعة من الأقمار الاصطناعية، منها سلسلة أقمار كل من الثريا والياه، كذلك دبي سات 1 و2، إلى جانب نايف 1 ومزن سات وظبي سات و«دي إم سات 1»، أيضا القمر الراداري «اتحاد سات»، وغيرها الكثير.


الطريق للقمر
لأن الإمارات لا تقبل سوى بالمركز الأول، كانت صاحبة أول مهمة عربية لاستكشاف القمر، من خلال إطلاق المستكشف راشد إلى سطح القمر، على متن المركبة «هاكوتو - آر» من ولاية فلوريدا الأمريكية في 11 ديسمبر 2022، لكن المركبة لم تتمكن من الهبوط بنجاح على القمر يوم 25 إبريل 2023، فجاء إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في اليوم التالي عن المهمة الجديدة لمركز محمد بن راشد للفضاء لاستكشاف القمر تحت اسم «راشد2» ليبدأ العمل في بناء المستكشف، تأكيداً من سموه على أنه لا يوجد كلمة مستحيل في قاموس دولة الإمارات.
وقال سموه: «نحن دولة تأسست على الطموح.. نحن دولة لم تتوقف منذ 2 ديسمبر 1971.. ولن تتوقف.. ولن تلتفت.. ولن تضع أهدافاً صغيرة لنفسها.. القادم أجمل وأعظم وأكثر جرأة بإذن الله».
إعلان تاريخي
اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة منعطفاً تنموياً مهمّاً في مسيرتها نحو الفضاء، ذلك بإعلانها التاريخي عام 2014 إنشاء وكالة لعلوم الفضاء، ودخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء واعتباره أحد المستهدفات لتضمينه في الاقتصاد الوطني خلال السنوات القادمة، والعمل على بناء رأس مال إماراتي بشري في تكنولوجيا الفضاء والمساهمة في زيادة المعرفة البشرية، فيما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة.  
السير بالفضاء
شكّلت أول مهمة سير في تاريخ العرب بالفضاء، والتي نفذها بنجاح الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب في 28 إبريل 2023، خطوة تاريخية، ما جعل الإمارات الدولة العاشرة عالمياً تقوم بتنفيذ مهمة السير خارج المحطة الدولية، والتي استمرت 7 ساعات ودقيقة واحدة، وذلك خلال أطول مهمة للرواد العرب واستمرت 186 يوماً، جرى خلالها أكثر من 200 تجربة علمية، أسهمت في إثراء المعرفة بقطاع الفضاء ومجالاته للمجتمع. وكان النيادي انطلق إلى الفضاء في مهمة «طموح زايد 2» يوم 2 مارس 2023، على متن المركبة الفضائية دراغون، ثم عاد إلى الأرض في 4 سبتمبر من العام ذاته، بعد نجاح أطول المهمة.
وفي 25 سبتمبر 2019، قام هزاع المنصوري بأول مهمة للمحطة الدولية، ضمن «طموح زايد 1»، وفي 5 مارس 2023، تخرّج كل من نورا المطروشي ومحمد الملا، بعد أن أمضيا 22 شهراً في تدريبات الرواد ضمن الدفعة ال 23 في «ناسا».

مقالات مشابهة

  • عبدالله آل حامد: يوم زايد للعمل الإنساني محطة مهمة لاستحضار إرث زايد
  • عبدالله آل حامد: يوم زايد للعمل الإنساني محطة مهمة لاستحضار إرث زايد في بناء نهضة الإمارات على أسس العطاء والمحبة
  • عبدالله آل حامد: مدرسة زايد الإنسانية أصبحت مصدر إلهام عالمياً
  • عبدالله آل حامد: لقاء طحنون بن زايد وترامب يجسد متانة علاقات البلدين
  • عمر العلماء: الإمارات ترسخ مسيرة زايد ونهج العمل الإنساني المستدام
  • الإمارات تسير على نهج «زايد» في العمل الإنساني
  • طموح زايد.. أصل الحكاية في معانقة الإمارات للفضاء
  • وزير المالية يترأس اجتماعًا لمتابعة جهود مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
  • سفارة أمريكا في الإمارات: زيارة طحنون بن زايد لواشنطن تعكس الشراكة الاستراتيجية
  • طحنون بن زايد يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة