مسيرة جماهيرية حاشدة في البيضاء تضامناً مع أبناء الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
الثورة نت../ محمد المشخر
خرج أبناء محافظة البيضاء اليوم في مسيرة جماهيرية حاشدة تأييداً للعملية العسكرية المباركة التي أطلقتها القوات المسلحة على الأرضي المحتلة و تضامناً مع أبناء الشعب الفلسطيني ونصرة للأقصى الشريف.،وتحت شعار”لبيتك يا الاقصى”
،رفع المشاركون في المسيرة الجماهيرية التي جابت شوارع وأحياء مدينة البيضاء مركز عاصمة المحافظة،الأعلام الفلسطينية واليمنية واللافتات المؤكدة على التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندة مقاومته الباسلة للرد على الجرائم والاعتداءات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحقهم.
وأدن المشاركون في المسيرة التي حضرها وكيلاء محافظة البيضاء عبدالله أحمد الجمالي وصالح أحمد المنصوري ووكيل محافظة شبوة أحمد الباقر الجنيدي ورئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص ومشرف مربع مديريات البيضاء المجاهد حاتم محسن الخولاني ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والقيادات المحلية والاشرافية والأمنية بالمحافظة،بشدة ما يقوم به المحتل الصهيوني من جرائم مروعة ضد شعب فلسطين،واستهداف المدنيين بأسلحة محرمة دوليًا، كالقنابل الفوسفورية،هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي وكافة الشرائع والاعراف والقيم.،مشيرين أن هذه العملية تأتي في إطار الرد على الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوى الشر و الاستكبار العالمي ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
واستنكر المشاركون،الجريمة الوحشية التي ارتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين في مخيم جباليا،وسقط على إثرها أكثر من 400 شهيد وجريح.
وأشاد المشاركون،بشجاعة قائد الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي وما جسده من مواقف فريدة تجاه قضايا الأمة.،مشددين على ضرورة قيام الحكام العرب بمسؤولياتهم الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب إبادة جماعية من قبل كيان الاحتلال الغاصب.
وأكد المشاركون،أهمية مساهمة كل شرائح المجتمع في جمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني بمكاتب البريد اليمني عبر حساب رقم “1140”وكذلك عبر الحسابات البنكية المعتمدة وفي محال الصرافة عبر الحسابات الموحدة “حملة دعم الشعب الفلسطيني”.
وفي كلمة العلماء التي ألقاها مدير مكتب التربية والتعليم بمدينة البيضاء محمد عمر الحارثي.دعا،الجميع إلى استشعار المسؤولية في مواجهة العدوان بما يقوم به الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضرورة الاستفادة من عملية طوفان الاقصى من خلال الوعي،باعتبارها الغدة السرطانية إذا تم اجتثاثها ستعيش الأمة العربية في أمن ورخاء..
ولفت إلى أهمية توزيع القوائم التوعوية بالمنتجات والعلامات التجارية الأمريكية والصهيونية ونشر الوعي بفاعلية سلاح المقاطعة ودوره الكبير في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني..مؤكدا أهمية توعية المجتمع بضرورة مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية،ومواجهة مؤامرات الأعداء والشائعات الإعلامية،التي تخدم سياسات ومخططات الكيان الصهيوني.
وشدد الحارثي،على ضرورة التعبئة العامة وإعلان النفير والتحرك الجاد لمواجهة صلف وغطرسة الكيان الصهيوني،ودعم فصائل المقاومة الفلسطينية بشتى الوسائل الممكنة حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة والمقدسات من دنس الصهاينة…مشيراً إلى أن حرب الإبادة،التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة،والمجازر التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى جلهم من النساء والأطفال والمدنيين،تتطلب من الأمة نصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية.
وأشار في البيان الصادر عن المسيرة الذي تلاه مشرف عام مدينة البيضاء المجاهد بدر الدين العبال،الى إن هذه العملية تمثل أقل ما يمكن تقديمه لشعب فلسطين المظلوم،.مؤكدأ على موقف اليمن الثابت في دعم قضية فلسطين وشعبها الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية على يد قوى الاستكبار العالمي،أمريكا وإسرائيل وأذنابهم من الغرب المشارك والداعم لتلك الجرائم في محاولة لإخماد نار المقاومة بكل الوسائل.
واعتبر البيان،ما قامت به القوات المسلحة من عمليات بطولية،يأتي في إطار وعود قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي،للشعب الفلسطيني.
ولفت البيان،إلى أن الرد اليمني على جرائم الاحتلال يأتي بتقويض شعبي وتأييد من المكونات السياسية في اليمن باستثناء المرتزقة والعملاء وأنصار دول التطبيع.
ودعا البيان،إلى تكثيف هذه الضربات،وزيادة حدتها، لإرباك وإذلال العدو،وإظهار التضامن مع شعب فلسطين الصامد كجبل في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم و الجاثم صدور المسلمين.
و أضاف البيان،إن قيادة السلطة المحلية والتنفيذية والاشرافية بمدينة البيضاء تقف صفاً واحداً مع قيادة الثورة في دعم قضية فلسطين،التي هي قضية كل مسلم.
ودعا قادة وحكام الدول العربية على الخروج من حالة التخاذل والهوان التي يعانون منها،وأداء مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية تجاه قضية فلسطين،التي تستحق منهم كل التضحية والجهاد.
وأشاد البيان.بشجاعة وحنكة قائد الثورة،السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي،الذي جسد تطلعات ومطالب أبناء الشعب اليمني في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني وجسد أسمى معاني الشجاعة و الإقدام في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم.
وأكد البيان،أن تلك العمليات تأتي انتصاراً لدماء الأطفال والنساء والمدنيين الذين يسقطون يومياً جراء العدوان الأمريكي الصهيوني على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة..مؤكدا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه، وعلى حق المسلمين في التضامن والتعاون للدفاع عن مقدساتهم،حتى دحر الاحتلال الصهيوني وطرده من أرض فلسطين الطاهرة.
وطالب البيان.بإسم قيادة السلطة المحلية والتنفيذية والاشرافية بمدينة البيضاء،القوات المسلحة إلى استمرار الضربات الصاروخية المسددة لاستهداف الكيان العدو الصهيوني–الأمريكي حتى يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وكما طالب البيان.بضرورة مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية،ومواجهة مؤامرات الأعداء والشائعات الإعلامية،التي تخدم سياسات ومخططات الكيان الصهيوني.
حضر المسيرة الجماهيرية مدير عام مكتب محافظ المحافظة فيصل حسان ومدير إدارة البحث الجنائي بالمحافظة العقيد ربيع طواف وأمين عام المجلس المحلي بمدينة البيضاء صادق إبراهيم القاضي ومساعد مدير الأمن لشؤن الأمن بالمحافظة العقيد شعيب مبخوت عياش،ومدراء عموم المكاتب التنفيذية بالمحافظة والقيادات السلطة المحلية والتنفيذية والاشرافية والأمنية والمشائخ والوجهاء والاعيان والشخصيات الإجتماعية والعلماء والثقافيين بمديرية مدينة البيضاء.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: أبناء الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی بمدینة البیضاء مدینة البیضاء
إقرأ أيضاً:
ملحمة الشعب الفلسطيني: أنشودة الأرض، الدم، والتراث
فبراير 24, 2025آخر تحديث: فبراير 24, 2025
د. أروى محمد الشاعر
أهذا الشعب الفلسطيني بشرٌ مثلنا، أم جاؤوا من عالم آخر؟
من أين يستمدون كل هذا الصبر، كل هذا الكفاح، كل هذا العشق للمقاومة؟ أهناك روحٌ إلهية تعانقهم، تمنحهم القوة كلما اشتدّ الحصار؟
إنه شعبٌ كتب ملحمته بمداد من الصبر والدم، نقشها في حدائق الجنات، وسقاها من ينابيع الجراح والأمل، لكن فلسطين ليست فقط دماءً وتضحيات، إنها إرثٌ خالد، وتراثٌ يقاوم النسيان كما يقاوم المحتل.
على مرّ التاريخ، جسّد الفلسطينيون قيم الكرم والتسامح، ففتحوا أبوابهم للأرمن واليهود الذين أجبروا على الرحيل من أوروبا، بما في ذلك أرمينيا. لم يكن استقبالهم مجرد إيواء، بل كان احتضانًا إنسانيًا حقيقيًا، حيث وفّروا لهم المنازل والأمان، ليعيدوا بناء حياتهم وسط بيئة يسودها التآخي والتعايش.
منذ أن وُلد الفلسطينيون، والأرض تسكن في أعماق روحهم، يحملونها
في كفوفهم المثقلة بالألم. في كل بيت فلسطيني، يولد طفلٌ وتولد معه وصية: لا تفرّط، لا تتنازل، لا تنحنِ، فالأرض ليست ملكًا لك وحدك، بل هي أمانة الأجداد، وحلم الأجيال القادمة. يشقّ الأطفال طريقهم بين الرصاص، ويصنعون من حجارتهم أجنحةً تعانق الحرية. في العيون حكايا جيلٍ طاردته النكبات، لكنه لم يرضَ بأن يكون إلا فاتحًا للأمل، راوياً للغد.
يقف طفل أمام الدبابة، يُشهر حجارتَه في وجه الطغيان، ويؤمن بأن الحق، مهما طال الظلم، هو المنتصر في النهاية، يحمل حقيبته الممزقة ويمضي إلى مدرسته، يقرأ في كتابه عن العالم، كيف ينعم الأطفال في مدن الرخاء بطفولة هانئة؛ يحملون حقائبهم المدرسية الجديدة، يذهبون إلى مدارس مجهزة بأحدث التقنيات، لكن قلبه لا يعرف إلا لغة واحدة:
لغة الأرض. على الجدار المهدم، يرسم شمسًا لا تغيب، وشجرة زيتونٍ لا تُقلع، وحمامةً تحلق بعيدًا، هذا الطفل، رغم كل المعاناة والصعاب، يحمل في قلبه أملًا لا ينطفئ، وحلمًا بوطن حر يعيش فيه بسلام.
الأرض هنا تنجب الرجال، رويت بدمهم الذي اختلط بالتراب والأحجار، تودعهم وهم يرحلون شهداء، لكنها تعرف أنهم سيعودون في كل غصن زيتون، في كل زهر لوزٍ يورق عند أبواب البيوت المهجورة. كم مرةٍ ظنّ المحتل أن الذاكرة تُمحى، فإذا بها تشتعلُ أكثر، تزهرُ من جديد، تتحدّى الموت في كل مرة، وكم مرة اقتلع جذور الزيتون، فإذا بها تمتد أعمق.
في صباحٍ تكلله رائحة الزعتر، تودّع أمٌ ابنها الشهيد. لا تبكي، بل تزغرد، لأن دماءه لم تذهب هباءً، بل تنبت قمحًا في السهول، وزهرًا في الروح. على كتفها كوفية، وفي قلبها وجع، لكن في عينيها نورٌ لا يخبو. لقد أدركت أن الفجر، وإن تأخر، قادمٌ لا محالة.
“سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسرّ الصديق
وإما مماتٌ يغيظ العِدى”
هكذا قال عبد الرحيم محمود قبل أن يسقط شهيدًا، وكأن صوته لم يخبُ، بل صار نشيدًا يتردد في أناشيد الصغار وزنازين الأسرى.
وكما تحفظ الأرض دماء الشهداء، فإنها تحفظ التراث في كل تفاصيلها.
فالفلاح الفلسطيني، وهو ينثر بذور القمح، لا يزرع الأرض فقط، بل يزرع ذاكرةً وأملًا، يردد المواويل القديمة التي حملها الأجداد كرايةٍ لا تسقط:
“يا أرضنا الغالية يا ريحة الجدود، فيك الصبر مزروع والزرع ممدود، مهما جرفوكِ ومهما صاروا حسود، تبقي الأبية وما يطولك الغاصب، زرعنا الأرض ورد وسقيناه بدموع، كبرت السنابل والشمس إلها شموع، لو هدّوا الدار وسرقوا المفتاح، نبنيها من أول وما نرجع للرجوع”
إن الثوب الفلسطيني هو هوية تنبض بالحكايات، مغزول بخيوط الصبر، ومطرّز بأنفاس المقاومة. كل شكل هندسي وكل غرزة تروي فصلاً من تاريخ فلسطين، وفي زخارفه سيرة وطنٍ لا يشيخ، يحاك بأصابع الأمهات كما يُحاك المجد، المدن العتيقة تسكن تفاصيله، والألوان تحكي قصص الأجداد، يتوشّح بروعة الأرجوان الكنعاني، ذاك اللون الذي استخرجه أجدادنا الكنعانيون من أصداف الموركس، لون الملوك والكهنة والنبلاء، رمز العظمة التي لا تهزمها العصور. لم تكن الأمهات تُطرّزنه للزخرفة، بل كنّ يحيكن في نسيجه ملامح الأرض، وذاكرةً تتحدى النسيان، ويطرّزن ألف عامٍ من الصمود، حتى في الشتات، حين تمزّقت الأثواب، ظلّت النساء يطرزن، يحيكن حلم العودة في كل ثوب، وكأن الخيوط تتحوّل إلى درب يعيد اللاجئين إلى مدنهم وقراهم المهجورة، قالت فدوى طوقان:
“إنني جُذِرْتُ في أرضي كرمحِ اللوزِ في الغيمِ…
وما زالت عيونُ الفجر في عينيَّ مشدودة
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العويل
وانهض ولا تشكُ الزمان فما شكا إلا الكسول”.
حين يدبك الشباب الفلسطيني، يُعلن أن الأرض له. خطواتهم تضرب الأرض، كأنها توقيعٌ جديد على ملكيّتها. حتى في أعراسهم، يُغنّون لفلسطين، تُرفع الكوفية، وتعلو الزغاريد، فلا الفرح ينسيهم قضيتهم، ولا الحزن يُسقط من أيديهم راية المقاومة.
كما قال إبراهيم طوقان:
“موطني…..موطني
الجلال والجمال والسناءُ والبهاء في رباك في رباك”
في فلسطين تُورّث زيتونة الجدّ وتظل قائمة مئات السنين، لا تخيفها الجرافات، شاهدةٌ على حروبٍ، مجازر إنتفاضات وصلوات. المحتلّ يقتلع الشجرة، لكن الجذور تظلّ حيّة، تنتظر العائدين كي تولد من جديد، هناك التين والرمان والليمون في القرى العتيقة، نوافذ البيوت والأبنية المصنوعة من الحجر الكنعاني، كلها شواهد على أن فلسطين متجذرة في التاريخ، لا تُمحى مهما تبدّل الغزاة والمحتلون، هي الزيت والزيتون، هي رائحة الطابون في الصباح مع الأم التي تعجن الخبز، هي حكايات الجدات التي لا تزال تسري في دماء الأحفاد. في أزقتها، تعلو الأهازيج القديمة، وفي سمائها، لا تغيب أحلام الذين رحلوا وهم يحلمون بالعودةً، إنها الأرض التي تنبت الأحرار حتى لو حاصرها الطغيان، تظل تنتظر أبناءها ، كما تنتظر الأم ابنها الأسير، وكما تنتظر السنابل المطر لتزهر من جديد.
في المخيمات حلمٌ لا يموت: في كل بيتٍ لاجئ، مفتاحٌ قديمٌ يُعلّق على الحائط، ليس لأنهم يأملون فقط، بل لأنهم يعرفون أنهم سيعودون وأن الأوطان لا تضيع ما دامت منقوشة في أعماق ذاكرتهم وما دام القلب ينبض بها، تعلّم الأطفال أسماء مدنهم وقراهم التي لم يروها، حفظوها كما يحفظون أسماءهم. تسأل طفلًا أينما يعيش خارج فلسطين عن وطنه، فيجيبك: أنا من عكا، من يافا، من حيفا، من اللد، من بيسان. كيف تُمحى الأوطان من القلوب، وهي محفورةٌ فيها كالنقش على الصخر .يرددون ما قاله الشاعر أبو سلمى:
“سنرجعُ يومًا إلى حيّنا ونغرق في دافئات المنى سنرجع مهما
يمرّ الزمان. وتنأى المسافات ما بيننا”
لا يُكتب التاريخ إلا بمن رفض أن يكون في طيّات النسيان. في الزنازين، ينقش الأسرى حريتهم على الجدران، كأنها عهدٌ بأن الروح لا تُسجن، وأن الإرادة أقوى من القضبان. رغم العزل والقيود، يكتبون تاريخ الصبر، يرسمون مفاتيح العودة، ويتحدّون الحديد بأملٍ لا ينطفئ ، ومع كل فجرٍ جديد يبتسمون رغم الألم، لأنهم يؤمنون أن القيود ستنكسر، وأن الحرية قادمة لا محالة، يحفظون الشعرالذي كتبه شاعر الأرض المحتلة توفيق زياد:
“هنا على صدوركم، باقون كالجدار
وفى حلوقكم كقطعة الزجاج ، كالصبار
وفى عيونكم زوبعة من نار
نجوع ، نعرى، نتحدى، ننشد الأشعار
ونملأ السجون كبرياء
إنا هنا باقون، فلتشربوا البحرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا، ولا نرحل
وبالدم الزكى لا نبخل
هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل
يا جذرنا الحى تشبث
واضربى فى القاع يا أصول”
فرغم الدمار، رغم القتل والحصار، رغم ليل الاحتلال الطويل، تظل فلسطين شعراً وأنشودةً لا تموت. في شوارع القدس، بين قبابها الذهبية، في مساجدها وكنائسها، في صوت الأذان وتراتيل الأجراس، هناك وطنٌ يقاوم. حلم العودة لا ينتهي، سينبت الورد في الساحات التي روتها دموع الأمهات ودماء الشهداء وعذاب الزنازين، وسيعود اللاجئون إلى بيوتهم، وستُفتح الأبواب بمفاتيح العودة، وسيتردد في الأفق صدى صوت فيروز :
“لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي
لأجلك يا بهية المساكن، يا زهرة المدائن يا قدس
عيوننا إليك ترحل كل يوم تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراءً يا درب من مروا إلى السماء
عيوننا إليك ترحل كل يوم وإنني أصلي.