ندوة سياسية بمأرب تناقش مستقبل السلام باليمن في ظل التطورات الساخنة بالمنطقة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أكد مشاركون في ندوة سياسية بمحافظة مأرب (شرق اليمن) على أن الملف اليمني لا زال مرشحا لمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن مليشيا الحوثي تستغل العدوان الإسرائيلي على غزة للتحشيد الداخلي للمعركة القادمة.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها فرع مركز أبعاد للدراسات والبحوث، وحضرها وشارك فيها مهتمون وخبراء تحت عنوان "مستقبل السلام في اليمن في ظل التطورات الساخنة في المنطقة".
وأوصت الندوة جميع المكونات اليمنية والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة في ملف اليمن السعي لتحقيق سلام عادل وشامل من خلال توفير العوامل الموضوعية له وعدم القفز لعقد صفقات تهيئ لاستمرار الحرب أو تمهد لدورات صراع في المستقبل.
وأكدت الندوة على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه مأرب في عملية السلام في البلاد لثقلها السياسي والعسكري والاقتصادي والإنساني، واصفة مأرب التي هي مركز الجيش اليمني؛ مصدر مهم للاقتصاد في البلاد من خلال النفط والغاز، وفيها أكبر كتلة سكانية نازحة الذين حظوا باهتمام مباشر من قيادة الدولة بوجود اللواء سلطان العرادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يشرف بشكل مباشر على الدور الذي تقوم به السلطة المحلية في التنمية وتقديم الخدمات.
وأوصت الندوة مكونات الشرعية إلى وحدة الصف الوطني وتوحيد رؤيتها للسلام وفق القرارات الدولية ومراعاة المستجدات والتطورات الحاصلة في المنطقة، داعية المنظمات الإنسانية والأطراف الإقليمية والدولية التعامل مع هذه المحافظة وفق حقيقة أنها مركز التوازن في أي عملية سلام وأكبر تجمع للنازحين من مختلف المحافظات اليمنية.
وعن الدور المحوري لمأرب في صياغة مستقبل المرحلة الراهنة تحدث الدكتور عبدالخالق السمدة الأكاديمي المتخصص في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية حول الرؤية الوطنية للسلام المبني على المرجعيات الثلاث، ودور محافظة مأرب في معادلة الحرب ومستقبل السلام باعتبار ثقلها العسكري والاقتصادي والإنساني، حيث مثلت النواة الأولى لمقاومة الانقلاب، واحتضانها للجيش ومؤسساته العليا.
وثمن الدكتور السمدة الدور المسؤول الذي قامت به السلطة المحلية من خلال تقديم المبادرات الإنسانية من طرف واحد، كإعلان استعدادها فتح الطرق وإيصال الكهرباء إلى باقي المحافظات، بما فيها تلك التي يسيطر عليها الحوثيون.
من جهته استعرض الدكتور عمار البخيتي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة إقليم سبأ تأثير العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة علي الوضع اليمني، ووصف تحركات الحوثيين بشأن القضية الفلسطينية بأنها "مزايدات".
وقال الدكتور البخيتي "استغلت مليشيا الحوثيين عاطفة الشعب اليمني للتحشيد والاستعداد لمعركتها الداخلية، حيث أنشأت معسكرا أسمته معسكر تحرير القدس في الحديدة، وأجرت مناورة عسكرية في معسكر ماس بمأرب أسمتها طوفان الأقصى، وصعدت أعمالها العسكرية وتحشيدها في مأرب وتعز وحدود المملكة العربية السعودية في مسلك نحو إعادة الحرب".
العميد عبدالرحمن الربيعي المحلل العسكري والسياسي ناقش في الندوة قدرات الحوثيين العسكرية، وحجم الأسلحة والترسانة التي سيطروا عليها من مقدرات الجيش اليمني، وقال "إن عاصفة الحزم قد دمرت معظمها، إلا أن إيران ما زالت تقوم بتقديم الدعم وتهريب السلاح للحوثيين".
وأكد العميد الربيعي أن إيران تعتبِر اليمن جبهتها الرئيسية في المنطقة، وذكر عدة أسباب منها "قربها من دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والموقع الاستراتيجي والجيوسياسي لليمن حيث تشرف على مضيق باب المندب والبحر الأحمر الذي يعتبر ممر تجاري مهم للسفن الدولية، إلى جانب وجود الكثافة البشرية في اليمن سيما في المناطق القبلية الشمالية القادرة على استخدام السلاح".
وفي المحور الإنساني تحدث مدير عام مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري عن الانتهاكات الإنسانية التي لازالت جماعة الحوثي ترتكبها منذ بداية الحرب، وقال الزبيري "هذه الانتهاكات ستخلق عقبات أمام تحقيق أي سلام مالم يتم جبر الضرر وتطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين بهذه الجرائم".
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
القمّة العالمية للشحن في دبي تناقش مستقبل القطاع
تشهد فعاليات القمّة العالمية للشحن 2024، التي تنظمها مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”، مناقشات حول مستقبل الشحن، تُجريها شخصيات عالمية رائدة ضمن قطاعات التجارة والخدمات اللوجستية والأعمال والقطاع الحكومي.
وتشهد فعاليات القمّة المنعقدة في دبي والممتدة لثلاثة أيام، مناقشة عدد من المواضيع الحيوية التي تمس حياة الأفراد في جميع أنحاء العالم؛ مثل كيفية الاستفادة من التجارة العالمية في تحقيق الرخاء، ومشهد التجارة في عام 2050، بالإضافة إلى إطلاق قدرات الذكاء الاصطناعي التي ستغير أساليب ممارسات الأعمال.
وتهدف القمّة العالمية للشحن إلى تبادل أفضل الحلول وأحدث الأساليب لمجابهة التحدّيات على مستوى القطاع؛ مثل إنشاء سلاسل توريد مستدامة فعّالة، والموازنة بين الطلب والتوريد في مجال الغذاء والأمن، وتمكين منصّة للتعاون.
وتستقطب القمّة التي انطلقت أمس في مركز دبي للمعارض، في إكسبو سيتي، وتختتم يوم غد، مشاركة ما يزيد عن 10 آلاف من القيادات والروّاد في هذا القطاع ينتمون لأكثر من 155 دولة حول العالم.
وقال سعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، إن المتعاملين يتوقعون في ظلّ التحوّلات المتسارعة التي يشهدها القطاع اللوجستي حول العالم، حلولاً مبتكرة لا تقتصر فعاليتها على خفض التكلفة فحسب؛ بل توفر أيضاً معايير عالية للكفاءة والاستدامة والمرونة، بما يساعد على مواجهة التحدّيات العالمية.
وأضاف أن الهدف النهائي من انعقاد القمّة العالمية للشحن هو ضمان التعاون على مستوى القطاع لتلبية هذه المطالب، بالاعتماد على أحدث الأساليب الفعّالة والمبتكرة والمستدامة.
من جانبه، قال مايك باسكاران، الرئيس التنفيذي لعمليات التكنولوجيا الرقمية في مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”، إن أنجح وكلاء الشحن يعتمدون على تبنّي نهج يركز على المتعاملين، وعلى تلبية الاحتياجات الأكثر تعقيداً، وبناء شراكات مع الجهات المناسبة والقادرة على تقديم حلول مبتكرة.
وأضاف، أن التكلفة ما تزال عاملاً حاسماً في فعالية عمليات التجارة والشحن، إلا أن الاحتياجات اليوم تتجاوز مجرد القدرة على تحمّل تكاليف تلك العمليات التي ينبغي أن تكون فعّالة، ومستدامة، وقادرة على الصمود في مواجهة التحدّيات الجيوسياسية والبيئية المتزايدة.
وأكّد حرص مجموعة موانئ دبي العالمية على دعم شركائها من وكلاء الشحن في تنفيذ عمليات أكبر وأكثر تعقيداً من السابق، وذلك استجابة لتزايد متطلبات المتعاملين والمستهلكين النهائيين، إلى جانب التشريعات والتوقعات الجديدة بشأن الخدمات اللوجستية المستدامة.وام