أكد مشاركون في ندوة سياسية بمحافظة مأرب (شرق اليمن) على أن الملف اليمني لا زال مرشحا لمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن مليشيا الحوثي تستغل العدوان الإسرائيلي على غزة للتحشيد الداخلي للمعركة القادمة.

 

جاء ذلك في الندوة التي نظمها فرع مركز أبعاد للدراسات والبحوث، وحضرها وشارك فيها مهتمون وخبراء تحت عنوان "مستقبل السلام في اليمن في ظل التطورات الساخنة في المنطقة".

 

وأوصت الندوة جميع المكونات اليمنية والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة في ملف اليمن السعي لتحقيق سلام عادل وشامل من خلال توفير العوامل الموضوعية له وعدم القفز لعقد صفقات تهيئ لاستمرار الحرب أو تمهد لدورات صراع في المستقبل.

 

وأكدت الندوة على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه مأرب في عملية السلام في البلاد لثقلها السياسي والعسكري والاقتصادي والإنساني، واصفة مأرب التي هي مركز الجيش اليمني؛ مصدر مهم للاقتصاد في البلاد من خلال النفط والغاز، وفيها أكبر كتلة سكانية نازحة الذين حظوا باهتمام مباشر من قيادة الدولة بوجود اللواء سلطان العرادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يشرف بشكل مباشر على الدور الذي تقوم به السلطة المحلية في التنمية وتقديم الخدمات.

 

وأوصت الندوة مكونات الشرعية إلى وحدة الصف الوطني وتوحيد رؤيتها للسلام وفق القرارات الدولية ومراعاة المستجدات والتطورات الحاصلة في المنطقة، داعية المنظمات الإنسانية والأطراف الإقليمية والدولية التعامل مع هذه المحافظة وفق حقيقة أنها مركز التوازن في أي عملية سلام وأكبر تجمع للنازحين من مختلف المحافظات اليمنية.

 

 وعن الدور المحوري لمأرب في صياغة مستقبل المرحلة الراهنة تحدث الدكتور عبدالخالق السمدة الأكاديمي المتخصص في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية حول الرؤية الوطنية للسلام المبني على المرجعيات الثلاث، ودور محافظة مأرب في معادلة الحرب ومستقبل السلام باعتبار ثقلها العسكري والاقتصادي والإنساني، حيث مثلت النواة الأولى لمقاومة الانقلاب، واحتضانها للجيش ومؤسساته العليا.

 

وثمن الدكتور السمدة الدور المسؤول الذي قامت به السلطة المحلية من خلال تقديم المبادرات الإنسانية من طرف واحد، كإعلان استعدادها فتح الطرق وإيصال الكهرباء إلى باقي المحافظات، بما فيها تلك التي يسيطر عليها الحوثيون.

 

من جهته استعرض الدكتور عمار البخيتي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة إقليم سبأ تأثير العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة علي الوضع اليمني، ووصف تحركات الحوثيين بشأن القضية الفلسطينية بأنها "مزايدات".

 

وقال الدكتور البخيتي "استغلت مليشيا الحوثيين عاطفة الشعب اليمني للتحشيد والاستعداد لمعركتها الداخلية، حيث أنشأت معسكرا أسمته معسكر تحرير القدس في الحديدة، وأجرت مناورة عسكرية في معسكر ماس بمأرب أسمتها طوفان الأقصى، وصعدت أعمالها العسكرية وتحشيدها في مأرب وتعز وحدود المملكة العربية السعودية في مسلك نحو إعادة الحرب".

 

 العميد عبدالرحمن الربيعي المحلل العسكري والسياسي ناقش في الندوة قدرات الحوثيين العسكرية، وحجم الأسلحة والترسانة التي سيطروا عليها من مقدرات الجيش اليمني، وقال "إن عاصفة الحزم قد دمرت معظمها، إلا أن إيران ما زالت تقوم بتقديم الدعم وتهريب السلاح للحوثيين".

 

وأكد العميد الربيعي أن إيران تعتبِر اليمن جبهتها الرئيسية في المنطقة، وذكر عدة أسباب منها "قربها من دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والموقع الاستراتيجي والجيوسياسي لليمن حيث تشرف على مضيق باب المندب والبحر الأحمر الذي يعتبر ممر تجاري مهم للسفن الدولية، إلى جانب وجود الكثافة البشرية في اليمن سيما في المناطق القبلية الشمالية القادرة على استخدام السلاح".

 

وفي المحور الإنساني تحدث مدير عام مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري عن الانتهاكات الإنسانية التي لازالت جماعة الحوثي ترتكبها منذ بداية الحرب، وقال الزبيري "هذه الانتهاكات ستخلق عقبات أمام تحقيق أي سلام مالم يتم جبر الضرر وتطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين بهذه الجرائم".


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

فرج فتحي: إدراج قضايا الأمن القومي على مائدة الحوار الوطني ضرورة في ظل التطورات الخطيرة بالمنطقة

ثمن النائب فرج فتحي فرج، عضو مجلس الشيوخ، استجابة مجلس أمناء الحوار الوطني لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مائدة الإفطار على هامش حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط أكاديمية الشرطة، بإدراج قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية، كأولوية عاجلة في فاعليات الحوار الوطني خلال الفترة الحالية والقادمة، في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط يمر بواحدة من أخطر مراحله في ظل تنامي الصراع العربي ـ الإسرائيلي بسبب الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ولبنان.

وقال «فرج»، إن الأحداث التي شهدتها المنطقة علي مدار العقود الماضية أدت بالمنطقة إلى مفترق طرق تاريخي، لكن على الرغم من ذلك تمكنت الدولة المصرية من المحافظة علي توازنها وتماسكها داخليا وخارجيا، وهو ما جعلها دائما الطرف الداعم السلام والتهدئة والعمل علي إنهاء الأزمات سلميا، رافضة سياسة التصعيد المستمر التى تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي خشية الانزلاق إلى مخاطر حقيقية تهدد الأمن الإقليمي بأكمله فضلا عن الأمن والسلم الدوليين.

وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية قادرة على حماية أمنها القومي والتعامل مع أي محاولات المساس به، مشددًا على أن تماسك ووحدة الشعب المصري هما محور الارتكاز والحماية الاستراتيجي للدولة المصرية، والضامن الأساسي للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، لافتا إلى إن الشعب المصري أظهر قدر كبير من الوعي للمتغيرات والتهديدات التي تشهدها المنطقة فكان دائما خلف قيادته السياسية داعما ومؤيدا لها في مواجهة التحديات.

وأشار «فرج»، إلى أن الحوار الوطني لعب دورًا بارزًا في تعزيز التلاحم بين أبناء الشعب المصري بكل تنوعاته الفكرية والإيديولوجية، فالجميع يجلس علي مائدة واحدة يناقش قضايا الوطن دون تضييقيات أو محاذير أو خطوط حمراء، الكل يُدلي برأيه ويطرح رؤيته بشكل متساوي دون تمييز أ إقصاء، فبات الحوار منصة للجميع ومعبرا عن الشعب المصري وإرادته وممثلات عنه أمام صانع القرار، داعيًا الشعب المصري للحفاظ علي هذا التلاحم في ظل ما تواجهه من تحديات كبيرة تتطلب إن يكون الشعب المصري وقيادته علي قلب رجل واحد.


 

مقالات مشابهة

  • خبير في شؤون الطاقة: التطورات الأخيرة بالمنطقة تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط
  • مياه القناة تناقش خطط التشغيل والصيانة والحلول العاجلة للمناطق الساخنة
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • ندوة تناقش سبل الحفاظ على الموارد المائية وحمايتها بمحافظة ظفار
  • على هامش معرض كتاب “الصحفيين”.. ندوة لمناقشة كتاب "التفوق خبرتي وآخرين"
  • أستاذ علوم سياسية: التطورات بين إسرائيل ولبنان تنذر بحرب شاملة
  • فرج فتحي: إدراج قضايا الأمن القومي على مائدة الحوار الوطني ضرورة في ظل التطورات الخطيرة بالمنطقة
  • توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية
  • «يونيفيل»: رغم التطورات الخطيرة في لبنان لا تزال قوات حفظ السلام في مواقعها
  • الدكتور خالد عبدالغفار يعلن وصول عدد خدمات المبادرة الرئاسية «بداية» لـ24.9 مليون خدمة