سيناريوهات ما بعد حرب غرة.. واشنطن وحلفاؤها يدرسون خيارتهم
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
مع اسمرار القصف الوحشي للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يبدأ دبلوماسيون في واشنطن والأمم المتحدة والشرق الأوسط ومناطق أخرى تقييم خيارات "ماذا بعد" إذا تمكنت إسرائيل من الإطاحة بحركة حماس التي تدير القطاع، والتحديات التي يواجهونها في هذا الصدد ضخمة.
يقول مصدر مطلع لوكالة رويتر: إن تلك المناقشات تشمل خيارات مثل نشر قوات متعددة الجنسيات بعد انتهاء التصعيد الأحدث في الصراع في غزة وتشكيل إدارة مؤقتة بقيادة فلسطينيين، لكنها تستبعد السياسيين المنتمين لحماس، ومنح دور مؤقت لملء الفراغ في الأمن والإدارة لدول جوار عربية وإشراف مؤقت من الأمم المتحدة على القطاع.
يصف مصدر أمريكي أن الخيارات التي يتم دراستها ما تزال في "طور طرح الأفكار" بشكل غير رسمي وهناك أسئلة رئيسية هي التي ستحدد ما هي الخيارات التي يممن العمل عليها وأبرز هذه الأسئلة ما إذا كانت إسرائيل ستتمكن فعلا من القضاء على حماس كما توعدت وما إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون وحكومات عربية سيلتزمون بالمشاركة بجنود للفصل بين إسرائيل والفلسطينيين.
كما لم يتضح أيضا إن كانت السلطة الوطنية الفلسطينية التي تدير بشكل محدود الضفة الغربية المحتلة هل ستكون قادرة أو راغبة في تسلم إدارة القطاع.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد طرح يوم الثلاثاء الماضي احتمالات "تجديد وإحياء" السلطة الوطنية لكن إدارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلاحقها اتهامات بالفساد وسوء الإدارة.
وحتى إن تمكنت إسرائيل من الإطاحة بقيادات حماس، سيكون من شبه المستحيل القضاء على الشعور المؤيد للفصائل الفلسطينية بين سكان القطاع بما يزيد من مخاطر تعرض أي جهة تتولى إدارته لهجمات جديدة وهو ما قد يكون له نتائج غير مرضة.
يقول آرون ديفيد ميلر وهو مفاوض أمريكي سابق في ملف الشرق الأوسط "إذا نجح الإسرائيليون في سحق حماس، أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية تشكيل هيكل حكم هناك لديه مشروعية وفاعل". وتابع قائلا "احتمالات ماذا بعد ذلك بالنسبة لي خيالية".
كلفة إعادة الإعمار
ومع طرح هذه النقاشات التي تدور في كواليس الساسة تطرح أسئلة حول حجم المساعدات الدولية المطلوب لإعادة إعمار قطاع غزة والتي من المتوقع أن تكون كبيرة جدا، وهي أموال سيكون من شبه المستحيل الحصول عليها من حكومات غربية إذا ظلت بقيت حركة حماس هي الجهة التي تدير قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، قبل دقائق من مغادرته أمس الخميس لزيارة لإسرائيل والأردن، إن اجتماعاته في المنطقة لن تتعامل فقط مع "خطوات ملموسة" لتقليل الضرر الواقع على المدنيين في قطاع غزة لكنها أيضا ستتطرق لأمور بشأن التخطيط لما بعد الحرب.
وقال بلينكن للصحفيين "نحن نركز على اليوم الحالي. نحتاج أيضا إلى أن نركز على ما بعد ذلك". وأشار إلى أنه يرى أساس السلام الدائم هو السير في طريق تقام في نهايته دولة فلسطينية، وهو هدف يعمل رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو على محاربته منذ فترة طويلة.
دروس مستفادة
يقول مسؤولون أمريكيون: إنهم ونظراءهم الإسرائيليين تحدثوا عن استخلاص الدروس المستفادة من أخطاء وعثرات وقعت فيها واشنطن في غزوها للعراق وأفغانستان خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على البلدين.
ومن بين الخيارات التي ناقشها مسؤولون أمريكيون تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام والتي من الممكن أن تشمل مزيجا من دول أوروبية وعربية على الرغم من عدم اعلان أي دولة عربية استعدادها للمشاركة في مثل تلك القوة.
ومن المرجح أن يقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، في التورط بعمل عسكري مباشر إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي والزج بقوات بلاده في حرب جديدة وهو على أبواب الانتخابات الأميركية التي يسعى من خلالها لإعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في العام المقبل بعد أن سحب قواته العسكرية قبل عامين من أفغانستان والتي بقيت فيها قرابة عقدين من الزمن.
كما طرح بعض المحللين السياسيين أيضا فكرة نشر قوة تدعمها الأمم المتحدة في قطاع غزة، إما على شكل قوة حفظ سلام رسمية تابعة للأمم المتحدة مثل الموجودة على الحدود بين إسرائيل ولبنان أو قوة متعددة الجنسيات بموافقة الأمم المتحدة.
إلا أن دبلوماسيين يقولون إن مثل تلك الخطوة ليست محل نقاشات في الأمم المتحدة وهو تحرك سيتطلب موافقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وعددها 15.
ومما سيعقد الأمور أكثر، إن إسرائيل ستعارض أي دور أمني للأمم المتحدة خاصة بعد أن انتقد مسؤولون إسرائيليون الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش بسبب قوله إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل "لم يأت من فراغ".
مظلة إقليمية
يقيم خبراء أخرين تصورات عما قد يكون عليه الحال في قطاع غزة بعد الحرب حيث ويقول دينيس روس المفاوض السابق لملف الشرق الأوسط ومستشار البيت الأبيض: إنه في حال تمكنت إسرائيل من نزع سلطة حماس وسحب السلاح في قطاع غزة "فإن ذلك قد يفتح الطريق أمام تشكيل إدارة مؤقتة بحكومة تكنوقراط يقودها فلسطينيون يعملون تحت نوع ما من المظلة الدولية أو الإقليمية أو كليهما".
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستتطلب نقاشا معقدا تقوده الولايات المتحدة مع السلطة الفلسطينية وأطراف أخرى كبرى معنية ولها مصالح في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
لكن ليفلح ذلك، يقول روس إن على إسرائيل أن تحد الإطار الزمني لوجودها العسكري في قطاع غزة وإلا فإن أي كيان يحكم سيفتقر إلى الشرعية في عيون سكان القطاع.
ومن ضمن المقترحات الأخرى التي يتم تداولها: اقتراح تضمنته مقالة كتبها روس واثنان من زملائه في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تفيد بأن يقوم بدرو إدارة قطاع غزة بعد نهاية الحرب "كونسورتيوم من خمس دول عربية توصلت لاتفاقات سلام مع إسرائيل وهي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب".
لكن هناك بعض التشكك في إمكانية التوصل لمثل هذا الترتيب حيث يقول ميلر الذي يعمل الآن في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن "الدول العربية لن ترسل جنودا على الأرض لقتل الفلسطينيين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قطاع غزة الولايات المتحدة أنتوني بلينكن حركة حماس الولايات المتحدة حركة حماس قطاع غزة أنتوني بلينكن العدوان الاسرائيلي علي غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة الشرق الأوسط فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مندوب روسيا بالأمم المتحدة: موسكو ستراقب تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس
أوضح فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن موسكو ستراقب تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس"، وستدعم "أي مبادرات" لوقف إطلاق نار "غير مشروط وعالمي" في منطقة النزاع.
المستشار الألماني: دعمنا لأوكرانيا مُستمر حتى بعد انتهاء الحرب مع روسيا رئيس الوزراء المجري يطالب الاتحاد الأوروبي بوقف العقوبات على روسيا
وبحسب"سبوتنيك"، أضاف نيبينزيا، من جانبنا، سنراقب تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس، وسندعم أيضًا أي مبادرات لوقف إطلاق النار غير المشروط وواسع النطاق في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، واستئناف المفاوضات بشأن اتفاق سلام عام بشكل عام، وذلك وفقا للأساس القانوني الدولي المعترف به، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار نيبينزيا، إلى “الموقف الموحد” للجامعة العربية، والذي ساعد في خلق "الخلفية الدولية اللازمة" للتوصل إلى اتفاقات بين إسرائيل "حماس.
وأضاف أن روسيا مستعدة "للمساهمة بكل الطرق الممكنة" في تطبيع تهدئة الوضع في المنطقة، "سواء بصفة وطنية أو بشكل جماعي"، بما في ذلك من خلال التفاعل بين الجامعة العربية والأمم المتحدة.
واختتم نيبينزيا حديثه قائلاً: "ستواصل روسيا تعزيز الشراكات والتعاون مع الجامعة العربية بشأن القضايا الدولية والإقليمية الحالية، وسنعمل أيضًا على تعزيز التنسيق بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية"
وسلّمت كتائب "القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس، يوم الأحد 19 يناير 2025، 3 محتجزات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر وسط مدينة غزة، وذلك في اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ، بعد 471 يوما من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي سياق متصل، نشرت حركة "حماس" عبر موقعها الرسمي، اليوم الخميس، أهم النقاط بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولفتت الحركة إلى أنه من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير 2025)، وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى في ذلك اليوم، وإتمام الجيش الإسرائيلي انسحابه من محور شارع الرشيد "البحر"، سيسمح للنازحين داخليا من المشاة بالعودة شمالا دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله.
كما سيتم السماح للمركبات (بمختلف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها، أما في اليوم الـ22 للاتفاق سيسمح للنازحين داخليا من المشاة بالعودة شمالا عبر شارع صلاح الدين دون تفتيش.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أن إسرائيل بصدد تسلم أسماء 3 مجندات ومدنية أسيرات في قطاع غزة من حركة حماس تمهيدا لإطلاق سراحهن يوم السبت، وذلك بالتوازي مع الحديث عن بدء الترتيبات لانطلاق المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يعتقدون أن حماس ستلتزم بصفقة التبادل وستفرج عن المحتجزات السبت.
بدورها، لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه من المقرر بعد ظهر السبت أن يتم تسليم الأسيرات الأربع إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن ثم نقلهن إلى قوات الجيش الإسرائيلي.
وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن توقعات بأن تكون أربيل يهود هي المدنية التي سيتم إطلاق سراحها.
وتابعت أنه من المقرر أيضا أن تتسلم إسرائيل السبت القائمة الكاملة التي تعهدت حماس بتسليمها، والتي تتضمن الأسرى الأحياء والموتى ضمن بقية الـ33 أسيرا الذين سيطلق سراحهم بالمرحلة الأولى.
وقالت الصحيفة "بحسب التقديرات في إسرائيل، فإن 25 على الأقل من المختطفين الـ33 ما زالوا على قيد الحياة".
وأفرجت إسرائيل عن 90 أسيرة وأسيرا فلسطينيين ليلة الأحد الاثنين، كلهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، مقابل إطلاق حركة حماس سراح 3 أسيرات إسرائيليات.
وجاء هذا التبادل ضمن مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس بدأ الأحد الماضي بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، على أن تستمر 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.