ناسا تؤكد وفاة رائد "أبولو 16" كين ماتينغلي
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أكدت وكالة ناسا أن كين ماتينغلي، رائد الفضاء الأمريكي الذي زار القمر عام 1972، توفي يوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 87 عاما.
واشتهر ماتينغلي بدوره الرئيسي في تأمين العودة الآمنة لطاقم أبولو 13، بعد أن تم إبعاده من الطاقم بسبب تعرضه للحصبة الألمانية.
وتولى لاحقا دور طيار وحدة القيادة في مهمة أبولو 16، وكان قائد المركبة الفضائية في مهمتين لمكوك الفضاء.
وقال مدير ناسا، بيل نيلسون: "لقد فقدنا أحد أبطال بلادنا في 31 أكتوبر. كان رائد الفضاء التابع لوكالة ناسا، تي كيه ماتينغلي، عاملا أساسيا في نجاح برنامج أبولو، وشخصيته اللامعة ستضمن أن نتذكره عبر التاريخ".
We lost one of our country’s heroes this week. NASA astronaut Thomas K. (TK) Mattingly II was key to the success of our Apollo Program, and his shining personality will ensure he is remembered throughout history. https://t.co/tPjrKL723U
— Bill Nelson (@SenBillNelson) November 2, 2023ولد ماتينغلي عام 1936 في شيكاغو، وانضم إلى البحرية الأمريكية بعد وقت قصير من تخرجه من الجامعة عام 1958، حيث قاد طائرات نفاثة من حاملة طائرات.
ومع 36 ساعة من زمن الرحلة المطلوب وهو 1000 ساعة، تقدم ماتينغلي بطلب للانضمام إلى مجموعة رواد الفضاء الخامسة التابعة لناسا في عام 1966، وتم اختياره ليكون واحدا من 19 مرشحا لتدريب رواد الفضاء.
وبفضل مهاراته كطيار، تم اختيار ماتينغلي ليكون قائد وحدة القيادة في مهمة أبولو 13 المشؤومة في عام 1970.
ومع ذلك، بسبب تعرضه للحصبة الألمانية، تم استبداله بالطيار الاحتياطي جاك سويغرت قبل 72 ساعة فقط من الإطلاق.
وتم إطلاق أبولو 13 في 11 أبريل عام 1960، وكان سويغرت في مركز التحكم برفقة رواد الفضاء جيم لوفيل وفريد هايز.
وبعد حوالي 56 ساعة من الانطلاق، انفجر خزان الأكسجين رقم اثنين على متن كبسولة أبولو 13 ما تسبب في تعطل الخزان رقم واحد أيضا.
وعند هذه النقطة، اتصل لوفيل بمركز مراقبة المهمة قائلا: "هيوستن، لدينا مشكلة".
وبدون الأكسجين للتنفس أو تشغيل خلايا وقود المكوك، أصبح هدف المهمة ببساطة هو إعادة الطاقم بأمان إلى الأرض.
إقرأ المزيد أوليغ أرتيمييف يتحدث عن استعداد روسيا لتدريب رائد فضاء كوري شمالي حال توفر شاغر على مركباتهاوذهب ماتينغلي إلى مركز مراقبة المهمة واتخذ إجراءات للحفاظ على الطاقة حتى تتمكن المركبة من العودة إلى الغلاف الجوي بنجاح، ما يضمن نجاة رواد الفضاء.
وبفضل معرفته الهندسية، ابتكر ماتينغلي طرقا للطاقم للحفاظ على إمدادات الطاقة المتضائلة للمكوك لجعل العودة ممكنة.
وقال نيلسون: "لقد اتخذ قرارات رئيسية في الوقت الفعلي لإعادة المركبة الفضائية وطاقم أبولو 13 - رواد فضاء ناسا بنجاح".
وطوال حياته المهنية، سجل ماتينغلي 504 ساعة في الفضاء، بما في ذلك ساعة و13 دقيقة من النشاط خارج المركبة خلال رحلة أبولو 16.
وعن الفترة التي قضاها في الفضاء، قال ماتينغلي: "كان لدي خوف واضح للغاية من أنني إذا رأيت الكثير، فلن أتمكن من التذكر. لقد كان الأمر مثيرا للإعجاب للغاية".
وكان ماتينغلي أيضا عضوا في طاقم دعم أبولو 8، أول مهمة إلى القمر، وأبولو 11 التي سجلت أول هبوط للإنسان على القمر.
وبالإضافة إلى ذلك، تولى دورا رائدا في تطوير واختبار بدلة الفضاء وحقيبة الظهر من عصر أبولو.
وبعد عمله في بعثات أبولو، واصل المساعدة في إطلاق برنامج المكوك الفضائي التابع لناسا، بل وقاد أول مهمة مكوكية على الإطلاق.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الارض الفضاء قمر ناسا NASA رواد الفضاء
إقرأ أيضاً:
ما بعد الفيتو الروسي
ياسر عرمان
أُشبع الفيتو الروسي تحليلاً وتخميناً بمعلومات صحيحة من مظانها الحقيقية وأخرى خاطئة عن قصد أو دونه من مختصين ومطلعين وآخرين قافزين بالزانة أو بالشباك، ليس لدي ما أضيفه ونحن نتعامل مع العلاقات الإقليمية والدولية في أخطر فترة يواجهها المجتمع والدولة السودانية الحديثة منذ نشأتها.
يجب أن نكون حذرين وصبورين في التعامل مع جيراننا الأقربين وفضائنا الحيوي وامتداداتنا في الجغرافيا السياسية والمصالح المتقاطعة سيما في البحر الأحمر والقرن الأفريقي وحزام الساحل الذي تشهد بعض بلدانه انهيار الدولة الوطنية مثلنا والأطماع في الموارد وغياب النواة الصلبة التي توحد التنوع وضبابية الرؤية وعدم وحدة القيادة.
الوطنيون حقاً يخشون على بلادنا من ثلاثة مصادر أولها إطالة أمد الحرب وثانيها تقسيم شعبنا وأرضنا وثالثهم الشيطان عودة النظام القديم في دولة هشة، وبحكم مشاركتي في قضايا الحرب والسلام وامتداداتها في العلاقات الإقليمية والدولية كتبت أكثر من عشر مقالات في هذه القضية منذ بداية الحرب في محاولة للمساهمة في الحوار الهام بين قوى الثورة والتغيير حول كيفية الوصول إلى إطار متكامل وحزمة منسجمة لوقف وإنهاء الحرب تضع الإغاثة قبل السياسية والحقوق الطبيعية قبل السياسية، وتجعل من مخاطبة الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين مدخلاً للعملية السياسية التي يجب أن تقوم في فضاء مفتوح قائم على حماية المدنيين ومشاركتهم، وأن تكون ذات مصداقية لا أن تقوم على الحلول التجارية السريعة القائمة على الربح والخسارة وغير المستندة على المبادئ والمؤقتة والهشة.
شهد الشهر الأخير بداية جديدة وصحيحة في أوساط القوى المدنية في التركيز على قضية حماية المدنيين ومخاطبة الكارثة الإنسانية قبل الدخل في أي عملية سياسية لا توفر الأمن والطعام والسكن والعلاج واتساع الفضاء المدني قبل الدخول في حوار يرقص على ساق قسمة السلطة.
ما بعد الفيتو الروسيأصدر مجلس الأمن قرارين حول السودان، ورغم انقسام المجلس، فإن الخمسة الكبار سمحوا بتمرير القرارين في شهري مارس ويونيو (٢٧٢٤- ٢٧٣٦)، عجز القراران ناجم عن عدم توفر الآليات لتطبيقهم وعدم وجود بعثة سلام للفصل بين القوات والتحقق، وصدروهما خارج الفصل السابع، ورغم أن الكارثة الإنسانية والنزوح واللجوء وجرائم الحرب في بلادنا هي الأكبر على مستوى العالم، لكن يتهرب المجتمعان الإقليمي والدولي من التزاماتهم في ظل انقسامات حادة وقضايا أخرى تستأثر باهتمام سيما أوكرانيا وغزة.
الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين مدخل لوحدة قوى الثورة والعملية السياسية:
الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين تشكلان الحد الأدنى لوحدة قوى الثورة وأساس الحقوق الطبيعية في الحياة والإقامة، وفي نفس الوقت تشكلان المدخل الصحيح للعملية السياسية القائمة على حق الشعب في حقوقه الطبيعية قبل السياسية، وهي تحرج المجتمعين الإقليمي والدولي، وتذكرهما بالتزاماتهم المنصوص عليها في المواثيق الإقليمية والدولية والقانون الإنساني والدولي.
مجلسا الأمن الأفريقي والدولي يوفران الإجماع:
في ظل الانقسام الذي يشهده مجلس الأمن الدولي علينا العمل مع أعضاء مجلس الأمن الأفريقي وتصعيد خطابنا حول الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين في السودان، حتى يخرج مجلس الأمن والسلم الأفريقي بخارطة طريق ستجد القبول والإجماع في مجلس الأمن الدولي كما جرت العادة في ظل الانقسام الحالي، بل يجب الدعوة إلى اجتماع في مقر الاتحاد الأفريقي بين مجلسي الأمن الأفريقي والدولي كما تم من قبل وبعد اتفاق نيفاشا، وقد عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً في نيروبي قبل الاتفاق وزيارة للخرطوم بعد الاتفاق، ومن الضروري مشاركة الجامعة العربية في هذا الاجتماع.
المناطق الآمنة أم نزع السلاح؟ تقليص الفضاء المدني أو العسكري؟
مفهوم المناطق الآمنة للمدنيين علينا طرحه في إطار توسيع الفضاء المدني وتقليص الفضاء العسكري وحق المدنيين في نزع السلاح من أماكن تواجدهم لا عبر تحديد مناطق معزولة تقلص الفضاء المدني وتوسع الفضاء العسكري، ويجب أن يتم ذلك بتطبيق القانون الإنساني الدولي الذي يعطي المدنيين حرية الحركة، ويطالب العسكريين بالخروج من المناطق المدنية حتى تكون آمنة، الأمن يعني انسحاب العسكريين وحصر تواجدهم وليس العكس، وفي أي ترتيبات مقبلة لوقف العدائيات أو إطلاق النار سيطالب العسكريين بالرجوع إلى أماكنهم قبل الحرب برقابة وتحقق من بعثة السلام، وهذا لن يتوفر إلا باتفاق الطرفين أو تطبيق الفصل السابع، وفي الوضع الدولي الحالي وعدم الاهتمام بالسودان الحل هو في تصعيد الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية معاً.
نواصل..
الوسومياسر عرمان