السهر ليلة واحدة فقط يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالسعادة لأيام عدة!
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
عادة ما يتسبب الحرمان من النوم في ظهور أعراض مثل التعب وضعف الأداء المعرفي، ومع ذلك، تبين أن ليلة واحدة فقط من الأرق قد تؤدي في الواقع إلى تحسين الحالة المزاجية لعدة أيام.
وتشير دراسة جديدة إلى أنه في بعض الأحيان، على الرغم من أن الجسم يكون مرهقا بعد السهر طوال الليل، إلا أن الدماغ يشعر بالسعادة.
ويقول الباحثون إن هذا قد يرجع إلى مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ، والتي تلعب دورا في الشعور بالمتعة والمكافأة.
ووفقا للباحثين، فإن تأثير الحرمان من النوم ليلا يشبه مضادات الاكتئاب القوية التي تحافظ على الحالة المزاجية لعدة أيام.
وقام فريق من جامعة نورث وسترن بدراسة سلوكيات ونشاط أدمغة الفئران بعد تعريضها لحرمان خفيف ومؤقت من النوم. واكتشفوا بشكل مفاجئ أنه خلال المرحلة الحادة من فقدان النوم، لم ترتفع مستويات الدوبامين فحسب، بل تم تعزيز اللدونة التشابكية أيضا (قدرة الخلايا العصبية على تعديل اتصالاتها)، ما أدى بشكل أساسي إلى إعادة توصيل الدماغ للحفاظ على الحالة المزاجية المبهجة لعدة أيام.
ويمكن أن تساعد النتائج التي توصل إليها علماء الأحياء العصبية في جامعة نورث وسترن، العلماء على فهم أفضل لكيفية تغير الحالة المزاجية بشكل طبيعي.
ويمكن أن تؤدي أيضا إلى فهم أكثر وضوحا لكيفية عمل مضادات الاكتئاب سريعة المفعول، مثل الكيتامين، ومساعدة الباحثين على تحديد أهداف غير معروفة سابقا للأدوية الجديدة المضادة للاكتئاب.
وقالت المؤلفة البروفيسورة يفغينيا كوزوروفيتسكي: "لقد تمت دراسة فقدان النوم المزمن جيدا، وتم توثيق آثاره الضارة بشكل موحد على نطاق واسع. لكن فقدان النوم لفترة وجيزة، مثل ما يعادل قيام الطالب بالسهر طوال الليل قبل الامتحان، أمر أقل وضوحا. لقد وجدنا أن قلة النوم هذه تؤدي إلى تأثير قوي مضاد للاكتئاب وتعيد توصيل الدماغ. وهذا تذكير مهم بأن أنشطتنا غير الرسمية، مثل قضاء ليلة بلا نوم، يمكن أن تغير الدماغ بشكل جذري في أقل من بضع ساعات".
إقرأ المزيدلكن الباحثين يحذرون من البدء في السهر طوال الليل من أجل تحسين المزاج. وتوضح البروفيسورة كوزوروفيتسكي: "إن التأثير المضاد للاكتئاب عابر، ونحن نعلم أهمية النوم الجيد أثناء الليل. أود أن أقول إنه من الأفضل أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية أو تذهب في نزهة".
ووجد الباحثون أنه بعد ليلة بلا نوم، تحول سلوك الفئران لتصبح أكثر عدوانية وفرط النشاط والجنس، مقارنة بالحيوانات التي شهدت نوما نموذجيا في الليل.
وتم قياس نشاط خلايا الدوبامين العصبية، المسؤولة عن استجابة الدماغ للمكافأة، ووجد الباحثون أن النشاط كان أعلى في الحيوانات خلال فترة فقدان النوم القصيرة.
واكتشفوا أيضا أن التأثير المضاد للاكتئاب استمر، إلا عندما تم إسكات تفاعلات الدوبامين في قشرة الفص الجبهي، الجزء الأمامي من الدماغ.
وقالت البروفيسورة كوزوروفيتسكي: "هذا يعني أن قشرة الفص الجبهي هي منطقة ذات صلة سريريا عند البحث عن أهداف علاجية. لكنه يعزز أيضا الفكرة التي تم بناؤها في هذا المجال مؤخرا، وهي أن خلايا الدوبامين العصبية تلعب أدوارا مهمة جدا ولكنها مختلفة جدا في الدماغ. إنها ليست مجرد مجموعة سكانية متجانسة تتنبأ ببساطة بالمكافآت".
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة Neuron أن معظم السلوكيات، مثل فرط النشاط وزيادة النشاط الجنسي، اختفت في غضون ساعات قليلة بعد فقدان النوم الحاد، لكن التأثير المضاد للاكتئاب استمر لبضعة أيام.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة بحوث دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية الحالة المزاجیة فقدان النوم من النوم
إقرأ أيضاً:
كيفية تجنب التخمة في رمضان
يُعد شهر رمضان فرصة مثالية لاعتماد عادات غذائية صحية وتعزيز الصحة العامة، إلا أنه قد يتحول إلى فترة من الإفراط في تناول الطعام، مما يؤدي إلى الشعور بالتخمة وعدم الراحة بعد الإفطار. يعاني العديد من الصائمين من التخمة نتيجة لتناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة بعد ساعات طويلة من الصيام، مما يسبب اضطرابات في الهضم، الإحساس بالخمول، وزيادة الوزن. في هذا المقال، سنتناول الأسباب التي تؤدي إلى التخمة بعد الإفطار، آثارها السلبية، ونستعرض نصائح فعالة لتجنبها والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي خلال الشهر الفضيل.
تحدث التخمة بعد الإفطار عندما يستهلك الصائم كميات كبيرة من الطعام بسرعة، دون إتاحة الفرصة للمعدة لهضم الطعام تدريجيًا. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ذلك الإفراط في تناول الطعام بسرعة، حيث يدفع الجوع الشديد بعد ساعات الصيام الطويلة الشخص إلى الأكل بسرعة دون إعطاء الجسم الوقت الكافي للشعور بالشبع التدريجي. كما أن تناول وجبات ثقيلة ودسمة مباشرة بعد الإفطار، خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت، يؤدي إلى امتلاء المعدة بسرعة، مما يسبب الشعور بالانتفاخ والثقل. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الإكثار من المشروبات السكرية، مثل العصائر المحلاة والمشروبات الغازية، في ارتفاع سريع لمستوى السكر في الدم، مما يزيد من الشعور بالخمول والتخمة. كما أن قلة الحركة بعد الإفطار، والجلوس مباشرة بعد تناول الطعام، يبطئ عملية الهضم، مما يعزز الإحساس بالامتلاء الزائد. وأخيرًا، يؤدي تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة إلى تمدد المعدة بشكل مفاجئ، مما يسبب الشعور بعدم الراحة والتخمة الشديدة.
لا تقتصر التخمة بعد الإفطار على مجرد الشعور بعدم الراحة، بل يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على الصحة بشكل عام. فعند امتلاء المعدة بكميات كبيرة من الطعام، تتباطأ عملية الهضم، مما يؤدي إلى الشعور بعسر الهضم والانتفاخ نتيجة لتراكم الغازات. كما أن تناول وجبات دسمة يزيد من تدفق الدم نحو الجهاز الهضمي، مما يقلل تدفقه إلى الدماغ والعضلات، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالخمول والتعب. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والمقلية في زيادة الوزن، حيث يتم تخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون. وقد تؤدي التخمة أيضًا إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الحموضة، الارتجاع المريئي، والحرقة، بسبب امتلاء المعدة بشكل مفرط. كما أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما قد يسبب تقلبات في مستوياته، وهو أمر خطير خاصة لمرضى السكري.
لتجنب التخمة بعد الإفطار، يُنصح بالبدء بوجبة خفيفة مثل حبات التمر مع كوب من الماء أو اللبن، حيث يساعد ذلك في إعادة توازن مستوى السكر في الدم بعد ساعات طويلة من الصيام دون إجهاد المعدة، مع الانتظار 10-15 دقيقة قبل تناول الوجبة الرئيسية. كما يُفضل تناول الطعام ببطء والمضغ جيدًا، حيث يستغرق الدماغ حوالي 20 دقيقة لإرسال إشارات الشبع، مما يساعد في تقليل كمية الطعام المستهلكة وتجنب التخمة. بدلاً من تناول وجبة كبيرة دفعة واحدة، يُنصح بتقسيم الوجبات على مراحل، مثل تناول إفطار خفيف أولًا، ثم الوجبة الرئيسية بعد فترة، مع وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور. وللحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، يجب تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية التي تحتاج إلى وقت طويل للهضم، واستبدالها بوجبات متوازنة تحتوي على البروتينات، الكربوهيدرات المعقدة، والخضروات. كما أن شرب الماء بانتظام بين الإفطار والسحور يساعد في تحسين عملية الهضم وتجنب الجفاف، مع الحرص على عدم شرب كميات كبيرة دفعة واحدة أثناء الأكل لتجنب الانتفاخ. كذلك، ينبغي تقليل استهلاك المشروبات السكرية التي تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر بالدم وتسبب الشعور بالخمول، واستبدالها بالماء أو العصائر الطبيعية غير المحلاة. بعد الإفطار، يُفضل ممارسة نشاط بدني خفيف مثل المشي لمدة 15-30 دقيقة لتنشيط الجهاز الهضمي ومنع الشعور بالثقل. كما يُنصح بعدم النوم مباشرة بعد الأكل، والانتظار 2-3 ساعات قبل النوم للسماح للجسم بهضم الطعام بشكل صحيح، مما يقلل خطر الإصابة بالارتجاع المريئي. ومن الأفضل التحكم في كميات الطعام بدلاً من ملء الطبق بكميات كبيرة، مع الانتباه إلى إشارات الجسم عند الشعور بالشبع. وأخيرًا، يُنصح بتناول وجبة سحور متوازنة تحتوي على البروتينات، الألياف، والدهون الصحية، مما يقلل الشعور بالجوع خلال النهار ويحدّ من الرغبة في الإفراط في الأكل عند الإفطار.