«المدغة» أنيسة العجائز فى جلسات الحكي!
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
مع انتهاء الأعمال المنزلية في البيوت بقري الصعيد وتجمع النسوة في جلسات الحكي والسمر، تحضر المدغة أو "المضغة" كمكون رئيسي في تلك الجلسات النسوية التي تتبادل فيها الجدات والأمهات الخبرات والنصائح وتروي فيها الحكايات والعبر.
علبًا عتيقة من الصاج أو الصفيح هي في الأصل فوارغ لمستحضرات تجميل أو أدوية تفتح بحرص شديد وتلتقط منها كمية قليلة من مسحوق غامق اللون إلى الفم مباشرة.
«المدغة» أو «المضغة» هي نوعًا من التبغ الشعبي الرخيص الثمن والذي مازال منتشرًا في قري محافظات بين كبار السن من الرجال والنساء.
تُباع المدغة في أكياس من البلاستيك في متاجر البقالة في القري ويتراوح سعر العبوة ما بين 7 إلى 10 حنيهات ، مما يجعله النوع الأقل تكلفة بين أنواع التبغ المختلفة من السجائر والمعسل.
يستخدم السيدات والرجال المدغة كمصدر للنيكوتين يوميًا حسب الحاجة، وتعتقد المسنات أن المدغة تعالج الصداع وتسكن الآم الأسنان واللثة، وتوجد عدة طرق لاستخدام المدغة والاستفادة من تأثير النيكوتين بها ومنها تدليك اللثة والأسنان أو وضعها تحت اللسان، أو بين الشفة واللسان، بالطريقة المستخدمة في تناول نبات القات في اليمن، ويتم التخلص منها بعد ذلك.
ولا تباع المدغة جاهزة للاستخدام كنوع من المكيفات الشعبية في البقالات الصغيرة في القري، حيث يوجد داخل العبوات الصغيرة مكونين هما ورق التبغ الأسمر اللون، وقطعة من حجر الملح أو يسمي بالعطرونة أو المطرونة حسب النطق في كل منطقة، وقبل الاستخدام تقوم السيدات بطحن مكونات العبوة في أداة مخصصة لذلك تسمي المصحن وهي تشبه «الهون» المستخدم في المطابخ في بيوت الصعيد، ويختلف المصحن كونه مصنوع من الخشب وهي الأداة الأساسية لصحن المدغة ومزج مكوناتها معًا قبل استخدامها.
ورغم أن إقدام النساء على تناول التبغ كنوع من المكيفات يعتبر مكروهًا في الصعيد وخاصة السجائر والمعسل، إلا أن خصوصية «المدغة» وطريقة استخدامها جعلتها تستمر كنوع من تناول المكيفات بطريقة محافظة تتسق مع العادات والتقاليد وخاصة أن تناولها يكون في جلسات منزلية مغلقة، وكغيرها من أنواع التبغ تحتوي المدغة على نسبة من النيكوتين تؤدي إلى الإدمان كسائر أنواع التبغ الأخرى.
الفئات العمرية التي تستخدم ذلك التبغ الشعبي تبدأ من 30 سنة إلى ما فوق وهو أكثر شيوعًا بين النساء، وبدأ في الفترة الأخيرة بعد زيادة أسعار التبغ يجذب فئات عمرية صغيرة كمصدر غير مكلف للنيكوتين، وتعتبر محافظة أسوان بمحافظات جنوب الصعيد وقراها هي الأكثر استخدامًا لذلك النوع من التبغ، ومن بعدها محافظتي قنا والأقصر.
ويزرع النبات المستخدم في المدغة في دول أسيا ومنها الهند والصين وكان أشهر مصنعيه في مصر الثري الأرميني أرتين سيركجيان، والد زوج لوسي أرتين سيدة الأعمال صاحبة الأزمة الشهيرة التي أطاحت بالمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جلسات تبغ سجائر أسعار السجائر
إقرأ أيضاً:
الأقصر تخطو نحو إنشاء منطقة حرفية متكاملة بالتعاون مع «تنمية الصعيد»
عقد الدكتور هشام أبو زيد، نائب محافظ الأقصر، اجتماعاً هاماً لبحث الخطوات التنفيذية لمشروع إنشاء منطقة حرفية متكاملة، وذلك في إطار جهود الدولة لدعم الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر وتعزيز التنمية المحلية.
جرى الاجتماع بالتنسيق الوثيق مع هيئة تنمية الصعيد، التابعة لرئاسة مجلس الوزراء برئاسة اللواء شريف أحمد صالح، وذلك في المنطقة المقابلة لمنطقة البغدادي الصناعية.
ويأتي هذا المشروع تنفيذاً لتوجيهات المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، الرامية إلى توفير بيئة جاذبة للحرفيين ودفع عجلة الاقتصاد المحلي وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
وخلال الاجتماع، استعرض الحضور الإجراءات التي تم اتخاذها على أرض الواقع، والتي شملت معاينة الموقع المقترح للمشروع، الواقع على مساحة 10 أفدنة قابلة للتوسع، بالإضافة إلى التصميمات التي قدمتها هيئة تنمية الصعيد للورش والوحدات الحرفية المزمع إنشاؤها.
وجه نائب المحافظ، خلال الاجتماع، كافة الجهات المعنية بضرورة التنسيق الكامل وتقديم تصور شامل للبدء في الإجراءات التنفيذية للمشروع في أقرب وقت،
مشددًا على أهمية إجراء حصر دقيق للمنشآت الحرفية القائمة في المناطق السكنية بمدن الأقصر والبياضية والطود كمرحلة أولى، ويشمل هذا الحصر مختلف أنواع الحرف مثل الرخام، والألومنيوم، والحدادة، والسمكرة، والدوكو، والنجارة، والميكانيكا وغيرها.
وأكد نائب المحافظ على الأهمية القصوى لهذا المشروع بالنسبة لمحافظة الأقصر، حيث سيوفر وحدات حرفية متخصصة ومجهزة بكافة الخدمات الأساسية، مما يساهم في تقديم خدمات متكاملة للمواطنين، مؤكدًاعلى ضرورة تقديم حوافز وتسهيلات مشجعة لأصحاب الورش الحرفية العاملة حالياً داخل الكتل السكنية للانتقال إلى المنطقة الجديدة، التي ستوفر بيئة عمل منظمة وآمنة.
وفي سياق متصل، لفت نائب المحافظ إلى أهمية توفير برامج تدريبية متخصصة للحرفيين العاملين في المنطقة الجديدة، وذلك بالتنسيق مع كبرى الشركات الوطنية لرفع مستوى مهاراتهم وجودة منتجاتهم.
حضر الاجتماع كل من علي سيد صادق، رئيس مدينة الطود، وعبد الخالق حسين مدني، رئيس مركز ومدينة البياضية، والدكتور إبراهيم رمضان، مدير فرع هيئة تنمية الصعيد بالأقصر، ونجلاء عبد العال الصادق، مدير هيئة التنمية الصناعية بإقليم جنوب الصعيد، ومنتصر عبد الرحيم البنهاوي، مدير جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بالأقصر، ومصطفى عبد الحليم، مدير المدينة الصناعية بالبغدادي، والدكتور هشام عبد الله، مدير مديرية العمل بالأقصر، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي الإدارات الهندسية والاستثمار والمراكز التكنولوجية والبرامج الأجنبية والمركز الحرفي، وقيادات تنفيذية أخرى بالمحافظة.