بغداد اليوم -  بغداد

تتجه الأنظار إلى الخطاب المرتقب لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، وعن احتمالية أن يُعلن من خلاله الحرب ضدّ اسرائيل من الأراضي اللبنانية أو غيرها، ليُزيد بذلك شهية الفصائل العراقية المعادية لواشنطن وتل أبيب بتكثيف هجماتها ضدّ مصالحهما، بالتزامن مع توسع رقعة تبنّي طهران لمشروع المقاومة ضدّ الكيان الصهيوني.

.. ليبقى السؤال الأبرز مع استفحال معطيات اقليمية ودولية جديدة عن مدى تأثر الساحة العراقية بنتائج هذه المعادلات، لاسيما فيما يتعلق بإجراء الانتخابات المحلية المُقرّر اجراؤها في الشهر المقبل، وما احتمالية أن تكون أرض العراق نقطة انطلاق مشروع مقاومة الكيان الصهيوني ببصمة ايرانية.

 

خطاب نصرالله

ومنذُ أيّام، تضج مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات متداولة عن الخطاب المرتقب لنصر الله، لتزداد التكهنات على إثرها بأن الإنخراط في الحرب ضدّ اسرائيل أو التحشدّ ضدها بمساحة أوسع هو الخيار الأكثر مطروحًا- بحسب مراقبين- وقد سبق ذلك، تبيلغ نصر الله كل من صالح العاروري وزياد نخالة قياديا حماس، عندما التقاهما قبل أيام بأن الموقف الأخير للحزب من مسألة كيفية الاشتباك تضامنا مع المقاومة في غزة سيظهر على شاشة التلفزيون.

 

العراق ومشروع التحرير ببصمة ايرانية

وفي تعليق منه على تبنّي طهران مشروع محور المقاومة وما الهدف منه، لايخفي المحلل السياسي حيدر الموسوي ان "المشروع تبنته إيران منذ مجيء الخميني، ويتضمن تحرير القدس، مع وجود يوم عالمي اسمه القدس، بالتالي مشروع محور   المقاومة هو متبناة رسميًا من إيران، والهدف من التأسيس هو تحرير القدس بحسب المتبنيات لنظام الحكم في طهران".

ويبرّر الموسوي اتخاذ القرار بأنه جاء نصرةً لحماس التي يصفها بـ"حائط الصد"، ويرى بأن "سقوط هذا الجدار، يعني نهاية القضية الفلسطينية، والدعم المقدم عسكريا ولوجستيا من قبل إيران لحماس والجهاد الإسلامي، منذ سنوات خاصة بعد خروج وحماس من منظومة الدعم العربي".

وفي رده على سؤال لـ"بغداد اليوم" عمّا إذا كان انطلاق المشروع سيكون من أرض العراق أيضًا ببصمة ايرانية، يقول الموسوي أنه "لا يمكن ان نقول بأن المشروع سينطلق من العراق باعتبار ان المحور هو واحد وهناك غرفة عمليات مشتركة، تقود تلك العمليات".

وأمّا فيما يتعلق بالمحور العراقي فالهدف منه هو التصعيد ضد المصالح الأمريكية- بحسب المحلل السياسي المقرب من الأحزاب الشيعية العراقية- ايذاناً منها بتغيير موقفها فيما يخص استمرار دعم الحرب وامكانية إخضاعها للحلول السياسية والهدنة".

ويختم حديثه قائلاً: إن "الأهم في هذه المعركة، هو جبهة الجنوب - في إشارة إلى لبنان- ما بعد حماس، باعتبار ان جغرافية الحرب هي الأساس".

 

تأثير حماس اقليميًا ودوليًا

ويتفق -مراقبون- بأن الصراع الدائر بين حماس واسرائيل جعل دور الأولى أكثر تأثيرًا وقوةً على المستوى الإقليمي والدولي ومنهم أستاذ العلوم السياسية عصام الفيلي الذي لا ينكر بأن مستوى تأثير حماس هو المؤثر الأول في عملية السلم الإقليمي للمنطقة. 

ويعزو السبب في ذلك إلى أنها -أي حماس- من الفصائل التي حملت السلاح وجهزت نفسها للمواجهة مع إسرائيل بطريقة أنها لا تؤمن باتفاقية "أوسلو"، وبالتالي هذا خلق قلق كبير لدى الكيان الصهيوني. بحسبه.

ويُعزّز الفيلي رأيه عن تأثير حماس بأنها أجبرت اسرائيل على أن تنظر إليها كـ"فصيل فلسيطني" فاعل في غزة وليس بقدر ما تنظر إليه على أساس أنها "فصيل" تم تجهيزه وإعداده وتدريبه من قبل إيران.

وبالإستناد إلى ذلك، أصبحت حماس أشبه ما تكون بـ"خنجر" في خاصرة إسرائيل سواء في هذه المرحلة، أو المراحل القادمة إذا لم يتم التعامل مع هذه المنظمة بشكل من الأشكال الجدية، يقول الفيلي لـ"بغداد اليوم". 

ويُشير إلى أن "حماس ما زالت تستخدم استراتيجية قتال للإنفاق، وهذا يعني وجود مدينة كاملة تحت الأرض في غزة بأعماق كبيرة وحماس ترى بذلك مصدر القوة، ولهذا حماس ترى أن أي مواجهة برية ستؤدي إلى فشل إسرائيل في التقدم".

ويرى بأن ذلك "يعني أن تبقى غزة منطقة قلقة إذا لم يكُ هناك تفاهم مع حماس في هذا الاتجاه بطريقة تؤدي إلى إعادة ترتيب أوراق البيت الفلسطيني خاصة فلسطين نفسها والقيادة الفلسطينية منقسمة ما بين سلطة رام الله والسلطة المجودة في غزة".

وعن تأثير هذه المعطيات والمؤشرات على العراق وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا ينكر الأكاديمي العراقي بأن "العراق من المؤيد الأول للقضية الفلسطينية، وكل القيادات العراقية سواء كانت إسلامية أو علمانية أو ليبرالية وحتى القومية منها، متعاطفة تعاطفًا تامًا مع القضية الفلسطينية".

ويضيف: "العراق يؤمن بفكرة حل الدولتين في هذا الموضوع ولذلك هو يكاد يكون يريد أن يكون الحل في أسرع وقت ومعالجة لطبيعة الأوضاع الإنسانية في هذه المرحلة، كذلك الموقف الرسمي هو أن العراق لا يريد أن يكون طرفًا في معادلة أي حرب إقليمية بقدر ما يسعى إلى التهدئة".

"والحكومة العراقية تدرك تمامًا تداعيات هذه القضية فيما بعد هذه القضية بمعنى، ان العراق اذا اتخذ موقف أن يكون مع هذه الحرب، هذا يعني عليه تحمل نتائج الكثير من الخسائر خلال المرحلة القادمة، وهو يدرك ان وضعه الاقتصادي هش جداً، وهو يعيش في محيط إقليمي غير مستقر وتتدافع  كثير من الدول ليكون لها تواجد ونفوذ داخل العراق". هذا ما يقوله الفيلي.

 

توقع لخطاب نصرالله

وعن مستقبل الانتخابات المحلية بالتزامن مع كل تلك المتغيرات، يؤكد الأستاذ الجامعي انه "بقيّ أكثر من شهر على اجراء الانتخابات، وهذا يشكل تحديًا طبيعًا لنتائج الحرب، لكن لغاية الان الحرب لم تبدأ والكثير من الأطراف الإقليمية والدولية لم تشارك بها، مثل إيران وحزب الله وكذلك الولايات المتحدة الامريكية والدول الحليفة مع إسرائيل". 

وبحسب الفيلي، فإن هذا الموضوع يرتبط بالمعاهدات، ولهذا القضية جدًا قلقة وخطرة ولهذا الجميع ينتظر نتائج هذه الحرب، واذا كانت تلقي بضلالها على العراق، فهنا بالتأكيد لن تجري الانتخابات في موعدها المحددر. على حدّ قوله.

وعن توقعاته لمضمون خطاب نصرالله المرتقب، يقول أستاذ العلوم السياسية أن "زعيم حزب الله ينتمي الى المدرسة الدبلوماسية الإيرانية، والتي تمتاز في تعاملاتها بتقدير المخاطر، وخطابه المرتقب سيكون هو قراءة للوضع الداخلي اللبناني والوضع الإقليمي وطبيعة التحديات، ونعتقد ان اعلان الحرب سيكون بصورة مفاجاة والخطاب ربما سيكون خطاب تحذيري أخير".

 

هل ستتأجل الانتخابات؟

وبالإنتقال إلى الرأي البرلماني، يبدو عضو مجلس النواب العراقي النائب المستقل هادي السلامي متفقًا مع رأي الأستاذ الجامعي فيما يتعلق بإحتمالية اندلاع الحرب وتأثيراتها بأن تداعياتها ستكون كبيرة على  العراق وعلى مختلف المستويات، ومنها أن تدفع تداعياتها نحو تأجيل الانتخابات، خصوصاً اذا ما كان العراق جزء من هذه الحرب".

وفي حديثه إلى "بغداد اليوم"، يربط السلامي اجراء أي عملية انتخابية بالاستقرار السياسي والأمني. ويؤكد بأن أي خلل بهذا الاستقرار سيكون له تأثير بعدم اجراء العملية الانتخابية، وأن تصاعد الاحداث في المنطقة سيكون له تأثير على العراق بكل تأكيد، خصوصاً على الوضع الأمني.

وأضاف نعتقد ان "انتخابات مجالس المحافظات في العراق ستتأجل بسبب التطورات المرتقبة في المنطقة، والعراق سيكون جزءًا من هذه التداعيات، لاسيما مع وجود عمليات عسكرية وتصعيد ضد الأمريكان، ونعتقد ان الامريكان سيكون لهم رد على الهجمات ضدهم، ولهذا سيكون هناك خلل في الوضع الأمني".

 

نصرالله واسرائيل والنفط

وفي وقت سابق من اليوم قال الخبير في الشأن النفطي بهجت أحمد إنه "في حال أعلن حسن نصر الله الحرب على إسرائيل ودخلت معه الفصائل اليمنية وإيران وتعرضت منشأت النفط في بحر الخليج للاستهداف فأن ارتفاعًا جنونيًا سيحدث باسعار النفط". 

وتوقع في حديثه إلى "بغداد اليوم" أن "يتجاوز سعر النفط الـ 120 دولاراً، في حال دخلت إيران الحرب أو حدث تعطل للتجارة في مضيق هرمز أو أي استهداف لحاملات نقل النفط".

وكان الأمين العام لحركة النجباء أكرم الكعبي قد نشر على حسابه الشخصي بمنصّة "إكس"، بيانًا في (1 تشرين الثاني 2023)، قال فيه إن المقاومة الإسلامية العراقية قررت تحرير العراق عسكرياً وحسم الأمر، والقادم أعظم". مضيفًا "طوبى للمجاهدين الأبطال، طوبى لمن شارك، طوبى لمن أيد، والنصر للإسلام.. لا توقف، لا مهادنة، لا تراجع".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: خطاب نصرالله بغداد الیوم فی غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا لو لم يكن في العراق حزب شيوعي .. وماذا لو لم نكن شيوعيين ؟!

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

يسعدني أن أستذكر في هذا المقال، سؤالاً مهماً كان قد طرحه عليّ قبل نصف قرن، صديق عمري الشاعر الراحل كريم العراقي.. والسؤال كان : ماذا لو لم يكن في العراق حزب شيوعي، وكيف ستكون حياتنا نحن لو لم نكن شيوعيين ..؟!

وأذكر أني أجبتُ كريم بقولي: لا يمكن أن يمضي العراق في طريقه الوطني بدون حزب شيوعي، ربما يتأخر تأسيسه سنةً أو سنتين أو حتى عشراً عن موعده المعروف في الحادي والثلاثين من آذار العام 1934، لكنه في كل الأحوال سيولد في يوم ما حتماً، لأني أجد أن من المستحيل أن لايكون في العراق حزب شيوعي يقود نضالات الكادحين من أجل تحقيق العدالة والحرية والعيش الكريم.

قاطعني كريم، وقال: نعم نعم أنا أتفق معك في ما ذهبت اليه، لأن مبررات وشروط وجود الحزب الشيوعي متوفرة في العراق، سواء بسبب تبعية النظام الملكي للاستعمار البريطاني، او بسبب ما يعانيه الشعب العراقي لاسيما الطبقات الفقيرة من ظلم طبقي وسياسي واجتماعي، وقد تجلت معاناته بالثالوث الكارثي المتمثل بالفقر والمرض والأمية، ناهيك من التخلف المتفشي بنواحي الحياة المختلفة.. لذلك بات وجود حزب طليعي وطني طبقي يقود نضال الجماهير الشعبية العراقية، ضرورة تاريخية ملحّة، بخاصة وأن جميع الاحزاب البرجوازية والقومية غير مؤهلة، ولا قادرة على قيادة الجماهير الشعبية نحو تحقيق أهدافها الكبيرة وطموحاتها الواسعة المتمثلة بالحرية والاستقلال والكرامة.. وقد تأكد ذلك بعد عقود، حين تسلمت البرجوازية والأحزاب القومية الحكم في العراق، وأظن أن ما جرى من تدمير ودمار على يد هذه الاحزاب لا يحتاج إلى أدلة وبراهين .

لقد استذكرت لك عزيزي القارئ ما دار بيني وبين كريم العراقي من حوار قبل نصف قرن، والمتعلق بضرورة وجود حزب شيوعي في العراق، وتأثيره على حياتنا، لكني لم أحكِ لك قصة هذا الحوار ولا أسباب السؤال، أو الموقف الذي دعا كريم العراقي لطرحه.

لقد كان كريم ليلتها في امتحان مع ذاته، واختبار لصموده العقائدي، بعد أن وضعه أوباش الأجهزة الأمنية البعثية في مواجهة قاسية مع خياراته الفكرية ولم أعرف بهذا الأمر إلا بعد أن قلت له: إني أشعر أن لديك ياكريم سؤالاً قد لاتريد طرحه الآن.. أليس كذلك؟..

رفع كريم رأسه وقال لي: نعم، لديّ سؤال مهم سأطرحه عليك ياصديقي، لأنك يجب أن تعرف كل شيء، والسؤال هو: هل يمكن لنا – أنا وأنت وكل جماعتنا – أن نعيش بدون الحزب الشيوعي، وهل يستحق الحزب الشيوعي مثلاً أن أضحي لأجله في امتحاني المصيري غداً ؟!

قلت له: أيّ امتحان هذا ستكون فيه يوم غد ؟!

لم يجبني، لكنه مسكني بلطف وطلب مني مغادرة الصالة التي كنا نحتفل بها في بيت الأخ شاكر الربيعي ( أبو رائد ) في بغداد الجديدة، وهو الحفل الذي ضم آنذاك عدداً من الأحبة الذين مضى بعضهم إلى أبديته، أمثال الشعراء الراحلين عريان السيد خلف وذياب گزار ( أبو سرحان) وخيون دواي الفهد وغيرهم، وعدد من الأحبة الذين مازالوا على قيد الحياة والحب والحزب والنضال، ومن بينهم المناضل شاكر حمادي (أبو حيدر) وغيره من الأحبة الرائعين الذين لايسع المجال لذكرهم .

قلت لكريم ونحن نبتعد عنهم: ما بك يا صاحبي لقد أخفتني، بل وأرعبتني؟

لم يجبني على سؤالي، إنما أخرج ورقة من جيبه وقال لي: اقرأ هذه الورقة!

لقد كانت الورقة تحمل استدعاءً لكريم العراقي من مديرية الأمن العامة، وفيها: يجب حضورك في الساعة العاشرة من صباح يوم غد المصادف … إلى آخر الاستدعاء ..!

كان ذلك في تموز 1975، وكنا قد عدنا قبل قليل من مهرجان شعري في نادي أور العائلي أشرف عليه الشاعر والمناضل ألفريد سمعان، وقد شاركتُ فيه مع كوكبة من الشعراء بينهم كريم وعريان والفهد وغيرهم..

نظرت في وجه كريم وأنا أعيد اليه ورقة الاستدعاء، وقلت له مازحاً ومشجعاً :

اليوم خمر وغداً أمر، أرجو أن تستمتع الليلة ياكريم، وليكن غداً ما يكون .. وثق أنك ستعود الينا سالماً ..!
لكنّ كريم لم يعلق على كلامي هذا، إنما قال لي بصوت فيه بعض الحزن: لقد اتخذت قراري بعدم الانهيار وعدم الاستسلام، مهما كانت الضغوط، وثق بأني سأموت غداً دون أن أعطيهم ما يريدون..لأن حزبنا يستحق فعلاً أن نموت لأجله الف مرة ..

قلت له: ويستحق أيضاً أن نعيش من أجله ..!

لكن كريم أكمل حديثه دون أن يسمعني قائلاً: هل سترثيني يافالح إذا ما استشهدت غداً ؟

قلت له ممازحاً: خويه عود استشهد إنت وشوف أخوك شلون راح يرثيك ..!

ابتسم كريم وقال قبل أن نعود إلى صالة الحفل : – هل تخيلت حياتنا كيف ستكون، لو لم يكن فيها الحزب الشيوعي ؟

قلت: ستكون حياة قاحلة حتماً، فلولا الحزب الشيوعي، لما صرت أنت ( كريم العراقي) ولا صرت أنا فالح حسون الدراجي.. وأنا لا أقصد هنا أسماءنا كشكل وحروف إنما أقصد كمحتوى ومعنى شعري وأخلاقي ووطني وإنساني واجتماعي جميل وباهر، وقطعاً فإن كل ما نحن به اليوم تم بفضل ينابيع الوعي والثقافة الشيوعية التي ارتوت منها ضمائرنا وقلوبنا وحقول إبداعنا ..

وافقني كريم قائلاً: أجل أجل دون شك .. فالحزب الشيوعي ليس مهماً في حياتنا نحن فقط، إنما في حياة العراقيين جميعاً، لذلك ترى (الأوفياء) منهم يشاركون دائماً في احتفال ميلاد الحزب الشيوعي ..

بقيَ ان أقول لك عزيزي القارئ: إن كريم ذهب في اليوم الثاني إلى مديرية الأمن العامة وظهر أن الموضوع مجرد اسئلة استفزازية ومحاولة ترهيب استغرقت ساعتين لا أكثر .. لكن كريم اعتقل بعد سنوات قليلة أثناء خدمته العسكرية، حيث تعرض إلى أقسى صنوف التعذيب، وكان بمستوى المسؤولية والامانة ..

وهنا وللأمانة والتاريخ أقول: إن كريم العراقي كشف لي قبل رحيله بفترة قصيرة عن رغبته بالعودة لساحة الحزب الشيوعي، إذا ما كُتب له أن يعيش ويتجاوز مرضه الخبيث، لكنّ يد المنية كانت أسرع من أن يحقق رغبته في أن يموت ( شيوعياً) .. علماً أني أخبرت الرفيق المناضل جاسم الحلفي برغبة أبي ضفاف، وقد نصحني أبو أحلام بنشر هذه المعلومة في يوم ما، وفاءً لكريم، واعتزازاً به وبموقفه هذا، وإبراءً للذمة والأمانة، خاصة وأن الرجل قد فكر بالحزب وهو على فراش مرضه الخطير.. لذا من حقه أن يعرف الحزب وكل الشيوعيين برغبته ..

لقد رحل كريم العراقي، لكن سؤاله ظل قائماً: ماذا لو لم يكن الحزب الشيوعي في حياتنا..وماذا لو لم نكن شيوعيين ؟!.

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • ماذا لو لم يكن في العراق حزب شيوعي .. وماذا لو لم نكن شيوعيين ؟!
  • داليا عبدالرحيم تكتب: "‏حماس".. عن أي مقاومة تتحدثون
  • اسرائيل تروج لوثائق سرية تُشعل الاتهامات ضد إيران .. وطهران ترد بقوة
  • العراق يطلق مشروع حرق النفايات لتوليد 100 ميغاواط من الكهرباء يومياً
  • مقاطعة الإعلام الحربي كأداة مقاومة ضد آلة الدعاية العسكرية
  • بغداد اليوم تنشر النص الكامل لمسودة خطة أمريكا لتحرير العراق من ايران (وثائق)
  • بغداد اليوم تنشر النص الكامل لمسودة خطة أمريكا لتحرير العراق من ايران (وثائق) - عاجل
  • ايران وفرضيات العدوان
  • السوداني: جنّبنا العراق الانزلاق في الحرب والصراعات
  • العراق يدين العدوان الذي شنّته اسرائيل على الأراضي الفلسطينية