النزاهة: مشاريع إنشاء وتأهيل وتوسيع مستشفيات ومراكز صحية لم تنجز منذ 2010
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
دعت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، اليوم الجمعة، إلى وضع الخطط لإنشاء مخازن مُوحَّدةٍ ونموذجيَّةٍ للأدوية والمستلزمات الطبيَّة لجميع المُؤسَّسات الصحيَّة، وحسب المعايير القياسيَّة.
وحثت دائرة الوقاية في الهيئة، بحسب تقريرٍ أعدَّته عن زيارات فريقها الميدانيّ إلى دائرتي صحَّة الكرخ والرصافة؛ للاطلاع على واقع الخدمات التي تُقدِّمُها وتشخيص السلبيَّات والمُعوّقـات، “الشـركـة العامَّة لتسويق الأدوية والمُستلـزمات الطبيَّة ” كيمـياديا” على توفير الأدوية التخصُّصية بكميَّاتٍ كافيةٍ في المراكز التخصُّصية التي تحتاجها، وقيام الدائرتين بوضع آليةٍ تنظم توزيعها إلى المستشفيات والمراكز والقطاعات الصحيَّة، مع ضمان صرفها للمرضى بصورةٍ صحيحةٍ”.
واقترحت الدائرة، في تقريرٍ مُرسلةٍ نسخةٌ منه إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء، ولجنتي النزاهة والصحَّة النيابيَّـتين، والأمانة العامَّة لمجلس الوزراء، ومكتب وزير الصحَّة، “تفعيل الرقابة الدوائيَّة بإعطاء الأولويَّة في فحص الأدوية المُنقذة للحياة في صيدليَّات شعب الطوارئ، والعمل على استمرار توفّرها بشكلٍ دائمٍ، والعمل على توفير سيَّاراتٍ مُبرَّدةٍ بعددٍ كافٍ في المخازن؛ لضمان نقل الأدوية والمُستلزمات الطبيَّة حسب ظروف الخزن القياسيَّـة”، لافتةً إلى “تشخيص صغر حجم المذاخر، وعطل أجهزة التبريد أو عدم توفُّرها في كثيرٍ منها؛ الأمر الذي ينتج عنه سوء تخزين الأدوية، وبالتالي تلفها وحرمان المرضى المُحتاجين منها”.
وأكد التقرير “أهميَّـة زيادة عدد المُستشفيات التعليميَّة ومراكز التدريب المُعترف بها من قبل المجلس العربيّ، وإمكانيَّة استحداث وبناء مركز للثلاسيميا ومستشفى للعيون، بعدِّ مستشفى ابن الهيثم “المستشفى الوحيد المُتخصّص في هذا المجال” أصبح قديماً ولا يتمكَّن من تقديم الخدمات لجميع المرضى، فضلاً عن إنشاء مركز للهيموفيليا، ومركز لزراعة الكلى في المُستشفيات والمراكز التابعة لدائرة صحَّة الرصافة”.
وأضاف أن “الفريق الميدانيَّ رصد الحاجة الضروريَّة لقيام شركة “كيمياديا” بمتابعة تنصيب الأجهزة الطبيَّة المُجهّزة ضمن العقود الوزاريَّة، واتخاذ الإجراءات القانونيَّة بحقّ الشركات المُتلكّئة، ورفد مصارف الدم ومراكز التبرُّع بالأجهزة الحديثة الخاصَّة بفحص الفيروسات، مع توفير العُدَد التشخيصيَّة الخاصَّة بها، وكذلك تزويد شعب السيطرة ووحدات الكشف المبكر عن السرطان بأجهزة ” الماموكرام والسونار” الحديثة”، مشيراً إلى فقدان جهاز “ماموكرام ” حديثٍ في إحدى المُؤسَّسات الصحيَّة”.
ولفت إلى “أهـميَّة الاهتـمام بنظافــة الأجهــزة الطـبيَّة وعربات الضماد والأدوات الجـراحـيَّة في غرف التمريض، والإسراع بإجراءات استهلاك الأجهزة الطبيَّة الخارجة عن الخدمة التي لا تُوجَدُ جدوى اقتصاديَّـة من صيانتها”.
وتطرق التقرير، إلى “وضع آليةٍ لتنظيم عمل الأطباء الاختصاص، ومُتابعة حضورهم في المستشفيات والمراكز التخصُّصية وردهات الطوارئ؛ بغية تقديم الخدمة على مدار الساعة، واتخاذ الإجراءات القانونيَّة بحقّ المُخالفـين، والحـد من ظاهرة التسرُّب أثناء الدوام الرسمي أو عدم الحضور في الحالات الطارئة أو الخفارات، بعد أن رصد الفريق عدم التزام بعض الملاكات الطبيَّة والصحيَّة بالدوام في عددٍ من المُستشفيات، مع التشديد على قيام قسم التفتيش في دائرتي الصحَّة في الرصافة والكرخ بحملاتٍ مُكثّفةٍ ودوريَّـةٍ؛ لرصد وتحديد الملاكات غير المُلتزمة بالدوام”.
وبخصـوص الحالات السـلبيَّة التي تمَّ تشـخيـصها، فـي عـددٍ من المُستشـفيات، تحدَّث التقرير عن “عدم الدقة والتطابق في أعداد المُراجعين في سجلات مراجعي الاستشاريَّـة والمرضى المُحالين على الردهات وصرف العلاج، وعدم وجود جردٍ سنويٍّ لبطاقات المُحاسبة المجانيَّة، إضافة إلى وجود شيكاتٍ موقوفةٍ تعود للأعوام (2020 -2022)، وحكٍّ وشطبٍ في سجلات المجموعة الدفتريَّة، ووجود أماناتٍ موقوفةٍ في كشف تحليل الأرصدة الدائنة، فضلاً عن عدم وجود ختم وتوقيع أطباء الجراحة والتخدير الذين قاموا بإجراء العمليَّات في استمارة صرف العمليَّات، وأعطـال في أجهـزة إنعـاش القـلب ومجمـدات مصرف الـدم، وعـدم تفـعيل جـهـاز “السونار” في أحد المُستشفيات ضمن صالات الولادة”.
كما شخَّص تدنّي نسب الإنجاز لبعض المشاريع المُنفَّذة ضمن الخطة الاستثماريَّة لوزارة الصحَّة وميزانيَّة مُحافظة بغداد (تنمية الأقاليم)، فيما تناول التقرير مشاريع إنشاء وتأهيل وتوسيع مستشفيات ومراكز صحيَّةٍ تمَّت إحالتها خلال الأعوام (2010- 2014) وصل إنجازها في أحسن الأحوال إلى نسبة (75,9%)، كاشفاً عن وجود (342) لجنـةً تحقيـقيَّةً وتدقـيقيَّـةً ولجان تضمين غير منجـزةٍ، وموادّ طبيَّـة ومُعقّمات مُنتهية الصلاحيَّة، وأخرى قريبة النفاذ، ووجود عيوبٍ تصنيعيَّـةٍ في بعض الموادّ، فضلاً عن أدويةٍ فائضةٍ عن الحاجة.
واسترسل بالحديث عن المُعوّقات التي تُؤدّي إلى ضعف الخدمات المُقدَّمة من دائرتي الصحَّة (الكرخ والرصافة)، تبرز فقرة صعوبة إجراء أعمال التأهيل أثناء تأدية المُستشفيات لأعمالها؛ ونظراً لعدم وجود بدائل يتمُّ إجراء تلك العمليَّات على مراحل؛ ممَّا يُؤدّي لطول فترة التأهيل، فضلاً عن أنَّ الأدوية والأجهزة والمُستلزمات المُجهَّزة لا تُغطّي الحاجة الفعليَّـة، وقِدَم وصغر حجم البنى التحتيَّـة في شعب الطوارئ.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: الم ستشفیات ات والم فی الم التی ت
إقرأ أيضاً:
خبراء: ترامب عازم على تهجير الفلسطينيين وتوسيع التطبيع وتسهيل ضم الضفة
يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عازم على مواصلة وقف إطلاق النار في قطاع غزة رغم المخاطر السياسية التي تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه يبدو أيضا عازما على تهجير الفلسطينيين وتسهيل ضم الضفة الغربية، حسب خبراء.
ففي حين يحاول نتنياهو التوصل لحلول ترضي ترامب ولا تفقده تكتله الحكومي، تواصل الإدارة الأميركية التأكيد على مواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكافة مراحله، لكنها لا تتوقف عن مطالبة مصر والأردن باستقبال بعض الفلسطينيين.
ويعكس هذا الموقف إصرار الرئيس الأميركي على المضي قدما في تنفيد اتفاقات أبراهام التي بدأها خلال عهدته السابقة والتي تتبنى تصفية القضية الفلسطينية، كما يقول المحلل السياسي عماد أبو الحسن.
تمهيد لضم الضفة
كما أن حديث ترامب عن صغر حجم إسرائيل يشي بنيته توسيعها على حساب الفلسطينيين، وهو أمر وصفه أبو الحسن -خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"- بأنه "فشل أخلاقي وإرهاب لأنه يمنح أرض شعب لشعب آخر من دون وجه حق".
لذلك، يعتقد أبو الحسن أن نتنياهو سيحصل على ضوء أميركي أخضر بضم الضفة جزئيا بحيث يتم ضم المنطقة "سي" بالضفة الغربية وتهجير سكانها إلى مناطق مجاورة تمهيدا لتهجير الجميع مستقبلا من خلال التنغيص عليهم.
إعلانويستند ترامب في هذا الموقف المتطرف إلى ضعف الموقف العربي كما يقول أبو الحسن الذي قال إن الرئيس الأميركي "يفعل ما يريد بالمنطقة ولا أحد يمكنه مخالفته".
وقد يكون هذا التهجير مخرجا مقنعا لنتنياهو الذي يحاول العودة من الولايات المتحدة بمباركة أميركية لتهجير السكان من غزة الضفة سياسيا أو عسكريا، حسب الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين.
فالمشكلة -كما يراها جبارين- تتمثل في أن نتنياهو يتهرب من أي مفاوضات سلام مع الفلسطينيين، لأنه خرج من الحكومة نهاية تسعينيات القرن الماضي بسبب خضوعه لطلب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بالتفاوض مع السلطة الفلسطينية.
وبسبب هذه التجربة، أصبح نتنياهو أكثر تطرفا في رفض إقامة دولة فلسطينية حتى من وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حسب تعبير جبارين.
ومن هذا المنطلق، فإن نتنياهو سيحاول العودة من واشنطن بوعد أميركي بالمضي قدما في اتفاقات التطبيع مع السعودية وإيجاد حل جذري لإيران، أو بمواصلة العمل عسكريا في الضفة الغربية لكن بضجيج أقل، كما يقول جبارين.
وأكد هذه التوقعات مارك فايفل -وهو مستشار سابق بوكالة الأمن القومي ومسؤول اتصالات سابق بالبيت الأبيض- لكنه حاول تصوير الأمر على أنه محاولة لإقرار السلام، بقوله إن ترامب "يحاول إقناع نتنياهو بجدوى المفاوضات" وإنه "يمكنه المضي قدما وإيجاد أرضية مشتركة تصل لحلول مستدامة وتحقق المصلحة العامة في المنطقة".
إصرار على تهجير سكان غزة
ويرى فايفل أن ترامب "صنع التاريخ خلال عهدته الأولى وفي الجزء الأول من عهدته الثانية، وأنه "سوف يتحدث بصراحة وسيحاول أن يتفاوض على الملأ لخلق فرصة أفضل للتفاوض في الغرف المغلقة بحيث يتحدث كل طرف عن مظالمه وصولا إلى السلام".
وتوقع المتحدث أن يكون ترامب واضحا مع نتنياهو، وألا يترك كثيرا من الأسئلة دون إجابات. وقال إنه "يحاول تحسين ظروف الفلسطينيين في قطاع غزة عبر نقلهم إلى بلد آخر".
إعلانوفي آخر تصريح له بهذه الشأن، قال ترامب مساء اليوم الثلاثاء إنه يتوقع من الأردن ومصر استقبال عدد من الفلسطينيين، مؤكدا أن الفلسطينيين "ليس أمامهم سوى مغادرة غزة".
ورفضت مصر والأردن علنا مطالب الرئيس الأميركي وأكدتا دعمهما لحقوق الفلسطينيين في أرضهم، لكن ترامب كرر مرارا أن كلا البلدين "سيفعل ما هو مطلوب منه".