طرة (إسرائيل) ونقش الأمريكي.. بقلم: منهل إبراهيم
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
في دروس اللغة والتاريخ والأمثال يقال من شابه أباه فما ظلم، لكن المثل هنا لا ينطبق على أمريكا وابنها المدلل الكيان الإسرائيلي، فالشبه طباق والظلم وزن بوزن حذو النعل بالنعل، فالأمريكيون وتحالفهم العسكري التاريخي مع (إسرائيل)، زرع حقداً وأنبت ظلماً لا يخلو مكان منه أو من أيديهم الزارعة.
فإذا كان الكيان الصهيوني هو الطرة في اللغة النقدية فليس النقش سوى أمريكا التي تحلم في شرقنا نفس الأحلام الإسرائيلية، وحين يتصل الأمر بالمصالح والهيمنة فأنت أمام عدادات للطرة والنقش لا ينتهي، تتوزع الأدوار فيه بين أمريكا والمحتل على أرضنا العربية.
في العادة يقال وجهان لعملة واحدة، أي أنه لا فرق بين الطرة والنقش كما نقول بالعامية، لأنها لنفس العملة ولنفس القيمة ولنفس المنطقة، لكن هذا غير صحيح عندما نطبق هذه القاعدة على السياسات الأمريكية، فهنالك أكثر من طرة وأكثر من نقش، وكله بصور الحرب والقتل، لدرجة أننا لا نستطيع الرهان على أي حوار أو منطق أو تفاوض، بل على عملة بوجهين معالمها الخراب والقتل والتدمير.
ويكفي أن نتابع سياسات أمريكا في الحرب على غزة، وبالمقابل سياسات (إسرائيل)، لنرى بوضوح الطرة الإسرائيلية والنقش الأمريكي، أو النقش الأمريكي والطرة الإسرائيلية كيف تتنوع وتتغير، لكنها تشتري نفس البضاعة من القنابل والصواريخ والطيران لتغير بها على الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ.
العملة الأمريكية الصهيونية بطرتها ونقشها منيت بالتراجع وتم سحق قيمتها التاريخية والمادية، وخفض بورصاتها وأساطير قوتها بعلو أسهم المقاومة وعملتها المتوهجة بلا طرة أو نقوش، رغم استماتة من الغرب في رفع ودعم عملة الكيان الصدئة.
لائحة الخسائر الصهيونية وهزائمه تطول، وتطال كل شيء، كل شيء، من الجنود والعتاد والماديات، والأهم من كل شيء طرة ونقش العم سام وولده المدلل في الكيان المتحلل، فمعادلات التاريخ والتفوق تتغير ونفس المعادلات في قلب الموازين موجودة في كل مكان، وهي اليوم تكتب في أرض فلسطين.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
إسرائيل لم تستجب لإنذار أمريكا الأخير بشأن غزة.. هل يتوقف تصدير الأسلحة؟
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنه بعد مرور المهلة التي أعطتها الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل بشأن الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، لم تتخذ إسرائيل أي خطوات يمكن أن تقلل من حجم المعاناة في القطاع المُحاصر.
ووجد تحليل للصحيفة الأمريكية أن إسرائيل فشلت إلى حد كبير في الامتثال للمطالب الأمريكية، ما جعل أجزاء من شمال غزة أقرب إلى المجاعة.
انتهاء مهلة «الإنذار الأخير»وانتهت مهلة الـ30 يومًا التي أعلنت عنها الولايات المتحدة في رسالة إلى إسرائيل، وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إنه لا يوجد لديه تأكيدات حول أي تغيير في السياسة الأمريكية لإعلانه.
وأضاف: «لقد رأينا بعض الخطوات تتخذ، وهناك حاجة إلى اتخاذ بعض الخطوات الإضافية أيضًا، لا أحد في هذه الإدارة يقول إن الوضع الإنساني في غزة سليم، إنه لا يزال يُشكِّل أزمة».
إسرائيل فشلتووفقا لمنظمات الإغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة، فشلت إسرائيل إلى حد كبير في الامتثال للمطالب الثلاثة الرئيسية في الرسالة الأمريكية، والتي تضمَّنت زيادة المساعدات الإنسانية، واستئناف وصول الشاحنات التجارية وإنهاء عزلة شمال القطاع.
ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مهند هادي، بعد رحلة إلى شمال غزة المحاصر، بأن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، كما وصف الوضع الذي يواجهه المدنيون بأنه يتجاوز الخيال.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك صراع داخلي عنيف داخل وزارة الخارجية الأمريكية حول مسألة ما إذا كانت إسرائيل قد نفذت معظم المطالب الأمريكية، بحسب مسؤولين أمريكيين، نقلًا عن موقع «أكسيوس» الأمريكي.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن العديد من مسؤولي وزارة الخارجية يعتقدون أن إسرائيل لم تتخذ خطوات كافية ودفعوا وزير الخارجية أنتوني بلنيكن وكبار موظفيه إلى تعليق بعض المساعدات العسكرية لإسرائيل على الأقل.
هل تحظر أمريكا المساعدات والأسلحة؟ومع بعض التأكيدات أن إسرائيل لم تمتثل للمطالب الأمريكية بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، يصبح السؤال الأبرز هو إمكانية حظر واشنطن إرسال الأسلحة والمساعدات إلى تل أبيب، لكن في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، أنه لا توجد أي تغييرات في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل حتى الآن، بحسب وكالة «رويترز».
وأكد محللون سياسيون وخبراء، أن الولايات المتحدة، من الإدارة الأمريكية الحالية والمنتهية ولايتها بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، من المتوقع ألا تعلن عن أي تغيير في سياساتها تجاه إسرائيل أو إعلان وقف تصدير الأسلحة حتى ولو لفترة مؤقتة، في انتظار سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب.