«المحامين العرب»: نثمن موقف مصر والأردن الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
ثمن أمين عام اتحاد المحامين العرب المكاوي بنعيسى، موقف مصر والأردن الحاسم والقاطع برفض مخطط الاحتلال الإسرائيلي تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وذلك لتصفية القضية الفلسطينية.
كما أشاد -خلال كلمته في افتتاح اجتماع المكتب الدائم للاتحاد الذي يعقد بالعاصمة الأردنية عمان- بموقف المملكة الأردنية بقيادة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين سينظر لها على أنها إعلان حرب، وكذلك ما تبذله مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من جهود كبيرة لإيقاف الحرب على غزة وإدخال المساعدات لسكان القطاع واستقبال الحالات الحرجة في المستشفيات المصرية.
كما ثمن الأمين العام قرار الحكومة الأردنية، استدعاء سفيرها من تل أبيب، والتوجيه بعدم إعادة الاحتلال الإسرائيلي لسفيره الذي كان قد غادر المملكة، وذلك تعبيراً عن الموقف الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وقال الأمين العام لاتحاد المحامين العرب "إنها مهزلة حقيقية أن يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ".
وأضاف أن الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب تناشد نقابات المحامين في العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة واتخاذ موقف قانوني لملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية على جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين العزل.
ودعا بنعيسى، دول العالم الحر إلى أن تودع عبارات الإدانة والشجب والاستنكار وتنتقل إلى مرحلة الإنقاذ الفعلي للمدنيين الفلسطينيين العزل وممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء من النساء والأطفال.
وقال بنعيسى، إن قطاع غزة الباسل شهد سقوط أكثر من 9 آلاف شهيد بينهم 3760 طفلا و3236 امرأة ضحية للقصف الوحشي للاحتلال الإسرائيلي هؤلاء دفعوا أرواحهم ثمنا لقضيتهم العادلة وتمسكهم بأرضهم، مشيرا إلى 400 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء سقطوا بين شهيد وجريح بعد قصف مخيم جباليا المكتظ بالسكان بستة قنابل تزن الواحدة طنا من المتفجرات لزعم الاحتلال البحث عن أحد قادة حركة حماس.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في ارتكاب جرائم إبادة ضد الشعب الفلسطيني ويسعى لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة باستهدافه للمستشفيات ومنع وصول الإمدادات الغذائية والوقود وقطع الماء والكهرباء على السكان.
وتابع: ورغم عدم قدرة الأمم المتحدة على إيقاف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة بسبب الولايات المتحدة الأمريكية الراعية للاحتلال وبعض الدول الأوروبية المنحازة له وإدراكنا أن المنظمة لم تعد قادرة على القيام بدورها الذي تأسست من أجله وحاجاتها لإصلاحات كبيرة للقيام بذلك، إلا أن علينا في نفس الوقت أن نحيي شجاعة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في قوة خطابه الذي عكس فيه حقيقة أن هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي لم يأت من فراغ، وأن الشعب الفلسطيني يعاني من احتلال خانق شاهد على التهام المستوطنات لأرضه وانهيار اقتصاده وتشريده وتبخر آمال التوصل لحل سياسي.
وأضاف علينا أن نشيد أيضا ببعض الدول التي اتخذت موقفا قويا من الحرب على قطاع غزة وفي مقدمتها بوليفيا التي أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي وكذلك تشيلي وكولومبيا لاستدعائهما لسفيريهما لدى الاحتلال ردا على المجازر التي يرتكبها في قطاع غزة.
وقال الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، إن غطرسة ووحشية الاحتلال الإسرائيلي لا تربك الشعب الفلسطيني ولا تهزمه ولا تنقص من عزيمته وإنما تزيده قوة وإيمانًا بقضيته العادلة، وتخلق جيلا جديدا من المقاومة أكثر قوة بينهم من فقد الابن أو الابنة أو الزوج أو الزوجة أو الأم أو الأب أو الأخ أو الأخت أو الخال أو الخالة أو العم أو العمة وبينهم من فقد عائلته بأكملها وسيبقى على أرضه حتى زوال الاحتلال.
وأضاف أن الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، تدعو جامعة الدول العربية إلى تكثيف الجهود خلال اجتماعها الطارئ المقرر له ١١ نوفمبر الجاري واتخاذ مواقف تتناسب مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من كارثة إنسانية حقيقية لم يعرفها شعب من قبل.
واختتم بنعيسى كلمته قائلا إن "الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب تجدد تأكيدها على موقف الاتحاد الثابت الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى زوال الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
اقرأ أيضاًمصادر فلسطينية: وزير الخارجية الأمريكي سيقترح هدنة في غزة لكن بشرط
بـ«الهاون».. المقاومة الفلسطينية تقصف آليات الاحتلال غرب إيرز
استشهاد 7 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل وفلسطين احداث فلسطين اخبار فلسطين اخر اخبار فلسطين اهل فلسطين حرب فلسطين فلسطين فلسطين الان فلسطين اليوم فلسطين عربية فلسطين ماذا يحدث فلسطين مباشر فلسطيني فلسطيني انا قصة فلسطين ماذا يحدث في فلسطين لاتحاد المحامین العرب الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی الأمین العام قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير: وسط اعتداءات وسرقات واقتحامات .. كيف يُمهد الاحتلال لمخطط القدس الكبرى؟
غزة- «عُمان»- بهاء طباسي: في مشهد متكرر من الألم والمأساة، تتعرض الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس لاعتداءات ممنهجة من قبل المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. اعتداءات باتت جزءًا من حياة الفلسطينيين اليومية، تتجسد في إحراق ممتلكات، وسرقة أرزاق، واقتحامات تستهدف المقدسات.
هذه الحملة المدروسة تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وإضعاف صموده في مواجهة سياسة الاحتلال. كما تأتي هذه الاعتداءات في سياق سياسة استعمارية واضحة تهدف إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية وتفريغها من سكانها الأصليين، وفرض مخطط «القدس الكبرى» وذلك من خلال مصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وبناء المستوطنات بشكل متسارع وغير مسبوق.
جريمة الفجر في أم صفا
عندما تشرق الشمس على قرية أم صفا شمال غرب رام الله، يكون المشهد ملبدًا برائحة الرماد وحزن الأهالي الذين يصرون على التشبث بأرضهم رغم القهر. في تمام الساعة الرابعة إلا ربع من فجر اليوم، شنَّت مجموعة من كبار المستوطنين هجومًا على جراج سيارات يقع على المدخل الغربي للقرية. في تلك اللحظة، كان أهالي القرية يعدون طعام السحور، لكن صوت النيران المتأججة أجبرهم على ترك طعامهم.
مروان صباح، رئيس مجلس قروي أم صفا، وقف أمام السيارات المحترقة، وتحدث بلهجة حزينة وقوية في الوقت نفسه: «توجهنا إلى الموقع، حاولنا إنقاذ السيارات لكنها كانت مشتعلة بالكامل».
وأكد خلال حديثه لـ«عُمان» أن قرية أم صفا تتعرض إلى اعتداءات متكررة ومستمرة من كبار قطعان المستوطنين على مدار الساعة.
وأوضح أن هذه الاعتداءات الغرض منها فرض واقع التهجير على الشعب الفلسطيني المتمسك بحقه التاريخي في الأرض: «نحن صامدون في أراضينا ولن نرحل مهما كانت الظروف ومهما كانت التضحيات».
هذا الهجوم لم يكن الأول من نوعه. رأفت صباح، صاحب السيارات المحروقة، يؤكد ذلك بقوله: «المستوطنون جاءوا وحرقوا السيارات على الساعة الرابعة فجرًا، وسبق وأتوا أكثر من مرة وحطموا وحرقوا هذه السيارات».
ويضيف لـ«عُمان»: «نحن نعيش بالقرب من المستوطنين، وهم يفعلون ذلك متعمدين بغرض ترحيلنا من أرضنا. ولكن سنظل متمسكين بأرضنا مهما حدث».
الهجمات المتكررة على قرية أم صفا تشير بوضوح إلى سياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ القرى الفلسطينية من أهلها، غير أن رسائل الصمود تتجدد في كل مرة، لتعلن أن الجذور أعمق من محاولات الاقتلاع.
السرقة الكبرى
لم تكن عين العوجا بمنأى عن هذا التغول الاستيطاني المتواصل، حيث شهدت واحدة من أكبر الهجمات الاستيطانية على تجمع بدوي في غور الأردن. صبيحة يوم الجمعة 7 مارس 2025، تجمع نحو 200 مستوطن مسلح تحت حماية قوات الاحتلال وشرطة الاحتلال، مستهدفين هذا المجتمع الذي لا يعرف سوى الأرض كمصدر وحيد للرزق.
هاني زايد، أحد سكان المنطقة والذي فقد نحو 70 رأسًا من الأغنام في الهجوم، يحكي بمرارة وألم: «المستوطن جاب غنمه خلطها في وسط التجمع تبعنا مع الغنم تبعتنا، في نفس اللحظة مع هجوم ما يقارب من 200 مستوطن. دخلوا على المجمع كله بحماية الجيش معهم، الجيش والشرطة، ونظفوا السير كله. ما في وحدة ما دخلوها وما خلوا فيها شيء».
وأضاف بنبرة يملؤها اليأس خلال حديثه لـ«عُمان»: «كان معهم 20 تندر (سيارة)، حملوا الغنم فيها. هذا أكبر هجوم للمستوطنين. كانوا يأخذون رأسًا أو رأسين في السابق ويقولون إنها مسروقة منهم، لكن مثل هذا الهجوم لم يحدث قط. ما يقارب 1500 رأس من الأغنام أخذوها من المجمع».
يبدو المشهد وكأنه جزء من كابوس متكرر، غير أن الحقيقة أبشع من الخيال. هذا الهجوم لم يكن مجرد حادثة سطو، بل هو تدمير ممنهج لسبل الحياة ورزق الناس، الذين يعتمدون على هذه الأغنام لتأمين معيشتهم.
زايد يشير بوضوح إلى أن اللجوء إلى الشرطة لم يعد خيارًا مجديًا، قائلاً: «الشرطة ما بتعمل أي شيء. عمرهم ما فادونا في شيء. يعني المستوطن بفتح بدو يأخذ الغنم، الشرطي بيقول أنت متأكد، آه، هاي الغنم لك».
هذا السطو المنظم لا يستهدف الأغنام فحسب، بل يسعى إلى انتزاع الروح من الجسد، وإجبار السكان على الهجرة من أرضهم، ليفسحوا المجال أمام المستوطنات التي تتمدد على حسابهم بلا رحمة.
الأقصى في مرمى الاستفزازات
وفي القدس، الهدف الأكبر للصهاينة، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في فرض وقائع جديدة عبر استباحة المسجد الأقصى، حيث اقتحم عشرات المستوطنين المسجد تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال اليوم، جالوا في ساحاته وأدوا طقوسًا تلمودية استفزازية، بينما فرضت قوات الاحتلال إجراءات مشددة على دخول المصلين لتضييق الخناق عليهم.
وفي كثير من الأحيان يتم استهداف الشباب الفلسطينيين بشكل خاص، واعتقالهم أو إبعادهم عن المسجد لفترات زمنية متفاوتة، في محاولة لإضعاف الحضور الفلسطيني ومنعهم من الدفاع عن مقدساتهم.
هذا التوتر المتواصل يُقابل بتحدٍّ مستمر من الفلسطينيين الذين يتدفقون إلى المسجد بأعداد كبيرة للصلاة والرباط فيه، مؤكدين على هويتهم وحقهم التاريخي فيه. وفي مشهد يعكس الإصرار على حماية الأقصى، يتواجد المرابطون والمرابطات بشكل يومي في ساحاته، رغم كل محاولات التضييق والاعتقال التي يتعرضون لها.
كما يشير النشطاء إلى أن هذه الاستفزازات تهدف إلى فرض واقع جديد يسمح للاحتلال بفرض سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى في المستقبل.
تحذير حركة حماس
من جهتها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن طريق القيادي في الحركة عبد الرحمن شديد، من استمرار اعتداءات المستوطنين على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، والتي تتم تحت حماية قوات الاحتلال.
وقال خلال حديثه لـ«عُمان»: «إن هذه الجرائم لن تنجح في كسر إرادة شعبنا». داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني إلى تعزيز المقاومة والتصدي لهذه الاعتداءات بكل السبل المتاحة.
وأوضح شديد أن الاحتلال يواصل التغول الاستيطاني في عموم الضفة الغربية، حيث خطط خلال الشهر الماضي لبناء 2684 وحدة استيطانية صهيونية جديدة، منها 1278 وحدة لمستوطنات الضفة، وأكثر من 1400 لمستوطنات داخل حدود القدس.
وأضاف: «كما يواصل الاحتلال عمليات هدم بيوت المواطنين ومحلاتهم التجارية في الضفة والقدس المحتلة، فخلال شهر فبراير الماضي نفذ الاحتلال 79 عملية هدم طالت عشرات المنازل والمنشآت وغيرها من عمليات الهدم والتدمير الممنهجة».
وبيّن أن «رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، المجرم المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، يحاول وحكومته الفاشية من خلال الحصار والعدوان المتواصل على شعبنا وأرضنا ومساجدنا ومقدساتنا تنفيذ مخططاتهم في الضم وإخلاء وتدمير مدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس وتهجير سكانهما، وتغيير وطمس الحقيقة التاريخية والطابع الديموغرافي لهذه المخيمات الفلسطينية، سعيًا لتنفيذ مخططاته وأحلامه فيما يسمى بالقدس الكبرى».
مخطط القدس الكبرى
ويركز مخطط «القدس الكبرى» على إحداث تغييرات واسعة وشاملة في البنية التحتية للمستوطنات، بهدف دمجها في مشروع استيطاني ضخم يُعرف بـ«القدس الكبرى». يعتمد هذا المخطط على تطوير شبكة من السكك الحديدية الخفيفة والطرق التي تربط المستوطنات بشبكة الطرق الرئيسية الممتدة غرب القدس وصولاً إلى أراضي 1948، مع ربطها أيضًا بالمستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية والأحياء الشرقية من القدس المحتلة.
ويتضمن المشروع أراضي مناطق عديدة تشمل نبي يعقوب، وبيت حنينا، وبيت إكسا، وشعفاط، وبيت صفافا (المنطقة الجنوبية)، إلى جانب مختلف الأراضي المقدسية الأخرى. يشار إلى أن هذا المشروع ليس جديدًا، بل هو خطة ممنهجة تم العمل عليها تدريجيًا على مدار سنوات الاحتلال بهدف تهويد القدس وتغيير تركيبتها السكانية، ليصبح الفلسطينيون فيها أقلية في مدينتهم.