الخليج الجديد:
2025-03-11@00:30:27 GMT

الإسرائيليون يفرون بأنفسهم وأموالهم وكل ثمين

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

الإسرائيليون يفرون بأنفسهم وأموالهم وكل ثمين

الإسرائيليون يفرون بأنفسهم وأموالهم وكل ثمين

هؤلاء يفرون في موجة هجرة عكسية واسعة النطاق مع زيادة المخاطر الأمنية وصواريخ المقاومة التي تتدفق على رؤوسهم.

الحرب أظهرت لسكان إسرائيل أن دولتهم ليست واحة الاستقرار، وطالما وصل الانطباع للمواطنين فسيصل إلى المستثمر الأجنبي.

يعمل هؤلاء وبكل جد على الفرار بكل ما هو ثمين ونقل أصولهم وثرواتهم من إسرائيل إلى الخارج، وفتح حسابات في أوروبا وأميركا.

تزايدت الهجرة العكسية بالسنوات الأخيرة فقد بلغ إجمالي عدد الإسرائيليين الذين هاجروا ويقيمون حاليا بالخارج 756 ألفا نهاية 2020، وهو رقم كبير مقارنة بعدد سكان الكيان.

* * *

ما أن استيقظ الإسرائيليون على أخبار هجوم المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضي حتى تدافع الآلاف منهم نحو المطارات، ومنها بن غوريون وحيفا، والموانئ، باحثين عن أي طائرة أو سفينة تقلهم خارج الدائرة الجهنمية التي وجدوا أنفسهم في قلبها فجأة.

وقبل أيام رأينا فيديو لمتظاهرين من دولة داغستان وهم يقتحمون طائرة تقل إسرائيليين فارين من بلدهم بسبب مخاطر الحرب.

وقبلها رأينا أساطيل من الطائرات التي تحمل إسرائيليين متجهين إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وقبرص واليونان والبرتغال وإسبانيا، وامتدت دائرة الفرار إلى جورجيا وتايلاند وسنغافورة وكوريا الجنوبية وغيرها من دول العالم.

هؤلاء باتوا يفرون في موجة هجرة عكسية واسعة النطاق مع زيادة المخاطر الأمنية وصواريخ المقاومة التي تتدفق على رؤوسهم منذ أكثر من 3 أسابيع ودون توقف ولو ليوم واحد.

ومع زيادة موجة الهروب تعود إلى السطح مرة أخرى المخاوف الإسرائيلية من انخفاض وتآكل أعدادهم مقابل أعداد الفلسطينيين الذين يتزايدون يوم بعد يوم سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة أو داخل أراضي 1948 المحتلة.

ومع طول أمد الحرب وضخامة خسائرها النفسية والمالية والاقتصادية بات المجتمع الإسرائيلي منقسما ما بين أشخاص سافروا بالفعل وركبوا أول طائرة بغض النظر عن الكلفة وسعر التذاكر المرتفعة وعدم الترتيب بشكل كافي، وهؤلاء على الأغلب يحملون جنسيات ثانية أو إقامات في دولة أخرى.

وآخرين يخططون للسفر إلى الخارج، وهؤلاء ربما يؤجلون قرارهم بعض الشيء لأنهم يعتبرون سفرهم مغادرة نهائية لا رجعة فيها.

ولذا وقبل سفرهم يبيعون كل شيء بعد أن أدركوا أن مستقبلهم ليس في تلك البقعة من الأرض التي تم اغتصابها من أصحابها الحقيقيين قبل 75 سنة، وليست في "أرض الميعاد" الحالمة والمزعومة.

ولذا يعمل هؤلاء حاليا وبكل جد على الفرار بكل ما هو ثمين ونقل أصولهم وثرواتهم وأوراقهم المالية من سندات وأذون خزانة وأسهم من إسرائيل إلى الخارج، وفتح حسابات مصرفية في أوروبا والولايات المتحدة لتحويل أموالهم بالداخل إليها بعد "دولرتها"، أي تحويلها لدولار، وشراء عقارات وأراضي وشركات خارج دولة الاحتلال.

وفي كل الأحوال يحرص كل من الفريقين الأول والثاني على الفرار وبحوزته أمواله ومدخراته وسنداته وأسهمه ودفتر شيكاته، فالقادم أسوأ، وخسائر الاقتصاد الإسرائيلي فادحة، ودولة الاستقرار المزعومة باتت تعوم على بحار من الخوف والمخاطر.

وتكلفة الحياة باتت مرتفعة، فالأسعار في طريقها للارتفاع سواء كانت سلعا أو إيجارات أو خدمات، وهو ما يبرر استمرار تهاوي الشيكل لأدنى مستوياته منذ العام 2012، وتراجع أسعار الأسهم المدرجة في بورصة تل أبيب رغم مساندة البنك المركزي القوية لأسواق المال والعملة عقب اندلاع الحرب.

وضخ 45 مليار دولار، حيث يبيع بعض هؤلاء أملاكهم وعقاراتهم داخل إسرائيل، وربما يصفّون شركاتهم هربا من دولة باتت عالية المخاطر بعد أن كانت تصف نفسها على أنها واحة الاستقرار وسط محيط عربي مضطرب، ومن هنا خسرت بورصة تل أبيب 25 مليار دولار خلال 3 أسابيع قط.

وهناك فريق ثالث يعكف على البحث بشكل جدي عن جواز سفر أجنبي تمهيدا لمغادرة البلاد بشكل نهائي، وهؤلاء يخططون للفرار من إسرائيل في أقرب وقت بعد أن يعثروا على ضالتهم سواء في جواز سفر دول الكاريبي أو غيرها.

هذا الفرار الجماعي اعترفت به صحيفة "هآرتس" قبل أيام ونشرت تقريرا بعنوان "محاربة حماس أو الهروب: الإسرائيليون يفرون من البلاد خلال الحرب"، والذي يرصد رغبة الكثير من الإسرائيليين في السفر بسبب خوفهم من تطورات الحرب على غزة، وما يحيط بها من مخاطر بالنسبة لهم.

السفر الجماعي الحالي للإسرائيليين سبقته أيضا موجة هجرة عالية بدأت منذ شهر نوفمبر 2022، أي بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وما اعقبها من الكشف عن حكومة نتنياهو المتطرفة، ومحاولة فرض تعديلات تمثل اعتداء صارخا على استقلال القضاء.

فوفق أرقام نشرها موقع "ميدل إيست مونيتور"، في أكتوبر 2023، فإن "دائرة الهجرة البرتغالية أعلنت أن 21 ألف إسرائيلي تقدموا بطلبات للحصول على جنسيتها منذ بداية العام، ليحتلوا المرتبة الأولى بين الجنسيات الأخرى.

ومع هذا العدد الذي يتكرر مع دول أخرى أصبحت مكاتب الهجرة مقصداً لآلاف الإسرائيليين، وحدثت زيادة بنسبة 10% في عدد الاستفسارات الجديدة المتعلقة بالجنسيات البرتغالية والألمانية والبولندية منذ تشكيل الحكومة الحالية".

الأمر لا يتوقف على الهجرة العكسية الأخيرة من داخل إسرائيل للخارج، إذ يبدو أن الموجة تزايدت في السنوات الأخيرة، فوفقا للأرقام فقد بلغ إجمالي عدد الإسرائيليين الذين هاجروا إلى دول أخرى ويقيمون حاليا في الخارج 756 ألفا نهاية عام 2020، وهو رقم كبير مقارنة بعدد سكان الكيان.

وبحسب أرقام دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية فإن ما بين 572-612 ألف إسرائيلي يعيشون خارج البلاد، وهذا التقدير لا يشمل عدد المولودين في الخارج.

الحرب الأخيرة أظهرت لسكان إسرائيل أن دولتهم ليست واحة الاستقرار والأمان والديموقراطية كما قيل لهم، وطالما وصل هذا الانطباع للمواطنين فإنه سيصل إلى المستثمر الأجنبي الذي بات يفكر مائة مرة في الاستثمار داخل دولة هشة أمنيا وسياسيا.

دولة احتلال حولتها صواريخ المقاومة خلال ساعات إلى ثكنة عسكرية رافقها استدعاء 360 ألفا من جنود الاحتياط، وتوجيه موارد الدولة لدعم المجهود العسكري، وهو ما أربك المشهد السياسي والأمني ومعهما الموقف الاقتصادي والاجتماعي برمته.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو بن غوريون 7 أكتوبر الاقتصاد الإسرائيلي الحرب على غزة هجوم المقاومة الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم السبت 08 مارس 2028، إن إسرائيل رسمت مسارا لزيادة الضغط على حركة حماس إلى حد غزو آخر لقطاع غزة .

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن إسرائيل قد تغزو غزة بقوة كبيرة للسيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة.

ونقلت وول ستريت جورنال عن وسطاء، أن حماس تصر على فتح محادثات بشأن إنهاء الحرب، وترفض مناقشة نزع السلاح.

كما نقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله إن إسرائيل ستحتاج إلى 6 أشهر على الأقل لإخضاع حماس، مضيفًا، "لا توجد طريقة للقضاء على حماس دون احتلال غزة".

وبحسب الصحيفة الأميركية فإن إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهر إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الرهائن.

ونسبت وول ستريت جورنال عن وسطاء عرب قولهم إن إسرائيل حذرت من تصعيد عقوباتها على حماس إلى حد العودة لحرب شاملة.

اقرأ أيضا/ 3 شهداء جراء استهداف مُسيّرة إسرائيلية لمواطنين شرق مدينة رفح

ومن جانبها، أوردت  هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان 11"؛ مساء الجمعة، أن المستوى السياسي الإسرائيلي أوعز للجيش بالاستعداد بشكل فوري للعودة إلى القتال في قطاع غزة، وذلك على خلفية تجميد المفاوضات وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى في إطار وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس.

واعتبر مسؤولون إسرائيليون، أن "حماس غير معنية بتطبيق مقترح ويتكوف (مبعوث الرئيس الأميركي)، كما أن إسرائيل لا تعتزم التفاوض حول وقف الحرب بحسب ما أقر في الاتفاق".

وبحسب مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، فإن العودة إلى القتال هي خيار مطروح على المطاولة؛ وفقا لـ"كان 11".

ومن جانبها، ذكرت مصادر أمنية خلال جلسات مغلقة أنه "بالإمكان العودة إلى القتال، لكن بناء على تجربة سابقة فإن الأمر سيزيد من فرص تعريض حياة الأسرى للخطر".

وأوردت "كان 11"، أن "إسرائيل ترصد بدء تأثير قرار قطع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتعتقد أنه بالإمكان الإفراج عن عدد من المختطفين في حال استمرار الضغوط".

وأعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن غضبهم تجاه نظرائهم الأميركيين، على خلفية المحادثات التي جرت بين آدم بوهلر ومسؤولين من حركة حماس، فيما ذكر مسؤول إسرائيلي أن "الأميركيين يضغطون علينا أيضا".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية القيادة بإسرائيل توجه الجيش للاستعداد لاستئناف الحرب على غزة إسرائيل طالبت الإدارة الأمريكية بعدم إجراء مناقشات مباشرة مع حماس واشنطن تقترح استئناف المساعدات وتمديد وقف النار في غزة مقابل هذا الأمر الأكثر قراءة تواصل العدوان على طولكرم ومخيميها وسط تهجير قسري وحرق منازل "حماس" تدعو الفلسطينيين لشد الرحال إلى الأقصى خلال رمضان مكان تكشف عقبات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة برنامج الأغذية العالمي: وقف إطلاق النار في غزة لا يمكن التراجع عنه عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مؤشّرات تراجع مكانة الدولة العبرية
  • برلمانية: الشهداء ضحوا بأنفسهم ليهبوا أوطانهم الحياة
  • لا يخفون نواياهم الخبيثة.. المستوطنون الإسرائيليون فى الضفة الغربية يستقوون بقرارات ترامب
  • هآرتس: القانون ضد الأونروا هو جزء من الحرب الإسرائيلية ضد إقامة دولة فلسطينية
  • أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • خبير سياسي: مصر وقطر بذلتا جهدًا ثمينًا في وقف إطلاق النار بغزة
  • علويون يفرون إلى لبنان بعد تصاعد الاشتباكات في سوريا
  • دولة القانون
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة