خاص| الدفاع المدني في غزة: ننحت في الصخر لاستخراج آلاف الشهداء من تحت الأنقاض.. ولا نملك وقودا
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
بين القصف والقنص.. لا يزال أهالي قطاع غزة يعيشون أهوال مجازر الاحتلال المُستمرة لأكثر من 27 يومًا دون هوادة، تزامًا مع استمرار قبضة الحصار الإسرائيلي دون «ماء ولا كهرباء ولا وقود» حتى تحول غزة لبؤرة جُهنم تلاحق كل من نجا من القصف الغاشم، فمن لم يقتله القصف قتله المرض أوالموت جوعًا دون شربة ماء أو مُنفس للهواء تحت أنقاض آلاف البنايات التي دكها الاحتلال فوق رؤوس قاطنيها المدنيين.
وتضررت 200 ألف وحدة سكنية وتهدم كليا 35 ألف وحدة سكنية إضافة إلى تدمير 82 مقرًا حكوميا وعشرات المرافق العامة جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. حسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الاعلامي الحكومي في غزة.
واعترف الاحتلال بإلقاء 10 آلاف قنبلة منذ بداية العدوان، ولكن سلامة معروف المسؤول بغزة أوضح أن التقديرات بأن كمية المتفجرات الملقاة على قطاع غزة تتجاوز 25 ألف طن من المتفجرات؛ ما يعني نحو 70 طن لكل كيلومتر مربع في غزة.
في السياق ذاته، أكد العميد رامي العايدي مُدير الدفاع المدني بالمحافظة الوسطى في قطاع غزة أن القطاع يشهد منذ 27 يومًا قصفا همجيا بشعًا لا يرحم كبيرًا ولا صغيرا وقد أودى بحياة وإصابة الآلاف، ولكن لا يزال المئات تحت الأنقاض.
وأضاف «العيادي» في تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز» أن المئات تحت الأنقاض ولا نعرف أن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم استشهدوا نظرا لآلاف البنايات التي باتت ركامًا جراء قصف الاحتلال، مشيرا إلى أن الصحة أعلنت عن تلقيها أكثر من 2000 بلاغا عن مفقودين تحت الأنقاض منهم 1100 طفلًا، متوقعا تزايد الأعداد لصعوبة إجراء الحصر في ظل آلاف البيوت المهدمة فوق رؤوس ساكنيها كان من بينهم مخيم جباليا الذي استشهد وأصيب فيه 1000 مواطن جراء القصف الإسرائيلي.
وأكد المسؤول بالدفاع المدني في غزة، إن طواقم الدفاع المدني تسارع الزمان والقصف نحتًا في الصخر لإنقاذ الضحايا واستخراج الشهداء من تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن العمل يسير بشكل بطيء جدا جدا بسبب العجز في مُعدات تنقيب الثقيلة وانعدام الوقود جراء حصار الاحتلال فلم يعد يمتلك الدفاع المدني في غزة «قطرة واحدة من الوقود».
وأوضح أن المُعدات والآلات التي تستخدمها طواقم الدفاع المدني في غزة قديمة جدًا من ناحية وقليلة من ناحية أخرى، فيما تواصل أطقم الإنقاذ واجبهم الوطني بـ«الجهد البشري»، سواءً بالمعدة الثقيلة أو بالكمبريسة «كنغو» التي تعمل بالمولد الكهربائي في ظل انعدام الوقود.
وتسائل قائلا: ماذا ستفعل وأنت أمام أنقاض برج سكني من 7 طوابق.. وتخرج الأنين والآهات من تحت الركام؟ فلم يبقى أمام رجال الدفاع المدني سوى «النحت في الصخر» لإخراج روحًا إنسانية تتعلق بشعرة رفيعة للعودة للحياة.
وحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الاحتلال ارتكب 965 مجزرة خلال 27 يوما منذ بدء العدوان مخلفا 9061 شهيد بينهم 3670 طفل و2326 إمرأة وقرابة 23 ألف جريح. وتلقي الإبلاغ عن وجود 2060 بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض.
وأكد البيان أن الطواقم الطبية وثقت استشهاد 135 شهيد من الكوادر الطبية و40 صحفي و18 ضابط من الدفاع المدني و49 من الأئمة والدعاة والوعاظ.
وخلال 27 يوما تضررت 212 ألف وحدة سكنية و35 ألف وحدة سكنية هدمت بشكل كلي ودُمر 85 مقرًا حكوميًا وعشرات المرافق العامة من بينها المركز الثقافي الأرثوذكسي، بالإضافة إلى تضرر 214 مدرسة تعرضت وخروج 45 مدرسة عن الخدمة. حسب بيان مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
ولم تكن المساجد والكنائس ببعيدة عن القصف الإسرائيلي حيث تضرر 164 مسجدًا بفعل العدوان على غزة منها 54 تعرضت للهدم الكلي 110 جزئيًا واستهداف 3 كنائس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة فلسطين إسرائيل القصف فتح حماس غزة فلسطين معبر رفح طوفان الاقصى 2023 7 اكتوبر دولة فلسطين الضفة الغربية حرب غزة 2023 الصحة في غزة قصف غزة حرب غزة القدس الأقصى أمريكا تل أبيب القدس فلسطين مستشفى القدس في غزة مستشفى القدس مستشفى الشفاء حكومة غزة الهلال الأحمر المساعدات غزة تحت القصف الدفاع المدني في غزة الدفاع المدنی فی غزة ألف وحدة سکنیة تحت الأنقاض قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للدفاع المدني
عمان: احتفلت سلطنة عُمان ممثلةً في هيئة الدفاع المدني والإسعاف باليوم العالمي للدفاع المدني، الذي يوافق الأول من مارس من كل عام، وذلك بمشاركة دول العالم الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية.
ويحمل شعار هذا العام عنوان "الدفاع المدني ضمان أمن السكان"، ليؤكد الدور المحوري الذي تقوم به أجهزة الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز الأمن والسلامة العامة من خلال الجاهزية العالية لمواجهة الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة، مثل الحرائق، والإنقاذ، وتقديم خدمات الإسعاف الأولي. كما تحرص الهيئة على تعاون جميع القطاعات والمجتمع المدني لترسيخ مفاهيم السلامة العامة، حفاظًا على سلامة الأفراد والممتلكات والحد من المخاطر.
ووضعت هيئة الدفاع المدني والإسعاف تشريعات واشتراطات خاصة بالحماية المدنية، تتابع تنفيذها بانتظام، وتعمل على إصدار التراخيص اللازمة بما يحقق رسالتها وأهدافها في حماية الأرواح والممتلكات. كما تعتمد على التوعية المستمرة بأهمية الوقاية من المخاطر، مشددةً على أن السلامة مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني والأفراد.
تسخر الهيئة إمكاناتها وكوادرها المدربة لتقديم خدمات الإطفاء، والإنقاذ البري والمائي، والبحث والإنقاذ، والتعامل مع حوادث المواد الخطرة، وخدمات الإسعاف والحماية المدنية بمهنية وكفاءة عالية. تُعد خدمة الإطفاء من أبرز مهام الهيئة، حيث يتم التعامل مع مختلف أنواع الحرائق باستخدام فرق مدربة ومجهزة بأحدث المعدات. ويرتبط الإنقاذ البري ارتباطًا وثيقًا بالإطفاء، ويشمل إخلاء المحتجزين داخل المركبات إثر الحوادث المرورية، حيث تتطلب هذه المهام مهارات احترافية ولياقة عالية. كما تقدم الهيئة خدماتها لإنقاذ الأفراد في الشواطئ والسدود والآبار والعيون المائية، إلى جانب دعم فرق البحث والإنقاذ في عمليات البحث عن المفقودين بمجاري الأودية.
يشمل البحث عن المفقودين في المناطق الجبلية والحضرية وإنقاذ المصابين في المرتفعات، مع استخدام الطائرات المسيّرة، وكلاب البحث، والمعدات المتطورة. كما توفر الهيئة كوادر مؤهلة ومعدات متخصصة للتعامل مع التسربات الكيميائية والمواد الخطرة، وأنشأت نظامًا إلكترونيًا لمتابعة أماكن تخزين المواد الخطرة وكمياتها، لضمان سرعة الاستجابة عند الحاجة. وتعمل الهيئة على تبسيط إجراءات إصدار تراخيص الحماية المدنية، والتأكد من التزام المنشآت التجارية والصناعية بمعايير السلامة، وتوصي بتركيب أجهزة استشعار الدخان والغاز في المنازل لحماية السكان.
أُطلقت خدمة الإسعاف عام 2004 لتقديم العناية الطبية الطارئة للحوادث المرورية والحالات الصحية الحرجة، وتم تعزيزها لاحقًا بإطلاق "خدمة الإسعاف المنزلي" في فبراير 2022، لتوفير الرعاية الطبية السريعة للحالات الحرجة داخل المنازل ونقلها إلى المرافق الصحية المناسبة.
تولي الهيئة اهتمامًا كبيرًا برفع كفاءة منتسبيها عبر برامج تدريبية متخصصة، كما تحرص على تأمين الفعاليات الرسمية والتأكد من ملاءمة خطط الطوارئ في المنشآت المختلفة. إضافةً إلى ذلك، تنظم الهيئة برامج توعوية وزيارات ميدانية للمؤسسات التعليمية والمجتمعية بهدف ترسيخ ثقافة السلامة العامة والحد من المخاطر.
بهذه الجهود المتواصلة، تواصل هيئة الدفاع المدني والإسعاف التزامها بحماية الأرواح والممتلكات في سلطنة عُمان، مؤكدةً أن السلامة مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الجميع.
وجاء اختيار شعار هذا العام (الدفاع المدني ضمان أمن السكان) ليؤكد الدور الحيوي الذي تضطلع به أجهزة الدفاع المدني في دعم خطط التنمية، والتصدي للحوادث والأزمات التي تهدد حياة الإنسان وممتلكاته وبيئته.
وأكد العقيد عبدلله بن صالح النجاشي، مدير عام الدفاع المدني، أن التوعية باتت من أهم العوامل المؤثرة في الحد من المخاطر وتعزيز إجراءات السلامة، مشددًا على أن نشر ثقافة الوقاية يساهم في بناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا.
وأوضح أن هيئة الدفاع المدني والإسعاف تعمل على ترسيخ مفهوم الشراكة مع مختلف المؤسسات لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، وتعزيز الجاهزية لمواجهة الأزمات. كما تحرص الهيئة على تشجيع الأفراد والمؤسسات على التدريب والتأهيل للإسهام في الاستجابة السريعة للحوادث، إضافة إلى حث القطاعين العام والخاص على تطبيق برامج الحماية من المخاطر لضمان التدخل الفوري في حالات الطوارئ داخل منشآتهم.
وأشار العقيد مدير عام الدفاع المدني إلى أن هذه المناسبة تمثل فرصة لإبراز قدرات وإمكانيات الهيئة في التعامل مع مختلف الحوادث، وتسليط الضوء على جهود التنسيق المستمرة مع الجهات المعنية لإعداد وتنفيذ خطط الطوارئ والإخلاء، إلى جانب إجراء التمارين الميدانية التي تعزز كفاءة الاستجابة والجاهزية.
وأكد أن ضمان أمن السكان مسؤولية مشتركة تتطلب التزام الجميع بإجراءات السلامة والوقاية، والعمل بروح الفريق الواحد لحماية الأرواح والممتلكات.
وفي ختام حديثه، هنّأ العقيد عبدالله بن صالح النجاشي منتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف بهذه المناسبة، مشيدًا بتفانيهم وإخلاصهم في أداء مهامهم النبيلة، وتضحياتهم في سبيل الحفاظ على أمن المجتمع ، داعيًا إياهم إلى مواصلة العطاء وتعزيز جاهزيتهم، مؤكداً أن جهودهم المستمرة تمثل ركيزة أساسية في حماية ثروات و مقدرات الوطن، والنهوض به في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه.