وفق الدراسة فإن تشابه تركيب بعض الصخور في القمر والقشرة الأرضية يرجع إلى اصطدام كوكب ثيا بالأرض قبل 4 مليارات سنة

قال علماء إن الهيكلين الضخمين الغامضين والغنيين بالحديد بالقرب من قلب الأرض أو ما يعرف بـ Core قد يكونا هما آخر بقايا "ثيا"، وهو جسم لكوكب قديم يعتقد أن اصطدامه الكارثي بالأرض قبل ملايين السنين قد نتج عنه ميلاد القمر.

مختارات مسبار على سطح القمر ـ هل تنجح الهند فيما فشلت فيه روسيا؟ ظهور "القمر الأزرق العملاق".. هل يجلب معه كوارث على الأرض؟ علماء يكتشفون محيطات ضخمة من المياه العذبة تحت قشرة الأرض

وبحسب الدراسة الحديثة التي نشرها علماء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا CalTech، فإنه إذا تم التحقق من صحة الأمر، فقد يُحدث هذا الاكتشاف ثورة في فهمنا لتاريخ الأرض وأصول ونشأة القمر من خلال تقديم دليل على مثوى "ثيا" الأخير - مدفوناً في وشاح الأرض العميق، وفق ما نشر موقع مجلة ناتشير.

ولسنوات، حيّرت أصول القمر العلماء. تفترض النظرية السائدة، والمعروفة باسم "فرضية الارتطام العملاق The giant impact hypothesis"، أن القمر تشكل من حطام تصادم هائل بين الأرض وكوكب مفقود غامض بحجم المريخ تقريباً وقع قبل 4.5 مليار سنة، أطلق على هذا الكوكب اسم "ثيا".

وقد ورد اسم "ثيا" في الأساطير اليونانية، حيث كانت أحد الجبابرة قبل ظهور آلهة الأوليمب وهي أم "سيلين"، إلهة القمر.

وفقاً لفرضية الارتطام العملاق، فقد دار كوكب "ثيا" حول الشمس في الفترة التي كان فيها كوكب الأرض في بدايات حياته، لكن وبسبب تأثير الجاذبية للمشتري أو الزهرة أو كليهما، اقترب للغاية من مدارات كواكب المجموعة الشمسية إلى أن انتهى به الأمر للارتطام بالأرض، وهنا يعتقد العلماء أن القمر قد تشكل من الحطام المقذوف بعد هذا الاصطدام المدمر.

وخلال الدراسة اكتشف العلماء تقارباً شديداً بين تركيب صخور القمر التي جمعها رواد الفضاء خلال رحلة أبولو الشهيرة وبين تركيب لأنواع مختلفة من الصخور من كوكب الأرض، الأمر الذي يبدو أنه يدعم فرضية تأثير "ثيا". 

ولعقود من الزمن، كان العلماء في حيرة من أمرهم إزاء وجود نقطتين كبيرتين غامضتين في منطقة (الوشاح) لكوكب الأرض. ويبلغ طول هذه التكوينات الصخرية آلاف الكيلومترات وهي أكثر كثافة قليلاً من محيطها، مما يشير إلى أنها مكونة من مواد مختلفة عن بقية الوشاح، بحسب ما نشر موقع شبكة سي بي اس الأمريكية.

 

في الدراسة التي نشرت في مجلة Nature في الأول من نوفمبر ، قال الباحثون إن هذه "النقاط" الغريبة بالقرب من مركز الأرض يمكن أن تحل أخيرا لغز تشكل القمر.

وتشير النمذجة الحاسوبية الجديدة التي اعتمدها العلماء خلال الدراسة إلى أن الاصطدام العنيف بين الأرض و "ثيا" نتج عنه بقاء مادة من الكوكب في النصف السفلي من وشاح الأرض، وأن الاصطدام تسبب أيضًا في قذف بعض بقايا "ثيا" إلى المدار الخارجي لكوكب الأرض؛ وهي البقايا التي اندمجت لتشكل في النهاية القمر، وفقاً لما نشرت صحيفة غارديان البريطانية.

ومن المعروف أن فكرة بقايا كوكب آخر في منطقة وشاح الأرض ليست جديدة، كما تقول روبن كانوب، عالم الكواكب في معهد أبحاث الجنوب الغربي في كولورادو بالولايات المتحدة، "لكن هذه الورقة هي الأولى بحسب ما أعلم والتي تأخذ هذه الفكرة على محمل الجد" بحسب ما نشر موقع مجلة نيتشر.

ويقول العلماء إن ما يدعم هذه الفكرة اختلاف تركيب بعض مناطق الطبقة من الأرض الواقعة بين القشرة واللب والتي تدور فيها المكونات المصهورة بسرعات مختلفة كما تنتقل الموجات الزلزالية عبرها بشكل بطيء أكثر مما يحدث عند مرورها عبر بقية مكونات الوشاح.

وخلال الدراسة أيضاً، أجرى الباحثون محاكاة حاسوبية للتفاعل بين وشاح "ثيا" المفترض وبين وشاح الأرض من لحظة الاصطدام حتى الوقت الحاضر. أظهرت المحاكاة التي أجرتها الحواسيب أن بعض المواد من "ثيا" غرقت في البداية إلى الجزء السفلي من وشاح الأرض وأن المزيد من بقايا "ثيا" تراكم هناك بمرور الوقت، وشكلت النقاط الغامضة. 

وبحسب العلماء فإن آثار هذا الاكتشاف إن ثبتت صحته تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد حل نقاش علمي، ويمكن أن يقدم فهم بقايا ثيا رؤى غير مسبوقة حول سلوك الأرض على فترات زمنية جيولوجية، كما يرسم صورة أكثر وضوحاً للأحداث العنيفة التي لم تشكل كوكب الأرض فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على الحركة الدائمة للأجرام السماوية التي تستمر في التجول عبر الكون.

ويقول الباحثون إنهم يخططون الآن للتعمق أكثر في تركيب مواد "ثيا" وتأثيراتها على تكوين الطبقات القديمة للأرض وأصول أقدم المعادن فيها.

عماد حسن

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: كوكب الأرض ثيا كوكب ثيا الشمس المشتري الزهرة صخور القمر دويتشه فيله كوكب الأرض ثيا كوكب ثيا الشمس المشتري الزهرة صخور القمر دويتشه فيله کوکب الأرض

إقرأ أيضاً:

قصص علمية ستهيمن على الساحة الدولية خلال العام 2025

قالت مجلة ساينس إن مجموعة من القصص العلمية، من المتوقع أن تهيمن على عناوين الصحف، في العام الجديد 2025، في ظل مجموعة من التحديات العالمية.

وأوضحت أن ولاية ترامب الثانية، وما سيجري فيها، يدفع العلماء للتأهب للتعامل مع قضايا البحث العلمي، خاصة مع وعوده المتكررة بتقليص الإنفاق.

وتعهد العديد من مرشحيه بالقيام بتغييرات جذرية في الوكالات العلمية التي من المتوقع أن يشرفوا عليها، بما في ذلك المعاهد الوطنية للصحة، العملاق البيولوجي الذي تعرض للانتقاد بسبب دوره في مكافحة جائحة كورونا.

 وهناك أيضا قلق بشأن تدخلات سياسية محتملة في منح الأبحاث وإضعاف سياسات النزاهة العلمية في الحكومة. الأبحاث المتعلقة بتغير المناخ، والحفاظ على البيئة، ومصادر الطاقة المتجددة، التي تراجعت في فترة إدارة ترامب الأولى، من المرجح أن تواجه ضغوطا مرة أخرى، جنبا إلى جنب مع أهداف جديدة مثل البرامج الرامية إلى خلق قوة عاملة علمية أكثر شمولا.

ومن التحديات العالمية الأمراض المعدية، والحديث عن تهديد متطور لفيروس انفلونزا الخنازير، وهناك سؤالان رئيسيان يلوحان في مجال الإنفلونزا هذا العام. الأول هو ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على القضاء على تفشي إنفلونزا H5N1 في الأبقار الحلوب، الذي بدأ على الأرجح في أواخر عام 2023. هذا العام، قد يساعد اختبار الحليب الجماعي، الذي أصبح إلزاميا بموجب أمر اتحادي الشهر الماضي، في اكتشاف القطعان المصابة في وقت مبكر واحتواء انتشار الفيروس.

ومن المتوقع أيضا ظهور نتائج تجارب اللقاحات على الأبقار، ويأمل العلماء في فهم سبب إصابة معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالنسخة من H5N1 التي تصيب الأبقار بعدوى عين خفيفة فقط، بينما أولئك الذين أصيبوا بالعدوى بعد الاتصال بالطيور عادة ما يعانون من مرض أكثر شدة.



والسؤال الكبير الثاني: هل سيسمح انتشار الفيروس في الثدييات - والعدوى المتكررة في البشر من الطيور والأبقار - للفيروس بأن يجد طرقا للتطور، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث جائحة؟ العلماء في حالة تأهب للكشف عن أي إشارات على أن الفيروس يتكيف مع البشر ويصبح قابلا للانتقال بين الناس.

وعلى صعيد المناخ، يأمل العلماء أن يكون هذا العام نقطة تحول حاسمة في مكافحة تغير المناخ: السنة التي يصل فيها انبعاث الغازات الدفيئة العالمية إلى ذروتها. يبدو أن الانبعاثات السنوية، المدفوعة أساسا بحرق الوقود الأحفوري، قد استقرت تقريبا، إذ زادت بمعدل حوالي نقطة مئوية واحدة كل عام في العامين الماضيين، ليبلغ إجمالي الانبعاثات 41.6 مليار طن في عام 2024.

وقد تداخلت الزيادة السريعة في السيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة، وإعادة التشجير مع القوى المعاكسة، مثل مراكز البيانات الضخمة التي تستهلك الطاقة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، وزيادة الطلب على الوقود بعد فترة من التراجع بسبب الجائحة. ومع استمرار الصين، أكبر مصدر للانبعاثات، في دفعها المكثف نحو الطاقة المتجددة، يشتبه العديد من الباحثين في أن هذا العام قد يشهد أخيرا انخفاضا طال انتظاره.

ولكن حتى إذا وصلت الدول إلى هذه النقطة، فقد يستغرق الأمر عدة عقود قبل أن تصل العالم إلى "صفر صافي" وتنخفض الانبعاثات إلى مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وحتى حينها، ستظل الحرارة الناتجة عن ثاني أكسيد الكربون الحالي موجودة لعدة قرون.

وفي العام الجاري، يتوقع العلماء أن يحققوا قفزات في تحديد التوقيعات الكيميائية في عظام الأشخاص الذين ماتوا منذ زمن طويل، مما يوفر أدلة جديدة على سلوكهم. لطالما تتبع الأطباء والمتخصصون في الطب الشرعي والباحثون في العلوم الطبية الأيضية للمواد الغذائية والمشروبات والأدوية التي يتناولها الناس في عينات من شعرهم ودمهم وبولهم ولعابهم.

والآن، يدرس الباحثون التغيرات الأيضية في الأنسجة المحفوظة جيدا مثل العظام. في عام 2024، اكتشف علماء الآثار التوقيعات الكيميائية الناجمة عن تدخين التبغ في عظام مئات الأشخاص الإنجليز الذين عاشوا بين عامي 1700 و1855، مما فتح نافذة لفهم صحتهم وعاداتهم الاجتماعية. يأمل العلماء في العثور على المزيد من العلامات الكيميائية في عينات العظام القديمة الأخرى، بما في ذلك عظام أسلافنا من البشر.

أحد الدراسات الجارية حاليا تبحث في الأيضيات في المومياوات المصرية لفهم كيف أثرت الأمراض مثل السل والطاعون على مستويات مختلفة من المجتمع. وتستهدف أبحاث أخرى الحفر بشكل أعمق في كيفية سعي البشر القدماء للترفيه عن أنفسهم، متتبعين الأيضيات للمواد التي تؤثر في المزاج مثل الكحول والتبغ والكوكايين.

ويأمل خبراء الصحة العامة وصانعو السياسات في أن يشهدوا هذا العام انخفاضا ملحوظا في حالات الملاريا والوفيات بين الأطفال في 17 دولة تم فيها طرح لقاحين للملاريا على نطاق واسع.

أضافت أكثر من عشرة دول في أفريقيا جنوب الصحراء اللقاحات إلى جداول التطعيم الروتينية للأطفال هذا العام؛ وتقدّر GAVI، تحالف اللقاحات، أنه في عام 2024 تلقى حوالي 5 ملايين طفل على الأقل جرعة واحدة من الجرعات الأربع الموصى بها، التي تعطى على مدار 12 شهرا. هذا العام، تهدف GAVI إلى الوصول إلى 14 مليون طفل في 25 دولة.

وعلى الرغم من أن جمع البيانات الشاملة حول حالات الملاريا، والإدخال إلى المستشفيات، والوفيات أمر صعب للغاية، يقول الباحثون إنه يجب أن يكون من الممكن رؤية انخفاض في معدلات المرض في المناطق التي تم تطعيم الأطفال فيها.

أظهرت برامج تجريبية في غانا وكينيا ومالاوي التي وصلت إلى أكثر من 2 مليون طفل بين عامي 2019 و2023 أن التطعيم قلل من عدد الأطفال الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب الملاريا الشديدة بنسبة تقارب الثلث، وخفض إجمالي الوفيات بنسبة 13%.

وعلى صعيد التغذية، تدور معركة حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية ستقترح الحد من استهلاك اللحوم الحمراء كجزء من النظام الغذائي الصحي الموصى به.

وتصدر وزارتا الزراعة والصحة والخدمات الإنسانية كل خمس سنوات إرشادات غذائية تؤثر على العلامات التجارية للأطعمة والوجبات التي تعدها المدارس والمؤسسات الأخرى.

ومن المتوقع أن تصدر هذه الإرشادات الجديدة هذا العام. في الشهر الماضي، انتهت اللجنة الاستشارية من أخصائيي التغذية وخبراء الصحة العامة من توصياتها بشأن الإرشادات، داعية إلى تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة لصالح الفاصوليا والبروتينات النباتية الأخرى. هذه نصيحة غذائية سائدة، لكنها لاقت انتقادات سريعة من الصناعة وأعضاء الكونغرس من الولايات الزراعية.

وقد ترفض إدارة ترامب القادمة هذه النصيحة الجديدة؛ حيث رفضت إرشادات إدارة ترامب الأولى لعام 2020 اقتراحات مجموعة استشارية سابقة بشأن فرض حدود لاستهلاك السكر والكحول.

مقالات مشابهة

  • «بلومبرج»: أحزاب بريطانية كبرى تدعو ترامب لإعادة تقييم علاقته بماسك
  • علماء أوقاف الفيوم:تسرب التلاميذ من أخطر الآفات التي تواجه العملية التعليمية
  • "هنو" يكشف التحديات التي تواجه وزارة الثقافة
  • العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
  • قصص علمية ستهيمن على الساحة الدولية خلال العام 2025
  • بعد فضيحة اللاعب المشهور| منى فاروق تعلن خطوبتها.. من هو العريس؟ و"سر" علاقته بتامر حسني
  • احتفالية ضخمة للأوبرا في باريس بمناسبة الذكرى 50 لرحيل كوكب الشرق
  • السيطرة على حريق التهم شقة سكنية خلف سينما الكواكب في الدراسة
  • وفاة أكبر معمرة على كوكب الأرض عن عمر ناهز 116 عاما
  • ابتكارات طبية تحدث ثورة في علاج «ألزهايمر والأورام الدماغية»