يدلي الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، اليوم الجمعة بأول تعليقات علنية منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، وستحظى كلمته بمتابعة حثيثة بحثاً عن دلائل على التطور المحتمل لدور الجماعة في الصراع.

ويشتبك حزب الله، وهو قوة عسكرية هائلة تدعمها إيران، مع القوات الإسرائيلية على الحدود حيث قُتل 55 من مقاتليه في تصعيد شهد أكبر عدد من القتلى في صفوف الجماعة منذ حربها مع إسرائيل في عام 2006.

وقال حزب الله إنه نفذ 19 هجوماً متزامناً على مواقع للجيش الإسرائيلي أمس الخميس مع استخدام طائرتين مسيرتين متفجرتين، في أكبر هجوم للجماعة فيما يبدو حتى الآن في الصراع المستمر منذ نحو 4 أسابيع.

وردت إسرائيل بشن غارات جوية مصحوبة بنيران الدبابات والمدفعية في ظل تصاعد القتال على الحدود.

شاهد.. قصف عنيف بين #إسرائيل و #حزب_الله وحماس في #لبنان https://t.co/KfReMFXrAa

— 24.ae (@20fourMedia) November 2, 2023

ولكن مع اقتصار معظم الاشتباكات حتى الآن على منطقة الحدود، اعتمد حزب الله على قسط صغير من قوته النارية التي هدد نصر الله بها إسرائيل لسنوات.

ويتزامن خطاب نصر الله، مع الأسبوع الثالث للحرب الإسرائيلية في غزة.

ويترقب الكثيرون الخطاب الذي سيلقيه نصر الله في الساعة الثالثة بعد الظهر (1300 بتوقيت غرينتش) وسط مخاوف منذ أسابيع من اندلاع صراع كارثي.

وهناك ترقب أيضاً للخطاب على نطاق أوسع.

ويعتبر نصر الله صوتا بارزا في تحالف عسكري إقليمي شكلته إيران لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويذكر أنه حتى منتقدو نصر الله يشهدوا له بأنه خطيب مفوه يحرص المؤيدون والخصوم على السواء على متابعة خطبه. ويعتبره خصوم من بينهم الولايات المتحدة "إرهابيا". وعززت خطبه الحماسية في حرب 2006 مكانته، ومن بينها كلمة قال فيها إن حزب الله استهدف سفينة بحرية إسرائيلية بصاروخ مضاد للسفن.

ما أسباب قلق #إسرائيل من جبهة جديدة ضد #حزب_الله؟ #تقارير24https://t.co/ad2PA8gr72 pic.twitter.com/J5ZoFeLNyu

— 24.ae (@20fourMedia) November 1, 2023 يشرف على المعركة

ولم يتحدث نصر الله علانية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لكن مسؤولين آخرين في الجماعة تحدثوا عن استعدادها للقتال. ولم يحددوا أي خطوط حمراء في الصراع مع إسرائيل.

ورداً على سؤال في 22 أكتوبر (تشرين الأول) عن سبب عدم إلقاء نصر الله كلمة حتى ذلك الوقت، قال حسن فضل الله السياسي في حزب الله إن الأمين العام يتابع الوضع في غزة "لحظة بلحظة وساعة بساعة" ويشرف على المعركة في لبنان. وأضاف أن عدم حديثه علنا "جزء من إدارته للمعركة".

وسيتزامن بث الخطاب مع مسيرات دعا إليها حزب الله لتأبين مقاتليه الذين لقوا حتفهم.

وأثنت التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله عن شن حرب عبر الحدود منذ عام 2006. لكن سوريا مثلت ساحة للصراع بينهما.

وتقول مصادر مطلعة إن "هجمات الجماعة حتى الآن محسوبة لتجنب تصعيد كبير مع إبقاء القوات الإسرائيلية مشغولة على الحدود".

ميقاتي: كفانا حروباً في #لبنان https://t.co/DuL36r1DBw

— 24.ae (@20fourMedia) November 1, 2023

ولا يستطيع لبنان تحمل أعباء حرب أخرى مع إسرائيل. ومازال كثيرون من اللبنانيين يعانون من تأثير الانهيار المالي الكارثي المستمر منذ 4 سنوات.

وقالت إسرائيل إنها لا تريد صراعاً على حدودها الشمالية مع لبنان.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو جماعة حزب الله من فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل، قائلًا إن هذا سيؤدي إلى ضربات إسرائيلية "لا يمكن تصورها" قد تشيع الدمار في لبنان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله إسرائيل لبنان مع إسرائیل نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي

يمانيون/ تقارير

في مهلة الستين يوماً التي جرى الاتفاق عليها لوقف إطلاق النار في لبنان لم يلتزم الكيان الصهيوني ببنود الاتفاق، وإنما تعّمد ارتكاب خروقات كثيرة و يومية، بينها اعتداءات على المدنيين وأدت إلى استشهاد وجرح العشرات.

إثر انتهاء الهدنة الهشة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تمديد الهدنة إلى 28 فبراير، ليعلن حزب الله رفضه التام لتبريرات الهدنة، محملاً الأمم المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكذا العدو الإسرائيلي المسؤولية التامة في عدم انسحاب جيش العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.

على مدى 60 يوما من اتفاق الهدنة انتهك العدو الإسرائيلي بنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال خروقات يومية توزعت بين غارات وعمليات قصف وتوغلات برية. بالرغم من قيام وزارة الخارجية اللبنانية برفع عدة شكاوي إلى الأمم المتحدة، إلا أن العدو الصهيوني واصل خروقاته لتشمل منع عودة النازحين إلى قراهم، وكذا عمليات التدمير الممنهج والتفخيخ في المناطق التي توغلت فيها قوات العدو، فضلا عن عمليات الاختطاف الممنهجة وتجريف الأراضي الحدودية وتدمير مئات الوحدات السكنية.

هكذا هو كيان العدو ناكث للعهود والمواثيق، ولا يقيم وزنا لأحد. شيء واحد يردع العدو هو القتال المسلح؛ الأمر الذي يجعل من خيار التمسك بالمقاومة اللبنانية وتأييدها شعبياً أمرا محتوما وضرورة ملحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإرغامه على الانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية.

 

بقاء العدو في لبنان أمر غير مقبول

ويؤكد الناشط السياسي اللبناني أحمد الزين أن الكيان الصهيوني لا يزال مسيطرا على بعض الأراضي الحدودية اللبنانية ولم ينسحب بالرغم من انتهاء الهدنة، مبينا أن الكيان الصهيوني يقوم بإطلاق النار على العزّل من المدنيين العائدين إلى قراهم.

ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن نيران العدو الإسرائيلي أوقعت ما يقارب 24 شهيدا و134 مصابا غالبيتهم من النساء والأطفال أثناء عودتهم إلى قراهم، مؤكد أن ما قامت به “إسرائيل” وتقوم به انتهاك صارخ للقانون الدولي، وانتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

العدو الصهيوني لم تقتصر أعماله على خرق اتفاق وقف إطلاق النار وحسب، وإنما يواصل اعتداءاته على المناطق الحدودية، ما يشكل انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية.

كعادته، الكيان الصهيوني ينتهك القوانين والأعراف والمواثيق الدولية ويخرق العهود والمواثيق دون أن يراعي أي أحد، وبالتالي فإن المقاومة الشعبية اللبنانية التي قام بها أبناء الجنوب بتوافدهم بالآلاف إلى قراهم السكنية مواجهين دبابات الكيان الصهيوني وأعيرته بصدورهم العارية مثّلت نصرا تاريخيا، وبرهنت للكيان الصهيوني بأن بقاءه في الأراضي اللبنانية أمر غير مقبول.

ويقول الزين “من سيغير من معادلة المواجهة هم الأهالي، وذلك من خلال خيار المقاومة الشعبية السلمية التي ستواجه الاحتلال الإسرائيلي. مضيفاً “رأينا كيف المشاهد الحية لتدفق الأهالي بعشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين الذين وقفوا بوجه آلة  القتل الصهيونية والجيش الصهيوني في جنوب لبنان، وكيف تحدوه بصدورهم العارية ونظراتهم وصرخاتهم ضد الكيان الصهيوني، ليرسموا مشهدا بطوليا في التحدي والصمود والدفاع عن أرضهم وعرضهم”.

ويبين الزين أن بقاء الكيان الصهيوني في الحدود اللبنانية وتماديه في ارتكاب خروقات وقف إطلاق النار تأتي في سياق الاستفزاز الصهيوني للمقاومة اللبنانية، بهدف العودة مجددا للحرب، مؤكدا أن تلك الأهداف الصهيونية بعيدة المنال، ولن تتحقق؛ كون لبنان يحظى بدعم دولي.

يتوهم الكيان الصهيوني أن صمت المقاومة اللبنانية إزاء الخروقات المتكررة دليل على ضعف المقاومة اللبنانية وفقدها قدرة الردع، غير مدرك بأن المقاومة التي صمدت واستطاعت توجيه ضربات موجعة ومنكلة بالعدو الصهيوني أرغمته على وقف إطلاق النار وهي في أسوأ ظروفها بعد معركة البيجر واستشهاد القادة.

ويوضح الزين أن المقاومة اللبنانية رممت صفوفها وتعافت من الضربات الموجعة التي تلقتها في الحرب مع العدو الصهيوني.

 

الشعب والمقاومة ركنان أساسيان

وأمام الأخطار الصهيونية المحدقة بلبنان تظهر أصوات نشاز في الداخل اللبناني تطالب بتجريد المقاومة من السلاح وتسليمه إلى الجيش اللبناني  -حد قولهم- غير أن التجاوزات الصهيونية أثناء اتفاق وقف إطلاق النار وتماديهم في الاعتداء على لبنان بالرغم من تواجد الجيش اللبناني  في كافة المناطق الجنوبية توحي بضرورة  بقاء السلاح لدى المقاومة اللبنانية.

وفي هذا السياق تؤكد الإعلامية اللبنانية ماجدة الموسوي أن الكيان الصهيوني دخل وتوسع في مناطق لبنانية لم يستطع دخولها أثناء الحرب مع حزب الله.

وتوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن المشهد الشعبي البطولي الذي سطّره أبناء الجنوب اللبناني بالعودة إلى ديارهم بعد انتهاء مهلة الهدنة أوصل رسائل مدوية للأعداء في الداخل والخارج.

وتبين أن بعض خصوم الداخل اللبناني فَجَروا في الخصومة للمقاومة اللبنانية وبيئتها، فكانوا ينطلقون أثناء اشتعال المواجهة بين المقاومة اللبنانية وجيش العدو الصهيوني، ويحاولون تشتيت بيئة المقاومة، وتشويه صورة المقاومة لديهم، غير أن الوعي الشعبي الكبير افشل كل مخططات الأعداء في الداخل والخارج.

وتلفت الموسوي إلى أن الهبة الشعبية في الجنوب أثبتت أن الشعب ركن أساسي في المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وأنهم ركيزة أساسية تستند عليها المقاومة، وأن الاندفاع صوب الدبابات الصهيونية بصدور عارية من الرجال والنساء والكبار لم يكن حالة انفعالية عابرة بل هو تجسيد لخيار استراتيجي يكون فيه شعب لبنان والمقاومة ركنين أساسيين من المعادلة.

 

سيناريوهات المرحلة القادمة

ومع دخول تمديد الهدنة إلى 18فبراير  يبدو الوضع في جنوب لبنان معقدا وحساسا، حيث لا تزال التوترات بين حزب الله وجيش العدو الإسرائيلي مرتفعة.

وفي هذا السياق تؤكد الناشطة الإعلامية غنى شريف أن انتهاء مهلة الستين يومًا يقودنا إلى احتمالية أن تعود الأمور إلى التصعيد العسكري، وذلك كون الجيش الصهيوني يرفض الانسحاب من الأراضي اللبنانية.

وتقول -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- “بالنسبة لحزب الله، فإن استمرار الاحتلال يمثل تهديدًا مباشرًا يتطلب ردًّا حاسمًا لحزب الله الذي قدّم تضحيات كبيرة من شهداء وقادة، لن يقبل ببقاء “إسرائيل” على أرض رُويت بدماء هؤلاء الشهداء، خاصة وأن جثامين بعض الشهداء لا تزال مدفونة في المناطق المحتلة”.

وترى شريف أن الوضع الإقليمي والدولي يلعب دورًا محوريًا في الحسابات الحالية، موضحة أن الضغوط الدولية أو التغيرات في التوازن الإقليمي قد تؤثر على قرارات الطرفين، حيث يسعى كل منهما لتجنب تصعيد كارثي، إلا إذا بات ذلك ضروريًا.

وفي حال أصر الكيان الصهيوني على بقائه في الأراضي اللبنانية فإن حزب  الله قد يلجأ إلى تكثيف الهجمات على قوات العدو الإسرائيلي المتمركزة في الجنوب و قد يشمل استخدام الصواريخ، أو تنفيذ عمليات نوعية لإجبار الاحتلال على الانسحاب. لاسيما وأن العدو الإسرائيلي لم يستطع خلال العدوان الأخير تحقيق تقدم يُذكر أمام صمود مقاتلي حزب الله وشراستهم في الدفاع عن الأرض.

وتلفت شريف إلى أن حزب الله سيوصل رسائل سياسية للخارج مفادها أن صبره سينفد أمام تمادي الكيان الصهيوني وتعمده البقاء في الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن رسائل حزب الله للداخل اللبناني تكمن في استهداف بعض اللبنانيين، وخصوصًا الفئات التي تبنت مواقف حيادية أو طالبت بتدخل الدولة اللبنانية.

وتضيف غنى القول “هذه الفئات التي رأت بأمّ أعينها أن الدولة لم تتمكن من ردع الاحتلال أو منع تدمير القرى الجنوبية واستباحة الأراضي اللبنانية”.

وتعتقد أن حزب الله يدرك أن التصعيد الكبير قد يؤدي إلى تدخلات دولية أو إقليمية، وربما ضغوط دبلوماسية، الأمر الذي يجعل الحزب يعتمد خطوات تدريجية ومدروسة تحافظ على عنصر المفاجأة، وتضعف الاحتلال دون الانجرار إلى حرب شاملة قد تسبب أضرارًا جسيمة على المستويات كافة.

وبناء على ما سبق ذكره من حديث للمحللين السياسيين والإعلاميين فإن القرار النهائي لحزب الله سيتحدد بناءً على تقييم دقيق للوضع العسكري، والدبلوماسي، والإقليمي، إلى جانب حسابات التوازنات الداخلية والخارجية.

ويبقى الشيء المؤكد أن المقاومة اللبنانية لن تقبل ببقاء الاحتلال على أراضٍ دفعت أثمانا باهظة لتحريرها، وستستمر في استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق هدفها المتمثل في تحرير الأرض والحفاظ على سيادة لبنان.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • خطوة مرتبطة بـحزب الله تُقلق إسرائيل.. ما هي؟
  • تصعيد خطير على الحدود.. لبنان يشكو إسرائيل في مجلس الأمن
  • اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـ"دعم جهود" العودة للصراع؟
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد كيان العدو الإسرائيلي
  • أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي
  • خروقات للهدنة واستمرار الانتهاكات على الحدود.. لبنان يقدم شكوى لمجلس الأمن ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـدعم جهود العودة للصراع؟
  • لبنان يقدم شكوى جديدة لمجلس الأمن ضد إسرائيل
  • لبنان يرفع لمجلس الأمن شكوى جديدة ضد إسرائيل
  • مؤامرة التهجير تتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني.. المقترح الأمريكي الإسرائيلي يعيد للأذهان ذكريات "النكبة".. والقاهرة حجر عثرة أمام حلم "إسرائيل الكبرى"