غضب فلسطيني من الموقف العربي تجاه العدوان.. عربي21 تستطلع آراء الغزاويين
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
يشعر سكان غزة البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة، بصدمة كبيرة وبغضب شديد جراء المواقف العربية الرسمية "المتخاذلة" تجاه العدوان الإسرائيلي الهمجي المدمر والمستمر منذ 27 يوما، ضد كل ما هي فلسطيني في القطاع المحاصر منذ 17 عاما.
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية والإنسانية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته استهداف مختلف المناطق عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب تام للكهرباء.
مجازر مستمرة
وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي أكثر من 9061 شهيدا؛ بينهم 3760 طفلا و2326 سيدة، والجرحى لأكثر من 23 ألف إصابة بجروح مختلفة، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصلت "عربي21"، حيث أكدت الوزارة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، وبلغ عدد المجازر 965 مذبحة.
ولمعرفة رأي الشارع الفلسطيني في الموقف العربي الرسمي تجاه ما يجري في غزة، التقت "عربي21" بالحاجة "أم أحمد"، التي ولدت وترعرعت في خان يونس جنوب القطاع قبل نحو (64عاما)، وهي تتابع الأحداث بألم وحزن شديدين، وتنصت للصواريخ الإسرائيلية التي تتساقط على القطاع وأدت لمقتل آلاف الأطفال والنساء، وتمر بحالة من الصدمة بسبب موقف الحكام العرب من "المجازر الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين في القطاع".
واستنكرت في حديثها لـ"عربي21"، موقف الحكام والرؤساء والملوك العرب، "المتخاذلين عن حماية الشعب الفلسطيني، مقاومتنا دافع عن المقدسات والمسجد الأقصى؛ مسرى الرسول محمد (صلـى الله عليه وسلم)، الذي هو ملك لجميع المسلمين"، متسائلة بغضب: "هل هم أموات لهذه الدرجة؟".
وأضافت الأم الفلسطينية الحزينة على ما يجري من قتل جيش الاحتلال للأطفال والنساء والشيوخ والشباب دون ذنب: "هم ينظرون لأطفالنا وهم يموتون ولا يفعلون شيئا، هل هذا فعل الشرفاء أصحاب المواقف التاريخية، هم يخشون على مناصبهم وكراسيهم، عليهم أن يعلموا أن مصيرهم الموت، فلا أحد مخلد".
ولفتت إلى أن "إبادة طائرات الاحتلال للأطفال الرضع والنساء، إلا يحرك قلوبهم التي نزعت منهم الرحمة، صواريخ الاحتلال دمرت منازل المواطنين على رؤوسهم، أجبروا من تبقي على الرحيل والنزوح، الأوضاع صعبة".
وعن أهم مطالبها، قالت "أم أحمد": "منهم لا مطالب لنا، لكني أطلب من الله أحسن من كافة الحكام العرب، نطلب من الله الفرج والنصر، فالأمر بيد الله، هو قادر على كل شيء، أرجو أن نرى عجائب قدرة الله في الأعداء ومن وقف معهم، نحن منتصرون رغم المجازر والقتل والتدمير، والتاريخ سيسجل الخزي والعار بحق كل متخاذل جبان"، حسب قولها.
ضعف وخذلان
من جانبه، أوضح الأب الفلسطيني "نائل" الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة بعد استهداف المنطقة التي يسكن فيها إلى جنوب القطاع، أنه لم يتوقف هذا "الضعف والخذلان من قبل الحاكم العرب وليس الشعوب، تجاه نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن أهل غزة الذين يبادون بالصواريخ الإسرائيلية يوميا".
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن "الشعب الفلسطيني يدافع عن القضية الفلسطينية وعن المسجد الأقصى وعن شرف الأمية العربية والإسلامية كلها، لم نتوقع كل هذا الخذلان من الحكام العرب، بل المؤامرة على الشعب الفلسطيني"، وفق رأيه.
ولفت "نائل"، أنه "لا يمكن لنا أن نعول على الحكام العرب، لكن أملنا في الله أولا ومن ثم في الشعوب العربية الحرة، أن تتحرك وتقف معنا وقفة رجل واحد لنصرة قضيتنا العادلة التي هي قضية الأمة كلها".
أما "خالد" (54 عاما)، الذي نجحت "عربي21" في التواصل مع الجهات المختصة في غزة في بداية الحرب، وساهمت في إنقاذه وعائلته وعشرات المواطنين الآخرين عقب مكوثهم نحو 11 ساعة تحت القصف في المنطقة القريبة من مكان سكنهم في حي الرمال بغزة، فقد ظهرت عليه علامات الغضب والصدمة أكبر من الموقف الرسمي العربي وأيضا من ضعف التحركات الشعبية العربية.
وأستنكر بشده في حديثه لـ"عربي21"، موقف الحكام العالم العربي والإسلامي، وأيضا موقف الشعوب الذي لم يكن بالمستوى المطلوب لنصرة الشعب الفلسطيني وإنقاذه من المجازر الإسرائيلية، منوها أنه "كان من المفترض يوميا أن تخرج الشعوب في مظاهرات واحتجاجات على ما يحدث بغزة، بل كان عليهم أن يعطلوا الحياة في مدنهم، لأن المسجد الأقصى والقدس ليست قضيتنا وحدنا، بل هي قضية العرب والمسلمين".
وقال "خالد": "نحن لا نطالب الحكام، وهذا أمر مفروغ منه، نحن منذ زمن بعيد غسلنا أيدينا من كافة الحكام العرب، لكن أين الشعوب العربية؟"، مستهجنا "استمرار الحصار والخناق العربي على قطاع غزة".
وخاطب مصر: "معبر رفح البري؛ هو معبر مصري فلسطيني، يقع على الحدود المصرية، ليس لإسرائيل أي علاقة بفتحه أو إغلاقه، أين السيادة؟"، مضيفا: "نحن لا نخشى أحد، نحن هنا، إذا كتبت لنا الشهادة فهذا خير، وإن لم تكتب، فنحن هنا مرابطون على أرض فلسطين، لقد خرجنا من تحت القصف بعد 11 ساعة، ماذا بقي بعد ذلك؟، يقيننا بالله، أنه لن يصيبا إلا ما كتب الله لنا".
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سكان غزة الشارع الفلسطيني مجازر الاحتلال الحرب على غزة الشارع الفلسطيني سكان غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی الحکام العرب
إقرأ أيضاً:
دعم واسع للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال.. ترحيب بقرار للأمم المتحدة يؤكد حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره
البلاد – واس
رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا قدمته مملكة النرويج بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، وعدد من الدول، يطلب رأيًا استشاريًا من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى لصالح الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار معاليه إلى أن تبني هذا القرار، يعكس بوضوح الإجماع الدولي على دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات التي يمر بها، مؤكدًا أنه يأتي داعمًا للحق المشروع للشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، وبما يلبي جميع الحقوق المشروعة له.
وأكد الأمين العام ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى في دورته الـ45 (ديسمبر2024م)، فيما يتعلق بمركزية القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعلى دعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعوة جميع الدول إلى استكمال إجراءات اعترافها بدولة فلسطين، واتخاذ إجراء جماعي عاجل لتحقيق حل دائم يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م، عاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
ورَحّبتْ رابطةُ العالم الإسلامي بتبنِّي الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا قدَّمتْه المملكة العربية السعودية ومملكة النرويج وعددٌ من الدول، يطلب رأيًا استشاريًّا من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى لصالح الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي بيانٍ للأمانة العامّة، نوَّه أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بهذا القرار المهمّ الذي يعزِّز من جهود مساندة الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه في ظلِّ ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة، الذي يوكّد مجددًا الإجماع الدوليّ على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة.
كما رفع خالصَ الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على هذه المبادرة المهمة التي تأتي في إطار مساعي المملكة الحثيثة والمحوريّة لدعم الحق الفلسطيني ورفْع مُعانَاته.
وفي السياق ذاته، رحب البرلمان العربي باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارًا بأغلبية ساحقة بتصويت 172 دولة، يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، عاداً ذلك تأكيدًا دوليًا على حق الشعب الفلسطيني، ويعكس دعمًا واسعًا للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي، وانتصارًا لعدالة القضية.
ونوّه رئيس البرلمان محمد أحمد اليماحي في بيان، بالقرارين اللذين تم اعتمادهما من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهما قرار “طلب فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة”، مثمنًا جهود جميع الدول التي شاركت في رعاية ودعم هذا القرار، وقرار حول “السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية”.
ودعا رئيس البرلمان العربي، إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية جادة وفاعلة لدعم وتنفيذ هذه القرارات والقرارات السابقة التي تبنتها الجمعية العامة انتصارًا للقانون الدولي، مطالبًا المجتمع الدولي بضرورة العمل على إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، مؤكدًا استمرار البرلمان في دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني حتى يتمكن من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.