منظمة حقوقية: الأمن الأردني اعتقل حوالي 600 من المتظاهرين الرافضين لحرب غزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن أجهزة الأمن الأردنية اعتقلت حوالي 600 شخصا على الأقل، بينهم قصر، من المتظاهرين الرافضين للإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، وقامت بضرب وسحل وتعرية بعضهم، قبل عرضهم على الجهات القضائية باتهامات ملفقة.
وأضافت المنظمة في بيان لها اليوم الجمعة أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أنه في ظل الحاجة الماسة للتعبير الشعبي المكثف لرفض جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بدعم غير مسبوق من الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بحق سكان قطاع وبدلا من أن تصطف الحكومة الأردنية مع الشعب، تطلق أجهزتها الأمنية لتفريق المتظاهرين والاعتداء عليهم واعتقالهم ومنع وصولهم إلى منطقة الأغوار الأردنية على الحدود مع فلسطين.
وبينت المنظمة أن حملة الاعتقالات تلك لم تكن رد فعل لقمع المتظاهرين بشكل وقتي، بل إنها امتدت إلى تحويلهم إلى محاكمات جنائية وأمنية بتهم إثارة الشغب وتخريب الممتلكات والاعتداء على رجال الأمن، ومحاولة تغيير نظام الحكم، وفرض كفالات باهظة على المعتقلين بلغت ما متوسطه 50 ألف دينار أردني لكل معتقل (حوالي 70 ألف دولار)، وهو ما يؤكد نية النظام الأردني إسكات الحراك الشعبي الأردني بشكلٍ نهائي.
وأكدت المنظمة على أحقية الشعب الأردني في التعبير عن رفضه لجرائم الحرب الإسرائيلية عبر كافة الأساليب والطرق السلمية، مشددة على أن محاولات السلطات الأردنية في وأد التضامن الشعبي وإرهاب النشطاء عبر الاعتقال والمحاكمات الجائرة وتقييد الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي ومحاربة المحتوى المتضامن مع الشعب الفلسطيني وتعريض بعض المعتقلين للتعذيب هي انتهاكات جسيمة، وجرائم خطيرة لا تسقط بالتقادم ستضع مرتكبيها تحت طائلة المساءلة محليا ودوليا.
وأشارت المنظمة إلى أن تلك الاعتقالات والانتهاكات المرافقة لها، هي جرائم حرب تدخل في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وتوجب التحرك العاجل من أجل وقفها وملاحقة ومحاسبة مرتكبيها .
ودعت المنظمة كافة فئات الشعب الأردني إلى الاستمرار في دعم قطاع غزة بكافة الطرق الممكنة وممارسة أقصى الضغوط على الحكومة الأردنية لقطع كافة الاتصالات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل فعلي، وهذا أقل ما يمكن عمله في ظل تدفق كل المساعدات العسكرية من كل حدب وصوب لدعم الاحتلال في جرائمه التي يرتكبها ضد سكان قطاع غزة في حين يشهد القطاع انهيارا في كافة المرافق الخدمية وفي مقدمتها القطاع الصحي بسبب عجز دول الاقليم أو عدم رغبتها في إيصال المساعدات إليه رغم أنف اسرائيل.
وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة والمقررين الخواص المعنيين بالاعتقال التعسفي ومناهضة التعذيب والهيئات الأممية المتخصصة بالضغط على السلطات الأردنية لوقف حملة الاعتقالات وقمع حرية الرأي والتعبير، واتخاذ اللازم لضمان حقوق الشعب الأردني في التعبير عن موقفه الإنساني الذي يتفق مع انتماءاته الجغرافية والتاريخية ومبادئه الإنسانية.
وأشارت المنظمة إلى أن الدعم الشعبي واجب على كافة شعوب العالم عامة والشعوب العربية ودول الجوار الفلسطيني بشكل خاص، لممارسة ضغوط مكثفة على كافة الأنظمة الداعمة كليا أو جزئيا لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بمنع إدخال المساعدات اللازمة بشكل كاف للمصابين والجرحى وحماية المدنيين، مشددة على أن الإنسانية اليوم في حاجة ماسة إلى كل صوت حر يرفض الإبادة ويطالب بالعدالة.
ولفتت المنظمة الانتباه إلأى أن جرائم الحرب في غزة ودعم القوى العالمية لها وصمت الدول العربية والإسلامية أمامها أهدر كافة القيم الإنسانية والمواثيق الدولية لحماية المدنيين، وأثبت عجز العالم ومؤسساته عن اتخاذ الحد الأدنى من الخطوات اللازمة لوقف الحرب وردع الاحتلال عن ارتكاب جرائمه البشعة بالرغم من الدمار الشامل الذي يجتاح القطاع والعدد المهول من القتلى والجرحى، والحالة المزرية للنازحين في المستشفيات والمدارس، والمحرومون من الاحتياجات الأساسية للحياة بأوامر مباشرة من قادة الاحتلال، وفق البيان.
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 28 يوما حربا مدمرة على غزة، قتل فيها 9061 فلسطينيا، بينهم 3760 طفلا، وأصاب 32000، كما قتل 143 فلسطينيا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطين الاعتقالات الاردن مظاهرات فلسطين اعتقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أنصار الله .. من الشعب وللشعب
محمد الجوهري
تحاول وسائل إعلام غربية وعربية تصوير ما يحدث في اليمن على أنه مجرد “نعرة سياسية” أو تصعيد غير محسوب، متجاهلة حقيقة راسخة في ضمير اليمنيين: أن إسناد غزة والدفاع عن شعبها المحاصر هو مطلب شعبي جامع، يتخطى الخلافات السياسية والانتماءات الحزبية. في الواقع، إنّ ما يحدث في اليمن من حراك شعبي لنصرة فلسطين يعكس وجدان الشعوب العربية قاطبة، مقابل صمت رسمي لأنظمة خاضعة للهيمنة الأمريكية وتغلف مواقفها بشعارات “حماية المصالح الوطنية”.
في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي، يُمنع اليمنيون من الخروج في مسيرات تضامنية مع غزة، وتُقمع الفعاليات المؤيدة لفلسطين، رغم أنها لا تطالب سوى بأبسط معاني التضامن الإنساني. هذا الواقع دفع الآلاف إلى قطع مسافات طويلة تصل إلى مئات الكيلومترات، نحو المحافظات الحرة، فقط للمشاركة في فعالية أو مسيرة شعبية تعبّر عن انتمائهم العربي ورفضهم للصمت والتواطؤ.
إن هذا السلوك العفوي النابع من عمق الوجدان الشعبي يبرهن أن اليمنيين كغيرهم من الأحرار في العالم، لا يمكن أن يغضوا الطرف عن المظلومية المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عقود. ولولا العراقيل التي تفرضها قوى الاحتلال الداخلي، لكانت اليمن من أقصاها إلى أقصاها حاضرة كل أسبوع في فعاليات داعمة لغزة، كما فعلت في أكثر من مناسبة على مدار الحرب.
أما مواقف أنصار الله المشرفة، فهي ليست وليدة لحسابات سياسية، بل امتداد طبيعي لانتمائهم لصفوف الشعب اليمني، بعيدًا عن أجندات الخارج أو المصالح الحزبية. لقد أثبتت الوقائع – وآخرها عملية “طوفان الأقصى” – أن من يدعم فلسطين فعلًا هم الشعوب الحرة وقواها المقاومة، لا الأنظمة التي تسير بتوجيهات غرف القرار في واشنطن وتل أبيب.
وموقف أنصار الله ليس استثناءً؛ بل ينسجم مع خط المقاومة في لبنان والعراق وإيران، حيث لا يزال العنوان الأهم هو “تحرير فلسطين”. وعلى الجانب الآخر، تصطف أنظمة التطبيع والقمْع العربي، المدعومة من الغرب في طابور الصمت والتبرير، في ظل قصف المستشفيات والمدارس والمساجد في غزة.
ولا عذر لمن يتخاذل عن نصرة غزة، فالخنوع بذريعة الخوف على مصالح المواطنين هو الخيانة والنفاق بذاته، فالشعوب نفسها تطالب بالتدخل ومناصرة غزة، وهي على استعداد لتحمل التكاليف، خاصة وأن عواقب التخاذل كبيرة جداً، وأولها غياب الحرية والخنوع للطواغيت، كما هو حال الشعب السعودي الذي لا يجرؤ على مناصرة المسلمين في غزة، وتقوده سلطة آل سعود إلى التطبيع مع اليهود والقبول بهم في بلاد الحرمين، رغم علمهم بأن ذلك يتعارض مع القرآن والسنة النبوية المطهرة، وهكذا حال أغلب الشعوب العربية.
لقد بات واضحًا أن الموقف من فلسطين هو البوصلة الحقيقية التي تفرز الأحرار من الخانعين. فبينما تصرخ غزة من القصف، تتسابق أنظمة عربية إلى التطبيع، وتفتح أجواءها لرحلات الاحتلال، وتغلقها أمام نداءات الغوث. تلك الأنظمة لم تعد تخشى شعوبها، لأنها استبدلتهم بالقمع والدعم الغربي. ولهذا فإن واشنطن تحرص على بقائهم، لأن سقوطهم يعني عودة الشعوب الحرة إلى المشهد، وتحرير فلسطين سيكون أول خطوة في الطريق.