قطع الاتصالات عن غزة.. جريمة إسرائيلية للتعتيم على المجازر وزيادة معاناة السكان
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
بلا انقطاع، تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الدموي ضد قطاع غزة لليوم الـ28 على التوالي، وهي تحاول بشتى الطرق مضاعفة معاناة السكان والتضييق عليهم، وحتى إخفاء ما تقوم به من عشرات المجازر اليومية بحق الإنسان الفلسطيني.
وفي سبيل تحقيق ما تسعى له "تل أبيب" ضد غزة، قامت بتدمير البنية التحتية الخاصة بالاتصالات والإنترنت والكهرباء في العديد من مناطق القطاع منذ أول يوم لعدوانها المستمر، وهو ما وثقته "عربي21"، من خلال تدمير ما ذكر سابقا بالصواريخ شديد الانفجار في منطقة الرمال وسط غزة، والتي تعتبر مركزا لخدمات الاتصالات والانترنت.
التعتيم على المجازر
ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، بل قام أكثر من مرة بعزل القطاع كاملا عن العالم، بعد فصل الاتصالات وخدمات الإنترنت بالكامل على كافة مناطق قطاع غزة، وهو ما تسبب بكوارث إنسانية، عبر عدم مقدرة المواطنين عن التبليغ عن أماكن المجازر التي ارتكبها من أجل انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى، وكذلك غياب كبير للتغطية الإعلامية لتلك الجرائم.
وفي قراءته لتكرار قطع الاحتلال الاتصالات والانترنت بالكامل وعزل قطاع غزة المحاصر عن العالم، أكد السياسي الفلسطيني والنائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، جمال زحالقة، أن "قطع إسرائيل للاتصالات والإنترنت عن القطاع، يأتي ضمن سياسة تضييق الخناق على أهلنا في غزة".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "هذه طريقة أخرى لزيادة معاناة السكان، عدا عن منع تزويد القطاع بالوقود وما يكفي السكان من الماء والغذاء والأدوية، فجاء موضوع الاتصالات كخطوة إضافية".
ونبه زحالقة، أن "الجزء الأهم في هذا الجانب بالنسبة لإسرائيل؛ أن قطع الاتصالات هو جزء من المعركة العسكرية والتعتيم على ما تقوم به؛ فالهدف مزدوج هنا؛ تعتيم على العمليات العسكرية ذاتها والأهم هو التعتيم على الجرائم الكبرى والمجازر التي ترتكبها القوات والطائرات الإسرائيلية، والتي يتم تغطيتها في كثير من الأحيان بشكل فوري، ولكن تبقى تغطية هذه الجرائم والمجازر شبه مستحيلة في ظل قطع الاتصالات والإنترنت".
وأكد أن "قطع الاتصالات هو جزء من الجريمة العسكرية الإسرائيلية في تضييق الخناق على غزة، وهي مكملة للمجازر ضد المواطنين، وأيضا جزء من عملية التمويه وإخفاء ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة"، مؤكدا أن "قطع الاتصالات والإنترنت، تندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي ضد أهلنا في غزة".
انتهاك جسيم للحقوق
من جانبه، أوضح الكاتب حسام الدجني، أن "قطع الاتصالات بالكامل والإنترنت من قبل الاحتلال، يأتي في سياق العدوان على القطاع ومحاولة طمس الحقيقية في ظل حرب الرواية في الإعلام الدولي، ونجاح الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين في نقل معاناة غزة، والمساهمة في التحول الكبير في الرأي العام".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "طمس حقيقة ما يجري في القطاع من مجازر وجرائم حرب، يمكن أن يساعد إسرائيل في ارتكاب المزيد المجازر مع قلة عدد الصور والأخبار التي قد تنشر".
بدوره، أوضح رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، أن "قطع الاتصالات والإنترنت، يعد جريمة من جرائم الحرب المقترفة بحق الفلسطينيين المدنيين، حيث تمنع تواصل السكان مع الخدمات المنقذة للحياة وتعيق تواصلهم للاطمئنان على بعضهم البعض، كما تجعل من قطاع غزة سجن كبير معزول عن العالم الخارجي".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "قطع الاتصالات والإنترنت، هو أيضا انتهاك للحريات العامة ولحق الرأي والتعبير وللوصول والتواصل مع القطاعات الخدمية المختلفة مثل الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني والمستشفيات وغيرها، وذلك في ظل هذه العدوان الإسرائيلي غير المسبوق والذي يحتاج فيه السكان إلي التواصل".
وأضاف عبد العاطي: "لذلك يعد هذا الإجراء انتهاك جسيم للحقوق، عدا منع الفلسطينيين والعالم من مشاهدة الجرائم والفظائع والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد المواطنين".
وطالب الحقوقي الفلسطيني بـ"تدخل دولي لوقف جرائم الحرب ضد الإنسانية والإبادة وبما في ذلك رفع العقوبات الجماعية وضمان تمكين المواطنين من الحد الأدنى من الاتصالات، وإمكانية التواصل وإعادة الكهرباء والمياه ورفع كافة الإجراءات العقابية على السكان المدنيين".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 9061 شهيدا؛ بينهم 3760 طفلا و2326 سيدة، والجرحى لأكثر من 23 ألف إصابة بجروح مختلفة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، حيث ارتكب 965 مجزرة بحق العائلات.
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الإسرائيلي غزة الفلسطيني حماس فلسطين حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطع الاتصالات والإنترنت قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع مؤشرات سوء التغذية في غزة
سرايا - قال مدير شبكة المنظمات الأهلية في فلسطين، أمجد الشوا، الثلاثاء، إن ما يدخل من كميات حليب الأطفال للقطاع ” قليل جدا” مقارنة مع الاحتياج.
ولفت النظر إلى أن الأمهات المرضعات أيضا يعانين من نقص التغذية ما يجعلهن غير قادرات على إرضاع الأطفال بالشكل الصحيح.
وأكد الشوا أن مؤشرات أعداد حالات سوء التغذية “في ازدياد”، عازيا ذلك إلى الظرف العام من حالة المجاعة، وقلة المساعدات.
وبين أن الأولوية في إدخال المساعدات تكون لمادة الدقيق، بعد توقف المخابز عن العمل في القطاع بسبب استمرار استهدافات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشح المساعدات التي تدخل القطاع المحاصر.
“التركيز في المعابر بدخول مادة الدقيق بشكل أكبر، ومن ثم تأتي باقي المواد”، بحسب الشوا.
وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلية منعت حتى في الأسواق (القطاع الخاص) من دخول حليب الأطفال، وفي حال توفر فإن سعر العلبة الواحدة الحليب يتراوح بين 25-30 دولارا.
“أسعار الأغذية في الأسواق أصبحت عالية جدا في ظل منع الاحتلال القطاع الخاص من إدخال المواد”، وفق الشوا.
وأشار إلى أنه مع الدمار الهائل الذي حلّ في البنى التحتية والمحال التجارية والمخابز وغيرها، وارتفاع الأسعار أصبح الفلسطينيون في قطاع غزة غير قادرون على الشراء، وباتوا يعتمدون على المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، الاثنين، إن إمدادات حليب الأطفال لديها تكاد تنتهي في قطاع غزة، ما يُعرّض حياة أكثر من 8500 رضيع للخطر.
وأشارت الوكالة في منشور على منصة “إكس”، إلى أن 6 صناديق من حليب الأطفال هي فقط ما تبقّى، في حين يعتمد عليها قرابة 8500 رضيع في القطاع للحصول على الحليب.
وشددت “أونروا” على أن نقص الإمدادات يُعرّض حياة الرضع وأكثر من 200 ألف شخص يعتمدون على خدماتها للخطر في قطاع غزة.
وقالت إن قرابة 19 ألف طفل في القطاع دخلوا المستشفى بسبب سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الـ 4 الماضية، مؤكدة أن العدد تضاعف عما كان عليه مطلع العام الحالي.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #فلسطين#العمل#غزة#الاحتلال#الرئيس#الخاص#القطاع
طباعة المشاهدات: 752
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 17-12-2024 03:10 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...