محمود محيي الدين: مؤتمر COP28 يركز على تسريع التحول العادل في الطاقة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ اهتم ليس فقط بسبل حشد التمويل اللازم للعمل المناخي بل اهتم أيضًا بإيجاد المشروعات التي يمكن توجيه التمويل إليها لتنفيذ العمل المناخي على الأرض.
وقال محمود محيي الدين، خلال مشاركته في الندوة التي نظمتها مجموعة سوق لندن للأوراق المالية حول التوقعات بشأن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، إن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين منح ملف تمويل العمل المناخي اهتمامًا كبيرًا تمثل في عدة أمور، منها مناقشة سبل إصلاح مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف لتعزيز دورها في تمويل العمل المناخي، وخفض مخاطر التمويل والاستثمار في مشروعات المناخ والتنمية في الدول النامية، ومساعدة هذه الدول على وضع سياسات وأطر تنظيمية محفزة مما يشجع القطاع الخاص والشركات على المشاركة في تمويل وتنفيذ العمل المناخي.
وأوضح محمود محيي الدين أنه في مقابل الاهتمام بسبل حشد التمويل الكافي والعادل للعمل المناخي، اهتم المؤتمر كذلك بإيجاد مشروعات مناخية وتنموية قابلة للاستثمار والتمويل والتنفيذ على المستويين الإقليمي والمحلي من خلال المنتديات الإقليمية لمشروعات المناخ التي أطلقتها الرئاسة المصرية للمؤتمر بالتعاون مع اللجان الإقليمية للأمم المتحدة وفريق رواد المناخ، والمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية التي عرضتها مصر خلال المؤتمر كنموذج لتوطين العمل المناخي والتنموي من خلال مشروعات تعتمد أساسًا على الاستدامة والتكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين ركز على تفعيل آليات التمويل المبتكر، ومقايضة الديون بالاستثمار في الطبيعة والمناخ، كما ركز على أهمية إنشاء أسواق الكربون في الدول النامية لمساعدتها على تمويل العمل المناخي والتنموي لديها، مشيرًا في هذا الصدد إلى إطلاق مبادرة أسواق الكربون الأفريقية خلال المؤتمر، والتي شهدت توسعًا وزخمًا كبيرًا خلال الأشهر الماضية.
ونوه محيي الدين عن الدور الذي لعبه كميسر لعملية التجديد الثانية لموارد صندوق المناخ الأخضر خلال الفترة الماضية، والتي شهدت زيادة عدد الدول المساهمة في تمويل الصندوق رغم التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم، كما لفت إلى العمل والتنسيق مع تحالف جلاسجو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري (جيفانز)، الذي تم تدشينه خلال مؤتمر الأطراف السادس والعشرين، لتعزيز البعد الإقليمي للعمل المناخي من خلال إطلاق شبكة جيفانز أفريقيا، وإجراء الشراكات مع مؤسسات التمويل الإقليمية مثل بنك التنمية الأفريقي بهدف المساهمة في تمويل المشروعات المناخية في أفريقيا.
مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين COP28وفيما يتعلق بمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، أوضح محيي الدين أن الرئاسة الاماراتية للمؤتمر تركز على تسريع التحول العادل في قطاع الطاقة لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات المتفق عليها لعام ٢٠٣٠، كما يهتم المؤتمر بوضع الطبيعة والعنصر البشري في قلب العمل المناخي من خلال تعزيز الاستثمارات في مشروعات حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي وكذلك الاستثمار في رأس المال البشري وبناء القدرات.
وأضاف أن مؤتمر دبي يسعى لتحقيق الشمولية من خلال إشراك جميع الأطراف الفاعلة والقطاعات المعنية في تخطيط وتنفيذ العمل المناخي، كما يولي المؤتمر اهتمامًا بملف التمويل من خلال تأكيد الدعوة على ضرورة الوفاء بالالتزامات والتعهدات المالية وضرورة تعزيز دور القطاع الخاص ومنظمات العمل الطوعي والخيري في تمويل وتنفيذ العمل المناخي.
وأفاد بأن المؤتمر سيشهد ضمن مخرجاته نتيجة التقييم العالمي الأول لتنفيذ اتفاق باريس، وهو ما سيساعد جميع الأطراف الفاعلة في الوقوف على ما تم إنجازه وما هو مطلوب التركيز عليه خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن العالم يجب أن يسابق الزمن لخفض الانبعاثات الكربونية بمعدل النصف بحلول عام ٢٠٣٠ وذلك من خلال تنفيذ عملية التحول العادل في قطاع الطاقة والتي تشمل التخارج من مصادر الطاقة القذرة مثل الفحم والنفط والغاز، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، مع مراعاة الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذا التحول.
وقال رائد المناخ إن تنفيذ العمل المناخي في الدول النامية يتطلب حشد ٢,٤ تريليون دولار سنويًا، منها ١,٤ تريليون دولار من مصادر التمويل الوطنية، ونصف تريليون دولار من القطاع الخاص، و٣٠٠ مليار دولار من بنوك التنمية متعددة الأطراف، ونحو ٢٠٠ مليار دولار من التمويلات الميسرة.
وأوضح أن ما سبق يؤكد أهمية دور القطاع الخاص والشركات في تمويل وتنفيذ العمل المناخي، مع ضرورة وضع معايير للممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة للتصدي لظاهرة الغسل الأخضر، والاسترشاد بتوصيات التقارير الأممية والدولية ذات الصلة لضمان توافر الشفافية والإفصاح، فضلًا عن وجوب توجيه المشروعات الصغيرة والمتوسطة فيما يتعلق بأدائها البيئي والمناخي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمود محيي الدين التنمية المستدامة مصر المناخ تمویل العمل المناخی محمود محیی الدین مؤتمر الأطراف تریلیون دولار القطاع الخاص دولار من أن مؤتمر فی تمویل من خلال
إقرأ أيضاً:
حضور صيني بارز بقمة المناخ في غياب الولايات المتحدة
مع غياب الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ 3 عقود عن مؤتمر المناخ العالمي "كوب 30″، الذي تنظمه الأمم المتحدة في البرازيل هذا العام، تصدرت الصين دائرة الضوء في المؤتمر، وبرزت كقائد جديد للعالم في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
ويعكس انتقال الصين من حضور هادئ في مؤتمرات الأطراف في الأمم المتحدة إلى لاعب أكثر مركزية يسعى إلى جذب انتباه العالم تحولا في المعركة ضد التغير المناخي العالمي منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منصبه.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الصين أم الغرب.. من المسؤول الأكبر عن تغير المناخ؟list 2 of 4الصين تنتقد "المعايير المزدوجة" للاتحاد الأوروبي بخصوص أهداف المناخlist 3 of 4بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخlist 4 of 4الاتحاد الأوروبي يطالب الصين بإجراءات مناخية أكثر طموحاend of listوكان ترامب قد شكك في تغير المناخ واعتبره "خدعة"، وسحب الولايات المتحدة -أكبر مُصدر تاريخي للانبعاثات في العالم- من اتفاق باريس للمناخ، وعزز بأوامر تنفيذية صناعة الوقود الأحفوري. كما رفض هذا العام -لأول مرة على الإطلاق- إرسال وفد رسمي رفيع المستوى لتمثيل المصالح الأميركية في قمة المناخ.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض تيلور روجرز لرويترز إن "الرئيس ترامب لن يعرّض الأمن الاقتصادي والوطني لبلادنا للخطر من أجل تحقيق أهداف مناخية غامضة تقتل دولا أخرى".
لكن المنتقدين يحذرون من أن انسحاب واشنطن من العمل المناخي الدولي يمثل خسارة لأرضية ثمينة في مفاوضات المناخ، خاصة أن الصين -وهي أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم حاليا- تعمل على توسيع نفوذها العالمي في هذا السياق، عبر الطاقة النظيفة، والسيارات الكهربائية وغيرها.
وقال فرانشيسكو لاكاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة لرويترز إن "المياه تتدفق إلى حيث يوجد الفراغ، والدبلوماسية غالبا ما تفعل الشيء نفسه". وأكد أن هيمنة الصين في مجال الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية تعزز مكانتها في الدبلوماسية المناخية.
إعلانمن جانبه، قال حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، خلال زيارته لمؤتمر المناخ في بيليم البرازيلية الأسبوع الماضي، إن "الصين تدرك ذلك. أميركا في وضع تنافسي حرج، إن لم ننتبه لما يفعلونه في هذا المجال، وفي سلاسل التوريد، وكيف يسيطرون على قطاع التصنيع، وكيف يغرقون المنطقة".
وعلى النقيض من الأعوام السابقة، عندما كان لدى الصين جناح متواضع مع عدد قليل من المقاعد المتاحة في الغالب للوحات الفنية والأكاديمية في قمم المناخ، فإن جناحها في مؤتم "كوب 3ر0" يحتل مساحة رئيسية بالقرب من المدخل بجوار البلد المضيف البرازيل.
وقال منغ شيانغ فينغ، نائب رئيس شركة "كاتل" (CATL) الصينية، أكبر شركة لصناعة البطاريات في العالم، أمام جمهور من الحضور الخميس الماضي: "دعونا نكرم هذا الإرث ونحقق رؤية باريس، مسترشدين برؤية المستقبل المشترك.. دعونا نعزز التعاون المناخي ونبني عالما نظيفا وجميلا معا".
وتوفر شركة صناعة البطاريات الصينية العملاقة بالفعل ثلث البطاريات لمصنعي السيارات الكهربائية بما في ذلك "تسلا" و"فورد" الأميركيتين وفولكس فاغن الألمانية.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها شركة "كاتل" حدثا في مؤتمر الأطراف (كوب)، سعيا للوصول إلى جمهور من الحكومات والمنظمات غير الحكومية.
وقال لي غاو نائب وزير البيئة الصيني أمام جمهور غفير من الحضور "إن وضع الصين باعتبارها المنتج الرائد في العالم للطاقة المتجددة يجلب فوائد للدول، وخاصة في الجنوب العالمي".
كما قدمت شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية، وهي أكبر شركة مرافق للكهرباء في العالم، وشركتا الطاقة الشمسية العملاقتان "ترينا" و"لونجي" عروضا جذبت انتباه الجمهور في المؤتمر.
بدورها، قدمت شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية العملاقة "بي واي دي" (BYD) أسطولا من المركبات الهجينة القابلة للشحن والمتوافقة مع الوقود الحيوي المصنعة في مصنعها في باهيا بالبرازيل، للاستخدام في مؤتمر المناخ "كوب 30".
وأشاد كل من أندريه كوريا دو لاغو رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وآنا دي توني الرئيسة التنفيذية لمؤتمر الأطراف الـ30 (كوب 30)، بدور الصين باعتبارها رائدة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
وقالت دي توني لوكالة رويترز إن "الصين أظهرت قيادة ليس فقط من خلال تنفيذ ثورتها في مجال الطاقة، ولكن بفضل قدرتها على نطاق واسع، يمكننا الآن أيضا شراء الطاقة المنخفضة الكربون بأسعار تنافسية".
وأضافت أن الصين عازمة للغاية ليس فقط على مواصلة دورها القيادي المستقر في اتفاق باريس، وتعزيز حوكمة المناخ، ولكن أيضا على اتخاذ إجراءات عملية للغاية لدعم البلدان الأخرى.
وحسب تقرير لمختبر سياسات صافي الصفر في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، تجاوزت استثمارات التصنيعية في مجال الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم ما مجموعه 225 مليار دولار منذ عام 2011.
ويقول متابعون إن الصين تلعب دورا أكثر "دهاء" خلف الكواليس في المفاوضات من خلال ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، والتي كانت معروفة بقدرتها على حشد الحكومات نحو الاتفاق، وفقا لدبلوماسيين حاليين وسابقين شاركوا في المفاوضات.
إعلانوقال دبلوماسي رفيع المستوى من إحدى الدول النامية لوكالة رويترز: "تدريجيا، تتصرف الصين كضامن لنظام المناخ.. لقد استثمروا كثيرا في الاقتصاد الأخضر، وإذا حدث أي تراجع فسيخسرون".
من جهته، أكد أحد الدبلوماسيين البرازيليين أن الصين لعبت دورا رئيسيا في المساعدة على التوصل إلى اتفاق بشأن جدول أعمال "كوب 30" حتى قبل بدء المفاوضات، في حين أن دبلوماسييها في السنوات السابقة لم يكونوا يتدخلون إلا إذا كانت هناك قضية رئيسية بالنسبة لهم.
وأكدت سو بينياز -التي شغلت منصب نائبة المبعوث الأميركي للمناخ، وكانت من أبرز مهندسي اتفاقية باريس- أن الصين قادرة على جمع مصالح العالم النامي على نطاق واسع، بدءا من الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل مجموعة البريكس وصولا إلى الدول النامية الصغيرة.
لكن بينار تضيف أنها لم تقتنع بعد بأن الصين تلعب دورا قياديا خارج أجنحة المعرض في بيليم، قائلة "إنهم لو أرادوا لكانوا قد حددوا هدفا أكثر طموحا لخفض الانبعاثات"، وهي تشير بذلك إلى إعلان الصين في سبتمبر/أيلول أنها ستخفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 7% و10% فقط من ذروتها بحلول عام 2035.
من جهته، رد لي شو، وهو مراقب مخضرم للصين في محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة، والذي يرأس مركز المناخ الصيني في معهد سياسات جمعية آسيا، بأن موقف الصين التكنولوجي كان بالفعل بمنزلة استعراض للقيادة السياسية، لأن شركاتها كانت تجعل تعهدات الأمم المتحدة المناخية قابلة للتحقيق.
وأضاف أن "الدولة الأقوى ليست الدولة التي تمتلك الميكروفون الأعلى صوتا في مؤتمر المناخ، بل الدولة التي تنتج وتستثمر بالفعل في التقنيات المنخفضة الكربون".