RT Arabic:
2024-12-25@17:18:03 GMT

رحيل فنان شعب الاتحاد السوفيتي يوري تيمركانوف

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

رحيل فنان شعب الاتحاد السوفيتي يوري تيمركانوف

غيّب الموت فنان شعب الاتحاد السوفيتي وقائد الأوركسترا العالمي يوري تيمركانوف، الذي توفي يوم 2 نوفمبر، عن عمر يناهز 85 عاما.

ولد يوري خاتويفيتش تيمركانوف في 10 ديسمبر عام 1938 في مدينة نالتشيك عاصمة جمهورية قباردينو- بلقاريا الاشتراكية السوفيتية الذاتية الحكم (جمهورية قباردينو- بلقاريا الروسية حاليا) بشمال القوقاز.

وبدأ في سن العاشرة بتعلم العزف على الكمان. وتخرج من مدرسة الموسيقى في نالتشيك.

وفي أعوام 1953-1957 درس في مدرسة الموسيقى الثانوية لدى كونسرفاتوار "ريمسكي كورساكوف" الحكومي في لينينغراد (بطرسبرغ حاليا).

إقرأ المزيد طشقند تحيي الذكرى الـ100 لميلاد الشاعر الشعبي الداغستاني رسول حمزاتوف

وبين عامي 1957-1962 درس في قسم الأوركسترا بكونسرفاتوار "لينينغراد" .

وفي 1962-1965 كان طالب الدراسات العليا في قسم قيادة الأوركسترا في كونسرفاتوار لينينغراد بفئة قيادة أوركسترا الأوبرا والسيمفونية.

وبدأت مسيرته الإبداعية عام 1965 في مسرح الأوبرا والباليه الصغير بمدينة لينينغراد حيث قاد الأوركسترا مع أوبرا جوزيبي فيردي "لا ترافياتا".

في عام 1966 نال الجائزة الأولى في مسابقة قيادة الأوركسترا لعموم الاتحاد.

وترأس بين عامي 1968-1976 الأوركسترا السيمفونية الفيلهارمونية في لينينغراد، وتحت قيادته عُرفت الأوركسترا خارج الاتحاد السوفيتي، وتم توسيع ربرتوارها.

وفي أعوام 1976-1988 كان مديرا فنيا وقائدا رئيسيا للأوركسترا في مسرح لينينغراد الأكاديمي للأوبرا والباليه (مسرح ماريينسكي حاليا )، وتحت قيادته تم تقديم مسرحيات مثل "الحرب والسلم" لسيرغي بروكوفييف (1977)، "الأنفس الميتة" لروديون شيدرين (1978)، "بطرس الأكبر" (1975)، "بوشكين، تأملات في الشاعر" (1979)، " ماياكوفسكي" (1983) لأندريه بتروف، و"يفغيني أونيغين" (1982) و"ملكة البستوني" (1984) لبيوتر تشايكوفسكي.

في الفترة ما بين أعوام 1979-1991 كان القائد الضيف لأوركسترا لندن الملكية الفيلهارمونية في بريطانيا العظمى، ومنذ عام 1992 عمل هناك لعدة سنوات كقائد رئيسي للأوركسترا.

وفي أعوام  1992-1997 كان قائدا رئيسيا لأوركسترا درسدن الفيلهارمونية الألمانية، وتولى أعوام 1998-2008  قيادة أوركسترا الراديو السيمفوني الدنماركي، وفي أعوام  2007-2008 كان قائدا لأوركسترا مسرح البولشوي الأكاديمي الحكومي في موسكو.

وفي عام 1996 تولى قيادة الأوركسترا اليوبيلية بمناسبة حلول الذكرى الخمسين لتأسيس الأمم المتحدة، وفي عام 2009 كان مع أوركسترا ستوكهولم الفيلهارمونية الملكية السويدية تكريما للحائزين على جائزة

وفي أعوام 2006-2011 كان يوري تيمركانوف عضوا في المجلس الرئاسي للثقافة والفن.

وهو أحد مؤسسي مجلس أمناء مؤسسة "الموهبة والنجاح" التنويرية الروسية.

ومنح لقب فنان الشعب لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (1981).

حاز يوري تيمركانوف على وسام الاستحقاق الوطني (الدرجة الأولى - 2008، الدرجة الثانية - 2003، الدرجة الثالثة - 1998، الدرجة الرابعة - 2013). كما منح وسام لينين (1983)، وسام القديسيْن كيرلس وميثوديوس (بلغاريا، 1998)، ووسام نجمة إيطاليا (2012)، ووسام الشمس المشرقة من الدرجة الثالثة (اليابان، 2015).

وهو الحائز أيضا على جائزة الدولة لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية  (1971)، جائزة الدولة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في مجال الأدب والفن والهندسة المعمارية عامي 1976 و 1985، جائزة الدولة للاتحاد الروسي في مجال الأدب والفن 1998، الجائزة الرئاسية للاتحاد الروسي في مجال الأدب والفن 2002، جائزة الدولة للاتحاد الروسي للإنجاز الإنساني المتميز 2017.

وجائزة "تسارسكوي سيلو" الروسية للفنون (2002)، وجائزة Triumph ( 2003) الروسية  وجائزة "فرانكو أبياتي في فئة "أفضل قائد للأوركسترا" (إيطاليا، عامي 2002، 2007)، و جائزة "Una vita nella musica" ( إيطاليا 2015) وغيرها.

وهو المواطن الفخري لمدينتي سانت بطرسبرغ (2009) ونالتشيك (2010).

وهو العضو الفخري في الجمعية الفيلهارمونية لسانت بطرسبرغ (1997)، والدكتور الفخري في الكونسرفاتوار الحكومي في بطرسبرغ (2003) وجامعة بطرسبرغ الإنسانية لنقابات العمال (2003)، الأكاديمي الفخري للأكاديمية الوطنية لسانتا سيسيليا الإيطالية ( 2007)، والأستاذ الفخري في كونسرفاتوار موسكو الحكومي (2017).

وقد أطلق اسم تميركانوف على الحزام الرئيسي للكويكب "6432 تيميركانوف" ومدرسة الموسيقى للأطفال الأولى في مدينة نالتشيك.

المصدر: تاس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: موسيقى جائزة الدولة

إقرأ أيضاً:

24 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 65 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات سعوديّة أمريكية على اليمن

يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 24 ديسمبر خلال الأعوام، 2015م، و2016م، و2017م، و2019م، و2021م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، وقصفة المدفعي، مستهدفاً المدنيين في منازلهم وعششهم وأسواقهم ومزارعهم، وعلى طرقاتهم، وفي مراعيهم، وتدمير المدارس والمستشفيات والاحياء السكنية والبنى التحتية، في محافظات صنعاء، وصعدة وإب، والجوف.

أسفرت عن 35 شهيداً، و30 جريحاً بينهم أطفال ونساء، ومهاجرين أفارقة، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات، والمحال التجارية ومدرستين، وترويع الأهالي، وموجات من النزوح والتشرد والحرمان، ومضاعفة معانتهم، واغتيال الطفولة وحقوقها، وتعميق المأساة بحق من فقد عائلة وقريبة ووالده واخوه، ومصدر عيشه، وحقوقهم في الحياة الكريمة بأمن واستقرار.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

24 ديسمبر 2015.. التعليم في صعدة هدف لغارات العدوان والقنابل الامريكية

في مثل هذا اليوم 24 ديسمبر 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الجوية، مدرستين في منطقة الطلح بمديرية سحار بمحافظة صعدة، بشكل متعمد.

مجزرة تعليمية مزدوجة

في ساعات الليل المتأخرة، شن طيران العدوان غارة جوية مروعة على مدرسة عمار بن ياسر، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، وفي صباح اليوم التالي، استهدف نفس الطيران مدرسة المناضل للبنين، محولاً حلم آلاف الطلاب في التعليم إلى رماد.

لم تقتصر جرائم العدوان على تدمير المباني المدرسية، بل امتدت لتشمل آلاف الكتب والمواد التعليمية التي تحولت إلى رماد وسط الأنقاض، هذه الجريمة البشعة تهدف بشكل واضح إلى حرمان أجيال كاملة من أبناء اليمن من حقهم في التعليم.

استهداف المدارس هو جريمة حرب، وتداعياتها تمتد لتشمل: (انتشار الجهل والأمية، بين أوساط الشباب، مما يعيق تقدم المجتمع وتطوره، إضافة إلى اضطرار آلاف الطلاب والمعلمين إلى النزوح والهجرة بحثاً عن بيئة آمنة للدراسة والعمل، وتدهور الوضع الإنساني، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وزيادة معاناة المدنيين، وتخريب مستقبل الأجيال القادمة، وحرمهم من فرصة بناء مستقبل أفضل لوطنهم.

يقول أحد الطلاب” العدوان حرمنا من التعليم، لكن ما يقدر يحرمنا من الحرية والجهاد في سبيل لله، وإن شاء الله نتعلم رغم الغارات والقصف المتواصل، أين العالم؟ أين الأمم المتحدة، هل بقي لأطفال اليمن حقوق يا حقوقيين؟ “.

ندعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة، ومحاسبة مرتكبيها. كما ندعو إلى تقديم الدعم الإنساني اللازم لإعادة إعمار المدارس المدمرة، وتوفير الكتب والمواد التعليمية اللازمة، وصرف المرتبات، لاستمرار العملية التعليمية في اليمن.

24 ديسمبر 2016.. 14 شهيداً وجريحاَ من أسرة واحدة محتها غارات العدوان من الوجود بإب:

وفي اليوم ذاته من العام 2016م، الذي كان مليئاً بالأمل والحياة، إلى أن غارات العدوان السعودي الأمريكي حولت قرية وادي الحصن بمديرية فرع العدين في محافظة إب إلى

مسرح لجريمة بشعة هزت ضمير الإنسانية، مستهدفةً منزلاً صغيراً، محولة عشة صغيرة إلى مقبرة جماعية، ومرتكباً جريمة إبادة تضاف إلى جرائمه بحق الشعب اليمني.
أسرة بأكملها تودع الحياة

في ذلك المنزل المتواضع، كانت تعيش أسرة المواطن عدنان علي مسعد، كانت حياتهم بسيطة، تتلخص في قضاء الأيام في العمل والعبادة، لكن في لحظة واحدة، تغير كل شيء، صرخات الأطفال، وصرخات الأم، اختلطت مع دوي انفجارات غارات سعودية أمريكية، وحشية، عندما غارد الطيران خلف ورائه مجزرة وحشية بحق 8 شهداء الأم وأطفالها ال 6 وأخوها، و6جرحى بحالة حرِجة، هؤلاء الأبرياء لم يرتكبون أي ذنب سوى أنهم كانوا يعيشون في اليمن.

ولم يبقَ من المنزل سوى أنقاض، وشهدت المنطقة فاجعة لا توصف، كانت الغارات قد دمرت كل شيء، ولم تترك أي أثر للحياة التي كانت تسكن هذه العشة، فهرع الأهالي إلى

المكان ينتشلون الجثث ويجمعون الأشلاء ويسعفون الجرحى، من بين الأنقاض والنيران والدخان ورائحة الموت والبارود، ومخاطر عودة الاستهداف تحيق بمخيلاتهم.

المنزل عشة صغيرة “حجرة واحدة، الغارة نسفت البيت وسكانه، والجثث ممزقة والأشلاء مختلطة، لهذه المجازر تصنع أمريكا قنابلها وصواريخها.

يقول أحد المنقذين: “هذه بقايا الصواريخ التي تستوردها السعودية من أمريكا لقتل الشعب اليمني، مساكين وفقراء لا يحاربون ساكنين في بيوتهم ، هؤلاء 8 في نعش وأحد أم وأطفالها ، أين الإسلام أين الأخوة ؟ نستنكر هذه الجريمة ، اخذناهم قطع وصال ، ولكن سنذهب للجبهات لنأخذ بحقهم”.

هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية لا حدود لها، وتؤكد أن العدوان على اليمن ليس سوى حرب إبادة، إن استهداف المدنيين الأبرياء في منازلهم هو جريمة حرب تستوجب المساءلة القانونية.

24 ديسمبر 2016.. شهيد وتدمير للمزارع والممتلكات بغارات العدوان على باقم ورازح بصعدة:

وفي اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب، باستهدافه لمزارع المواطنين في منطقة محديدة بمديرية باقم، وسيارة مواطن بالطريق العام في منطقة بركان مديرية رازح، أسفرتا عن استشهاد مزارع واحتراق السيارة، ودمار كبير في المزارع وترويع الأهالي، وأعاقه حركة السير، وتقييد حرية التنقل.

شهيد في استهداف مزارع

في جريمة بشعة، استهدف طيران العدوان الغاشم مزارع المواطنين في منطقة محددة بمديرية باقم، مما أسفر عن استشهاد أحد المواطنين، هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سجل العدوان الحافل بارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل.
يحمل الأهالي جثمان الشهيد

يقول والد الشهيد: “في يومنا هذا ونحن في مزارعنا استهدف العدوان السعودي ولدي سام أحمد محمد بغارة، ونحن طالبين الله على عيالنا باطل لا عندنا له شيء ، الساعة واحدة بعد الظهر أبني شهيد، ولكن هذا لن يزيدنا غير اندفاع ونفير وجهاد في سبيل الله”.

احتراق سيارة في غارة جوية

وفي جريمة أخرى، شن طيران العدوان غارة جوية على سيارة مواطن كانت تسير على الطريق العام بمنطقة بركان بمديرية رازح، مما أدى إلى احتراقها بالكامل، لحسن الحظ لم يسفر هذا الاستهداف عن وقوع إصابات بشرية، لكنه أرعب الأهالي والمسافرين والمارة وحد من وصول الخدمات وحرية التنقل.

يقول أحد الأهالي: “في الساعة التاسعة من صباح اليوم، تم استهداف سيارة أحد المواطنين في منطقة بركان، والحمد لله على نجاة من كانوا بجوارها وهم عتالين قات”.

وتؤكد هذه الجرائم المتكررة استهداف العدوان بشكل متعمد للمدنيين والبنية التحتية المدنية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، إن استهداف المزارع والطرق العامة جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها ولن تسقط بالتقادم.

24 ديسمبر 2017..4 شهداء وجرحى في جريمتي حرب لغارات العدوان على صعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، شهدت محافظة صعدة، شمال اليمن، جريمتين جديدتين في سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي، بحق المدنيين الأبرياء.

شهيد على دراجته النارية

في جريمة بشعة، استهدف طيران العدوان دراجاً نارياً على قارعة طريق في منطقة غمار بمديرية رازح، ما أسفر عن استشهاد راكبه على الفور، هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سجل العدوان الحافل بارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل.

تمزق جسد الشهيد إلى أشلاء وقطع متناثرة على الطريق العام، كما هو حال دراجته النارية، ودمائه المسفوكة، مشكلة جريمة حرب وحشية وإعدام دون ذنب أو محاكمة.

يقول أحد الأهالي: ” ما عاد وجدنا غير ملابس، وجدنا يد وشق من وجهه ، وهذه زلطه، هذه أشلاء بائع قات كان راجع من السوق إلى منزله ومحمل مصروف أسرته وأطفاله استهدفه العدوان على الطريق العام ، لكن لو نتقطع كما تقطع هو ما تراجعنا عن مواجهة العدوان ورفد الجبهات، وكل واحد يشل من العدو نقاه وبيننا الجبهات المقدسة، ونطلب من أبناء الشعب كبير وصغير رجال ومرأة أن يتحركوا لمواجهة العدوان”.

ثلاثة جرحى في استهداف منزل

وفي حادثة أخرى، شن طيران العدوان غارة جوية على منزل أحد المواطنين في منطقة الحجلة بمديرية رازح، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد أسرته بجروح متفاوتة الخطورة.

يقول أحد الجرحى: “صلينا ظهر وطلعنا نتغداء، وخرجنا النسوان من البيت، وإذا بضربة علينا في المجلس، وقلت أطفي الشاشة، وجت الضربة ودخلت في غيبوبة وما عرفت من حولي، وحسين بنفسي بمنزل جارنا واسعفوني على المستشفى”.
تؤكد هذه الغارات الوحشية المتكررة استهداف العدوان بشكل متعمد للمدنيين والبنية التحتية المدنية، وإن استهداف المدنيين أثناء تنقلهم أو في منازلهم جريمة حرب ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان المطلوبين بالتحرك الفوري لوقف العدوان والحصار المتواصل على الشعب اليمني.

24 ديسمبر 2019..44 شهيداً وجريحاً بينهم أفارقة في أبادة جماعية لمدفعية العدوان على سوق الرقو بصعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2019م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية، بقصف مدفعي كثيف ومتعمد على المتسوقين والباعة في سوق الرقو بمديرية منبه محافظة صعدة، أسفرت عن 24 شهيداً و20 جريحاً، وتدمير للممتلكات والمحال التجارية والبضائع.
مجزرة سوق الرقو.. وجبة دسمة لغارات الإبادة

في يوم بارد من ديسمبر عام 2019، تحول سوق الرقو الصاخب بالحياة والحركة التجارية_ على أحد نقاط الالتقاء بين الأراضي اليمنية والسعودية، ومحطة ترانزيت للمهاجرين والمغتربين والباحثين عن كسب لقمة العيش_ إلى مسرح لجريمة بشعة هزت ضمير الإنسانية، قذائف المدفعية، التي كانت تحمل الموت بدلاً من الرزق، هطلت على المتسوقين والباعة، محولة يومهم العادي إلى كابوس دموي لا ينسى.

بدلاً من أصوات المزايدة والتفاوض، ارتفعت صرخات الألم والاستغاثة، أشلاء بشرية تناثرت في كل مكان، ودماء زاهية لطخت أرض السوق، وجدرانه وخيامه المتواضعة في مشهد مروعاً، لا يمكن وصفه إلا بأنه جحيم على الأرض، وإبادة متعمدة عن سابق أصرار وترصد.

أشلاء الباعة ودماء المتسوّقين، تجسد المشهد ومعظم الضحايا يصعب التعرف عليهم، بما فيهم المهاجرون الأفارقة، وباتت الأسواق على يوميات العدوان وبنك أهدافه المتكررة.

من بين الضحايا، كان هناك الكثير من المهاجرين الأفارقة الذين كانوا يبحثون عن لقمة عيش كريمة في اليمن، ويتحضرون لمواصلة السير باتجاه إراضي مملكة العدوان، هؤلاء البشر البسطاء، الذين فروا من أوطانهم هرباً من الحروب والفقر، وجدوا حتفهم في سوق يمني، ضحايا لوحشية سعودية أمريكية لا نظير لها في العالم.

مجزرة سوق الرقو ليست الأولى من نوعها في اليمن، فمنذ بداية العدوان، تشهد الأسواق والمستشفيات والمدارس اليمنية قصفاً متعمداً يستهدف المدنيين الأبرياء، هذه الجرائم البشعة تكشف عن وحشية لا حدود لها، وتؤكد أن العدوان على اليمن حرب إبادة، تمهد لاحتلال الشعب واذلاله.

أطفال فقدوا آباءهم، ونساء فقدن أزواجهن، وأسر بكاملها شردت، وفقدت مصدر قوتها، الصرخة التي تصدر من قلوبهم هي صرخة ألم صامتة، تنتظر من يسمعها ويعطف عليها، ويوقف المجرمين ويجرهم للمحاسبة العادلة.

يقول أحد الجرحى: “كنا في السوق مثل كل يوم نشتري حاجاتنا، وأول شيء جاء الطيران وحلق فوق السوق وعاد وبعدها قصفونا بالمدفعية”.

جريمة سوق الرقو سبقا عدة جرائم على السوق ذاته بغارات العدوان منذ إعلان هجومه على الشعب اليمني اليمن دون مبررات، ومثلها آلاف جرائم الحرب العالقة في ذاكرة اليمنيين والمهاجرين، وكل أحرار العالم.

24 ديسمبر 2019.. شهيد وجريح بقصف مدفعية مرتزقة العدوان للطفولة في الجوف:

في اليوم والعام ذاته كان الأطفال يلعبون دورهم الطبيعي، رعاة أغنام بريئة، كانت مروج الجوف شاهدة على بسماتهم، وأصوات ضحكاتهم تنسجم مع صفير الرياح، وحركة الرمال الانسيابية بلونها المذهب، ولم يكونوا يعلمون أن هذا اليوم سيغير حياتهم وفيه مرتزقة تابعين لعدو سعودي أمريكي غادر يسعى لاغتيال طفولتهم البريئة، ويرتكب جريمته الجديدة بحقهم، وأن الألعاب التي يحملونها ستتحول إلى أدوات حرب لا يليق بها سوى تقديم الحجة والشاهد إلى العالم.

فجأة، هزت المنطقة دوي انفجارات مدوية لقذائف غادرة سقطت من السماء، حاملة معها الموت والدمار، لم يكن الأطفال سوى أهداف سهلة، فصارت أيديهم الصغيرة التي كانت تمسك بالعصي لتوجيه الأغنام، تحتمي برؤوسهم الصغيرة.

طفل بريء، لم يرتكب ذنبًا سوى أنه ولد في أرض اليمن المليئة بالثروات، والعملاء، والأطماع الاستعمارية، استشهد، وطفل آخر، لم يزد على عمر الزهور، أصيب بجروح بالغة، تحولت لحظات من البراءة والمرح إلى صرخات ألم ودموع حارقة.

أين العدالة من كل هذا؟ أين الرحمة من قلوب من يرتكبون مثل هذه الجرائم؟ أطفال الجوف، الذين كانوا يحلمون بمستقبل مشرق، أصبحوا ضحايا عدوان بربري لم يستثني كبير أو صغير طفل أو رجل مدني أو عسكري، والكل أمامه أهداف للإبادة.

مدفعية المنافقين تقصف القرية، وتهدي الأطفال الذين كانوا يرعون الأغنام قذائف فتاكة، رعاة الحرية يقتلون الأطفال.

يقول والد الطفل الشهيد: “أطفالنا يرعون الأغنام، وامهاتهم معهم، استهدفهم مرتزقة العدوان، واصابهم شظايا هاون، ونقول للمرتزقة أن دماء وأرواح، أبناء الناس لن تذهب هدراً وشعبنا ماضي في معركة التحرير الكبرى، مهما كانت التضحيات”.

هذه ليست مجرد أرقام في إحصائيات الحروب، بل هي قصص حياة قُطعت في مقتبل العمر، قصص أطفال، كانوا يحلمون بأن يصبحوا أطباء، مهندسين، أو معلمين، أو مزارعين كأباءهم، ولكن العدوان شاء لهم أن يكونوا شهداء.

ليت العالم يستيقظ على هذه المأساة، ليت الضمير الإنساني يصحو على صرخات الأطفال الأبرياء، لنجعل من قصتهم نداءً عاجلاً لوقف هذه العدوان العبثية، ولإعادة الأمل إلى قلوب أطفال اليمن خاصة والعالم قاطبة.

24 ديسمبر 2021.. مأساة إنسانية في حي الزبيري إثر غارات عدوانية على صنعاء:

وفي اليوم ذاته من العام 2021م، غارات موزعة على حي الزبيري، بأمانة العاصمة صنعاء، الشارع والمنشآت والبيوت، أسلحة أمريكية استهدفت مخبزا خيري، أضرار في مشفى علياء المجاور، دمار كبير في سيارات المواطنين، نزوح معظم سكان الزبيري، ليالي صنعاء صواريخ وتحليق وضحايا وخراب، في جريمة حرب تضاف على سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي، المستهدف للأعيان المدنية والمدنيين، في اليمن.

شهد حي الزبيري بصنعاء ليلة دامية جديدة، حيث استهدف العدوان الأمريكي السعودي، الشارع العام ومخبزًا خيريًا مجاورًا لمستشفى العلياء، وسط حي مكتظ بالسكان.

أسفرت الغارات عن دمار هائل في المنازل والمحلات التجارية، وتسببت في خسائر فادحة في الممتلكات العامة والخاصة، كما تعرضت سيارات المواطنين لأضرار بالغة، ودُمرت البنية التحتية للحي بشكل كبير، لم يسلم مستشفى العلياء من تداعيات الغارات، حيث تعرض لأضرار مادية، مما يهدد بتعطيل الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.

استهداف مخبز خيري يمثل جريمة إضافية في سجل جرائم العدوان، حيث حرم العشرات من أبناء الحي من لقمة العيش، وفاقم من معاناتهم الإنسانية في ظل الحصار والحرب.
دفع القصف العنيف سكان الحي إلى النزوح الجماعي، هربًا من الموت والدمار، تاركين منازلهم وممتلكاتهم، ليعيشوا في خوف ورعب من تكرار هذه الجرائم.

يقول المتضررين: “هذه الأضرار أمام العالم تدلل على أن العدوان الغاشم يهدف لإبادة الشعب اليمني واحتلال أرضه، ولكن نقول له أذا فيه رجولة وشجاعة واجهونا في الجبهات وهناك رجال الرجال، ولن نتراجع عن الصمود في مواجهتهم وأفشال مخططاتهم لو فنينا من الأرض”.

تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، حيث يستهدف المدنيين والبنية التحتية بشكل متعمد، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وكل القيم والشرائع السماوية، وما حدث في حي الزبيري هو جزء من مأساة إنسانية تعيشها اليمن، طوال 9 أعوام، ورسالة واضحة للعالم بأن العدوان مستمر في ارتكاب جرائمه بحق المدنيين الأبرياء.

مقالات مشابهة

  • رامي صبري يثير الجدل بصورة رفقة تامر حسني
  • أول تعليق من رامي صبري عن تعاونه مع تامر حسني فى «ديو غنائي»
  • حدث في مثل هذا اليوم| 106 أعوام على ميلاد السادات و50 عاما علي رحيل المشير أحمد إسماعيل
  • ياسمين صبري تحاول جذب انتباه فنان عالمي.. ومغرّدون: "اتقلي مش كده"
  • فنان شاب يحذر: بياناتي اتسحبت.. الذكاء الاصطناعي بيخترق خصوصيتنا
  • محمد أنور السادات.. 106 أعوام على ميلاد رجل الحرب والسلام
  • 24 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 65 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات سعوديّة أمريكية على اليمن
  • شرطة صنعاء تضبط قاتل أسرة سعوان: امرأة وطفليها ضمن الضحايا
  • قصة حب كندة علوش وعمرو يوسف.. رومانسية 7 أعوام وأكثر
  • انفجاز يهز السفينة الروسية في البحر وفقدان فردين من طاقمها