يعتقد الصحفي الأميركي البارز توماس فريدمان أن الأحداث الأخيرة في أوروبا، متمثلة في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والشرق الأوسط، ممثلة بهجوم السابع من أكتوبر وما تلاه من إعلان إسرائيل الحرب على حماس في قطاع غزة أن هناك فرصة لتحقيق دفعة كبيرة لشرق أوسط جديد أكثر تعددية.

ولكن حتى يتحقق هذا الأمر، يجب أولا أن تفلت أوكرانيا من قبضة روسيا وتنضم في نهاية المطاف إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وثانيا إعادة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل لحل الدولتين مع السلطة الفلسطينية، لتمهيد الطريق للتطبيع بين إسرائيل والسعودية.

ويقول فريدمان، في مقال له نشر في صحيفة نيويورك تايمز، إنه "إذا أمكن لهذه التحولات التكتونية أن تحدث، فإن عالم ما بعد الحرب الباردة لديه فرصة أكبر بكثير للتعامل مع التحديات العالمية الأخرى، مثل تغير المناخ، مقارنة بما لو تم إحباط هذه التحولات".

ويضيف فريدمان "لست في حاجة إلى التحدث بالعربية أو العبرية أو الفارسية أو الروسية أو الأوكرانية لتفهم أن حماس المدعومة من إيران شنت حربها لإحباط التطبيع السعودي الإسرائيلي ومنع طهران من العزلة، وأن فلاديمير بوتين شن حربه للحيلولة دون انضمام أوكرانيا إلى أوروبا وتوسعها".

 ويخلص فريدمان إلى الأمرين اللذين أخبره المسؤولون العسكريون الأميركيون أنهم قلقون بشأنهما:

أولا: إنهم يعتقدون أن الإسرائيليين يريدون الاستيلاء على مدينة غزة فقط، حيث يوجد قلب البنية التحتية العسكرية والبشرية لحماس، ومن ثم استخدام ذلك كنقطة انطلاق لمزيد من الهجمات التكتيكية على قيادة حماس وقاذفات الصواريخ في بقية أنحاء غزة من دون احتلالها بالكامل.

غير أن التقدم العسكري الإسرائيلي يواجه بالفعل تحدياً مشتركاً في حرب المدن: حيث تتوقف في الأزقة ثم تستدعي القوة الجوية لضرب العدو وأي شخص آخر قريب منك، مما يؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.

وفي هذا الصدد، يقول المسؤولون الأميركيون إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتجاهل هذه الاستراتيجية أو تدافع عنها لفترة أطول.

 ثانيا: ما زالت الولايات المتحدة ترى ثغرة هائلة في قلب الاستراتيجية الإسرائيلية: فمن الذي سيحكم غزة إذا ما تم طرد حماس؟ والاحتمال الوحيد المتوقع هو وجود السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية. لكن الطريقة الوحيدة التي سيتمكن بها هؤلاء القادة الفلسطينيون من الاضطلاع بهذا الدور هي إذا سمحت إسرائيل لقدراتهم بالنمو - شريطة أن يقوموا بعملهم معا - وإذا تم النظر إلى إسرائيل على أنها تتقدم بحل الدولتين. لكن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية ملتزمة بضم الضفة الغربية.

لذا يبدو الأمر كما لو أن الجيش الإسرائيلي يعيد احتلال غزة ليسلمها في نهاية المطاف إلى نوع ما من السلطة الفلسطينية الشرعية - في حين يعمل السياسيون والمستوطنون اليمينيون المتطرفون في إسرائيل وقتًا إضافيًا لنزع الشرعية عن تلك السلطة وطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية.

ويخلص فريدمان إلى أن هذا يشكل تناقضا استراتيجيا، وبالتالي فإن إسرائيل تحتاج في واقع الأمر إلى عملية سلام في زمن الحرب مع السلطة الفلسطينية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوكرانيا روسيا حلف الناتو السعودية الحرب الباردة تغير المناخ إيران التطبيع السعودي الإسرائيلي فلاديمير بوتين غزة حرب المدن غزة حماس السلطة الفلسطينية بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي المستوطنون الضفة الغربية عملية سلام أخبار أميركا أخبار إسرائيل أخبار فلسطين أخبار غزة الحرب على غزة بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية أوكرانيا روسيا حلف الناتو السعودية الحرب الباردة تغير المناخ إيران التطبيع السعودي الإسرائيلي فلاديمير بوتين غزة حرب المدن غزة حماس السلطة الفلسطينية بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي المستوطنون الضفة الغربية عملية سلام أخبار أميركا السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

تصفية القضية الفلسطينية .. بيان شديد اللهجة من مصر بشأن قرار إسرائيل ضد الأونروا

أصدرت وزارة الخارجية بيانا شديد اللهجة استنكرت فيه انسحاب إسرائيل من اتفاق المنظمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ما أدى إلى توقف عمله رسميا.

قال بيان الخارجية إن "مصر تدين بأشد العبارات قرار انسحاب إسرائيل من الاتفاق المنظم العمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وتوقف عملها بشكل رسمي".

أكدت مصر على أن هذا القرار المرفوض يعد فصلا جديدا من الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة والممنهجة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنساني ويشكل تطورا خطيرا تستهدف إسرائيل منه تصفية القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين بما في ذلك حق العودة، كما يعد استخفافا مرفوضا بالأمم المتحدة وأجهزتها والمجتمع الدولي.

أشار البيان إلى تأكيد مصر على دعمها لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، كما تجدد تأكيدها على ضرورة التزام المجتمع الدولي بدعم الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بما في ذلك حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم وتكفله حقوق الإنسان ويكفله القانون الدولي.

وتحذر مصر من التداعيات الوخيمة لهذا القرار غير المشروع على المدنيين الفلسطينيين العزل وما قد يترتب عليه من انهيار كامل للعمل الإنساني وللخدمات الحيوية التي تقدمها الوكالة لهم، وتحمل جمهورية مصر العربية الحكومة الاسرائيلية المسئولية الكاملة لتبعات هذا القرار.

 وتعاود مصر التشديد على أن دور وكالة الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، وأن على مجلس الأمن الاضطلاع بدوره لحفظ السلم والأمن الدوليين خاصة مع التقاعس الدولى المؤسف تجاه ما يشهده الشعب الفلسطيني الشقيق من معاناة يومية جراء الحرب الغاشمة التي تشنها إسرائيل. 

وتطالب مصر المجتمع الدولى بضرورة التصدي لتلك الانتهاكات الإسرائيلية التي تسعى إلى تقييد الخدمات التي تخفف من معاناة المدنيين الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • القيادة الرشيدة: سِرُّ استمرارية الحركات وصمودها
  • تصفية القضية الفلسطينية .. بيان شديد اللهجة من مصر بشأن قرار إسرائيل ضد الأونروا
  • حماس تعلن عقد محادثات مع فتح في القاهرة بشأن حرب غزة
  • أول تعليق من السلطة الفلسطينية بعد إعلان إسرائيل قطع علاقتها بـالأونروا
  • "البوابة نيوز" تجري حوارا مع رئيس شبكة قنوات معا الفلسطينية عن أهمية المبادرة المصرية للمصالحة الفلسطينية
  • مصدر فلسطيني: اجتماعات إيجابية بين فتح وحماس بشأن إدارة غزة
  • حوار إيجابي بين فتح وحماس دون اقتراحات بشأن غزة
  • ماذا لو نجحت "صفقة الممر الآمن" وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟
  • حزب الجيل: لجنة الإسناد الفلسطينية قد تجبر إسرائيل على السلام وإنهاء الحرب
  • مصر تستضيف محادثات بين حركتي فتح وحماس بشأن غزة