ما حجم الضرر الذي يمكن أن تلحقه صواريخ إيران بإسرائيل؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
مع احتدام الصراع بين إسرائيل وحماس، هددت جهات فاعلة إقليمية، لا سيما إيران، بالتدخل، وهي تحاول من خلال تصريحاتها وأفعال وكلائها، تقليص ثني الحكومة الإسرائيلية عن عملية موسعة في غزة ومنع الولايات المتحدة من تقديم المزيد من المعونات المادية.
تمتلك إيران ما لا يقل عن أربعة صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل
وتتواصل التوترات نتيجة هجمات حزب الله على شمال إسرائيل ومن خلال الضربات التي يتم شنها على المواقع الأمريكية في سوريا.
وفي حالة اندلاع صراع إقليمي، فسوف تحد الجغرافيا من قدرة إيران على تقديم الدعم المادي لحلفائها كما على شن هجمات صاروخية ضد إسرائيل.
لكن ما حجم الضرر الذي يمكن أن تلحقه الصواريخ الإيرانية بإسرائيل في حالة الحرب؟ تتساءل مايا كارلين، محررة أولى في 19FortyFive، ومحللة في مركز السياسة الأمنية، في تحليل بموقع "1945" الأمريكي الترسانة الصاروخية الإيرانية
تعتبر الترسانة الصاروخية الإيرانية مثار إعجاب نسبياً نظراً لصغر حجم الاقتصاد الإيراني. فوفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تمتلك إيران "الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط، مع آلاف من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، والتي يستطيع بعضها ضرب مناطق بعيدة تصل إلى إسرائيل وجنوب شرق أوروبا".
As the conflict between Israel and Hamas continues to heat up, regional actors, especially Iran, have threatened to intervene.
But how much damage could Iran’s missiles do to Israel in a war?https://t.co/lOc55P3DBA
والكثير من هذه الصواريخ عبارة عن صواريخ بالستية قصيرة المدى يتراوح مداها بين 300 و 1000 كيلومتر، وبهذا لا تستطيع الوصول إلى إسرائيل. لكن إيران تمتلك ما يكفي من الصواريخ البالستية متوسطة المدى وصواريخ كروز الهجومية الأرضية التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر لتشكل بذلك تهديداً حقيقياً للدولة العبرية.
فإبان الحرب الإيرانية العراقية، بدأ الحرس الثوري الإيراني يحصل على صواريخ سكود وينشرها لمواجهة الهجمات بصواريخ سكود العراقية. وأثناء حربها مع جارتها، أقامت إيران علاقات مع بلدان عديدة، أبرزها كوريا الشمالية، لمواصلة تطوير الصواريخ. وفي التسعينيات، ساعدت بيونغ يانغ على تطوير الصاروخ الذي أطلقت عليه إيران اسم شهاب 3، وهو صاروخ قادر على حمل رؤوس نووية أرسى الأساس للعديد من التصاميم الإيرانية الحديثة.
واليوم تمتلك إيران ما لا يقل عن أربعة صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل، وهي سجيل 2 وخرمشهر وقدر وعماد، وتصدّر عدداً من صواريخها قصيرة المدى إلى وكلائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وقد حاول الحوثيون في اليمن بالفعل مهاجمة إسرائيل، بعتاد إيراني على الأرجح. وهذا كله يعني أن هناك الكثير من الصواريخ موجهة نحو إسرائيل، التي تمتلك عدة أسلحة دفاعية قوية لمواجهة هذا التهديد.
أفضل دفاع تمتلكه إسرائيل ضد الصواريخ هو نظام القبة الحديدية الذي دخل الخدمة سنة 2007. وكما هو الحال مع أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، يتكون هذا النظام من عدة أجزاء مختلفة، وهي وحدة الاكتشاف والتتبع، ونظام إدارة المعركة والتحكم في الأسلحة، ووحدة إطلاق الصواريخ.
Iran’s ballistic missile capabilities are a growing threat to Europe: https://t.co/aj9zDkhgw6
— FDD (@FDD) July 8, 2023
شهدت بطاريات القبة الحديدية منذ إطلاقها نجاحاً واسع النطاق ضد صواريخ القسام التي أطلقتها حماس من غزة. وعلى الرغم من أن نظام القبة الحديدية قادر على الدفاع عن إسرائيل ضد التهديدات القريبة من غزة أو لبنان أو سوريا، إلا أنه أقل نفعاً ضد الصواريخ البالستية التي يتم إطلاقها من إيران. ولهذا الغرض، تستخدم إسرائيل نظام آرو.
والواقع أن تاريخ تطوير آرو يعود إلى ما قبل القبة الحديدية، الذي بدأ في 1986، حيث أراد جيش الدفاع الإسرائيلي استبدال نظام أفضل في استهداف الصواريخ البالستية بنظام باتريوت الأمريكي الصنع. وبعد فترة طويلة من التطوير، تم نشر الصاروخ أرو في عام 2000، حيث أسقط في 1 نوفمبر (تشرين الأول) الجاري صاروخاً أطلقه المتمردون الحوثيون، وذلك في أول اعتراض ناجح لسلاح أرض-أرض. ويوحي هذا النجاح بأنه ندّ لترسانة الصواريخ الإيرانية. وقد يأتي الخطر في حالة التغلب عليه بوابل كبير من الصواريخ.
كما تقول العبارة الشهيرة: الهجوم الجيد أحياناً أفضل وسيلة للدفاع. والتكلفة العالية لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، إلى جانب حجم الترسانة الإيرانية، معناها أن أفضل فرصة أمام إسرائيل لمواجهة التهديد ربما تكون توجيه ضربات إلى إيران. وعلى الرغم من أن إسرائيل نفسها لا تمتلك ترسانة صاروخية كبيرة، إلا أنها شنت غارات جوية ناجحة على جيرانها من قبل، كما حدث مع قصف المفاعل النووي العراقي سنة 1981.
Yemen's Iran-backed Houthis officially entered the Israel-Hamas war, declaring they fired drones and missiles at Israel in attacks that cement world powers' fears of the conflict widening into more countries https://t.co/D2GzWzRm2Y pic.twitter.com/w5RT5GTSiB
— Reuters (@Reuters) November 1, 2023
وأوضحت الكاتبة أن هناك عوامل عديدة ستعقّد مثل هذه الخطوة من قِبل إسرائيل، وأبرزها المسافة التي يتعين على طائراتها اجتيازها. فالمسافة من إسرائيل إلى الحدود مع إيران تبلغ 1100 ميل وتمتد فوق المجالات الجوية لسوريا أو العراق أو الأردن أو المملكة العربية السعودية، التي لن يكون أي منها مسروراً باحتمال عبور مهمة هجومية إسرائيلية لأجوائها. أضف إلى ذلك أن أي صراع بين إيران وإسرائيل سيجعل القوات الإيرانية في حالة تأهب قصوى.
وقد نجحت المهمة التي نُفذت في العراق لأنها كانت شبه سرية، أما اليوم فإن التغطية الرادارية الحديثة والحاجة إلى مهاجمة مواقع صاروخية متعددة ستصعّب مثل هذه المهمة. ولو شعرت إسرائيل بضرورة ضرب إيران، فربما تدعو حلفاءها، وخاصة الولايات المتحدة، إلى القيام بهذه المهمة. وعندئذ ستكون الطائرات التي تنطلق عن متن حاملات الطائرات في الخليج العربي في وضع أفضل بكثير من الطائرات القادمة من إسرائيل لضرب الصواريخ الإيرانية. ومع ذلك فالتداعيات الجيوسياسية لمثل هذا العمل ستكون عميقة بشكل لا يصدقه عقل.
ولو حدث الأسوأ وانخرطت إيران بنشاط في الصراع، فالمحتمل أن تحدث معاناة كبيرة. وعلى الرغم من امتلاك إسرائيل نظاماً متطوراً للدفاع الصاروخي، إلا أنها قد تغلبها الأعداد الهائلة وقد تجد صعوبة في الاستجابة.
في نهاية المطاف، إذا تعرضت إسرائيل للتهديد والهجوم بدرجة كافية، فقد تستخدم ضد إيران ورقتها الرابحة النهائية، وهي الأسلحة النووية، وفق الكاتبة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الصواریخ البالستیة القبة الحدیدیة إلى إسرائیل من الصواریخ فی حالة
إقرأ أيضاً:
الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
أعلن الأمن العام اللبناني الأحد توقيف مشتبه بهم بعد يومين من إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، والذي ردت عليه الأخيرة بقصف عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت في التصعيد الأخطر منذ إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
وأورد بيان صادر عن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام اللبناني أن المديرية أوقفت -بإشراف القضاء المختص- عددا من المشتبه بهم في إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وبدأت الجهات المعنية التحقيقات معهم لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماكرون يهاتف نتنياهو ويوجّه له طلبا بشأن غزة ولبنانlist 2 of 4حزب الله يؤكد أنه "لا يمكن أن يقبل" أن تواصل إسرائيل استباحة لبنانlist 3 of 4لماذا صعدت إسرائيل ضد لبنان ومن تستهدف؟list 4 of 4واشنطن تدعم إسرائيل بعد قصفها الضاحية وتطالب بنزع سلاح حزب اللهend of listوأفاد البيان بأن المديرية العام للأمن العام كثّفت عملياتها الاستخبارية لكشف المتورطين في أعمال إطلاق صواريخ نحو إسرائيل.
وذلك "في إطار متابعة الأوضاع الأمنية والحفاظ على الاستقرار، "لا سيما في ضوء الأحداث الأخيرة التي شهدها الجنوب اللبناني، والتي شملت إطلاق صواريخ مجهولة المصدر في تاريخي 22 و28 مارس/آذار".
ويأتي هذ البيان بعد يومين من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق قذيفتين صاروخيتين من لبنان تجاه إسرائيل، في واقعة نفى حزب الله مسؤوليته عنها. وعقب ذلك، سارعت إسرائيل بشن غارات جوية على بلدات في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 20 آخرين.
إعلانوأعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون فتح تحقيق، وقال إن "كل شيء يشير" إلى أن "حزب الله ليس مسؤولا" عن إطلاق الصواريخ أخيرا نحو إسرائيل، كما نفى حزب الله "أي علاقة" له بإطلاق الصاروخين على إسرائيل، وطالب أمينه العام نعيم قاسم السبت بوضع حد لـ"عدوان" اسرائيل.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني حدا للحرب بين حزب الله واسرائيل استمرّت أكثر من عام. إلا أن إسرائيل واصلت شنّ غارات في لبنان حيث تقصف ما تقول إنها أهداف عسكرية لحزب الله تنتهك الاتفاق.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان.