مع احتدام الصراع بين إسرائيل وحماس، هددت جهات فاعلة إقليمية، لا سيما إيران، بالتدخل، وهي تحاول من خلال تصريحاتها وأفعال وكلائها، تقليص ثني الحكومة الإسرائيلية عن عملية موسعة في غزة ومنع الولايات المتحدة من تقديم المزيد من المعونات المادية.

تمتلك إيران ما لا يقل عن أربعة صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل




وتتواصل التوترات نتيجة هجمات حزب الله على شمال إسرائيل ومن خلال الضربات التي يتم شنها على المواقع الأمريكية في سوريا.

وفي حالة اندلاع صراع إقليمي، فسوف تحد الجغرافيا من قدرة إيران على تقديم الدعم المادي لحلفائها كما  على شن هجمات صاروخية ضد إسرائيل.
لكن ما حجم الضرر الذي يمكن أن تلحقه الصواريخ الإيرانية بإسرائيل في حالة الحرب؟ تتساءل مايا كارلين، محررة أولى في 19FortyFive، ومحللة في مركز السياسة الأمنية، في تحليل بموقع "1945" الأمريكي الترسانة الصاروخية الإيرانية

تعتبر الترسانة الصاروخية الإيرانية مثار إعجاب نسبياً نظراً لصغر حجم الاقتصاد الإيراني. فوفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تمتلك إيران "الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط، مع آلاف من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، والتي يستطيع بعضها ضرب مناطق بعيدة تصل إلى إسرائيل وجنوب شرق أوروبا".

 

As the conflict between Israel and Hamas continues to heat up, regional actors, especially Iran, have threatened to intervene.

But how much damage could Iran’s missiles do to Israel in a war?https://t.co/lOc55P3DBA

— Center for Security Policy (@securefreedom) November 2, 2023


والكثير من هذه الصواريخ عبارة عن صواريخ بالستية قصيرة المدى يتراوح مداها بين 300 و 1000 كيلومتر، وبهذا لا تستطيع الوصول إلى إسرائيل. لكن إيران تمتلك ما يكفي من الصواريخ البالستية متوسطة المدى وصواريخ كروز الهجومية الأرضية التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر لتشكل بذلك تهديداً حقيقياً للدولة العبرية.
فإبان الحرب الإيرانية العراقية، بدأ الحرس الثوري الإيراني يحصل على صواريخ سكود وينشرها لمواجهة الهجمات بصواريخ سكود العراقية. وأثناء حربها مع جارتها، أقامت إيران علاقات مع بلدان عديدة، أبرزها كوريا الشمالية، لمواصلة تطوير الصواريخ. وفي التسعينيات، ساعدت بيونغ يانغ على تطوير الصاروخ الذي أطلقت عليه إيران اسم شهاب 3، وهو صاروخ قادر على حمل رؤوس نووية أرسى الأساس للعديد من التصاميم الإيرانية الحديثة.
واليوم تمتلك إيران ما لا يقل عن أربعة صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل، وهي سجيل 2 وخرمشهر وقدر وعماد، وتصدّر عدداً من صواريخها قصيرة المدى إلى وكلائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وقد حاول الحوثيون في اليمن بالفعل مهاجمة إسرائيل، بعتاد إيراني على الأرجح. وهذا كله يعني أن هناك الكثير من الصواريخ موجهة نحو إسرائيل، التي تمتلك عدة أسلحة دفاعية قوية لمواجهة هذا التهديد.

التعريف بالقبة الحديدية الإسرائيلية

أفضل دفاع تمتلكه إسرائيل ضد الصواريخ هو نظام القبة الحديدية الذي دخل الخدمة سنة 2007. وكما هو الحال مع أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، يتكون هذا النظام من عدة أجزاء مختلفة، وهي وحدة الاكتشاف والتتبع، ونظام إدارة المعركة والتحكم في الأسلحة، ووحدة إطلاق الصواريخ.

 

Iran’s ballistic missile capabilities are a growing threat to Europe: https://t.co/aj9zDkhgw6

— FDD (@FDD) July 8, 2023


شهدت بطاريات القبة الحديدية منذ إطلاقها نجاحاً واسع النطاق ضد صواريخ القسام التي أطلقتها حماس من غزة. وعلى الرغم من أن نظام القبة الحديدية قادر على الدفاع عن إسرائيل ضد التهديدات القريبة من غزة أو لبنان أو سوريا، إلا أنه أقل نفعاً ضد الصواريخ البالستية التي يتم إطلاقها من إيران. ولهذا الغرض، تستخدم إسرائيل نظام آرو.
والواقع أن تاريخ تطوير آرو يعود إلى ما قبل القبة الحديدية، الذي بدأ في 1986، حيث أراد جيش الدفاع الإسرائيلي استبدال نظام أفضل في استهداف الصواريخ البالستية بنظام باتريوت الأمريكي الصنع. وبعد فترة طويلة من التطوير، تم نشر الصاروخ أرو في عام 2000، حيث أسقط في 1 نوفمبر (تشرين الأول) الجاري صاروخاً أطلقه المتمردون الحوثيون، وذلك في أول اعتراض ناجح لسلاح أرض-أرض. ويوحي هذا النجاح بأنه ندّ لترسانة الصواريخ الإيرانية. وقد يأتي الخطر في حالة التغلب عليه بوابل كبير من الصواريخ.

القدرات الهجومية الرئيسية

كما تقول العبارة الشهيرة: الهجوم الجيد أحياناً أفضل وسيلة للدفاع. والتكلفة العالية لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، إلى جانب حجم الترسانة الإيرانية، معناها أن أفضل فرصة أمام إسرائيل لمواجهة التهديد ربما تكون توجيه ضربات إلى إيران. وعلى الرغم من أن إسرائيل نفسها لا تمتلك ترسانة صاروخية كبيرة، إلا أنها شنت غارات جوية ناجحة على جيرانها من قبل، كما حدث مع قصف المفاعل النووي العراقي سنة 1981.

 

Yemen's Iran-backed Houthis officially entered the Israel-Hamas war, declaring they fired drones and missiles at Israel in attacks that cement world powers' fears of the conflict widening into more countries https://t.co/D2GzWzRm2Y pic.twitter.com/w5RT5GTSiB

— Reuters (@Reuters) November 1, 2023


وأوضحت الكاتبة أن هناك عوامل عديدة ستعقّد مثل هذه الخطوة من قِبل إسرائيل، وأبرزها المسافة التي يتعين على طائراتها اجتيازها. فالمسافة من إسرائيل إلى الحدود مع إيران تبلغ 1100 ميل وتمتد فوق المجالات الجوية لسوريا أو العراق أو الأردن أو المملكة العربية السعودية، التي لن يكون أي منها مسروراً باحتمال عبور مهمة هجومية إسرائيلية لأجوائها. أضف إلى ذلك أن أي صراع بين إيران وإسرائيل سيجعل القوات الإيرانية في حالة تأهب قصوى.
وقد نجحت المهمة التي نُفذت في العراق لأنها كانت شبه سرية، أما اليوم فإن التغطية الرادارية الحديثة والحاجة إلى مهاجمة مواقع صاروخية متعددة ستصعّب مثل هذه المهمة. ولو شعرت إسرائيل بضرورة ضرب إيران، فربما تدعو حلفاءها، وخاصة الولايات المتحدة، إلى القيام بهذه المهمة. وعندئذ ستكون الطائرات التي تنطلق عن متن حاملات الطائرات في الخليج العربي في وضع أفضل بكثير من الطائرات القادمة من إسرائيل لضرب الصواريخ الإيرانية. ومع ذلك فالتداعيات الجيوسياسية لمثل هذا العمل ستكون عميقة بشكل لا يصدقه عقل.

أسوأ السيناريوهات؟

ولو حدث الأسوأ وانخرطت إيران بنشاط في الصراع، فالمحتمل أن تحدث معاناة كبيرة. وعلى الرغم من امتلاك إسرائيل نظاماً متطوراً للدفاع الصاروخي، إلا أنها قد تغلبها الأعداد الهائلة وقد تجد صعوبة في الاستجابة.
في نهاية المطاف، إذا تعرضت إسرائيل للتهديد والهجوم بدرجة كافية، فقد تستخدم ضد إيران ورقتها الرابحة النهائية، وهي الأسلحة النووية، وفق الكاتبة.


 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الصواریخ البالستیة القبة الحدیدیة إلى إسرائیل من الصواریخ فی حالة

إقرأ أيضاً:

انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، “إن إسرائيل ستجعل حركة حماس تدفع ثمن عدم تسليم جثمان المحتجزة شيري بيباس كما هو متفق عليه”.

واتهم نتانياهو حماس بارتكاب انتهاك “وحشي” للهدنة بعدم إعادتها جثة شيري بيباس.

وأضاف في بيان مصور “سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه بعد استكمال عمليات الفحص والتشخيص، تبين أن إحدى الجثث التي سلمتها “حماس” لا تلائم أي أسير إسرائيلي، مشددا على أن الجثة مجهولة الهوية واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وقال الجيش في بيان: “بعد استكمال عملية التشخيص في المركز الوطني للطب العدلي بتعاون مع شرطة إسرائيل أبلغ مندوبو جيش الدفاع عائلة بيباس انه تم تشخيص أعزائهم الطفليْن أريئل وكفير بيباس”.

وأضاف: “وفق تقييم الجهات المعنية المختصة وبناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة والمؤشرات من عملية التشخيص فقد تم قتل أريئل وكفير بيباس بوحشية داخل الأسر في شهر نوفمبر من العام 2023 من قبل الإرهابيين الفلسطينيين”.

وأشار الجيش إلى أنه “خلال عملية التشخيص تبين أن الجثة الأخرى التي تم تسليمها لا تعود لشيري بيباس ولا تلائم أي مختطف أو مختطفة آخرين. الحديث عن جثة مجهولة الهوية دون تشخيص”.

وشدد الجيش الإسرائيلي على أن هذا “خرق فاضح لحماس التي التزمت وفق الاتفاق بإعادة أربعة مختطفين.. نطالب حماس بإعادة شيري بيباس مع جميع المخطوفين”.

واختتم الجيش بيانه قائلا: “نشارك عائلة بيباس حزنها العميق في هذه الساعة العصيبة وسنواصل الجهود لإعادة شيري وجميع المختطفين في أسرع وقت”.

وسلمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس الخميس، جثث 4 أسرى إسرائيليين تعود 3 منها لعائلة بيباس (أم وطفليها) كانوا بحوزة “كتائب المجاهدين” في حين كان أسير رابع بحوزة حركة “الجهاد الإسلامي”.

وذكرت قناة (كان) أن “حماس نقلت الرهائن القتلى في نعوش مقفلة وكان معها مفاتيح لا تناسبها”، كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن السلطات في تل أبيب عثرت على مواد دعائية لحماس في التوابيت.

بدوره، أصدر مسؤول أميركي بارز تحذيرا شديد اللهجة لحماس، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحركة أطلقت سراح “جثة مجهولة الهوية”، وليست جثة رهينة إسرائيلية.

وفي حديثه لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، وصف مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن آدم بوهلر، ما اعتبره “قرار حماس بإطلاق سراح الجثة مجهولة الهوية”، بأنه “مروع وانتهاك واضح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

وقال بوهلر: “لو كنت مكانهم لأطلقت سراح الجميع، وإلا فسوف يواجهون الإبادة الكاملة”.

ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.

انفجار 3 حافلات في عدة مواقع يهز تل أبيب
انفجرت 3 حافلات مساء الخميس في مواقف ومواقع مختلفة بمدينة بات يام جنوب مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، وأعلنت الشرطة الاشتباه بعملية والبحث عن مشتبه به.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الشاباك يحقق في اشتباه زرع عبوات ناسفة بحافلات، ما أدى إلى انفجارها، فيما أفادت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان 11” باشتباه وجود عبوتين ناسفتين أخريين دون انفجارهما.

وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى تعزز التقديرات بأن الانفجارات كانت محاولة لتنفيذ عملية، حسبما نقل عنها موقع “هآرتس”، وأفيد بأن حركة القطار الخفيف توقفت بشكل كامل في منطقة بات يام على خلفية انفجار الحافلات.

وأوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنه يستدل من التقديرات الأولية لانفجار الحافلات بأن اتجاه التحقيق يشير إلى محاولة لتنفيذ عملية، فيما جرى إيعاز جميع السائقين بمنطقة تل أبيب بتفقد حافلاتهم.

وجاء عن بلدية بات يام أن “انفجارين وقعا بحافلتين بينما كانتا في موقفي حافلات بالمدينة من دون وجود مسافرين على متنهما، ولم تقع إصابات في الحدثين”.

وأشارت إلى أن “تفاصيل الحدثين غير واضحة حتى الآن، وتجري عمليات بحث واتخاذ وسائل الحذر في هذه المرحلة من أجل التأكد من عدم وجود أي خطر آخر”.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان الاشتباه بعملية على خلفية انفجار عدد من الحافلات، فيما وصلت قوات كبيرة إلى المواقع وشرعت بالبحث عن مشتبه بهم، وباشرت فرق المتفجرات بفحص الأغراض المشبوهة بالمنطقة، حسبما جاء في بيان لها.

مقالات مشابهة

  • مجدداً..هل تستعد إسرائيل لضرب نووي إيران؟
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • إيران.. نجاح عمليتين لإطلاق صواريخ طوربيد من الغواصة “فاتح” والمروحية SH
  • إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟
  • إيران تتوعد إسرائيل بالوعد الصادق 3.. الحرس الثوري يهدد بتدمير دولة الاحتلال
  • روبيو: إيران لن تمتلك أسلحة نووية في عهد ترامب
  • إيران.. خامنئي يوجه بزيادة مدى الصواريخ وفعاليتها
  • إيران: سنسوي إسرائيل بالأرض..هل اقتربت عملية الوعد الصادق3؟
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة