لاجئات يمنيات يمتهن صناعة الحلويات والكعك لإعالة أسرهن
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
تقرير- وليد عبد الواسع:
حين ساءت أمامها الظروف المعيشية، وزادت تعقيداً، لم تجد "أم وهب" وسيلة لمواجهة متطلبات المعيشة في جمهورية مصر العربية، سوى اللجوء إلى صناعة بعض المأكولات والحلويات اليمنية في المنزل وبيعها لعملاء استهدفتهم عبر صفحة أنشأتها في "فيس بوك"..
الظروف الصعبة، التي تعيشها بعض اللاجئات اليمنيات في بلد تعد فيه الحصول على فرصة عمل مضنية وشاقة، أدت إلى صعوبة تأمين أساسيات الحياة لكثير من العائلات اليمنية المتواجدة في مصر.
للحرب في اليمن مشاهد يطالعها المهتم يوميا عبر شاشات التلفزة، ولكن أحد هذه المشاهد يتوارى بعيدا عن الشاشات، رغم ما يزخر به من آيات كفاح عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين اليمنيين فى مصر.
مطلع العام 2020، قدِمت «أم وهب» إلى جمهورية مصر العربية، لاحقة بزوجها الذي كان يتلقى العلاج في القاهرة.
في حديثها تفيد «أم وهب» أنها بعد أشهر من لحاقها بزوجها ساءت ظروفهم المعيشية، وتقطّعت بهم السُّبل، لكنها لم تستسلم.
تقول: «أمام هذه الظروف القاسية وجدت أنها فرصة لممارسة هوايتي في صناعة الكعك والحلويات، ومن جانب الوقوف إلى جانب زوجي، الذي كان يمر بظروف صحية تحول دون الحصول على فرصة عمل تحفظ لنا كرامتنا».
وتشير إلى أنها بدأت في صناعة أنواع الكعك اليمنية، وبنت الصحن، وبيعها لعملاء من أبناء الجالية اليمنية في العاصمة المصرية عبر صفحة أنشأتها في "فيس" بوك.
«خلال أشهر حققت مبيعات لا بأس بها، غطت مصاريفنا أنا وزوجي، وكسبت عملاء كانوا يطلبون الكعك، وبنت الصحن والذمول»، تضيف «أم وهب».
لكنها تتأسف لعدم استمرارها في مشروعها؛ بسبب ارتفاع الأسعار، وعدم توفر الدعم الكافي، الذي حال دون تحقيق حلمها بمشروع صناعة الحلويات.
- فرص عمل
تزداد الأمور صعوبة على آلاف النساء اللاتي يكافحن من أجل تغطية نفقاتهن وإعالة أسرهن؛ بسبب نقص فرص العمل وشحة الرواتب، ما دعا الكثير من النساء إلى الاعتماد على أنفسهن، والتفكير بجدية في فتح مشاريع صغيرة تدار من المنازل.
في حديثها تؤكد الناشطة المجتمعية، قبول العبسي، أنه في ظل الظروف المعيشية الصعبة لجأت كثير من النساء إلى خلق فرص عمل تساعدهن على ظروف الحياة الصعبة من خلال مشاريع صغيرة من داخل منازلهن..
بالنسبة للعديد من النساء، فإن ممارسة أنشطة تجارية من المنزل تعد الأفضل؛ لأنها لا تتطلب منهن الالتزام بالذهاب إلى مكان العمل بشكل منتظم، وتمنحهن أريحية العمل من داخل المنزل.
- مشاريع مؤقتة
تشير الدراسات إلى أن التجارة المنزلية تعد أحد أبرز الأعمال الشخصية ذات الأثر الكبير، التي تقوم بها المرأة اليمنية، كواحدة من إفرازات الحرب.
يفيد الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي، نجيب العدوفي، بأن هذه الأعمال عادة ما تعرف بالأنشطة الاقتصادية المؤقتة.
وبحسب الدراسات، هذا النوع من الأعمال أصبح أساسيا لكثير من السيدات المهاجرات واللاجئات، حتى أصبح كثير من المطاعم اليمنية تعتمد على رائدات المطبخ في المنازل، ممن يطبخن الوجبات للمطاعم، والمدارس، وغيرها.
يقول العدوفي إن عددا من اليمنيات تلجأ إليها في المهجر لتحسين ظروفهن المعيشية، خاصة في ظل صعوبة الحصول على فرص عمل خارج اليمن، كما أن أغلب اليمنيات يواجهن صعوبة الحصول على عمل، إما لعدم حصولهن على شهادات جامعية، وإن حصلن فهن لا يملكن الخبرة في مجال تخصصهن، فضلا عن احتياجات سوق العمل كالإلمام بالحاسوب واللغة الإنجليزية، وهذه من التحديات أيضا.
ويضيف: "بالنسبة لليمنيات في مصر، فإن الحصول على فرصة عمل مستحيلة للغاية، خاصة أن البلاد تعاني من البطالة، وشحة فرص العمل".
ويرى العدوفي أن "اللجوء إلى صناعة المأكولات في المنازل، وبيعها في السوق، تعتبر وسيلة لمواجهة متطلبات المعيشة في بلد المهجر، وتلجأ إليها بعض اليمنيات؛ كونها غير مكلفة، مقارنة بإقامة مشروع للبيع المباشر للزبائن، وتقتصر على البيع من المنزل، ولعملاء محددين".
- مناسبات لزيادة الربح
تجد صاحبات هذه الأنشطة من المواسم والأعياد فرصة لزيادة مبيعاتهن، وتحسين مستوى دخلهن.
"أ. ه" تفيد بأن موسم المدارس يزيد من حجم الطلبات عليها بنسبة 200%، مقارنة بأيام الإجازات المدرسية.
وتقول"إن كثيرا من الأسر اليمنية ميسورة الحال تتعاقد معها لتوفير كميات من المخبوزات والكعك والكيك، وتعدها كوجبات مخصصة لأبنائها الطلاب يحملونها معهم إلى المدارس كوجبة آمنة ومفضلة عن أطعمة الشوارع.
كما تستغل النساء اللواتي يعملن في صناعة الحلويات عيدي الفطر والأضحى وغيرهما من المناسبات في الترويج لمنتجاتهن، والتسويق لها بشكل أكبر، بحكم أن الأسر اليمنية في مصر تواظب على عاداتها وتقاليدها في جعل مثل هذه المناسبات فرصة لجعل مائدة العيد متنوعه بالحلويات - حد تعبير «أم وهب»، التي دشنت مشروعها قبيل أيام عيد الفطر المبارك لإنتاج وتوزيع الحلويات وكعك العيد وبنت الصحن.
- أنشطة تسويقية
تشارك المبادرات اليمنية في فعاليات خاصة بتعليم الطهى في الأيام الخاصة بالمهاجرين، أو الفاعليات الخاصة بالجالية اليمنية.
توضح الناشطة المجتمعية، قبول العبسي، أن العديد من المبادرات في مصر عملت في تمكين النساء من خلال تقديم تدريبات متخصصة في مجالات مختلفة، مثل الخياطة والكوافير والنقش والكوروشية وإعداد الوجبات.
تقول "إن المبادرات علمت على تقديم الدعم النفسي وجلسات في بناء القدرات والتسويق، لمساعدة هؤلاء النساء في إنجاح مشاريعهن، والاستمرار فيها".
وتشهد العاصمة المصرية القاهرة، بين الحين والآخر، فعاليات وبازارات تقيمها نساء بمجهودات شخصية لعرض منتجاتهن المتنوعة.
تمتنع كثير من النساء الحديث لوسائل الإعلام عن مشاريعهن هذه، حتى إن كان في ذلك مردود مادي سيعود عليهن من حيث الترويج والتعريف بمنتجاتهن.
وتعزو البعض الامتناع عن الحديث إلى خصوصيات أسرهن المحافظة، وأن ذلك قد يسبب لهن مشاكل.
وتعتمد النساء في عرض والترويج لمنتجاتهن على صفحات "فيس بوك" ومجموعات "واتس" الخاصة بالجالية اليمنية في مصر.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الحصول على فرص الیمنیة فی من النساء فی مصر
إقرأ أيضاً:
حكم طواف الإفاضة للحائض.. دار الإفتاء ترشد النساء للحل الشرعي
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم طواف الإفاضة للحائض؟ فهناك امرأةٌ ذهبت لأداء فريضة الحج، وداهمها الحيض قبل طواف الإفاضة، واقترَب موعد السفر مِن مكة المكرمة، بحيث لا تتمكن مِن الانتظار حتى تَطْهُر، فطافَت وعادت إلى بلدها، وتسأل: هل حجُّها صحيح شرعًا؟ وهل عليها شيء؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن المقرر بإجماع العلماء أنَّ الحيض لا يمنع أيَّ عملٍ مِن أعمال الحج سوى الطواف على خلافٍ فيه، ومن ثَمَّ فإذا حاضت المرأة أثناء الحج، ولم يمكنها الانتظار حتى تطهر؛ لعذر من الأعذار التي لا مناص منها، فالأحوط لها.
وذكرت دار الإفتاء أن الذي يقتضيه يُسْرُ الشريعة، أن تُقَلِّدَ الحنفية في القول بصحة طواف الحائض، وهو الذي قرَّره بعض فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة وما عليه العمل والفتوى، ولا إثم عليها؛ لأنها معذورة بما لا يد لها فيه ولا اختيار.
وتابعت دار الإفتاء: ويستحبُّ لها أن تذبح بدنة؛ خروجًا من خلاف مَن أوجبها مِن الحنفية، وإلَّا فلتذبح شاة، كما هو عند الحنابلة في رواية، فإن شق عليها ذلك فلا حرج عليها ألَّا تذبح أصلًا؛ أخذًا بما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وجماعة من السلف، واختاره مَن قال مِن الفقهاء بأن الطهارة للطواف سُنَّةٌ، أو هي واجبةٌ تسقط المؤاخذة بها عند العذر، وهو رواية عن الإمام أحمد أفتى بها جمعٌ مِن علماء مذهبه.
وأجمَعَ الفقهاءُ على أنَّ الحيض لا يَمنع شيئًا مِن أعمال الحج والعمرة إلا الطواف حول الكعبة؛ لحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قَدِمْتُ مكةَ وأنا حائضٌ، ولَم أَطُفْ بالبيت ولا بين الصفا والمروة، فشَكَوْتُ ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطَّهَّرِي» أخرجه الشيخان.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «النُّفَسَاءُ وَالْحَائِضُ إِذَا أَتَتَا عَلَى الْوَقْتِ: تَغْتَسِلَانِ وَتُحْرِمَانِ، وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود في "السنن"، والترمذي في "الجامع" وحسَّنه، والبغوي في "السنن" واللفظ له.