لقد كان الاحتلال الإسرائيلي للآراضي الفلسطينية مصدرا للتوتر والعنف الدائمين لعقود من الزمن. وإحدى القضايا المثيرة للجدل في هذا الشأن هي وضع المعتقلين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس حاليا. ويرى البعض أنه ينبغي وصف هؤلاء الأفراد بأنهم "أسرى حرب" وليس "رهائن" بسبب الطبيعة المعقدة للاحتلال الإسرائيلي ووضع حماس الذي أعلنته بنفسها كحركة مقاومة.

 

وفي تقرير يبرهن صدى البلد الإخباري أن المعتقلين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس ليسوا رهائن كما تصفهم وسائل الإعلام العبرية والغربية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بل أسرى حرب، مع الأخذ في الاعتبار الاحتلال الإسرائيلي ودور حماس كحركة مقاومة.

الاحتلال الإسرائيلي

ويدور جانب رئيسي من هذا النقاش حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ومن المعترف به على نطاق واسع أن الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة هو قضية خلافية بموجب القانون الدولي.

ودعت العديد من قرارات الأمم المتحدة، مثل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من هذه الأراضي. وقد أدى هذا الاحتلال إلى صراع طويل الأمد، وهو في قلب قضية الآسري لدى حماس.

وبموجب القانون الدولي، فإن الأفراد الذين يتم أسرهم أثناء نزاع مسلح بين دولة وطرف غير حكومي في الأراضي المحتلة غالباً ما يتم تصنيفهم على أنهم "أسرى حرب". 

وتعترف هذه الوضعية بالظروف الفريدة للاحتلال، لأنه يحدث في الأراضي التي تسيطر عليها قوة أجنبية، في هذه الحالة، إسرائيل. ونتيجة لذلك، فإن وصف المعتقلين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس بأنهم أسرى حرب يتوافق مع إطار القانون الإنساني الدولي، المصمم لمعالجة مثل هذه المواقف.

حماس كحركة مقاومة

ومن ناحية أخرى، تصف حماس نفسها بأنها حركة مقاومة. وفي حين أنه من المهم أن نلاحظ أن العديد من الدول والمنظمات قد صنفت حماس كمنظمة إرهابية. وظهرت حماس في سياق النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتركزت أنشطتها في المقام الأول على مقاومة السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

تأسست حركة حماس، وهي اختصار لحركة المقاومة الإسلامية، على يد الشيخ أحمد ياسين في غزة في ديسمبر 1987، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الأولى، وهي انتفاضة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. 

وفي عام 1988، نشرت حماس ميثاقها الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل وإقامة مجتمع إسلامي في فلسطين التاريخية. وفي ما وصفه المراقبون بأنه محاولة لتعديل صورتها، قدمت حماس وثيقة جديدة في عام 2017 تقبل فيها دولة فلسطينية مؤقتة على طول حدود “الخط الأخضر” التي تم تحديدها قبل حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 لكنها ما زالت ترفض الاعتراف بإسرائيل.

القانون الإنساني الدولي

ويعترف القانون الإنساني الدولي، كما هو منصوص عليه في اتفاقيات جنيف، بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين وأسرى الحرب أثناء النزاعات المسلحة. وينص على قواعد محددة لمعاملة وحماية الأفراد الذين يتم أسرهم أثناء مثل هذه الصراعات. ويعتمد تطبيق هذه القوانين على وضع المعتقلين.

وفي حالة المعتقلين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، فإن الحجة هي أن القانون الإنساني الدولي يجب أن يطبق من خلال اعتبارهم أسرى حرب. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس رهائن حرب المقاومة غزة إسرائيل القانون الإنسانی الدولی الاحتلال الإسرائیلی أسرى حرب

إقرأ أيضاً:

عاجل- أسرى مقابل سلام مؤقت.. السيناريوهات المحتملة لصفقة التبادل القادمة (هنا التفاصيل)

زعمت صحيفة "معاريف" العبرية أن حصار جباليا ومنطقة شمال غزة وفرض ما أسمته بـ "الكماشة" هو ما أجبر حركة حماس على القبول بصفقة جزئية لتبادل الأسرى.

وقالت الصحيفة العبرية إن مقاتلي الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي "يعملون بشكل منهجي منذ ما يقرب من شهرين على تقويض قوة حماس في شمال قطاع غزة وجباليا"، حسب زعمها.

وادعت الصحيفة العبرية أن العملية أدت إلى استشهاد ما يقرب من 1500 مقاتل من حماس، ونحو 2000 استسلموا وسلموا أنفسهم للجيش الإسرائيلي، وعدة مئات من المقاتلين المحاصرين في قلب مخيم اللاجئين في جباليا، حسب تعبيرها.

كما ادعت "معاريف" أن "حماس تدرك اليوم أنه يجب عليها الدعوة إلى وقف إطلاق النار من أجل إنقاذ ما حدث. ولم يتبق لها سوى القليل من القوة العسكرية"، وفقا لما نقلته وكالة معا الإخبارية.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن "الفرقة 98" نجحت خلال المناورة العسكرية السابقة في جباليا، "في تدمير معظم قدرات حركة حماس السرية. وبعد خروج الفرقة من المنطقة، حاولت حماس إعادة تأهيل نفسها"، حسب زعمها.

ووفقا لتقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، قامت الحركة ببناء نحو ثلاث إلى أربع كتائب، مشيرًا إلى أن معظم المقاتلين هم من الشباب الذين تم تجنيدهم لملئ الصفوف، وبعض المقاتلين جاءوا من أجزاء أخرى من قطاع غزة وهم من بقايا الوحدات التي حاربها الجيش الإسرائيلي ودمرها من قبل وقدر أنها ستعيد قوتها العسكرية والحكومية من خلال مخيم اللاجئين في جباليا"، حسب ما نقلته "معاريف".

وزعمت الصحيفة العبرية أن الجيش "تمكن من خداع الجميع واعترف بأنه سمح لحماس بمراكمة القوة العسكرية لمدة ستة أشهر تقريبًا في جباليا، ووجه الانظار نحو لبنان عندما بدأي بالمناورة في الشمال، وفي الوقت نفسه كانت الفرقة 162 تشن هجومًا على جباليا في خطوة سريعة وعمل الجيش الاسرائيلي على فصل شمال غزة وبدء بعملية تدمير ممنهجة للمخيم بشكل كامل".

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي مستمر بحركة "الكماشة" منذ شهرين، موضحة أن الأمر يتعلق بما يتراوح بين 3500 إلى 4000 من مقاتلي حماس، بما في ذلك قادة الكتائب وقادة سرايا المنظمة، الذين وجدوا أنفسهم داخل جباليا محاصرين بخطة اسمها الجيش بـ "الكماشة".

وبدأ الجيش الإسرائيلي العمل بشكل منظم وبمساعدة البعد الجوي "الذي يشمل طائرات دون طيار وطائرات سلاح الجو، التي تطارد المقاتلين الذين يحاولون العثور على أماكن للتمركز"، حسب ادعاء الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • سموتريتش معارضا الصفقة: لا لمنح حماس طوق نجاة
  • وزيرة خارجية ألمانيا: الاحتلال الإسرائيلي الدائم لمرتفعات الجولان انتهاك للقانون الدولي
  • عاجل- أسرى مقابل سلام مؤقت.. السيناريوهات المحتملة لصفقة التبادل القادمة (هنا التفاصيل)
  • حماس ترحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
  • حماس ترحب بقرار أممي يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير 
  • خبير عسكري يكشف ملامح الصفقة المنتظرة بين إسرائيل وحماس وأعداد أسرى التبادل
  • الصهاينة يعانون صدمة جماعية متواصلة بسبب أن الأسرى في يد حماس
  • وزير المالية الإسرائيلي يكشف طريقة إخضاع حماس
  • كاتس: محورا فيلادلفيا ونتساريم لن يعطلا الصفقة.. وتهديدات حادة من أهالي أسرى الاحتلال
  • السلطة تبرر حملتها بجنين وحماس تصفها بالانتحار السياسي