مجمع الشارقة للبحوث و التكنولوجيا .. حاضنة عالمية لأبرز مشاريع الطاقة المتجددة و التصنيع الذكي
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
من بتول كشواني.
الشارقة في 3 نوفمبر/ وام/ حقق مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عام 2016، مجموعة من الأهداف التي تصب في بناء اقتصاد معرفي ثري في المنطقة، وإنشاء مجمع مستدام ذي بنية تحتية وخدمات عالمية المستوى، وتحفيز مختلف القطاعات المعنية على التطوير والابتكار، وتمثيل الدولة كوجهة عالمية في مجالات البحوث والتكنولوجيا والابتكار إلى جانب تقديم خدمات لوجستية ذات جودة عالية و تشجيع الابتكار المحلي ومساندة المبتكرين في إنشاء شركاتهم الخاصة و تشجيع الأفكار البحثية التي يمكن تحويلها إلى منتجات ملموسة.
ويركز المجمع - الذي تتولى شركة الأعمال التجارية للجامعة الأمريكية في الشارقة إدارته - في بحوثه العلمية المبتكرة على عدة مجالات ومحاور رئيسية تشمل مجموعة من الدراسات في إدارة المياه وتكنولوجيا البيئة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا النقل والخدمات اللوجستية والتصنيع الذكي و الرقمنة.
ومن أهم المشاريع التي يحتضنها المجمع، مشروع بحثي كبير فريد من نوعه على المستوى العالمي بالشراكة مع شركة مارلين العالمية، وهو تحديد وتطوير الطرق المبتكرة من أجل مستقبل مستدام، من خلال التركيز على قضايا أساسية وهي الغذاء والماء والسكن ، إذ يقدم العديد من الحلول التقنية للاستفادة من الموارد الطبيعية كالزراعة المبتكرة “الأفقية والمائية والهوائية” وأجهزة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية.
ويعتبر مشروع المنازل الخضراء ، الذي تطوره شركة مارلين العالمية ضمن موقعها في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، أهم ابتكاراتها حيث توصف هذه المنازل بالخضراء نظرا للبيئة المثالية التي توفرها كمكان للمعيشة وبمواصفات صديقة لكل مكونات الطبيعة والطاقة النظيفة، حيث يتم بناء هياكل خفيفة الوزن وسريعة التجميع مصنعة بتقنيات عالية الجودة من البوليمير المقوى بالألياف، والتي يمكن من خلالها تشييد منزل خلال يوم واحد ويمكن لهذه المنازل أن تدوم لفترات زمنية تفوق المنازل التقليدية.
وتتمتع هذه المنازل المنسجمة مع بيئتها المحيطة بمواصفات خاصة توفر عزلا تاما عن الظروف المناخية المحيطة كالصوت والحرارة الشديدة والرياح وغيرها من العوامل البيئية الأخرى، كما يوفر المنزل لقاطنيه تقنيات زراعية داخلية توفر الغذاء الطازج يوميا من بعض أنواع الخضروات الطبيعية التي تعمل كذلك على إضفاء أجواء طبيعية.
وأعلن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عن انضمام شركة Civil Twin الشركة الإسبانية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة والألواح الشمسية، التي ستقوم بنشر واختبار أحدث تقنيات الطاقة المتجددة في المجمع بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة والأكاديمية من خلال إنشاء مصنع تجريبي للطاقة الضوئية، وعلى مراحل متتالية ليمثل مركز أبحاث واختبار للطاقة الشمسية بتقنيات جديدة في المجمع مرجعًا للبحث والتطوير في المنطقة في هذا النوع من التكنولوجيا.
ويضم المركز حقلا لاختبار ألواح الطاقة الكهروضوئية لتوفير إجراءات قياس مستقلة لأداء نماذج الألواح الكهروضوئية وموثوقيتها وتحمُّلها والمعدات التقنية ذات العلاقة بتلك الاختبارات، حيث سيجري المركز أبحاثاً حول أداء الطاقة الكهروضوئية المركزة ضمن الظروف المناخية في المنطقة.
وكشف المجمع عن أول منتج من مختبرات الشارقة المفتوحة للابتكار "سويلاب"، حيث قدم المجمع الدراجة الكهربائية “Sulmi, EB-ONE ” إذ تم تصميم وتصنيع هذه الدراجة بتقنيات متقدمة وتصميم مستقبلي بواسطة شركة "سولمي" Sulmi الإماراتية الناشئة العاملة في المجمع وبأيدي مهندسين إماراتيين.
وشركة "سولمي" Sulmi هي واحدة من الشركات الإماراتية الناشئة والمميزة التي تنشط في تقديم حلول التنقل والطاقة النظيفة العاملة في المجمع، وتعمل على تطوير تقنيات التنقل المستقبلية ومنها القيادة الذاتية للمركبات، كما تعمل الشركة على تصنيع المركبات الكهربائية وتقديم منتجات وخدمات تقنية متنوعة إذ يقوم فريق عمل الشركة بتجميع أفضل المهارات والخبرات لتحقيق رؤيتها وطموحها المتمثل بتقديم منتجات تنقل محلية ذات جودة عالمية.
وتعد تكنولوجيا التنقل النظيفة واستخدام الدراجات الكهربائية جزءًا من الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، وتسهم بتحقيق أهداف مؤتمر المناخ cop28 المتمثلة بتقليل انبعاثات الكربون وتحسين الاستدامة في قطاع النقل.
وتعزيزاً لمفهوم التنقل الأخضر مستقبلاً بدأ مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وبالشراكة مع جامعة جون فون نيومان الهنغارية “JvNU” بعرض اختبار تجريبي لسيارة السباق- ميجالوكس “ Megalux “ التي تعمل بالطاقة الشمسية والكهرباء - السيارة ذات التصميم الفريد الذي يشبه القارب تم تجميعها وتركيبها في المجمع من قبل فريق من جامعة جون فون نيومان الهنغارية ”JvNU” الذي طور المركبة الشمسية.
وتستقبل سيارة السباق Megalux الهنغارية الطاقة من سطح لوح شمسي تبلغ مساحته 6 أمتار مربعة حيث تم تجهيز السيارة ذات الدفع الواحد بنظام فرملة هيدروليكي ثنائي الدائرة ، ويبلغ وزن السيارة الشمسية شديدة الانسيابية حوالي 160 كجم، كما تحتوي على جسم بلاستيكي وهيكل مصنوع من ألياف الكربون لتسير في سرعة تصل الى 120 كلم في الساعة كمرحلة تجريبية.
كما كشف المجمع عن أول نموذج سيارة كهربائية تستخدم الطاقة الشمسية "لايتيير0" والتي وصلت إلى المجمع لتنطلق للمنطقة من الشارقة، ومن المقرر أن يحتضن مجمع الشارقة للابتكار أول مركز للاختبار والمبيعات لشركة "لايتيير" الهولندية المبتكرة لأول سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية والشمسية في العالم ، وذلك تعزيزا لبرامج تبادل البحوث الجامعية حول السيارات الكهربائية المجهّزة بإمكانية العمل بالطاقة الشمسية.
وتعدّ "لايتيير" إحدى الشركات المبتكرة والقوية في عالم السيارات الكهربائية التي يمكنها السير بالطاقة الشمسية، حيث أطلقت سيارتها الثورية "لايتيير زيرو" التي يمكن شحنها بالطاقة الشمسية أو بمقابس الكهرباء العادية المثبّتة في المنازل، ويمكنها الاعتماد على الطاقة الشمسية وحدها للسير لمسافة طويلة خلال قيادتها ، وتعتزم الشركة إطلاق أول تجربة قيادة للسيارة مع عزمها أيضًا على إنتاج سيارتها الجديدة ، وتسليم أولى دفعاتها للعملاء في أوروبا بحلول نوفمبر 2023.
ويحتضن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، واحداً من أكبر المختبرات ومراكز البحث العلمية التطبيقية للمواصلات الذكية على المستوى العالمي، إذ تعمل إحدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في قطاع النقل الذكي، وتتخذ من المجمع مقراً لأعمالها على تطوير منظومة من الحلول الابتكارية تعبر عن المفهوم الحديث للتنقل الحضري داخل المدن حيث تجري عمليات البحث والتطوير والاختبار على تلك التقنيات الحديثة في الشارقة ليتم تسويقها لاحقاً في كبرى العواصم العالمية.
وبدأت إحدى الشركات العالمية بعمليات البناء في مشروع القطارات الهوائية المعلقة في الأرض المخصصة له بالمجمع، ليكون نموذجا حياً لعملية الشراكة الاستراتيجية بين القطاع الاستثماري الخاص ممثلاً بالشركة المنفذة والقطاع الأكاديمي البحثي في الجامعة الأمريكية في الشارقة، إذ تم الانتهاء من المرحلة الاختبارية الأولى من المشروع وبدأت العربات المعلقة بالعمل لمسافة قصيرة، ويجري العمل على المرحلة التالية التي ستكون ضمن مسافات أطول ليكون أول تطبيق عملي لهذا النوع من التنقل الحديث على مستوى المنطقة.
وجاء هذا المشروع الوطني والتكنولوجيا العالمية الجديدة التي يقدمها مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في الشارقة، بهدف نقل وتوطين المعرفة تماشياً مع استراتيجية الدولة في الريادة في التطور المستدام والتنمية الاقتصادية في كل مناحي الحياة ومنها التنقل واللوجستية وإثراء المعرفة، بالإضافة إلى تحقيق التوجهات الأكاديمية والعلمية والاقتصادية للإمارة حول توسيع الآفاق العلمية والوصول بالأبحاث والابتكارات إلى منجزات ملموسة تعزز مفهوم الابتكار والتقدم العلمي ولتكون محفزاً للنمو الاقتصادي من خلال ربط المراكز التجارية والصناعية الرئيسية وتوفير وسيلة نقل آمنة وموثوقة للأجيال القادمة ، من خلال تأسيس قطاع نقل جديد في الدولة وسيعمل هذا النوع من القطارات على نقل الركاب ونقل الحاويات بين المدن ما يشكل نقلة نوعية في عالم الشحن البري.
كما أطلق المجمع بالشراكة مع الجامعة الأمريكية بالشارقة مشروعا بحثيا تطبيقيا لحلول الطاقة المستدامة لابتكار تقنيات جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يعد أحد أكثر التقنيات المستقبلية الواعدة، ويعمل فريق من الباحثين من أعضاء هيئة التدريس و طلبة الدراسات العليا في برنامج العلوم وهندسة المواد على إجراء تجارب وأبحاث فريدة لتطوير تقنيات منخفضة التكاليف لإنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الإصطناعي بالتحليل الكهربائي المباشر لمياه البحر بالإضافة إلى قيامهم بأبحاث تستهدف إنتاج مواد جديدة ومتينة للمحللات الكهربائية تسهم في خفض تكلفة هذه العمليات، وتطويرها لتحسين أداء أجهزة التحليل الكهربائي والعمل على ابتكار طرق أخرى لاستخدام الهيدروجين ووضع الحلول العملية لنقله ويتمثل أحد الحلول المقترحة في تحويل الهيدروجين المنتج إلى وقود و مواد كيمائية يمكن نقلها بسهولة أكبر.
ويهدف المشروع إلى تحويل هذه البحوث والتجارب لواقع تطبيقي، من خلال تحقيق التكامل بين القطاع الأكاديمي والخاص برعاية حكومية، فهناك الكثير من الأبحاث المتقدمة التي يقوم على تطويرها الباحثون في مختبرات الجامعة وفي العديد من القطاعات والإختصاصات ، ودور المجمع هو إيجاد الآليات المناسبة لتطبيق تلك الأبحاث وتحويلها إلى إستثمارات.
دينا عمر/ بتول كشوانيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: مجمع الشارقة للبحوث بالطاقة الشمسیة الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة فی الشارقة فی المجمع التی یمکن من خلال
إقرأ أيضاً:
المشاط تتفقد أعمال تطور الري ومحطات الطاقة الشمسية والمدارس الحقلية بغرب سمالوط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توجهت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور هاني سويلم، وزير الري والموارد المائية، وعلاء فاروق، وزي الزراعة واستصلاح الأراضي، ومحافظ المنيا، لمنطقة غرب سمالوط، لتفقد أعمال تطوير الري بخط طرفا، ومحطات الطاقة الشمسية، وكذا نماذج لعدد من المدارس الحقلية والزراعات، وذلك استمرارًا لزيارتها التفقدية لمشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة بالمنيا.
وخلال تفقدها لأعمال تطوير الري ومحطات الطاقة الشمسية؛ أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أهمية المشروعات المنفذة مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وكذا منظمة الأغذية والزراعة، والتي ساهمت في تعزيز جهود الدولة في تحقيق مفهوم التنمية الريفية الشاملة، ورفع مستوى معيشة المزارعين خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة، وإتاحة فرص العمل، موضحةً أن المشروع يأتي في إطار الدعم المتكامل والشراكة بين الحكومة المصرية والأمم المتحدة ووكالاتها من خلال البرامج المشتركة وتنسيق الجهود بين الوكالات الأممية.
وأكدت المشاط أن تطوير أنظمة الري والطاقة الشمسية يعد من الأساسيات لتحقيق الاستدامة الزراعية في مصر، مشيرةً إلى جهود الحكومة المصرية لاستغلال الموارد المائية بشكل فعال ودعم المزارعين بتقنيات حديثة تضمن لهم إنتاجية أعلى.
وتحدثت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عن تكامل الجهود بين الجهات الوطنية مُمثلة في وزارتي الزراعة والري، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، من أجل تعزيز الاستدامة بقطاعي الزراعة والري، مشيرةً إلى أنه من بين إنجازات المشروع فقد تم تنفيذ أعمال تطوير الري من ري غمر إلى رى تنقيط لمساحة 1248 فدان بخط طرفا بمنطقة غرب سمالوط بمصر الوسطى باستخدام الطاقة الشمسية، وذلك في إطار المشروع، فضلًا عن بدء الأعمال في محطتي 12 - 13 لمساحة 2160 فدان أخرى بخط طرفا مع البدء في أعمال تطوير لمحطة صفر بواقع 981 فدان، متابعه أن العمل جاري لتنفيذ أعمال تطوير الرى لفرعي على خط طرفا بإجمالي مساحة 1105 فدان.
وفي إطار المشروع، تم توريد 12 وحدة طاقة شمسية مجمعة والخاصة بأعمال تطوير الري بمحطة 14 بالمنيا مع توريد وتركيب 40 مضخة وألواح طاقة شمسية بمنطقة مصر العليا لتحويل نظم الري إلى من ري غمر إلى ري تنقيط لعدد 135 مزارع لمساحة 675 فدان.
وخلال جولتها لتفقد نماذج من المدارس الحقلية والزراعات؛ أوضحت المشاط أن المشروع يركز على منهجية المدارس الحقلية للمزارعين والتي تركز علي الإرشاد الزراعي الجماعي والقائم على السوق والتعلم التشاركي، مشيرةً إلى التعاون مع منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) لتنفيذ 172 مدرسة حقلية جديدة بمناطق عمل المشروع تتضمن مدارس نباتية وحيوانية وأخرى خاصة بتغير المناخ.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى أن تنمية محافظات الصعيد يأتي على رأس أولويات الدولة المصرية، لافتةً إلى أن الاستثمارات المخصصة لمحافظات الصعيد في خطة العام المالي الجاري تبلغ 62.4 مليار جنيه، منها 7.4 مليار جنيه لمحافظة المنيا، بنسبة 11%.
ونوهت إلى الدور الكبير الذي قامت به المبادرة الرئاسة "حياة كريمة" على مستوى تحقيق التنمية المتكاملة في الريف خاصة في مناطق الصعيد، حيث تبلغ المخصصات المالية لمحافظات الصعيد بالمرحلة الأولى من المبادرة نحو 237 مليار جنيه من بينها 43.2 مليار جنيه لمحافظة المنيا فقط.
كما تطرقت إلى المساهمة الفعالة لقطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12%، ليعد من أكثر القطاعات مساهمة، موضحة أن تعزيز الاستدامة بقطاعي الزراعة والري يُحفز خلق فرص العمل ويدعم التنمية الاقتصادية.
جدير بالذكر أنه من خلال المشروع يتم تدريب 240 جهة من الأطراف ذات الصلة في المحافظات لزيادة الوعي باحتياجات المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، حيث تم تدريب 125 من المستفيدين من المجتمعات المحلية على كيفية الترويج الفعال لممارسات وتكنولوجيا التقنيات الزراعية الذكية مناخيًا CSA وإدارة الموارد الطبيعية NRM من خلال تنفيذ 66 مدرسة حقلية للمزارعين وعدد من كبار المديرين والمشرفين الزراعيين.