وكأنه تدمير كامل للطفولة، يجعل الاطفال في دائرة الخوف والقلق والرعب مما يتابعونه من مشاهد مروعة على التلفزيونات او مواقع التواصل الاجتماعي. مشاهد ليست من فيلم سينمائي خيالي، ولكنها الحقيقة المرّة على ارض غزة المنكوبة، والتي يتابعها العالم اجمع باصوات انين الاطفال واجسامهم الممزقة.
ومن خلف الشاشات، حرب من نوع اخر يتلقاها الاطفال في لبنان، وتحديدا في تلك المناطق الواقعة على الحدود الجنوبية والتي تتعرض الى قصف العدو الاسرائيلي.

حرب نفسية باتت اقرب الى الصدمات لدى جيل كامل يعيش الازمة، فكيف يجب التعامل مع الاطفال خلال اوقات النزاع؟ 
 
من المعروف انه في اوقات الازمات يتكيف كل شخص بطريقة مختلفة، وحتما فان الناضجين لديهم القدرة على التعامل بشكل مختلف ينحو اتجاه العقلانية والقدرة على الصمود والتكيف. ولكن هذا الحال لا يشبه ردود فعل الاطفال الذين يتسمون بالرقة وسرعة التأثر، لذا فمن السهل عليهم الانزلاق الى الصدمة والتخوف من المستقبل المجهول.  
 
هل سنموت؟  
تروي سيدة نازحة الى بيروت بسبب القصف المستمر على القرى الحدودية الجنوبية، تجربتها مع فكرة الابتعاد جغرافيا عن دائرة الحدث، ويرجع ذلك الى سؤال واحد طرحه عليها ابنها الصغير عندما سألها "هل سنموت؟". تقول مريم: "هو احساس قائم على فكرة الضعف والتخوف من عدم القدرة على ان تحمي ابناءك، فتجد الحل الانسب بالرحيل المؤقت اقله، فشعورنا بالعجز امام سؤال ابني جعلنا نتنبه الى كمية الضغط النفسي الذي يتعرض له الاطفال جراء الاحداث الدائرة في المحيط من جهة، وما يتلقاه على التلفزيون من جهة اخرى". 
حتما لا اجابات واضحة لدى الاهل، وربما لا يمتلك كُثر مفاتيح التعامل مع الاحداث الدرامية التي يتعرض لها الاطفال، كما لا يملكون سبلا للعلاج او التخفيف من وطأة الازمة، وخصوصا في اوقات النزاع والتأثر بالصدمات التي توفرها المشاكل المحيطة من حروب وغيرها.  
 
الصليب الاحمر  
في هذا الاطار، نشرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر – لبنان، مجموعة من النصائح لمساعدة الاهل في التواصل مع اطفالهم في اوقات النزاع. وجاءت على الشكل التالي:  
اولا: تواصل مع اطفالك: اختر وقتا مريحا لمناقشة الاحداث الراهنة معهم. وصحح اي معلومات خاطئة لديهم. 
ثانيا: احرص على ان تكون الاجوبة هادئة وملائمة لعمرهم. وحاول ألا تشاركهم مخاوفك بطريقة مفرطة. وعلى الاهل ان يعرفوا انه من الطبيعي ألا تكون لديهم كل الاجابات ولا بأس بذلك. 
ثالثا: عزز شعور التعاطف لديهم، لا الوصمة. 
 
احداث فرق  
رابعا: ألهمهم لاحداث فرق: شاركهم قصص اشخاص اظهروا شجاعة وطيبة خلال النزاع. وسلط الضوء على المسعفين والناشطين.  
خامسا: انتبه الى الاخبار التي يطّلعون عليها.. ابعدهم عن العناوين والصور المقلقة عبر الحد من كمية الاخبار التي يطلعون عليها. انتبه لما تقوله امامهم او بالقرب منهم اذا كان باستطاعتهم سماعك.  
سادسا: تأكد من الحفاظ على راحتهم: اسالهم عما يشعرون به وإن كانت لديهم اي استفسارات. وابق على تواصل مع معلميهم وشاركهم اي ردات فعل ملهمة. واعلم انّ معظم ردات الفعل مؤقتة ولكن في حال استمرت فيجب التفكير في استشارة متخصص.  
 
سابعا: اعتن بنفسك: سيشعر اطفالك بأمان أكثر اذا كنت هادئا ومتحكما بالوضع. واذا كنت تشعر بالقلق فاطلب دعم الاصدقاء والعائلة. وحاول التخفيف من مقدار الاخبار التي تطلع عليا وحدد اوقاتا معينة للاطلاع على المستجدات. \
 
رعاية صحية  
وهنا يأتي دور الاهل بالدرجة الاولى لمساعدة اطفالهم على التخطي، وقد يتطلب الوضع احيانا حسب درجة السوء التي قد يصل لها الطفل مساعدة نفسية، إذ يتغلب معظم الاطفال على الصدمة اذا تلقوا العلاج المناسب، والا فانّ ما سيمرون به اليوم قد يؤثر عليهم تاثيرا كبيرا في مراحل عمرهم التالية، وبالتالي فان الحصول على الرعاية الصحية النفسية والدعم النفسي يصبح حاجة ملحة حينها.  
 
وتبقى الحرب التي تترك اثرا في النفوس لا ينتهي، فتؤلم وترعب وتترك ندوبا قد لا يداويها الزمن، وخصوصا في ظل العيش بدائرة محاطة بالصراعات المحلية والاقليمية، فتكاد تنتهي ازمة لتتولد اخرى جديدة اكثر وجعا مما سبق.     المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

نزوح قسري لـ 90% من سكان مخيم جنين

القدس المحتلة - الوكالات

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ53 على التوالي.

وارتفع عدد النازحين في مخيم جنين إلى 21 ألف مواطن، نتيجة العمليات العسكرية لقوات الاحتلال، أي ما يقارب 90% من سكان المخيم تعرضوا للنزوح القسري.

تستمر قوات الاحتلال في عمليات الحرق والتدمير، حيث أحرقت أمس عددًا من المنازل في مخيم جنين، وتواصل انتشارها في الساحة الرئيسية للمخيم وعدة شوارع في المدينة، وتغلق مدخل مستشفى جنين الحكومي بالسواتر الترابية.

تواصل دبابات الاحتلال -التي اقتحمت جنين ومخيمها لأول مرة منذ عام 2002- في عمليات التخريب والمداهمة، إلى جانب جرافات وآليات الاحتلال العسكرية، حيث اقتحمت قوات الاحتلال بلدات جلبون وقباطية ويعبد وقرية بير الباشا، وحولت عددًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية.

العدوان الواسع على جنين أدى لأضرار جسيمة، وفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للمواطنين، وسط نقص حاد في الطعام والاحتياجات الأساسية للأطفال، تزامنا مع تواصل انقطاع المياه والكهرباء.

أدى عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها إلى استشهاد 36 مواطنا، منهم اثنان برصاص أجهزة السلطة، التي تشترك في جرائم الاحتلال وتلاحق المقاومين وتقوم باعتقالهم.

تضررت 512 منزلاً ومنشأة بشكل كامل أو جزئي في مخيم جنين، في حين اعتقلت قوات الاحتلال نحو 202 معتقل، إضافة إلى إخضاع العشرات للتحقيق الميداني.

أمام هذه الجرائم المتصاعدة، فإننا ندعو إلى إسناد أهالي جنين النازحين، والعمل على فك الحصار المفروض على المدينة والمخيم، والتصدي لبطش الاحتلال وحرب الإبادة التي ينفذها ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

مقالات مشابهة

  • %25 من سكان جنين في حالة نزوح
  • اشتعال موجهات وحرب طاحنة بين الجيش السوري وعناصر حزب الله ..تفاصيل
  • النزاع التجاري بين أمريكا وأوروبا يضع 9.5 تريليون دولار في مهب الريح
  • بعد الاحداث عند الحدود اللبنانية - السورية.. الجيش: اتخذنا تدابير استثنائية وسنرد على النيران من الأراضي السورية
  • الرئيس السيسي: المجتمع عانى 3 سنوات بعد المشاكل التي واجهت الشرطة في 2011
  • واشنطن: سنواصل قصف الحوثيين.. ووالتز: لديهم دفاعات لا تصدق
  • نزوح قسري لـ 90% من سكان مخيم جنين
  • السديس: زيادة الشاشات التفاعلية والروبوتات استعدادًا للعشر الأواخر
  • البلابسة- حماة الوطن من خلف الشاشات!
  • الغرياني: الأوروبيون ليس لديهم ذرة من الإنسانية في منعهم الأفارقة