نزوح ومدارس مقفلة وحرب خلف الشاشات... كيف نتعامل مع اطفالنا خلال اوقات النزاع؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
وكأنه تدمير كامل للطفولة، يجعل الاطفال في دائرة الخوف والقلق والرعب مما يتابعونه من مشاهد مروعة على التلفزيونات او مواقع التواصل الاجتماعي. مشاهد ليست من فيلم سينمائي خيالي، ولكنها الحقيقة المرّة على ارض غزة المنكوبة، والتي يتابعها العالم اجمع باصوات انين الاطفال واجسامهم الممزقة.
ومن خلف الشاشات، حرب من نوع اخر يتلقاها الاطفال في لبنان، وتحديدا في تلك المناطق الواقعة على الحدود الجنوبية والتي تتعرض الى قصف العدو الاسرائيلي.
من المعروف انه في اوقات الازمات يتكيف كل شخص بطريقة مختلفة، وحتما فان الناضجين لديهم القدرة على التعامل بشكل مختلف ينحو اتجاه العقلانية والقدرة على الصمود والتكيف. ولكن هذا الحال لا يشبه ردود فعل الاطفال الذين يتسمون بالرقة وسرعة التأثر، لذا فمن السهل عليهم الانزلاق الى الصدمة والتخوف من المستقبل المجهول.
هل سنموت؟
تروي سيدة نازحة الى بيروت بسبب القصف المستمر على القرى الحدودية الجنوبية، تجربتها مع فكرة الابتعاد جغرافيا عن دائرة الحدث، ويرجع ذلك الى سؤال واحد طرحه عليها ابنها الصغير عندما سألها "هل سنموت؟". تقول مريم: "هو احساس قائم على فكرة الضعف والتخوف من عدم القدرة على ان تحمي ابناءك، فتجد الحل الانسب بالرحيل المؤقت اقله، فشعورنا بالعجز امام سؤال ابني جعلنا نتنبه الى كمية الضغط النفسي الذي يتعرض له الاطفال جراء الاحداث الدائرة في المحيط من جهة، وما يتلقاه على التلفزيون من جهة اخرى".
حتما لا اجابات واضحة لدى الاهل، وربما لا يمتلك كُثر مفاتيح التعامل مع الاحداث الدرامية التي يتعرض لها الاطفال، كما لا يملكون سبلا للعلاج او التخفيف من وطأة الازمة، وخصوصا في اوقات النزاع والتأثر بالصدمات التي توفرها المشاكل المحيطة من حروب وغيرها.
الصليب الاحمر
في هذا الاطار، نشرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر – لبنان، مجموعة من النصائح لمساعدة الاهل في التواصل مع اطفالهم في اوقات النزاع. وجاءت على الشكل التالي:
اولا: تواصل مع اطفالك: اختر وقتا مريحا لمناقشة الاحداث الراهنة معهم. وصحح اي معلومات خاطئة لديهم.
ثانيا: احرص على ان تكون الاجوبة هادئة وملائمة لعمرهم. وحاول ألا تشاركهم مخاوفك بطريقة مفرطة. وعلى الاهل ان يعرفوا انه من الطبيعي ألا تكون لديهم كل الاجابات ولا بأس بذلك.
ثالثا: عزز شعور التعاطف لديهم، لا الوصمة.
احداث فرق
رابعا: ألهمهم لاحداث فرق: شاركهم قصص اشخاص اظهروا شجاعة وطيبة خلال النزاع. وسلط الضوء على المسعفين والناشطين.
خامسا: انتبه الى الاخبار التي يطّلعون عليها.. ابعدهم عن العناوين والصور المقلقة عبر الحد من كمية الاخبار التي يطلعون عليها. انتبه لما تقوله امامهم او بالقرب منهم اذا كان باستطاعتهم سماعك.
سادسا: تأكد من الحفاظ على راحتهم: اسالهم عما يشعرون به وإن كانت لديهم اي استفسارات. وابق على تواصل مع معلميهم وشاركهم اي ردات فعل ملهمة. واعلم انّ معظم ردات الفعل مؤقتة ولكن في حال استمرت فيجب التفكير في استشارة متخصص.
سابعا: اعتن بنفسك: سيشعر اطفالك بأمان أكثر اذا كنت هادئا ومتحكما بالوضع. واذا كنت تشعر بالقلق فاطلب دعم الاصدقاء والعائلة. وحاول التخفيف من مقدار الاخبار التي تطلع عليا وحدد اوقاتا معينة للاطلاع على المستجدات. \
رعاية صحية
وهنا يأتي دور الاهل بالدرجة الاولى لمساعدة اطفالهم على التخطي، وقد يتطلب الوضع احيانا حسب درجة السوء التي قد يصل لها الطفل مساعدة نفسية، إذ يتغلب معظم الاطفال على الصدمة اذا تلقوا العلاج المناسب، والا فانّ ما سيمرون به اليوم قد يؤثر عليهم تاثيرا كبيرا في مراحل عمرهم التالية، وبالتالي فان الحصول على الرعاية الصحية النفسية والدعم النفسي يصبح حاجة ملحة حينها.
وتبقى الحرب التي تترك اثرا في النفوس لا ينتهي، فتؤلم وترعب وتترك ندوبا قد لا يداويها الزمن، وخصوصا في ظل العيش بدائرة محاطة بالصراعات المحلية والاقليمية، فتكاد تنتهي ازمة لتتولد اخرى جديدة اكثر وجعا مما سبق. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد أوامر إخلاء شرقي غزة.. نزوح العشرات باتجاه جباليا
شهدت بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة، صباح الثلاثاء، حركة نزوح جماعية للمواطنين باتجاه بلدة جباليا، بحثًا عن ملاذ آمن، تزامنا مع استئناف القوات الإسرائيلية حربها على القطاع.
ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، "يأتي ذلك وسط مخاوف من تصاعد عمليات القصف والدمار والقتل، خاصة بعد مطالبة قوات الاحتلال، المواطنين بإخلاء بيت حانون شمال قطاع غزة، وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة جنوبا، إلى مناطق غرب مدينة غزة، ومواصي خان يونس".
واستأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة بعد توقف لأكثر من شهرين، بشن سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت مقتل 350 شخصا جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ فجر الثلاثاء على القطاع.
إخلاء شرقي غزة
وفي وقت سابق، أمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء شرق غزة والتوجه نحو وسط القطاع، بعدما شنت إسرائيل موجة من الهجمات الجوية على جميع أنحاء القطاع.
وتشير الأوامر التي صدرت، الثلاثاء إلى أن إسرائيل قد تشن عمليات برية مجددا.
وأمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء شرق غزة، بما في ذلك جزء كبير من بلدة بيت حانون شمالي القطاع وبلدات أخرى في الجنوب، والتوجه نحو وسط القطاع، مما يشير إلى أن إسرائيل قد تشن قريبا عمليات برية مجددا.
وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل ستتصرف، من الآن فصاعدا، ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وقد يجدد الهجوم الذي تم شنه خلال شهر رمضان المبارك الحرب التي أسفرت بالفعل عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتسببت في دمار واسع النطاق في جميع أنحاء قطاع غزة.
كما أثار الهجوم تساؤلات بشأن مصير نحو 20 رهينة إسرائيليين تحتجزهم حماس ويعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وقال المسؤول الكبير في حركة حماس، عزت الرشق، إن قرار نتنياهو بالعودة إلى الحرب يعد "حكما بالإعدام" على الرهائن المتبقين.
واتهم الرشق نتنياهو بشن الهجمات لمحاولة إنقاذ ائتلافه الحاكم اليميني المتطرف، داعيا الوسطاء إلى "كشف الحقائق" حول من الذي خرق الهدنة.
ولم ترد أي تقارير عن شن أي هجمات من قبل حماس بعد عدة ساعات من القصف، مما يشير إلى أنها لا تزال تأمل في استعادة الهدنة.