سلط موقع "بريكنج ديفينس"، المعني بالشأن الدفاعي، الضوء على تأكيد رئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، علي النعيمي، على موقف بلاده "الثابت" من استمرار التطبيع مع إسرائيل في إطار اتفاقيات إبراهيم رغم تصاعد العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرا إلى ترجيحات معاكسة بأن يؤدي الصراع الحالي إلى تجميد المناقشات حول تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن النعيمي كان حريصا، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت نظمته الجمعية اليهودية الأوروبية (EJA) ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، على نفي تعرض اتفاقات إبراهيم لخطر التمزق، واصفا إياها بأنها "مستقبلنا. فهي ليست اتفاقية بين حكومتين، ولكنها منصة نعتقد أنها يجب أن تغير المنطقة حيث يستمتع الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار".

وأضاف أن تصريحات النعيمي تأتي في الوقت الذي تلتزم فيه الدول العربية الأخرى، بالانتقادات اللاذعة لإسرائيل، بما في ذلك تلك التي قامت بتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، مثل الأردن، الذي استدعى سفيره من إسرائيل، يوم الأربعاء.

ويوم الخميس، أفادت تقارير أن البرلمان البحريني استدعى سفيره لدى إسرائيل وأوقف العلاقات الاقتصادية مع دولة الاحتلال، ما مثل أول تراجع لدولة موقعة على اتفاقيات إبراهيم عن علاقتها مع إسرائيل منذ بدء الصراع.

ورغم أن البيت الأبيض أعلن، الثلاثاء، أن السعوديين "ما زالوا ملتزمين" بالتطبيع، إلا أن الترجيحات تصب في صالح "تجميد" الحرب للمناقشات حول التطبيع بين إسرائيل وأكبر قوة سنية في المنطقة، بحسب خبراء "بريكنج ديفينس".

فوائد اقتصادية وأمنية

ونقل الموقع عن مصادره أن تعليقات النعيمي تعكس على الأرجح وجهة النظر الواضحة للإمارات بأن الفوائد الاقتصادية والأمنية لاتفاقيات إبراهيم، بما في ذلك تلك التي يوفرها حلف إسرائيل الوثيق في واشنطن، ستصمد أمام الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن الإمارات تبنت، أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة، علاقات دافئة مع إسرائيل، بما في ذلك الاهتمام بأنظمة الدفاع إسرائيلية الصنع.

اقرأ أيضاً

كاتب أمريكي: الإمارات تتمنى انتصار إسرائيل على حماس.. لكنها تقلق من 3 سيناريوهات

وفي السياق، قال أندرياس كريج، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات المخاطر الاستراتيجية "مينا أناليتيكا" في لندن: "لست مندهشًا من تصريحات النعيمي لأن اتفاقيات إبراهيم والعلاقة مع إسرائيل أكثر استراتيجية للإمارات بكثير من حرب واحدة".

ويتفق مع كريج الأستاذ المشارك في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الأمنية، ديفيد دي روش، لكنه قال إنه فوجئ "بوقاحة تعليقات النعيمي"، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن الإمارات قالت، عندما تم التوقيع على اتفاقيات التطبيع، إنها "مشروطة" وستتوقف إذا حاولت إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية.

لكن نص الاتفاقية، كما نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، لا ينص على ما أعلنته الإمارات، بحسب دي روش، مضيفا: "الإمارات لديها في الواقع القليل من النفوذ على إسرائيل الذي لم يكن لديها من قبل. ولذا أعتقد أنه قد يكون هناك شيء ما يحدث خلف الكواليس. لكنني لا أعتقد أن الإمارات في وضع يسمح لها فعليًا بمنع إسرائيل من القيام بأي شيء تعتبره في مصلحتها".

وقال كريج إن الإمارات رسمت خطًا أحمرا يسمح لها بانتقاد الانتهاكات في غزة، لكن دون المساس بالعلاقة مع إسرائيل، باعتبارها أكبر شريك لها في الولايات المتحدة.

وأوضح: "الأمر لا يتعلق بإسرائيل ولا بفلسطين. كان الأمر دائمًا يتعلق بإدارة العلاقة مع واشنطن. لذلك كانت اتفاقيات التطبيع في المقام الأول، ولا تزال، أداة لشراء الدعم من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في واشنطن".

وأضاف كريج: "لن يتغير ذلك أبدًا بالنظر إلى موقف الولايات المتحدة التي تقدم دعما لا لبس فيه لإسرائيل (..) الإماراتيون مهتمون بالعلاقات الدولية وعلاقتهم بواشنطن أكثر مما يعتقده العرب".

أنظمة التكنولوجيا الفائقة

وأشار إلى أنظمة التكنولوجيا الفائقة التي تستطيع دولة الإمارات الوصول إليها حاليا بفضل علاقتها مع إسرائيل، موضحا: "لقد زودت اتفاقيات إبراهيم الإماراتيين بشراكة قوية جدًا مع إسرائيل. وهذا أمر مفيد للغاية من الناحية الاقتصادية".

وبعد اتفاقية التطبيع، حجزت شركات السلاح الإسرائيلية جناحًا بمعرض دفاعي ضخم في الإمارات، ومعرض ومؤتمر الدفاع الدولي، آيدكس 2021، وأعلنت مجموعة الدفاع الإماراتية "إيدج" عن صفقات دفاعية مع شركات إسرائيلية لتكنولوجيا مواجهة الطائرات المسيرة والأنظمة الجوية غير المأهولة.

اقرأ أيضاً

الإمارات تحذر نظام الأسد من التدخل في الحرب بين حماس وإسرائيل

وفي هذا الإطار، قال دي روش: "الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الوحيدة من دول اتفاق إبراهيم التي تحاول تطوير صناعة دفاعية قوية"، مشيرا إلى أن لديها "خارطة طريق طموحة لتصبح قوة تكنولوجية رائدة في المنطقة، وفي هذا السباق، يمكن لإسرائيل أن تكون صديقا قويا".

وأضاف: "أعتقد أن ما تعلموه، ربما يكون هناك قدر كبير من التعاون الإسرائيلي على وجه الخصوص. تريد الإمارات أن تكون رائدة في مجال التكنولوجيا وتكنولوجيا الكمبيوتر، وكذلك العلوم الحيوية، وهي أشياء تطرحها إسرائيل كثيرًا على الطاولة، لذلك أعتقد أن الإمارات لديها الكثير لتخسره".

وفي سياق متصل، أشار مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، جوناثان لورد، إلى أن الإمارات أصبحت الإمارات الشريك التجاري السادس عشر لإسرائيل منذ توقيع اتفاقيات التطبيع، كما وقعت معها اتفاقية للتجارة الحرة.

وأضاف: "ينام الإماراتيون تحت حماية نظامين مختلفين للدفاع الجوي الإسرائيلي، اللذين يحميان الإمارات من صواريخ الحوثيين، إلى جانب نظامي ثاد وباتريوت الأمريكيين".

وتابع: "الحسابات واضحة بالنسبة للإمارات وإسرائيل، ولا مجال للعودة إلى الوراء. فالفوائد التي تعود على كل منهما من التعاون الاستراتيجي تحجب تحديات التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة مع ضآلة الاحتجاجات الشعبية على المستوى المحلي".

اقرأ أيضاً

شبكة إسرائيلية: الإمارات تضغط على مصر لقبول لاجئي غزة

المصدر | بريكنج ديفينس/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات إسرائيل اتفاقيات إبراهيم التطبيع غزة علي النعيمي اتفاقیات إبراهیم أن الإمارات مع إسرائیل مشیرا إلى أعتقد أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء: موسم الشتاء يشهد انطلاقة متميزة وجاذبة للسياحة في أبوظبي

يترقب القطاع السياحي في دولة الإمارات، تحقيق نمو استثنائي خلال الموسم الشتوي الحالي، وسط مجموعة واسعة من التجارب والأنشطة والفعاليات التي تعزز ريادة الدولة كوجهة سياحية رائدة على مستوى العالم.

وتتبوأ الإمارات صدارة الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم؛ مع قدرتها على تقديم تجارب متكاملة ومتعددة تلبي جميع الأذواق والاهتمامات.
وأكد خبراء ومسؤولون في القطاع السياحي، لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن "الإمارات ماضية في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية متكاملة، من خلال تقديم تجارب متنوعة تلبي تطلعات الزوار المحليين والدوليين"، مؤكدين أن الفعاليات والمهرجانات المتنوعة خلال الموسم الشتوي تلعب دوراً محورياً في جذب السياح وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في الدولة.

رؤية مستقبلية

وقالت نورة الحمادي المدير العام لشركة أبوظبي للترفيه والرئيس التنفيذي لشركة بداية للإعلام، إن "نجاح الإمارات في تقديم تجارب سياحية مبتكرة يعكس رؤيتها المستقبلية التي تجمع بين الثقافة المحلية والمعايير العالمية"، مؤكدة استمرار العمل على تقديم تجارب سياحية فريدة تتماشى مع تطلعات الزوار، ما يعزز مكانة الإمارات كوجهة رائدة عالمياً.
وأضافت أن "مهرجان منصور الذي عقد في أبوظبي في بداية الموسم الشتوي لهذا العام يعكس هذا النهج؛ إذ قدم نموذجاً للتجارب الشاملة والمبتكرة التي تسهم في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للثقافة والترفيه والسياحة"، مشيرة إلى أن التآزر بين السياحة الداخلية والدولية يدعم سعي الإمارات لترسيخ مكانتها وجهة عالمية رائدة ومركز للابتكار الثقافي والاقتصادي.
وأوضحت أن "موسم الشتاء في أبوظبي يشهد انطلاقة متميزة، مع جدول زاخر بالفعاليات والأنشطة الترفيهية التي تستهدف جميع الفئات والأذواق، إذ يتوقع أن تسجل العاصمة زيادة لافتة في أعداد الزوار المحليين والدوليين"، مشيرة إلى أن المهرجانات، والعروض الفنية، والمعارض الثقافية، والأنشطة العائلية تسهم في خلق بيئة حيوية تنبض بالحياة في كافة أرجاء الدولة، مع تسليط الضوء على أبوظبي كوجهة رئيسية.

أنشطة متنوعة

من جانبه، أكد ليام فيندلي الرئيس التنفيذي لشركة ميرال ديستنيشنز، أن "المدن الترفيهية في جزيرة ياس تستعد مع بدء الموسم الشتوي، لاستقبال زوارها بمجموعة من التجارب الترفيهية والأنشطة الفريدة، إذ يُتوقع أن يحمل هذا الشتاء طابعاً خاصاً، ليكون واحداً من أبرز المواسم التي تنتظرها الجزيرة، مع استقبالها الزوار المقيمين والسياح من أنحاء العالم المختلفة.
وأضاف أن "هذه الوجهات الترفيهية والسياحية في الجزيرة التي تضم مرافق عالمية المستوى مثل "عالم فيراري"، و"ياس ووتروورلد"، و"عالم وارنر براذرز"، و"كلايم"، و"سي وورلد"، من أبرز محركات نمو القطاع السياحي في العاصمة"، مشيراً إلى أن الزوار يتدفقون إلى المدينة مع بدء الموسم الشتوي وانتعاش الأجواء، لتبقى مدن ياس الترفيهية وجهة رئيسة وشاملة تجمع بين أرقى المدن والمرافق الترفيهية العالمية وترسخ مكانة جزيرة ياس كوجهة رئيسية للاحتفالات في أبوظبي.

وجهة عالمية

وتوقع تيمور إلغاز المدير العام الإقليمي في دبي والإمارات الشماليّة لمجموعة "روتانا"، موسماً سياحياً استثنائياً خلال فترة الشتاء يعزز مكانة الدولة كواحدة من أبرز الوجهات السياحية عالمياً، مشيراً إلى أن "الإمارات تتميز بجوها المثالي خلال الشتاء ما يجعلها وجهة مفضلة للسياح من أنحاء العالم المختلفة، إضافة إلى أن الأحداث العالمية البارزة والوجهات السياحية المتجددة تضيف قيمة كبيرة لجذب الزوار من جميع الفئات".
وأشار إلى أن "القطاع السياحي في الدولة يسجل بالفعل زيادة ملحوظة في معدلات الإشغال، وخاصة خلال عطلة الشتاء، مدعومة بالطلب المتزايد من الأسواق الإقليمية والدولية، وأن من المتوقع استمرار هذا الزخم طوال الموسم بنسبة تزيد عن 90% بفضل الجهود المشتركة بين قطاع السياحة والفنادق والقطاع العام".
وأوضح أن "الفعاليات والأحداث تلعب دورا محوريا في تعزيز السياحة ورفع معدلات الإشغال الفندقي في الدولة"، مشيراً إلى أن الإمارات تقدم تجربة شاملة ومميزة عبر استضافتها مجموعة متنوعة من الفعاليات، بما في ذلك المهرجانات الثقافية، والمعارض العالمية، والعروض الترفيهية.

مقالات مشابهة

  • كريج ديفيد يقدّم حفلTS5 المذهل لأوّل مرة في أرمينيا
  • السيسي: مواصلة جهود إزالة العقبات التي تواجه المستثمرين
  • محمد بن زايد: نؤكد العزم على مواصلة تطوير العلاقات بين الإمارات والفلبين
  • خبراء أمميون: إسرائيل مسؤولة عن سلامة مصور الجزيرة فادي الوحيدي
  • منصور بن زايد وعمار النعيمي يحضران حفل استقبال أقامه علي راشد النعيمي في قصر الإمارات
  • النعيمي والمزروعي يتوجان بلقبي بطولة الإمارات للتزلج على الماء
  • شاهد | مقتل حاخام الإمارات.. غضب شعبي يلاحق رموز الاحتلال.. ودول التطبيع غير آمنة للصهاينة
  • الإمارات تؤكد توقيف ثلاثة أشخاص بعد مقتل حاخام إسرائيلي
  • الإمارات تؤكد مقتل الحاخام الإسرائيلي.. أعلنت اعتقال 3 أشخاص
  • خبراء: موسم الشتاء يشهد انطلاقة متميزة وجاذبة للسياحة في أبوظبي