معارك غزة تحتدم.. تعرف على محاور القتال بالخرائط
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
تلقى جيش الاحتلال الإسرائيلي صفعة موجعة هي الأعنف في تاريخه، في السابع من شهر تشرين الأول، بعد ان فاجأت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس العالم، بهجوم غير مسبوق على مواقع لجيش الاحتلال في غلاف غزة، بما عرف بعملية طوفان الأقصى.
سيطرت كتائب القسام خلال العملية على ثكنات عسكرية، ودخلت عدة مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة المحاصر، نجم عن العملية مقتل المئات من الجنود الإسرائيليين وأسر العشرات وفق ما أعلنته القسام وجيش الاحتلال في الوقت نفسه.
ضربة موجعة وغير متوقعة
الصفعة الموجعة للاحتلال حطمت اسطورة الجيش الإسرائيلي، كسرت مقولة الجيش الذي لا يقهر، وجعلت الكيان الإسرائيلي في حالة من التخبط واختلال في التوازن، بعد الموقف الصعب الذي تواجهه حكومة نتنياهو في داخل إسرائيل وحلفائها الغربيين وواشنطن، لفشلها في منع الهجوم او تقليل الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال خلال طوفان الأقصى.
بدأت حكومة نتنياهو البحث عن مخرج لرد اعتبارها فبدأت بالتمهيد لعملية برية ضد قطاع غزة حيث شنت حملة قصف عنيفة وممنهجة على القطاع واتبعت سياسة الأرض المحروقة أدت إلى استشهاد أكثر من 9 آلاف فلسطيني وما يزيد عن وإثنين وعشرين ألف جريح، فضلا عن دمار كبير في البنية التحية، حيث مسحت أحياء سكنية عن الخارطة كما دمرت أكثر من نصف المشافي والنقاط الطبية في القطاع.
وفي السابع والعشرين من تشرين الأول أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع، وهي المؤشر على بدء العملية البرية في قطاع غزة بهدف تحرير الأسرى الإسرائيليين وفق ما أعنه جيش الاحتلال، فماهي محاور العملية البرية التي اتبعها الاحتلال وماهي نتائج تلك العمليات؟؟
محاولات توغل بري من عدة محاور
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي التمهيد لمحاولات التقدم البري، حيث توغلت مجموعة من الآليات العسكرية لعمق محدود خلف الجدار العازل على أسوار القطاع الشرقية لوقت محدود ثم عادت أدراجها، وهي ما اعتبرت المرحلة الأولى من محاولات التوغل البري ثم بدأت محاولات التوغل تتزايد وتزيد حدة القصف حتى بدأت الآليات العسكرية تجاوز الجدار من الأطراف الشمالية للقطاع وتوزعت محاور القتالي على ثلاث مناطق رئيسية هي:
المحور الشمالي
بدأ جيش الاحتلال اول محاولاته البرية للتوغل في قطاع غزة من جبهة الشمال، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء أول علميات على محور بيت حانون وبيت لاهيا، والتي اعتبرت من أبرز نقاط التوغل البري لمسافة قدرت من مصادر محلية بنصف كيلو متر في الأيام الأولى ثم واصل جيش الاحتلال توغله لمسافة أكبر.
وتتوزع أبرز المناطق الساخنة على طول الحدود الشمالية للقطاع بدأ من منطقة بيت حانون وقرية أم نصر وبيت لاهيا ومنطقة موقع زكيم العسكري ومنطقة التوام على الشريط الساحلي
وتوغلت القوات الإسرائيلية في محور شمال القطاع وصولا إلى منطقة "الكرامة" على تخوم مدينة غزة من الجهة الشمالية الغربية، وببلدة بيت حانون من الجانب الشمالي الشرقي.
وهذه المناطق عبارة عن أراض زراعية خالية من السكان، أو مناطق سكنية كانت قد دمرتها الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية من الحرب المتواصلة منذ 26 يوما.
تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية على هذا المحور أعنف الاشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وتكشفت "كتائب القسام" عن اشتباكات ومواجهات مستمرة بين مقاتليها وقوات الجيش الإسرائيلي، في عدة نقاط اشتباك في محاور القتال شمالي قطاع غزة.
محور الوسط
وهو المنطق الأكثر خطورة في عمليات التوغل البري حيث تفصل حدود القطاع مع الأراضي المحتلة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي حوالي 6 كيلومتر فقط جنوبي مدينة غزة، شهدت هذه المنطقة قتالا عنيف بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية منذ اليوم الأول لتحرك القوات الإسرائيلية في السابع والعشرين من شهر تشرين أول الماضي.
تمكنت خلال هذه الأيام قوات جيش الاحتلال من التوغل إلى حي الزيتون وجحر الديك وصولا إلى شارع صلاح الدين وتابعت توغلها إلى أن وصلت إلى شارع 10 في جنوب مدينة غزة.
محور الجنوب
يمتد محور جنوب قطاع غزة من مناطق المواجهات في الوسط دير البلح وخان يونس ورفح وهذه الجبهة ما تزال باردة ولم تشهد مواجهات مباشرة بين جيش الاحتلال والفصائل الفلسطينية إلا أن طائرات الاحتلال استهدفت جميع هذه المناطق بغارات مكثفة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع أدت إلى وقوع مجازر وتدمير واسع في البنية التحتية.
كيف تمكنت قوات الاحتلال من التوغل؟
بدأت تطورات الأحداث تدريجيا منذ بدء العملية البرية حيث واصلت المدفعية الإسرائيلية والطائرات الحربية قصف منطقة التوغل بكثافة ضمن سياسة "الأرض المحروقة".
زادت كثافة الغارات المدفعية بشكل غير مسبوق بمحاولة إسرائيلية لتدمير أي دفاعات للفصائل الفلسطينية المسلحة في تلك المنطقة قبل التوغل بريا إليها.
ثم بدأ تقدم القوات الإسرائيلية ضمن بلدة "جحر الديك" وهي أراض زراعية وتخلو من أي منازل أو مبان، وبعد سلسلة أحزمة نارية نفذتها المقاتلات الجوية والمدفعية الإسرائيلية بدأت عدة دبابات وجرافة مدرعة بالتقدم من الحدود الشرقية لبلدة "جحر الديك" داخل الأراضي الزراعية حتى وصلت خلال وقت قصير إلى شارع صلاح الدين.
وتعد هذه المنطقة بمفهوم الفصائل الفلسطينية منطقة رخوة وحصلت على هذه التسمية نظرا لكونها أراض زراعية مفتوحة علاوة على أنها تعد أقرب نقطة بين شارع صلاح الدين والحدود الشرقية للقطاع وبالتالي فإن حركة المقالتين الفلسطينيين فيها تكون مكشوفة ومحدودة.
عوامل ساعدت الاحتلال على التقدم
ساعد الآليات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال على التقدم السريع ثلاثة عوامل رئيسية
الأول هو أن المنطقة زراعية مفتوحة كليا وأي حركة للفصائل الفلسطينية فيها تكون مكشوفة، والعامل الثاني أن المسافة بين الحدود شارع صلاح الدين قصيرة لا تتعدى الـ3 كيلو مترات.
أما العامل الثالث فيرتبط بحرق الطائرات الحربية والمدفعية لأراضي المنطقة بصواريخ وقنابل ثقيلة ومضادة للتحصينات والأنفاق تحت الأرض على مدار الأيام الماضية.
ما هو شارع صلاح الدين الذي وصلت له قوات الاحتلال؟
شارع صلاح الدين أحد طريقين يربطان جميع مدن قطاع غزة فهو يمتد من معبر رفح على الحدود مع مصر وصولا إلى معبر بيت حانون "إيرز" أقصى الشمال الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.
أما الطريق الثاني الذي يربط مدن القطاع فهو شارع "الرشيد" وهو يمتد على طول الشريط الساحلي لغزة.
حصيلة الاشتباكات بين الفصائل والاحتلال
كشفت كتائب القسام أن الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في شمال غرب غزة أسفرت عن "استهداف آليتين بقذيفتي الياسين 105، واشتعال النيران فيهما والإجهاز على أحد الجنود من نقطة صفر".
وقالت الكتائب في سلسلة بيانات مقتضبة، نشرتها منصاتها الإعلامية، إن مقاتليها "أجهزوا على قوة صهيونية في بيت حانون واستهدفوا جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة".
وذكر الناطق الرسمي باسم كتائب القسام خلال بيانه الأخير إن فصائل المقاومة تمكنت من تدمير أكثر من 30 آلية عسكرية لقوات الاحتلال خلال المواجهات على محاور القتال.
وأعلن عن أسلحة جديدة دخلت إلى الخدمة خلال العمليات الأخيرة ومنها "طوربيد العاصف" الموجه ضد الأهداف البحرية والذي استخدم للمرة الأولى في هذه المعركة، مشيرا إلى أن سلاح البحرية في القسام تمكن من توجيه هجمات ضد أهداف بحرية قبالة سواحل غزة بواسطة طوربيد العاصف الموجه عن بُعد إضافة إلى عبوات ناسفة استخدمت لأول مرة من المسافة صفر ضد الدبابات.
وتوعد أبو عبيدة جيش الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من المفاجأت التي تنتظر قوات الاحتلال التي تحاول التوغل البري على جبهات القتال في شمالي القطاع والمنطقة الوسطى.
من جانبه أعترف جيش الاحتلال بمقتل عدد من جنوده خلال المواجهات وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عدد القتلى الذين سقطوا من قواته خلال المواجهات بلغ 24 عنصرا بينهم ضباط برتب عالية، وسط اتهامات من قبل كتائب القسام بأن أعداد القتلى أكثر من ذلك بكثير نظرا لقوة المواجهات التي تخوضها الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال وما تنشره كتائب القسام من صور وفيديوهات تبين الضربات الموجعة التي توجهها لقوات الاحتلال المتوغلة في محاور القتال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية جيش الاحتلال الإسرائيلي كتائب القسام العملية البرية التوغل البري كتائب القسام العملية البرية الحرب على غزة التوغل البري سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی القوات الإسرائیلیة شارع صلاح الدین قوات الاحتلال محاور القتال التوغل البری کتائب القسام بیت حانون قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
عندما دخل المؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
كان يعمل مع الجيش
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.