مُعادٍ للساميّة!
#أيمن_يوسف_أبولبن
قال الله سبحانه وتعالى عن المُفسدين من بني #اسرائيل
(كلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
وخاطب السيد المسيح اليهود الذين خالفوا تعاليمه قائلاً:
(إِنَّ بَيْتِي بَيْتُ الصَّلاَةِ.
أما في الأدب العالمي، فتم تصويرهم بما يستحقون؛ شخصية “شايلوك” التاجر الجشع في رائعة “تاجر البندقية” لشكسبير، المُرابي الذي يقتصّ من المدينين لحمهم البشري!
شخصية “سكروج” في رواية تشارلز ديكنز التي أصبحت مُصطلحاً مستعاراً في الأدب العالمي، للإشارة إلى كلِّ بخيلٍ مُقيت!
رئيس العصابة “فاجن” في رواية أوليفر تويست، الذي يخطف الأولاد ويُكرّسهم لعمليات النهب والاحتيال!
لقد احتفظ التاريخُ بما صنعه اليهود المتعصبّون، في كل العواصم الأوروبية التي قطنوا فيها، حيث تشير الدراسات التاريخية أن #اليهود هم من أنشأوا ما يُعرف بالسوق السوداء، وتجارة الجنس، والربا (الدين الآجل بفوائد باهظة)، لقد كان اليهود المتعصبون -الذين أنشأوا الحركة الصهيونية لاحقاً- على مر العصور مثالاً حياً لما وصفهم به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وكما ذكرت في مقدمة مقالي هذا (يسعون في الأرض فسادا) أي أنهم يهدفون ويخططون وينفذون مشروعاتهم التخريبية عن سبق إصرار وعزيمة، لبث الفتنة والحروب والفساد في كل المجتمعات، منطلقين من إيمانهم بأن الله فضّلهم على العالمين، وأنه ما خلق باقي الأمم سوى لخدمة الأمة اليهودية-الصهيونيّة!
ومن أجل هذا كلّه، قام #الأوروبيون في القرن السادس عشر بوضع الجاليات اليهودية في كانتونات ومساكن شعبية سُميّت “الغيتو” أو “الحارة اليهودية”، حيث منعوهم من الاختلاط معهم لأنهم أدركوا أن هؤلاء المتعصبين لا يصلحون للعيش المشترك مع الحضارات والقوميات المختلفة، ثم تخلصوا منهم في القرن العشرين بأن منحوهم أرضنا بعيداً عنهم كي يستريحوا من همومهم ومشاكلهم، وهكذا أصبحنا نحن “العرب” المشكلة والعائق أمام سلام وأمن العالم!
لهذا كان -وما زال- اليهودُ أمّة واحدة منغلقة على نفسها، لا يعترفون بحقوق متساوية مع من سواهم، والدليل على قولنا هذا أن دستور دولة إسرائيل جعل المواطنة من حق كل “يهودي”، فتحوّلت المواطنةُ المدنيّة القائمة على الحقوق المتساوية والعيش المشترك بين فئات المجتمع، والقيم الانسانية “الحرية والعدالة والمساواة” إلى هوية طائفيّة #عنصرية قائمة على الدين، وبهذا تكون دولة اسرائيل (دولة الاحتلال) الدولة الوحيدة في العالم القائمة على أصولٍ دينيّة!
في روايته “أبناء الغيتو”– التي أنصح الجميع بقراءتها – يتحدث الأديب اللبناني إلياس خوري عن تفاصيل مجزرة اللدّ التي ارتكبها #الصهاينة عام 1948 في خضم معركتهم لاستعمار فلسطين، وكيف حوّل جيش الاحتلال الصهيوني مدينة اللدّ إلى “غيتو” آخر للفلسطينيين ومارسوا على سكان المدينة الأصليين، كل صنوف العذاب والبؤس التي تعرّض لها اليهود في أوروبا، من “الغيتو” إلى “الهولوكوست”.
لقد تقمّص جيش الاحتلال شخصية الأوروبي القاتل، بأكثر صوره بشاعةً، ثم قام بإسقاط شخصية الضحيّة على العرب الفلسطينيين، فمارسوا عليهم أبشع الجرائم من حصار ٍ وحرمان من الماء والطعام وحليب الأطفال، ثم أوسعوا فيهم قتلاً وتمثيلاً، ثم أجبروا الأحياء الباقين على تنظيف المدينة من الجثث ثم حرقها!!
” هل تستطيع أن تتخيل معنى أن يبدأ صباحك برائحة الجثث المحترقة؟ صار عمري أكثر من سبعين عاماً و هذه الرائحة ترافقني، عليّ كل صباح أن اخرج إلى الحديقة حتى لو كانت الحرارة ١٥ تحت الصفر، أخرج كي أتنشق الهواء و أبدّد الرائحة”!!
لقدأصرّت دولة الاحتلال عن وعي أو غير وعي منها، على أن تحفر في ذاكرة كل جيلٍ من أبناء هذه المنطقة، ذكرى حربٍ ومجزرةٍ دموية، ووصمة عار ٍعلى جبين الإنسانية!
يصرّ القائمون على هذه الدولة أن يزرعوا الكراهية والحقد في صدور الأجيال المتعاقبة، جيلاً بعد جيل، ولا أعلم إن كان هذا عن عمدٍ وإصرار، أم هي طبيعتهم التي لا يستطيعون تغييرها ولو حاولوا جاهدين!
لن أنسى ما حييت قصص والدي عن إحتلال عام 1948 ومجازر دير ياسين وقرية الطنطورة وخان يونس، وعن نكبة 1967، عدا عن الكم الهائل من التوثيقات والروايات والأرشيفات التي قرأتها وتتحدث عن جرائمهم وبشاعة أعمالهم.
أضف إلى ذلك مجزرة بحر البقر عام 1970 في محافظة الشرقيّة في مصر، وقتل الجنود المصريين الأسرى عام 1973، ودفنهم في مقابر جماعية وأيديهم مكبّلة!
وما أن دخلت العقد الثاني من عمري، إذا بأحداث غزو لبنان ومجزرة صبرا وشاتيلا تدقّان الأبواب، تلاهما مذبحة الأقصى عام 1990 والحرم الابراهيمي عام 1994، وقانا 1996 ومجزرة جنين عام 2002.
ثم انتقلت المجازر الصهيونية، إلى الجيل الثالث مع حروب غزة المتعاقبة وصولاً إلى يومنا هذا ومجازر المستشفى المعمداني وكنيسة الروم الأرثوذكس، وقبلها قصف مدرسة الأونروا عام 2009.
ينتقل الثأر بين أبناء هذه المنطقة من جيلٍ إلى جيل، رغم أنفنا!
أجزم بأن لكل جيل في هذه المنطقة تأرٌ عند هؤلاء الصهاينة، وكأنهم يزرعون الحقد والبغض أينما حلّوا وأينما أقاموا!
وللأسف فقد نجحت الحركة الصهيونية -رغم تاريخها الدموي- في تزييف الحقائق وقلب الوقائع فيما يخص قضية فلسطين لأسباب عديدة من أهمها امتلاكها للوبي صهيوني قوي قادر على التأثير على دوائر إتخاذ القرار بالإضافة الى سيطرتها على وسائل الاعلام الغربية وصناعة السينما.
ولعل الكذبة الكبرى التي سخّرتها الحركة الصهيونية لمصلحتها هي حَصر العرق السامي بمعتنقي الديانة اليهودية واختراع تهمة “معاداة الساميّة” بهدف تحصين اليهود الصهاينة أفراداً ومؤسسات، من المحاسبة والملاحقة القانونية بل واغتيال شخصية كل من يخالفهم فكرياً.
بمعنى آخر لقد توافق العالم الغربي اليوم على وضع اليهود الصهاينة في منزلةٍ فوق كل البشر!
لهذا أقول في الختام، بأني أعترف بكامل قواي العقليّة وصحتي النفسية أني مُعادٍ للساميّة!
أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
27-7-2023
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: اسرائيل اليهود الأوروبيون عنصرية الصهاينة
إقرأ أيضاً:
نشّال بروح مناضل.. ملامح خفية في شخصية «عبدالعزيز النص» برمضان 2025
في إطار من الدراما الاجتماعية الكوميدية، يطلّ الفنان أحمد أمين على الجمهور خلال موسم رمضان المقبل من خلال شخصية «عبد العزيز النص»، النشال التائب، الذي يقرر الابتعاد عن طريق العمل الإجرامي ليسلك طريقًا جديدًا في مقاومة المحتل البريطاني، ويكوّن فريقا من النشّالين فائق المهارة وفتاة ليل وضابط، ليقوم بعمليات ضد المحتل حتى يذيع صيته وتتبناه حركات المقاومة الشعبية مما يسبب ضررًا للحالكم الإنجليزي فيقرر الخلاص منه، في مواجهات بين الفريقين تنتهي بنصرة «النُص»، فمن هو عبدالعزيز النُص؟
من هو النشال عبدالعزيز النص؟ومن واقع كتاب «مذكرات نشال»، تدور الأحداث حول قصة انتقادية فكاهية تعطيك صورة من أخلاق وعادات النشالين وحيلهم وأساليبهم في النشل، قَصها بطل وقائعها المعلم عبدالعزيز النص «النشال المشهور» على صاحب جريدة «لسان الشعب» وطلب منه نشرها، إذ كان راوي الأحداث المعلم عبدالعزيز النص هو شخص مجهول حتى للناشر حسني يوسف، وعلى الرغم من وصفه له بـ«النشال المشهور» على غلاف المذكرات؛ إلا أنّه لم يتعرف عليه في لقائهما الأول، حيث ذكر في مقدمته للمذكرات: «لم أشك حينما رأيت ذلك الرجل في أنّه وجيه من الوجهاء وعين من الأعيان، لما رأيته من شياكته وحسن هندامه.. وقفت ومددت يدي وصافحته ثم دعوته للجلوس، فجلس وهو يبتسم ثم قال: أظن حضرتك حسني أفندي يوسف، مش حضرتك اللي طبعت مذكرات فتوة للمعلم يوسف أبو حجاج، بقى أنا محسوبك واسمي عبدالعزيز النص».
وبدأت رحلة عبدالعزيز النص تلميذًا لنشال يُدعى محمود دقدق، تعلم منه أصول النشل، ودربه حتى تفوق التلميذ على أستاذه «قِدرت على كيفي أمشي هنا وأسهر هنا لحد ما ربنا وقعني في إيد واد نشال اسمه محمود دقدق. صاحبني وصاحبته ومشيت معاه.. علمني كاره ودرجني لحد ما بقيت أقوى منه».
وعبدالعزيز النص بحسب ما ذكرت الرواية، هو رجل في الحلقة الخامسة من عمره، طويل القامة ممتلئ الجسم جميل الطلعة، وخَط الشيب شعره الأسود الفاحم، جميل المنظر، جذاب الملامع، ارتدى بدلة سوداء، فوقها معطف من الصوف الرمادي، وقد حصل على تدليل كبير من والده خاصة وأنّه ليس لديه أي أخوة، وكلما كان يهرب «النص» من الكُتاب والمدرسة لا يُبدِ والده أي اعتراض، وبعد فترة قليلة من عمله في «النشل» استطاع أن يفتتح مَحل حلوى وألعاب في شارع محمد علي.
وفي الفترة بين عامي 1914 و1915، تدهورت الأوضاع المالية لـ«النُص» وفقد كل ما يملك، وبعد أن قرر التوبة عن السرقة، سعى جاهدًا للحصول على وظيفة «كومساري» في شركة الترام، ونجح في ذلك بعد محاولات عديدة، واستمر في هذا العمل لمدة 8 سنوات، ولكنه عاد بعدها إلى السرقة مرة أخرى، وتركزت نشاطاته في محيط مسارح شارع عماد الدين.
مسلسل النص في رمضان 2025ومسلسل النُّص من بطولة أحمد أمين وأسماء أبو اليزيد وصدقي صخر وحمزة العيلي وسامية طرابلسي وكذلك دنيا سامي وسمر علام ودعاء حكم، كما يشارك في بطولة المسلسل، كل من عبدالرحمن محمد وإسراء أحمد عطية ووائل عيني ومن إخراج حسام علي وتأليف ورشة ماجنم.