14 مليار دولار لإسرائيل.. هل تتورط واشنطن في التطهير العرقي بغزة؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
واشنطن- تعبر منظمات حقوقية وإنسانية أميركية كثيرة عن قلقها من احتمال مساهمة إدارة الرئيس جو بايدن أو التواطؤ في تأجيج جرائم الحرب الإسرائيلية بحق قطاع غزة، بما في ذلك من تطهير عرقي وبرنامج لتهجير الفلسطينيين.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أرسل البيت الأبيض طلبا إلى الكونغرس للحصول على تمويل تكميلي للسنة المالية الحالية قيمته 106 مليارات دولار، يشمل دعم أوكرانيا بـ61 مليارا، وإسرائيل بـ14 مليارا، وبرامج أخرى منها 5.
وطالبت مؤسسة "مشروع الديمقراطية بالشرق الأوسط" (POMED) -في بيان- إدارة بايدن بألا تتواطأ في تأجيج جرائم الحرب أو تشجيعها، وبضرورة الالتزام بالقانون الأميركي وضمان أن مساعداتها العسكرية تُستخدم فقط لأغراض دفاعية ولا تدعم انتهاكات حقوق الإنسان.
وأضاف البيان أنه يجب على متخذي القرار الأميركي تجديد الاهتمام بالأسباب الجذرية لهذا العنف، ويجب أن يمنح أي حل الفلسطينيين والإسرائيليين حقوقا متساوية وإمكانية الوصول إلى حياة الحرية والكرامة والأمن والسلام.
إسرائيل تتلقى دفعة جديدة من المساعدات العسكرية الأميركية (الأناضول)من جانبها، حذرت منظمة "الديمقراطية للعالم العربي الآن" (DAWN) إدارة بايدن بشأن طلبها من الكونغرس الموافقة على تمويل 14 مليار دولار لإسرائيل، معتبرة أن هذه الدفعة تحتوي على لغة تشير لدعم فكرة الترحيل القسري للفلسطينيين من غزة.
وحثت هذه المنظمة الكونغرس على رفض مشروع قانون التمويل التكميلي، الذي يقترح تمويل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين ينزحون من غزة إلى الدول المجاورة.
وقالت سارة ليا ويتسون مدير المنظمة "بدلا من المطالبة بوقف إطلاق النار لحماية المدنيين الفلسطينيين من المزيد من الفظائع، تتلاعب إدارة بايدن بنا بسخرية لقبول مساعدة الفلسطينيين المطرودين كجائزة ترضية".
دعم غير مشروطولم يوافق مجلس النواب الأميركي على هذه الحزمة التمويلية بسبب مخصصات أوكرانيا والتي يرفضها أغلب الأعضاء الجمهوريين، بينما هدد بايدن باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار الجمهوريين حال استثنائه تمويل كييف.
وقال سيث بيندر الخبير بمشروع ديمقراطية الشرق الأوسط بواشنطن -للجزيرة نت- إن طلب إدارة بايدن حزمة مساعدات بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل غير مسبوق من حيث الحجم، ويظهر الدعم غير المشروط لإسرائيل رغم الأدلة المتزايدة على ارتكابها جرائم حرب في ردها على هجوم حماس يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتنظم مذكرة تفاهم -تم توقيعها عام 2016 بين الولايات المتحدة وإسرائيل- حجم المساعدات العسكرية الثنائية لمدة 10 سنوات، وتلزم واشنطن بتزويد إسرائيل بمبلغ 3.3 مليارات دولار من التمويل العسكري الأجنبي سنويا.
كما تلزم الولايات المتحدة بإنفاق 500 مليون دولار سنويا على برامج الدفاع الصاروخي المشتركة من السنة المالية 2019 إلى 2028. وتشير المذكرة إلى إمكانية تقديم مساعدات تكميلية في حالات الطوارئ مثل الحروب.
وفور بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال ذخائر وقنابل كثيرة للجيش الإسرائيلي لتعويض أي نقص قد يتعرض له. ولم يعارض الكثير من قادة الكونغرس عدوان إسرائيل الذي خلف أكثر من 9 آلاف شهيد حتى الآن.
وفي لقاء مع شبكة "سي إن إن" رد ليندسي جراهام، السيناتور الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، على سؤال حول ما إذا كان هناك حد لعدد الضحايا المدنيين الذين ستقبل واشنطن موتهم في غزة.
مخاوف مشروعة
وقال جراهام "إذا سألنا أحدهم أثناء الحرب العالمية الثانية، فهل هناك حد لما ستفعله للتأكد من أن اليابان وألمانيا لا تغزوان العالم؟ هل هناك أي حدود لما يجب أن تفعله إسرائيل بالذين يحاولون ذبح اليهود؟ الجواب لا، لا يوجد حد".
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط السفير ديفيد ماك -للجزيرة نت- إن هناك مخاوف مشروعة ومبررة لبعض منظمات حقوق الإنسان المؤيدة للفلسطينيين من طلب بايدن من الكونغرس مساعدة إسرائيل، ومن إمكانية تمويل واشنطن تهجير الفلسطينيين والتطهير العرقي.
وإضافة إلى 14 مليار دولار لإسرائيل، يشمل طلب بايدن تمويل مساعدات إنسانية منقذة للحياة في غزة وداعمة للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية والمناطق المحيطة بها.
وتضمنت المذكرة جزءا خاصا بعنوان "مساعدات الهجرة واللجوء" طالب فيها بايدن بمبلغ إضافي قيمته 3.5 مليارات دولار، ليظل متاحا حتى يتم إنفاقه، لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
ومن شأن هذه الموارد أن تدعم المدنيين النازحين والمتضررين من النزاع، بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون في غزة والضفة، وأن تلبي الاحتياجات المحتملة لسكان غزة الفارين إلى البلدان المجاورة.
وتركت هذه اللغة الغامضة الباب مفتوحا ليراها البعض استعدادا أميركيا لتوفير الموارد المالية التي تعكس خطط تهجير سكان غزة وتوطينهم خارج القطاع.
وتحدث الخبير بمشروع ديمقراطية الشرق الأوسط بواشنطن عما سماه مخاوف مشروعة لمنظمات حقوق الإنسان من طلب بايدن من الكونغرس الموافقة على حزمة المساعدات لتمويل تهجير الفلسطينيين والتطهير العرقي، لأن بعض المسؤولين الإسرائيليين استمروا بالتعبير عن رغبتهم في طرد الفلسطينيين من غزة.
وأضاف بيندر للجزيرة نت "رغم إعراب بايدن ومسؤولين أميركيين آخرين عن معارضتهم لأي نزوح قسري، مازال يتعين عليهم توضيح أنه لن يدعم أي تمويل أميركي لمثل هذه الجهود".
بدوره، يقول آدم شابيرو مسؤول الملف الفلسطيني الإسرائيلي بمنظمة "الديمقراطية للعالم العربي الآن" للجزيرة نت "إن مشروع القانون المطروح يوضح أن أفكار إدارة بايدن قد نفدت، وأن الاعتماد على القوة العسكرية لمعالجة مشكلة سياسية -يعلم الجميع أنها لن تحل عسكريا- هو ببساطة غباء".
وأضاف أن صانعي السياسة الأميركية والخبراء يواصلون تجنب محاولة إيجاد طرق للتعامل مع المشكلة الحقيقية المتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري، ويتوقعون أن يختفي الفلسطينيون فعليا، رغم معرفتهم بواقع القضية بشكل أفضل فـ "هذا فشل هائل للقيادة الأميركية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ملیار دولار لإسرائیل إدارة بایدن للجزیرة نت من غزة
إقرأ أيضاً:
تمويل مشترك بمبلغ 4.235 مليار جنيه.. من البنك الأهلي المصري وبنك مصر وQNB مصر لصالح شركة الزاهي جروب للمقاولات
قام البنك الأهلي المصري وبنك مصر و QNB مصر بمنح تمويل مشترك بمبلغ 4.235 مليار جنيه لصالح شركة الزاهي جروب للمقاولات، حيث يقوم البنك الأهلي المصري بدور المرتب الرئيسي الأولي ومسوق التمويل ووكيل التمويل وبنك المستندات في التحالف المصرفي، ويقوم بنك مصر بدور المرتب الرئيسي الأولي ومسوق التمويل وبنك الحساب و QNB مصر بدور المرتب الرئيسي الأولي، وتأتي هذه الخطوة لتمويل بعض المشاريع المسندة للشركة والتي تشمل تصميم مرافق واستصلاح أراضي وأعمال بنية تحتية وتسوية أراضي زراعية وإنشاء خط الري والصرف وأعمال الكهرباء والأعمال الميكانيكية.
وقد تم التوقيع بحضور يحيى أبو الفتوح نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري وشريف رياض الرئيس التنفيذي للائتمان المصرفي للشركات والقروض المشتركة بالبنك الأهلي المصري، محمد خيرت رئيس قطاع ائتمان الشركات والقروض المشتركة ببنك مصر وعـبد الرحـمن طـلعـت بصفته رئيـس قطاع تـمويـل الشركات الكبـرى والاستثمار ببنك QNB مصر وقد حضر عن الشركة د/أحمد الزاهي بصفته رئيس مجلس ادارة شركة الزاهي جروب للمقاولات (أحمد الزاهي الشناوي وشركاه) بحضور لفيف متميز من قيادات البنوك والشركة.
وأشار يحيى أبو الفتوح الى ان التمويل يتماشى مع استراتيجية البنك في دعم القطاعات الاقتصادية والتي ينعكس نتائجها على الاقتصاد، خاصة ان هذا القطاع يرتبط بمجموعة من الصناعات والأنشطة الصناعات الوسيطة والتي يحرص البنك على تمويلها، مشيدا بدور فريق العمل من البنوك على اجراء الدراسات اللازمة والتعاون المثمر الذي اسفر عن إتمام التمويل بنجاح.
وأكد شريف رياض أن البنك يولي اهتمام كبير بالمشروعات التنموية الكبرى في مصر في مختلف القطاعات وبالأخص التي تهدف إلى تعزيز منظومة الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد المصري من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية مما يساهم في زيادة الرقعة الزراعية وتحسين الإنتاج الزراعي وتوسيع الإنتاجية الزراعية وتقليل الاستيراد وتحسين توازن الميزان التجاري المصري وتوفير فرص عمل جديدة، من خلال تطبيق احدث الأساليب التكنولوجية، مشيدا بدور فرق العمل من البنوك على اجراء الدراسات اللازمة لمثل هذا المنح بكفاءة عالية والتعاون المثمر من جانب البنك الأهلي المصري وكافة البنوك والذي أسفر عن اتمام التمويل بنجاح وكفاءة وفي التوقيت المحدد
وأكد محمد خيرت على حرص البنك على التوسع في تمويل المشروعات الحيوية في كافة القطاعات لما لها من تأثير إيجابي على تحفيز النمو الاقتصادي، وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، وبما ينعكس على خلق فرص عمل بما يخدم بشكل عملي خطط الدولة التنموية، وتأتي مشاركة بنك مصر في هذا التمويل المشترك والذي من شأنه تحسين مشروعات الإنتاج الزراعي وغيرها من المشروعات الحيوية، استمراراً للخطط التسويقية المكثفة التي ينتهجها البنك لتنفيذ أهدافه الإستراتيجية في دعم الاقتصاد القومي في شتى المجالات والقطاعات، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة.
كما أشاد خيرت بالتعاون المثمر بين البنوك المشاركة واحترافية فرق العمل، والتي أتمت كافة إجراءات التمويل المشترك بنجاح وكفاءة في مختلف مراحله، حيث أن الكوادر المدربة عنصراً هاماً في إتمام مثل هذا التمويل بكفاءة عالية، حيث يؤمن بنك مصر بضرورة تضافر الجهود من أجل تنفيذ خطط الدولة لدعم الاقتصاد الوطني ويحرص على الدخول في المبادرات والبروتوكولات التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
ومن جانبه، نوّه عـبد الرحـمن طـلعـت، بأهمية الدور الذي يلعبه القطاع البنكي في إتاحة التسهيلات المالية لدعم المشاريع ذات النفع الاقتصادي والاجتماعي، لاسيما في مجال تطوير القطاع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي وتأمين آلاف الوظائف، والذي يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولفت إلى جهود QNB مصر لدعم الاقتصاد الوطني والتي تعززت مؤخراً بعد توقيعه على العديد من اتفاقيات التمويل المشتركة لعدد من الشركات الوطنية والمشروعات كبرى، مستفيداً من شبكة علاقته الواسعة مع كبرى المؤسسات المالية الدولية.
ومن جانبه أعرب د/أحمد الزاهي عن سعادته بالتعاون مع البنك الأهلي المصري وبنك مصر وQNB مصر كونهم أكبر البنوك العاملة في مصر، مشيرا الى أن شركته تعمل في مجال المقاولات العامة المتكاملة وتتعدد أنشطة الشركة بين الأعمال النهرية وانشاء الأرصفة والتكريك، أعمال الاشغال العامة، محطات القوى الحرارية والكهربائية والمائية، أعمال الطرق والكباري، انشاء السدود، مشروعات شبكات المياه والصرف الصحي، ويمتد عمل الشركة إلى الأنشطة التخصصية والمكملة لأعمال المقاولات مثل الخرسانة الجاهزة وأعمال العزل والبولي اثيلين.