أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة اليوم، وجاءت تحت عنوان «الحق في الحياة بين الشرائع السماوية والمواثيق الدولية». 

خطبة الجمعة اليوم

وبدأت خطبة الجمعة اليوم بـ«الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: (من أجل ذلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي اسرائيل اله من فتن لن يغير على أو فناء في الأرض فكلما قال الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الان جميعا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد»:

واستكملت خطبة الجمعة اليوم: «فإن الحياة هبة الله تعالى للإنسان أكرمه سبحانه بها، وعظم حلها، وجعل الحفاظ عليها من أهم المقاصد والكليات التي جاءت الشرائع السماوية بحفظها، وحرمت الاعتداء عليها، بل اعتبرت أي تهديد لحياة إنسان اعتداء على الجنس البشري كله حيث يقول الحق سبحانه: اولا للتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)، ويقول سبحانه: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بغيرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فكانما قتل الناسَ جَمِيعًا وَمَنْ أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا)، والإحياء هذا المقصود به الإنقاذ من الهلكة، والعمل على إبقاء حياة النفس الإنسانية، سواء بدفع الهلاك عنها أو بتوفير ما تحتاج إليه من ملعام وغداء او علاج و دواء، أو تعبيد للطرق وإقامة العمران».

موضوع خطبة الجمعة اليوم

كما أن في الآية حنا على أن يقوم الإنسان بالإحياء لا الإمانة، إحياء البشر والشجر والكون كله بالحفاظ على مقومات الحياة، وإصلاح ما فسد أو أفيد منها. وقد وصف الحق سبحانه عباده المقربين بأنهم أهل المحافظة على حياة الناس حيث يقول سبحانه في وصف عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يقتلون النفس التي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يولون ومن يفعل ذلت يلق الاماء بناتلهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَالا)، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم) في شان تعظيم الدماء: أول ما يُقضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدَّمَاءِ)، ويقول (عليه الصلاة والسلام) اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُويقَاتِ... الشرك بالله والنخر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا، وَأَكْلُ مَالِ الْبَيمِ، وَالنَّوَلي يَوْمَ الأحْفِ وَقَذَفَ الْمُحْصَات الفائناتِ الْمُؤْمِنَاتِ، ويقول صلى الله عليه وسلم): (لا يزال العبد في فتحة من دينه ما لم يُصب دما حراما).

الأوقاف تعلن خطبة الجمعة اليوم

وأضافت خطبة الجمعة: «أن الإسلام لم يحرم الاعتداء على حياة الغير فحسب، بل حرم الاعتداء على النفس، وجعل ذلك من أكبر الكبائر، حيث يقول الحق سبحانه: (ولا تقتلوا انفسكم إن الله كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " وَمَن يَفعل ذلك عُدْوَالا ولنا فنون لطلِيهِ نَارًا وكان ذلك على نبینا صلى الله عليه وسلم): (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في تار فيه خالِدًا مخلدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَن لحتى شما فقتل نفسه، فسته في يدي بنخاه في نار جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخلدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن قتل نفسه يحدِيدَةٍ تحديدثه في يده بجأ بها في بطنه في نار جهنم خالِدًا يُخَلدًا فِيهَا أَبَدًا».

ولأن الحياة ملك لله تعالى وحده وليست ملكاً لأحد سواه فقد كفل الإسلام للإنسان حياة طيبة كريمة، وحرم إهانته وإبداءه حيث يقول الحق سبحانه اولقد كرمنا بني آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البر والبحر ورزقناهم من العليِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِير مِمَّنْ خَلَقْنا تفضيلا)، ويقول سبحانه: (وَالَّذِينَ يُؤْدُّونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يغير ما اكتبوا فقد احتفلوا بُهْتَانًا وَإلنا مُبِينًا. محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين.

واستكملت خطبة الجمعة اليوم: «لا شك أن المواثيق الدولية لنص على حق الإنسان في الحياة، وتؤكد على أن لكل شخص الحق في الحياة والحرية والأمن وأن على القانون أن يحمي هذا الحق، وأنه لا يجوز حرمان أحد من الحق في الحياة تعمفًا، وأن لكل إنسان الحق في التمتع بجميع الحقوق والحريات دونما تمييز بسبب العنصر، أو اللون أو الجنس أو اللغة، أو الدين أو الرأي، أو العرق، كما أنها تجرم كل أشكال التعدي على حياة الإنسان».

وهذا ما ينسق تماما مع الشرائع السماوية، خصوصاً شريعة الإسلام السمحة التي جاءت إلى الدنيا داعية إلى الحياة والإحياء والبناء والتعمير، حيث يقول الحق سبحانه هو الشاكم من الأرض واستغفركم فيها، ويقول سبحانه: (وايةً لَهُمُ الأَرْضِ المينة احتياها وأخرجنا منها حيا قبلة يأكلون وجعتنا فيهَا جَنَّاتٍ من تخيل وأعتاب وفخرنا فيها من العيون، ويقول سبحانه ومن آیا به انك ترى الأرض خائفة فإذا الزَّلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهتزت وربت إن الذى أحياها لمخي المَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قدير)، وفى هذا كله ما يؤكد أن ديننا هو دين الإحياء وفن صناعة الحياة، لا صناعة الموت، ولا الدمار ولا الهدم ولا التخريب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة الأوقاف وزارة الأوقاف صلى الله علیه وسلم خطبة الجمعة الیوم ویقول سبحانه یقول سبحانه فی الحیاة الحق فی

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، إن الإيمان بالقدر خيره وشره، هو من أهم مظاهر الإيمان بالله، حيث يعني الرضا بالله ربا وحاكما، وهو كذلك ثمرة الإيمان بالله وحلاوته.

وأضاف د. علي جمعة، أنه يتمثل دستور الإيمان بالقدر في قوله تعالى : ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر :49]، وما قاله عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه: «يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، سمعت رسول الله ﷺ يقول : « إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب. قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ». يا بنى إني سمعت رسول الله ﷺ يقول : « من مات على غير هذا فليس منى »( أخرجه أحمد ، أبو داود - واللفظ له).

دعاء الحريق .. كلمات نبوية مباركة تُطفئ النار وتحفظك من كل مكروهدعاء سورة الفاتحة.. اقرأه بإخلاص واطلب من الله ما تريد

وقوله ﷺ لابن عباس رضي الله عنه : « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف »( أخرجه أحمد، والترمذي).

وأشار علي جمعة، إلى أنه ينبغي على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا الله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.

وأوضح علي جمعة، أنه توجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله، فالإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غدًا؛ ولذلك من حقه أن يتمنى، وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع، فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراده الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، والذي قد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.

ونوه أن الإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله، فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله سبحانه وتعالى، فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل إلا لله، وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبدًا ربانيًا.

ولا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده، وبين كونك مختارًا مريدًا، فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل، ومن أنكره كذب بالمحسوس، وكذب بنصوص القرآن، التي أثبتت للإنسان قدرة ومشيئة واختيارًا، قال تعالى : ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [البلد :10]، وقال سبحانه : ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾ [آل عمران :152].

وأكد أن الصواب في تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلًا واختيارًا، وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر، ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه، فالقدر سر الله في خلقه، ولذا ترى بعض العارفين كأبي العباس الحريثي يقول : "من نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم ، ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم". فالعارف مستبصر بسر الله في خلقه.

طباعة شارك علي جمعة مظاهر الإيمان بالله الإيمان بالقدر خيره وشره

مقالات مشابهة

  • موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد والهدف منها
  • فعل يقع فيه البعض نهى النبي عن فعله يوم الجمعة.. احذر الوقوع فيه
  • حكم ترك خطبة الجمعة وأداء الركعتين فقط.. الإفتاء تجيب
  • السيد القائد يدعو إلى خروج مليوني يوم غد الجمعة وفاءٌ لغزة وثقة بوعد الله بالنصر
  • موضوع خطبة الجمعة لـ وزارة الأوقاف.. «لله درُّكَ يا ابن عباس»
  • الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة غدًا... تعرف عليها
  • ننشر نص خطبة الجمعة غدا بعنوان.. « لله درك يا ابن عباس»
  • «لله درك يا ابن عباس».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 11 يوليو 2025
  • متى يقبل الله الدعاء ؟..اغتنم هذه الأوقات
  • علي جمعة: الإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله