الحروب و«مؤشر الخوف» الاقتصادي
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
الحروب و«مؤشر الخوف» الاقتصادي
«إننا نشهد بداية تغيير النظام المالي من حيث الطريقة التي ينظر بها المستثمرون إلى الاستدامة المالية في أميركا».
حذر المجلس الفيدرالي الأميركي من أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة تهديد للنظام المالي العالمي، وسط تزايد أخطار ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.
أصبح الشرق الأوسط أحد أهم مصادر حالة «عدم اليقين» بالاقتصاد العالمي إذ أن صراعات اليوم لا تهدد مناطقها فقط، بل قد تؤدي لتآكل ترابط أكبر اقتصادات العالم.
أكثر من 100 شركة إسرائيلية مدرجة في البورصات وأسواق المال الأميركية، تقع تحت ضغط كبير داخل إسرائيل، وتلقت خسائر فادحة منذ بدء التصعيد العسكري.
تنعكس خطورة تداعيات الحرب على «مؤشر الخوف»، الأكثر شيوعاً لتقييم المخاطر وتقلبات الأسواق المالية، وقد بلغ 20.5 نقطة، كأحد أعلى مستويات «قلق» أسواق العالم.
* * *
في الوقت الذي يواجه فيه العالم قدراً هائلاً من «عدم اليقين» بسبب حرب أوكرانيا، تحوّلت الأنظار نحو منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت أحد أهم مصادر حالة «عدم اليقين» أمام الاقتصاد الدولي، خصوصاً أن صراعات اليوم لا تهدد المناطق التي تظهر فيها فحسب، بل وربما تؤدي إلى تآكل الترابط الضعيف الذي لا يزال قائماً بين أكبر اقتصادات العالم.
وإذا كان رئيس البنك الدولي أجاي بانغا قد حذّر في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار»، المنعقد في الرياض مؤخراً، من أن حرب غزة قد تسبب عواقبَ اقتصادية خطيرة، فإن مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا غورغيفا أوضحت أن هذه الحرب ستكون لها تداعيات اقتصادية على كل من مصر والأردن ولبنان.
وأشارت إلى ثغرات في توجهات الصندوق، مؤكدةً القول: «سنركز سياستَنا على الوقاية والحماية للاقتصاد الدولي». وفي الوقت نفسه، فقد توقف المستثمرون طويلاً عند دراسة تقييم رأي وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، وقولها بأن أصداء الحرب لن تكون ذات أثر كبير على الاقتصاد العالمي.
وكأنها بذلك تطمئنهم، وهم يعيشون حالة من القلق والخوف وعدم اليقين، ويبحثون عن ملاذات آمنة لاستثماراتهم، مع تواتر التوقعات عن احتمال أن تطول هذه الحرب (لأسابيع أو لأشهر)، في حال توسعت عملياتها لتشمل المنطقة، وربما تتدحرج إلى حرب عالمية، بما تحمله من كوارث بشرية واقتصادية وخسائر مالية ودمار واسع.
وجاء تصريح «يلين» في وقت حذر فيه المجلس الفيدرالي الأميركي من أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة تشكل تهديداً للنظام المالي العالمي، وسط تزايد أخطار ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.
وأشار المجلس، في أحدث تقرير له حول الاستقرار المالي، إلى احتمال حدوث «تداعيات سلبية واسعة النطاق على الأسواق العالمية»، مع اشتداد الصراع في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، أو ظهور ضغوط في مناطق أخرى.
وأكد التقرير أن «تصاعد هذه الصراعات، وتفاقم التوترات الجيوسياسية، سيتسبب في انخفاض أسعار الأصول وارتفاع خسائر الشركات والمستثمرين المكشوفين، بما في ذلك الموجودون منهم في الولايات المتحدة».
ويواجه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مخاطرَ سياسية محتملة، وهو يتخبط في كيفية الاستجابة لقلق المستثمرين بشأن جبل ديون الحكومة البالغ 33.5 تريليون دولار.
وقد ساهمت مخاوف «وول ستريت» حيال مستنقع الميزانية الأميركية في زيادة المخاطر. كذلك يفرض القلق بشأن العجز المالي والديون ضغوطاً تصاعدية على أسعار الفائدة طويلة الأجل.
وفي ظل تزعزع «الاستدامة المالية»، يقول محافظ الاحتياطي الفيديرالي السابق كيفن وارش، والذي كان مستشاراً للرئيس جورج دبليو بوش في الفترة بين عامي 2002 و2006 «إننا نشهد بداية تغيير النظام من حيث الطريقة التي ينظر بها المستثمرون إلى الاستدامة المالية في أميركا».
ويبدو أن خسائر التصعيد العسكري في قطاع غزة، بدأت تَطرق أبوابَ الشركات الأميركية، على خلفية إعلان مقاطعة عدد كبير من سكان العالم لبعض منتجاتها، مما يشكل أخطاراً جديدة قد تحاصر هذه الشركات التي تعاني تداعياتِ التضخم وارتفاعَ أسعار الفائدة.
وهناك أكثر من 100 شركة إسرائيلية مدرجة في البورصات وأسواق المال الأميركية، وهي تقع تحت ضغط كبير في الداخل الإسرائيلي، وقد سجلت خسائر فادحة منذ بداية التصعيد العسكري.
وفي ضوء هذه التطورات، وكنتيجة طبيعية لخطورة تداعياتها، يبرز انعكاسها على «مؤشر الخوف»، وهو أحد المقاييس الأكثر شيوعاً لتقييم المخاطر، ويقيس تقلبات الأسواق المالية، وقد بلغ 20.5 نقطة، وهو أحد أعلى مستوياته، ويعكس زيادةَ «القلق» في الأسواق العالمية.
*عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحروب التضخم مؤشر الخوف قطاع غزة إعلان مقاطعة الشركات الأميركية ارتفاع أسعار الفائدة مجلس الاحتياطي الاتحادي
إقرأ أيضاً:
حميد شامس: «دوري الكاراتيه العالمي» لا يقل قوة عن «المونديال»
علي معالي (أبوظبي)
أكد المهندس حميد شامس الأمين العام للاتحادين العربي والإماراتي للكاراتيه، مدير بطولة الدوري العالمي لشباب الكاراتيه بالفجيرة، أن نسخة «الفجيرة 2025» واحدة من أهم محطات الدوري العالمي للعبة، للفئات الصغيرة والشبابية حتى فئة تحت 21 عاماً، وأنها لا تقل قوة عن بطولة العالم للشباب، مشيراً إلى أن هناك العديد من المفاجآت تنتظر النسخة القادمة، التي ستقام خلال الفترة من 20 حتى 23 من فبراير 2025 على مجمع زايد الرياضي بالفجيرة.
وقال حميد شامس: «جولة الدوري العالمي بالفجيرة، المحطة الوحيدة التي ستقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذلك تحمل الكثير من التحديات والطموحات للمشاركين من كافة دول العالم، ويترقبها الكثير من شباب اللعبة حول العالم، وأتوقعها نسخة قمة في المتعة والإثارة بين عشاق الكاراتيه من خلال التنافس في ضيافة الساحل الشرقي».
وأضاف: «إقامة البطولة تحت رعاية الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد إمارة الفجيرة، يعطيها الرونق الجميل والقوي في الاتحاد الدولي للكاراتيه، ويمنحنا الثقة في التنظيم، كما أن المتابعة الدقيقة لكل صغيرة وكبيرة يجعلنا نسعى دائماً إلى تقديم أفضل ما لدينا وجعلها نسخة استثنائيةدائماً».
وقال مدير البطولة: «نعمل بحسب رؤية وتنسيق مع اللواء «م» ناصر عبدالرزاق الرزوقي، رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي، نائب رئيس الاتحاد الدولي، حيث يحرص على تذليل كافة العقبات بالتنسيق مع كافة الجهات بإمارة الفجيرة والاتحاد الدولي للكاراتيه، وتسعى إمارة الفجيرة إلى تسخير كل الإمكانات لنجاح البطولة، وهو ما شهدناه في النسخ السابقة، وفي كل مرة يتم الإعلان عن استضافتها بالفجيرة نشهد رغبة عدد كبير من لاعبي العالم للتواجد في ضيافة الإمارات».
وتابع: «المفاجآت لن تكون فقط على بُساط البطولة بمجمع زايد الرياضي، بل ستكون في المدرجات، وهو ما سيجعل كل من يتابع البطولة يشهد ويلاحظ التغير الكبير في نسخة 2025، حتى نجعلها بالفعل تليق بكونها الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي أولى جولات الاتحاد الدولي للشباب في موسم الكاراتيه».
ونوه حميد شامس إلى أن هناك اجتماعات مستمرة بين جميع اللجان العاملة بالبطولة، مشيراً إلى أن عدد المتطوعين في هذه النسخة أكبر من النسخة الأخيرة، وقال: «هناك دور كبير للمتطوعين في جميع الأحداث الرياضية التي نقوم بتنظيمها، وهو عمل مجتمعي متميز منهم وتفاعل كبير مع بطولاتنا».