كتب جوزيف فرح في" الديار":قلما تتحدث مصادر مصرفية مطلعة بهذا الوضوح والواقعية عن الواقع المصرفي اللبناني والالم الذي يعتصر القطاع المصرفي جرّاء الأحداث. وتعلن هذه المصادر المصرفية عن سلسلة من الخطط التي تعمل عليها والتي لا يمكن للقطاع أن يعود إلى سابق عهده الا باعتمادها لأنها تعتبر الف باء الكتاب المصرفي .


وفي هذا المجال تركز المصادر على عامل الوقت ووجوب الإسراع في التحرك وصوغ القرارات المناسبة لاعادة الامور الى نصابها مشيرةً إلى أن المصارف التي تحملت وزر الأخطاء المميتة لسياسة الدولة المالية بدأت تسعى إلى التأقلم وتطوير مقدراتها بحسب الأوضاع، ومن يتابع الاحداث التي وقعت منذ اربع سنوات واكثر يلاحظ ان هذه التغيرات تصب ضمن هذا الاطار الموضوعي، إذ بدأ القطاع بالتحرك على صعيد تحديد الخسائر والمسؤولية، التي كانت تركز على القطاع المصرفي فقط في السابق، بينما بدأ الكلام اليوم عن توزع هذه المسؤولية بين الدولة (التي كانت ترفض تحمل اي مسؤولية سابقاً) ومصرف لبنان ومن ثم المصارف، اما بالنسبة للودائع فقد تغيرت حتى النظرة اليها من خلال عدم الإصرار على شطبها وهو ما كان المسؤولون يطالبون به وفي مقدمتهم نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال ورئيس الوفد اللبناني للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي سعادة الشامي الذي أعلن أخيراً انه ضد شطبها وان استعمال اصول الدولة من قبل القطاع الخاص ممكن .
وعندما تسأل المصادر عن اسباب عدم تطبيق رد الودائع لما دون المئة الف دولار تستغرب بشدة تحميل القطاع المصرفي كل المسؤولية فالقطاع غير قادر راهناً على دفعها ما لم تسدد الدولة ما يترتب عليها للقطاع من ديون وقبل ان يسدّ مصرف لبنان الفجوة المالية التي هي أصلاً اموال الاحتياط الالزامي التي كان القطاع المصرفي يضعها في مصرف لبنان كما ينص قانون النقد والتسليف، اما بالنسبة للمصارف فقد خسرت رأسمالها وتعرّضت لخسائر جسيمة ولم تعد قادرة على الايفاء بالتزاماتها بسبب القرار المتسرّع وغير المفهوم الذي اتخذته حكومة حسان دياب .
واعتبرت هذه المصادر ان موضوع اعادة هيكلة القطاع المصرفي لا يقدم ولا يؤخر فيما الاوضاع السياسية على ما هي عليه من تجاذبات، وعدم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تضع خطة نهوض شاملة، فالقطاع المصرفي هو اخر حلقة في سلسلة الحل الذي يبدأ من السياسة ومن ثم يعمل على حلحلة بقية المشاكل التي يعانيها لبنان، ومتى حلّت كل هذه المشاكل فإن القطاع المصرفي يعود الى العمل طبيعيًا . فالحل السياسي وإصلاح القطاع العام أساس مشروع اعادة هيكلة القطاع المصرفي.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القطاع المصرفی

إقرأ أيضاً:

توتر بين إيران ولبنان.. و«اليونيفيل» تطالب بتحقيق «فوري» بعد إحراق مركبة لها

أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، إصابة نائب قائد قواتها المنتهية ولايته خلال هجوم على سيارات تابعة لهم على طريق المطار في العاصمة اللبنانية بيروت.

وقالت اليونيفيل في بيان لها: “تعرض موكب لقوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل كان يقل جنود حفظ السلام إلى مطار بيروت لهجوم عنيف، وأضرمت النيران في إحدى المركبات. كما أصيب نائب قائد قوة اليونيفيل المنتهية ولايته، الذي كان عائدا إلى وطنه بعد انتهاء مهمته”.

واستغربت اليونيفيل في بيانها “هذا الهجوم الفظيع على قوات حفظ السلام التي كانت تخدم في إعادة الأمن والاستقرار إلى جنوب لبنان خلال وقت عصيب، مؤكدة أن الهجمات على قوات حفظ السلام تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي وقد ترقى إلى جرائم حرب. ونحن نطالب السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق كامل وفوري وتقديم جميع الجناة إلى العدالة”.

وختم البيان: “يواصل جنود حفظ السلام العمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى جنوب لبنان وفقا لولايتنا بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701”.

وطالبت اليونيفيل في بيانها “السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة”، لافتة إلى أن “مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقد تشكل جرائم حرب”.

وتابعت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان: “لقد أثار هذا الهجوم صدمتنا، فهو يعد هجوما مروعا على قوات حفظ السلام التي تعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان خلال فترة صعبة”.

ووصفت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، الواقعة بأنها “غير مقبولة”.

وجاء في بيان لها على منصة إكس: “مثل هذا الاعتداء العنيف يهدد سلامة موظفي طاقم الأمم المتحدة الذين يبذلون جهودا متواصلة للحفاظ على الاستقرار في لبنان، وغالبا ما يواجهون مخاطر كبيرة أثناء أدائهم لعملهم”.

هذا “واتصل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، مستنكرا بأشد العبارات الاعتداء على آليات وعناصر اليونيفيل، معربا عن تقدير لبنان للدور الذي قامت وتقوم به القوات الدولية في الجنوب”.

وفي وقت سابق، “كانت منعت السلطات اللبنانية، إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، وعمد محتجون إلى قطع طريق المطار بالإطارات المشتعلة وأغلقوا الخط الرئيسي الذي يصل إلى مطار بيروت الدولي بالأتربة والنفايات، احتجاجا على استمرار رفض استقبال الطائرات الإيرانية على مطار بيروت الدولي التي تحمل ركابا لبنانيين”.

وحذرت قيادة الجيش اللبناني “من مواصلة التعديات وأعمال الشغب ومحاولة إغلاق طريق المطار التي شهدتها عدة مناطق احتجاجا على منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار بيروت”.

وصدر عن قيادة الجيش اللبناني بيان جاء فيه: “تشهد عدة مناطق ولا سيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب، بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش، ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ومحاولة إغلاق طريق المطار”.

وأضاف البيان: “تحذر قيادة الجيش المواطنين من مواصلة هذه الممارسات التي من شأنها خلق توتر داخلي لا تحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد”.

وأشارت إلى أن “الوحدات تستمر في تنفيذ مهمات حفظ الأمن، وستعمل بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن”.

المعاملة بالمثل… إيران ترفض استقبال رحلتين جويتين من لبنان

في خطوة تبدو كردّ من طهران، قامت السلطات الإيرانية برفض استقبال طائرتين لبنانيتين في مطار العاصمة الإيرانية.

وذكرت صحيفة “النهار”، أن “المديرية العامة للطيران المدني اللبناني كانت تعتزم إرسال طائرتين لإجلاء اللبنانيين العالقين في طهران”.

وأوضحت الصحيفة نقلا مصدر في الطيران المدني اللبناني، أن “الطلب بهبوط طائرتين لشركة “طيران الشرق الأوسط” لقي رفضا إيرانيا”.

ووفقا للمصدر ذاته، “رفضت السطات الإيرانية الإذن للبنان بهبوط طائرتين له اليوم في طهران”.

من جانبه، صرح وزير الخارجية اللبناني جو رجّي، بأن “الوزارة تقوم باتصالات حثيثة مع وزارة الأشغال والطيران المدني وشركة الطيران وسفارة لبنان في طهران بهدف تأمين عودة المواطنين اللبنانيين إلى بيروت في أسرع وقت ممكن”.

وقال الوزير في حديث لوسائل إعلام لبنانية، إن “التفاوض يجري حاليا بين الخارجية اللبنانية ونظيرتها الإيرانية عبر سفير لبنان في طهران للوصول إلى النتيجة المطلوبة”، ولفت إلى أنه “سيتم إصدار بيان رسمي عن الخارجية في وقت لاحق”.

ويسري منذ 27 نوفمبر “اتفاق لوقف النار بين إسرائيل و”حزب الله”، وكان يفترض تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوما، قبل أن يتم تمديدها حتى الثلاثاء المقبل”.

في الذكرى العشرين لاغتيال والده.. “سعد الحريري” يعد بالمشاركة الاستحقاقات المقبلة في لبنان

وعد رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، في الذكرى العشرين لاغتيال والده رفيق الحريري، “بأن يكون تياره السياسي الغائب منذ ثلاث سنوات، حاضرا في كل الاستحقاقات المقبلة في لبنان، على وقع التغيرات الداخلية والإقليمية التي أضعفت حزب الله وداعميه”.

في كلمة ألقاها أمام الآلاف من مناصريه، قال سعد الحريري: “هذا التيار، تيار المستقبل.. باق هنا وباق معكم، وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية وفي كل المحطات المقبلة”.

وقال الحريري في كلمته إنه بعد عشرين سنة على اغتيال والده “طرد الشعب السوري البطل، المجرم من سوريا”، مضيفا “ربما هذه هي بداية العدالة، وربما هذه نهايتها. في الحالتين، رأيتم كيف أنه إن لم تنصفنا عدالة الارض فعدالة رب العالمين لا يهرب منها أحد”.

ووصل الحريري المقيم في الإمارات العربية المتحدة، قبل الى بيروت، بعد أسابيع من انتخاب جوزاف عون، رئيسا ومن ثم تشكيل حكومة برئاسة نواف سلام.

آخر تحديث: 15 فبراير 2025 - 08:53

مقالات مشابهة

  • «الطاقة المتجددة».. استراتيجية لتنويع المصادر وتعظيم الاستفادة
  • قرار البنك المركزي بحصر بيع العقار عبر الجهاز المصرفي الدلالات الاقتصادية
  • مشيرة خطاب تطالب مجلس الأمن بإصدار قرار بإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة
  • مالية الشيوخ تناقش تسريع التحويل الرقمي في القطاع المالي غير المصرفي غدا
  • توتر بين إيران ولبنان.. و«اليونيفيل» تطالب بتحقيق «فوري» بعد إحراق مركبة لها
  • دولمؤتمر باريس تشجع المسار اللبناني الجديد
  • اليونيفيل تطالب بتحقيق بعد إحراق مركبة تابعة لها في بيروت
  • فيروس جديد وقوي يضرب لبنان.. لماذا طالت فترة المرض هذا العام؟
  • احتراماً لذكرى الحريري
  • مشروع رفيق الحريري... الذي انتقم له التاريخ!