لبنان ٢٤:
2024-10-03@08:53:44 GMT

كلّ الخوف على لبنان كورقة تفاوض إقليميّة

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

كلّ الخوف على لبنان كورقة تفاوض إقليميّة

كتبت روزانا بو منصف في" النهار": لا يختلف اثنان على أن النظام السوري ضعيف وهو استخدم لبنان دوماً كساحة لمناوشات أو حربه مع إسرائيل ولم يفعّل جبهة الجولان مرة خلال أكثر من ثلاثة عقود حتى الآن. ولكن باستثناء صاروخين أو ثلاثة على نحو رمزي أطلقت من الجولان لرفع العتب، فإنه على غير جبهة الجنوب اللبناني التي فتحها "حزب الله" الى حدّ كبير نسبياً، فإن النظام لم يتح فتح الجبهة أمام التنظيمات الإيرانية في سوريا أو الفلسطينية ولو بنسبة عشرة في المئة.

وهذا يقود الى أن وحدة الساحات تُختصر بلبنان فحسب بينما لا فاعلية تُذكر لا لمسيّرات الحشد العراقي في اتجاه القواعد الأميركية ولا لصواريخ الحوثيين في اتجاه إسرائيل. يقول ديبلوماسيون مخضرمون إن إيران لا تضغط على بشار الأسد في هذا الإطار بل تتلاقى معه ولا سيما أن لها مواقع في سوريا تعرّضت وتتعرّض لقصف إسرائيلي من دون أي رد فعل في اتجاه إسرائيل، لا سوري ولا إيراني. فسوريا ليست في موقع أن تكون ورقة للتفاوض على عكس لبنان من أجل تكريسه كلياً لإيران ونفوذها عبر تثبيت سيطرة الحزب عليه باتفاق أميركي إيراني وفقاً لاتجاهات ما يحصل في غزة. ويعتقد هؤلاء أن النظام السوري يتموضع من أجل المستقبل فيما الوضع الكارثي الذي تعيشه سوريا يحجب غيابها ولو أنه غير مبرّر وقد عاشت طويلاً على شعارات أنها قلب العروبة وهي قلعة الصمود والتصدّي. ومن البديهي السؤال في ظل شعار وحدة الساحات: لماذا لا تفتح إيران جبهة الجولان على طريقة ما يحصل في جنوب لبنان في الوقت الذي بات فيه الأمر مختلفاً في سوريا عن السابق باعتبار أن الأسد مدين لإيران باستمراره في موقعه. والجواب في رأي الديبلوماسيين أنفسهم يكمن في أن إيران لا تودّ، إذا فتحت جبهة الجولان أو دفعت في هذا الاتجاه، أن تتلقى ضربات مباشرة قد تجعلها تخسر أهم موقع لها على المتوسط في لبنان فيما هي تلعب أوراقها على قاعدة التهدئة في سوريا وتوجيه رسالة الى الولايات المتحدة في شكل أساسي لتكريسها الطرف الأساسي في المشرق وتذهب بعد ذلك للتفاوض كما تفاوض في كل الأمور.


والشق الآخر من الجواب عن السؤال يكمن في أن بشار الأسد ضعيف ولا يستطيع أن يقف في وجه إيران ولا في وجه إسرائيل علماً بأن سوريا هي الحلقة الأهم في محور الممانعة وتفعيل ما يُسمّى "وحدة الساحات" فيما هي طرف يغيب كلياً وهو يستفيد من ذلك من أجل أن يوجّه رسالة الى الولايات المتحدة والغرب كما الى الدول العربية كذلك بأنه لم يدخل في إطار الحرب الجارية من أجل توظيف ذلك لمصلحته في المدى المنظور. فأي من الموقفين، أي الانخراط في الحرب أو الامتناع عن ذلك، له ثمنه، إذ مع بداية فترة رئاسة جورج بوش الأب كانت العلاقات متوترة بين سوريا والولايات المتحدة التي كانت تشتبه في تورّط سوريا في نشاطات إرهابية مختلفة خلال الثمانينيات بما في ذلك قصف طائرة الخطوط الجوية الأميركية "بان ام" الرحلة 103 عام 1988 وتفجيرات السفارة الأميركية وثكنات المارينز عام 1983 في بيروت. كما كانت سوريا ضمن قائمة وزارة الخارجية للدول التي ترعى الإرهاب. ولكن لاحقاً التقى بوش بالأسد الأب كما التقاه وزير الخارجية جيمس بايكر وحصل منه على استعداد سوريا للدخول في عمليات هجومية ضد العراق وهو تغيير في السياسة من موقفها السابق نالت على أثره ثمناً بوضع يدها على لبنان بموافقة أميركية.

يزيد من الخوف أن يكون لبنان على طاولة التفاوض وأن يدفع ثمناً باهظاً واقع الشلل الذي يعانيه البلد نتيجة لامسؤولية المسؤولين والقائمين عليه والذين وفي نظر الخارج لا يتمتعون بالأهلية ولا بالكفاية لإدارة البلد من دون الدخول في تفاصيل الاتهامات التي يتقاذفها المسؤولون بالعرقلة. فيما البلد في حال انهيار مالي منذ أربع سنوات ولا من تقدّم في أي من الملفات المطلوبة لانتشال البلد من القعر. ويُخشى أن يكون استنتاج أن البلد ليس أهلاً لأن يحكم نفسه بنفسه عاملاً مؤثراً ولو أن ذلك لا يندرج في إطار الصفقات الكبرى ولكن قد يكون من الأسباب التبريرية لذلك لاحقاً.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی سوریا من أجل

إقرأ أيضاً:

الزادمة: الحكومة الليبية لم تستخدم النفط كورقة ضغط سياسية بل حاولت الحفاظ على قوت الليبيين

الوطن| متابعات

أكد نائب الحكومة الليبية سالم الزادمة أن إغلاق النفط جاء نتيجة للخطوات الأحادية الأخيرة، التي أجراها المجلس الرئاسي بالمخالفة للتشريعات الليبية النافذة والاتفاق السياسي، مما اضطر الحكومة لإعلان حالة القوة القاهرة على الحقول والموانئ النفطية، بسبب ارتفاع مخاطر سيطرة أفراد لا يحملون صفة قانونية على إيرادات الدولة الليبية، موضحاً أن الحكومة الليبية لم تستخدم النفط كورقة ضغط سياسية، وإنما حاولت الحفاظ على قوت الليبيين.

وأوضح الزادمة في تصريحات صحفية، أن عدم الاستقرار السياسي يمثل تحدياً كبيراً لمسار التنمية والإعمار، وبالتالي فإن التوزيع العادل للثروة يعد مسألة حيوية، لذلك، مشيراً إلى ضرورة تحديث نظام الحكم، بما يضمن تفتيت المركزية، وتوسيع صلاحيات الإدارة المحلية وضمان تنفيذ المشاريع الضرورية، التي تلبي احتياجات المناطق المختلفة.

واعتبر أن الحل الوحيد للأزمة السياسية في ليبيا يكمن في حوار شامل، يأخذ بعين الاعتبار مخاوف جميع الأطراف السياسية، وأن هذا الحوار يجب أن يسعى لإلغاء المعادلة الصفرية، ويهدف إلى الوصول لاتفاق سياسي يُفضي في نهايته لعقد انتخابات رئاسية وتشريعية، تضمن تمثيل الجميع.

الوسومالثروة الليبية الحكومة الليبية سالم الزادمة ليبيا مصرف ليبيا المركزي نفط ليبيا

مقالات مشابهة

  • تفويض كامل.. هكذا يتحرّك بري على صعيد جبهة الجنوب
  • مندوب لبنان بمجلس الأمن: التصعيد الإسرائيلي يهدد بنزاع إقليمي واسع
  • «القاهرة الإخبارية»: المستشفيات الإسرائيلية تستقبل 39 جريحا من جبهة لبنان
  • هوس الكرملين بالتجسس يزرع الخوف بين العلماء الروس
  • الزادمة: الحكومة الليبية لم تستخدم النفط كورقة ضغط سياسية بل حاولت الحفاظ على قوت الليبيين
  • قبلان: ستنتهي الفترة الصعبة وتبدأ ورشة جديدة
  • جيش الاحتلال: الفرقة 36 انضمت للمناورات البرية على جبهة لبنان
  • ناصيف زيتون يُغني فوق أرواح الشهداء: “صهر لبنان”
  • إسرائيل: إطلاق 35 صاروخا من لبنان على الجولان والجليل الأعلى
  • إطلاق 20 صاروخا من لبنان تجاه الجليل الأعلى وجنوب الجولان