بلبلة في بصرما... ماذا وراء مشروع دير سيدة النجاة؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
كتبت نوال نصر في" نداء الوطن": راهن كثيرون في بصرما الكورانية على أن الشجرة لا تقع من أوّل ضربة فأس، وواجهوا «معركة الزيتون» في بلدتهم بتلاوة الأبانا والسلام. صلّوا كثيراً. الصلاة نور. إنها سلاح عظيم كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم. هي قويّة للغاية. صلّوا لتزول الحروب ويحلّ السلام وتعمر البيوت و»الزيت عمود البيت».
الإتفاق عقد قبل ستة أعوام، وتحديداً في العام 2017. والأعمال انطلقت قبل أشهر. يومها سألنا طوني فرنجية عنها فقال: «نحن لا ولن نقطع أي شجرة زيتون بل أبلغنا الآباء عن استعدادنا، على نفقتنا، لنقل أشجار الزيتون الى بقعة أخرى لتعيش في أرض جديدة لكن، ما حصل أنّ هناك من تعامل بقسوة مع الشجر واقتطع أشجاراً ولسنا نحن من فعل ذلك». جمعية work smart association يومها أوقفت العمل وفي أواخر تشرين الأول عادت ووضعت إشارات تنذر بأن أوان بدء تغيير طبيعة تصنيف الأرض من زراعية الى صناعية قد آن. الإتفاق ينصّ على إنشاء منطقة صناعية «نموذجية» في الأرض التي كانت مصنّفة زراعية. هو مشروع هدفه، بحسب الجمعية، تشجيع صغار المستثمرين وفتح آفاق أمام الشباب طالبي العمل. من حيث الشكل، المشروع جيّد لكن، هل هو كذلك في الواقع؟ في بصرما كثير من الوجع لأن المشروع الهادف شكلاً يقضي واقعياً على ثروةٍ بيئية وعلى أشجار معمّرة مباركة زرعها آباء، جذورها في الأرض وجذوعها تمتدّ الى السماء.
ما رأي رئيس دير سيدة النجاة- بصرما الأب طوني حدشيتي؟
ينفي الأب حدشيتي أن يكون المشروع قد انطلق. لكن، ماذا عن تخطيط الأرض والأعمال الهندسية التخطيطية التي انطلقت؟ يجيب «المشروع أعدّ قبل مجيئي بكثير والرهبنة اللبنانية المارونية وروما وافقتا عليه. وأنا لست المرجعية المعنية بإقراره. ولا أعتقد هناك لزوم للكلام عليه» ويستطرد بسؤال: من حدثك عنه؟ أجبته: هو صوت أهالي بصرما؟ أجاب: «الأهالي موافقون على المشروع». وكيف يعلم ذلك وهم رفعوا الصوت؟ يجيب: «لست المرجع الصالح للكلام فيه».
يبدو أن الموضوع الشائك يأخذ مداه في ظلّ رفض من محيطه بتنفيذه وإصرار من وقّعوا عليه على المضي قدماً به. في هذا الإطار حكي أن من يعترضون أخذوا نفساً حين صدر تعميم صادر عن السفارة البابوية في 16 آذار 2023 (مستند رقم 8)، موقّع من السفير البابوي باولو بورجيا، اعتبر أن كل الأذونات الصادرة قبل الأول من كانون الثاني 2021 ملغاة إذا لم تكن قد نفذت قبل التاريخ المذكور. ويومها ظنّ المعترضون أن هذا التعميم سيشمل هذا المشروع أيضاً كونه أعطي الإذن له في 25 تشرين الأول 2019 من قبل السفير البابوي جوزاف سبيتري، خصوصاً أنه لم يكن قد بدأ العمل به إلا عام 2023 بحفرِ بئر إرتوازية في شهر أيار. واللافت أن لا أحد تأكد حتى هذه اللحظة ما إذا كان المشروع مشمولاً بالتعميم البابوي أم لا. لا، لا أحد يريد اتهام أحد جهاراً، لكن، الأكيد أن خطأ حصل في مكانٍ ما ورسم سؤالاً بارزاً: لماذا الإصرار على إقامة منطقة صناعية في أرضٍ زراعية، مليئة بأشجار الزيتون المباركة، في وقت هناك عقارات لا تعدّ ولا تحصى «سليخ»؟ وإذا صدق أن هناك تضليلاً فمن وراءه؟ نترك بصرما في همِّها في زمنٍ تبحث فيه عن سلامٍ رافعة غصن زيتون.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مشروع نخلة يربط ثلاث محافظات وينقذ نصف مليون يمني
ويمثل مشروع جسر "وادي نخلة" في تعز إحدى النماذج الناجحة التي تجسد حقيقة ذلك وتؤكد ان التعاضد الرسمي والمجتمعي لأجل المصلحة العامة ينتج دوما مشاريع عملاقة وهادفة لأجل المواطن أولا وأخيرا..
فالمشروع عبارة عن جسر في حال اكتماله سيربط عزل وقرى تقع ضمن ثلاث محافظات يمنية وسينهي معاناة أكثر من نصف مليون مواطن يمني كانت السيول تهددهم قبل تنفيذ هذا المشروع الحيوي الهام الذي تم استئناف العمل به مؤخرا بعد توقف لأشهر بسبب قلة الدعم المالي وفق المصادر المحلية.
لقد سمي مشروع وادي نخلة بهذا الاسم نسبة إلى وادي نخلة الذي يقع في مديرية شرعب السلام شمالي تعز، على بعد 30 كيلو مترًا في ريف المدينة ولو جئنا للحديث عن وادي نخلة فالوادي يعد واحدًا من أهم أودية اليمن، وضمن قائمة أشهر أودية محافظة تعز، ومن أكبر الوديان في المحافظة، ويتميز بالخضرة التي تكسوه طوال العام، يشهد أنشطة زراعية مستمرة نظرا لخصوبة التربة وتوفر المياه.
وتأتي أهمية الوادي من كونه مصدر مياه عذبة وتربة زراعية خصبة على ضفتيه، وشريان طريق رئيسي يربط ثلاث محافظات يمنية ببعضها (إب، وتعز، والحديدة)، وحلقة وصل لتنقل المواطنين بين مديريات المحافظات الثلاث.
ويتغذّى الوادي من سيول الأمطار القادمة إليه من المرتفعات الجبلية جنوب العدين، ومن جبال شرعب الشمالية ذات الحدود الجغرافية المشتركة مع مديريات "العدين" التابعة لمحافظة إب، ويمر بمديرية "حيس" التابعة لمحافظة الحديدة وشمال مديرية "الخوخة" التابعة أيضا لمحافظة الحديدة، ويكون مصبه النهائي بالقرب من مدينة وميناء المخا التاريخية احدى المديريات الساحلية لمحافظة تعز المتصلة بالبحر الأحمر.
كما أنّ الوادي المنفذ فيه مشروع الجسر يشكّل منطقة جذب سياحي داخلي لِمَا يتمتع به من مساحات خضراء ومجاري مياه طبيعية، ويمكن أن يشكّل موردًا اقتصاديًّا نشطًا في حال تم استغلاله على النحو الأمثل.
وبرغم جمال الطبيعة التي يتسم بها وادي نخلة، ظل الوادي لعقود من الزمن دون طرقات وجسور للتخفيف من معاناة المواطنين الذين يعيشون في القرى القريبة من الوادي أو المسافرين عبره أو الزائرين طوال العقود الماضية، كان العبور من وادي نخلة لا يخلو من الخوف أو المخاطر، بخاصة في موسم الأمطار والسيول.
ويزرع فلاحو وادي نخلة أنواعًا متعددة من الفواكه والخضروات والمحاصيل الزراعية على امتداد رقعة زراعية خصبة، ومن أنواع منتوجاته الزراعية: الموز، والجوافة، والمانجو، والتمر الهندي "الحُمَر"، إلى جانب أنواع من الحبوب، ومنها الذرة الشامية والصفراء.
ويتمتع وادي نخلة بمناظر سياحية خلابة وتكسوه أرض زراعية خصبة ولا ينغص جماله ويهدده سوى السيول الجارفة التي تتسبب سنويا بحوادث بشرية ومادية متكررة، وخسائر في الأرواح والممتلكات وقت مباغتتها العابرين فيه مع موسم أمطار غزيرة، وتتكرر الحوادث المؤلمة بسبب عبور المواطنين للخط الرئيسي ومجرى سيل الوادي معًا، وهذا يضاعف أعداد الضحايا في كل عام.
ويشكو الأهالي من محاصرة سيول الأمطار لهم لساعات طويلة، تصل أحيانًا لأيام متواصلة على جانبي وادي نخلة، حيث تتقطع السبل بالمسافرين ذهابًا وإيابًا لمناطقهم ومساكنهم؛ مما يضطرهم إلى الانتظار طويلًا حتى تنتهي عملية تدفق السيول في المجرى ليسمح لهم بالعبور الآمن.
ومنذ عقود ظلّ الوادي مهملًا ومفتقِرًا للخدمات الأساسية، وعلى رأس تلك الخدمات الضرورية الجسر الذي يربط بين ضفتيه، وظل هذا المشروع حلم يراود كل الساكنين على ضفتي الوادي، والموزعين على عزل كبيرة آهلة بالسكان، ويُقدَّر عددهم بنحو أكثر من نصف مليون نسمة تقريبًا، حيث تعبر الوادي عشرات السيارات يوميًّا.
ولأجل تحقيق حلم القاطنين في وادي نخلة والمسافرين عبره في انهاء معاناتهم فيما يتعلق بالسيول وأضرارها ومآسيها ولأجل إنشاء جسر لتلافي ذلك، أطلق في عام 2021، من قبل بعض التجار مبادرة لبناء جسر في وادي نخلة، وكان تنفيذ هذا المشروع حلم كل السكان في المناطق المجاورة، والمسافرين كل يوم عبر وادي نخلة.
وبالفعل تضاعفت الجهود المجتمعية والرسمية، واستمر العمل على تحويل حلم المواطنين والمسافرين إلى حقيقة.
وبحسب مختصين بالمشروع فإن أول تخطيط للجسر كان عبارة عن عبارتين لتصريف المياه في عام 2021، بتكلفة قدرت ب 300 ألف دولار أمريكي.
لكن تم تطوير المخطط الهندسي، ليصبح جسر، وهو المخطط الذي ينفذ حاليا.
أما طول المشروع فيبلغ إجمالا 194 مترا، وبعرض إجمالي 10.76م، وارتفاع فتحة الجسر لمرور الماء 5.5م، وتطلبت أعمال التنفيذ وجود جدران ساندة ، بالإضافة إلى رصف أرضية السائلة بطول 30 مترا وعرض 13 مترا”.
وبحسب معلومات معلنة: يعتزم القائمون على هذا المشروع المضيَّ به حتى النهاية؛ إيمانًا منهم بواجب المسؤولية المجتمعية التي تحملوها في سبيل خدمة المواطنين وتخليصهم من كابوس المعاناة الذي أزعجهم كثيرًا على مدى عقود طويلة في الوادي الحيوي الذي يربط المحافظات الثلاث(إب،تعز،الحديدة).
وبحسب التصاميم الهندسية وجداول الكميات الإنشائية، فقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 455 مليون ريال يمني؛ بما يعادل 855 ألف دولار أمريكيّ (بسعر الصرف القائم في المنطقة).
وبناء على مصادر محلية فقد كان ما يعيق استكمال المشروع بالسابق، هو قلة التمويل، حيث إنّ الكلفة المالية كبيرة وتحتاج إلى تعاون وتكاتف الجميع، والمزيد من الدعم والجهود لاستكمال هذا العمل الاستراتيجي الهامّ الذي ينتظر الانتهاء منه بكل أمل أبناءُ العزل المستفيدة والمسافرين عبر وادي نخلة، ونظرا لأهمية المشروع عملت السلطة المحلية بمحافظة تعز في نطاق سيطرة المجلس السياسي الأعلى على السعي لاستئناف العمل حيث شهدت مديرية شرعب السلام في محافظة تعز مؤخرا، تحركا جادا ومسؤولا لاستئناف العمل في مشروع "جسر وادي نخلة" بتوجيه ودعم من القائم بأعمال محافظ محافظة تعز القاضي أحمد المساوى، وذلك بعد خمسة أشهر من توقف العمل في المشروع.
وشارك في تدشين استئناف المشروع كلا من مدير عام المبادرات المجتمعية في محافظة تعز، مصطفى بحجر ، والمشرف التنفيذي المكلف من قبل السلطة المحلية بمتابعة سير عمل المشروع، الشيخ صلاح الصلاحي، ومسؤولي السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية في مديرية شرعب وجمع غفير من المواطنين.
وقال مدير عام المبادرات المجتمعية مصطفى بحجر ، في تصريح صحفي، "تنفيذا لتوجيهات القائم بأعمال محافظ المحافظة أحمد أمين المساوى، ندشن استئناف العمل لمشروع مبادرة جسر وادي نخلة الذي تعثر نتيجة نقص السيولة الميولة، وبإذن سيتم العمل بوتيرة عالية".
وأشار بحجر إلى أن العمل في المرحلة الأخيرة من مشروع الجسر سيكون تحت اشراف القائم بأعمال محافظ المحافظة أحمد أمين المساوى، وفريق فني من مكتب الأشغال، فيما سيتم فتح حساب بنكي لدى بنك التضامن الإسلامي لصالح دعم مشروع الجسر.
من جانبه، ثمن الشيخ صلاح الصلاحي مبادرة القائم بأعمال محافظ محافظة تعز أحمد أمين المساوى في إنقاذ مشروع الجسر من التعثر وتقديم الدعم اللازم لاستكمال مرحلته الأخيرة.
وأكد الصلاحي أن مشروع جسر نخلة يعد أحد البصمات المميزة للجهود المجتمعية في مديرية شرعب السلام ومحافظة تعز بشكل عام، بما يمثله من أهمية لوقوعه على طريق يربط بين مناطق في ثلاث محافظات هي كلا من تعز والحديدة وإب.
من جانبه أكد مدير عام مديرية شرعب السلام أحمد القيسي شكر قيادة السلطة المحلية ممثلة بالقائم بأعمال المحافظ أحمد أمين المساوى الذي وجه باستكمال المشروع والذي ساهم بخمسين مليون ريال من تكلفة الاستكمال
كما شكر القيسي الجهود المبذولة من الشيخ صلاح الصلاحي ومتابعته المستمرة لاستكمال المشروع الذي له أهمية كبيرة في خدمة أبناء المديرية والمديريات المجاورة ، مثمناً اسهامات المواطنين الذين بذلوا أموالهم في إنشاء مشروع الجسر.
ويرى مراقبون ان بوادر النجاح بادت تلوح في الأفق لهذا المشروع الحيوي الهام الذي سينهي معاناة أكثر من نصف مليون من السكان بالقرى والعزل المجاورة له وينقذهم من مخاطر السيول، كما سيعمل على تسهيل حركة وتنقل المواطنين عبر محافظات تعز وإب والحديدة والتي يعد موقع المشروع ملتقى لها.