قال الكاتب الصحفي الأمريكي «توماس فريدمان» في مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز»: إن الأمران اللذان يثيران قلق المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشأن إسرائيل وحماس؛ إذا نظرنا إلى الوراء بما فيه الكفاية، فسوف يكون بوسعنا أن نرى على وجه التحديد ما الذي يحرك الكثير من الجغرافيا السياسية اليوم: أوكرانيا التي تحاول الانضمام إلى الغرب.

وتحاول إسرائيل الانضمام إلى شرق أوسط جديد. تعاونت روسيا وإيران لمحاولة منع كليهما.

إذا تمكنت أوكرانيا من الإفلات من قبضة روسيا والانضمام في نهاية المطاف إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بجيشها الهائل وصادراتها الزراعية وبراعتها التكنولوجية ــ فإن ذلك سوف يشكل دفعة هائلة لأوروبا موحدة وحرة. وإذا كان من الممكن إعادة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات من أجل حل الدولتين مع السلطة الفلسطينية – لتمهيد الطريق للتطبيع بين الدولة اليهودية والمملكة العربية السعودية – فسيكون ذلك بمثابة دفعة كبيرة لشرق أوسط جديد أكثر تعددية. لقد تم بناؤها حول الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين الآخرين وركزوا على تعزيز قدرة شعوبهم على الصمود في المستقبل وليس على مقاومتهم لبعضهم البعض وللغرب.

إذا أمكن لهذه التحولات التكتونية أن تحدث، فإن عالم ما بعد ما بعد الحرب الباردة لديه فرصة أكبر بكثير للتعامل مع التحديات العالمية الأخرى، مثل تغير المناخ، مقارنة بما لو تم إحباط هذه التحولات. لكنك لست بحاجة إلى التحدث بالعربية أو العبرية أو الفارسية أو الروسية أو الأوكرانية لتفهم أن حماس المدعومة من إيران شنت حربها لإحباط التطبيع السعودي الإسرائيلي ومنع طهران من العزلة، وأن فلاديمير بوتين شن حربه لوقف أوكرانيا. من توسيع أوروبا كاملة وحرة ومنع موسكو من العزلة.

هناك الكثير من القواسم المشتركة بين روسيا في عهد بوتين وإيران في عهد المرشد الأعلى علي خامنئي، كما يقول الخبير الروسي ليون آرون، مؤلف كتاب "ركوب النمر: روسيا فلاديمير بوتين واستخدامات الحرب". وقال لي: "ليس لدى كلا الزعيمين ما يقدمانه لشعبيهما سوى الحروب شبه الدينية التي تمكنهما من البقاء في السلطة من خلال إبقاء بلديهما إما في حالة حرب أو مستعدين للحرب".

اقرأ أيضاً ننشر سعر الذهب في مختلف دول العالم بالدولار والعملات المحلية اليوم الجمعة 3/11/2023 عاجل.. روسيا تدخل عسكريا على خط المعركة، والبنتاغون يصرح: لدى الحوثيين صواريخ تصل إلى إسرائيل عاجل: مليشيا الحوثي تعلن رسميا استعدادها لتسليم صنعاء للسعودية بشرط واحد بالفيديو.. جثث شهداء مجزرة جباليا تملأ ساحة المستشفى الإندونيسي العليمي يترأس اجتماعا للحكومة اليمنية ويحيطها بآخر جهود السعودية وسلطنة عمان لإنهاء إنقلاب المليشيا إهانة للعرب.. سياسي مصري يكشف سر إرسال أمريكا قوات المشاة لدعم إسرائيل ضد غزة «فيديو» وزير الخارجية الأمريكي: يعتزم إثارة مسألة ”عواقب” التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية على الأمن الدولي إعلان روسي هام بشأن اليمن الملك سلمان وولي العهد السعودي يتبرعان لغزة بـ 50 مليون ريال بالصور.. معجب يهدى كانييه ويست خاتماً أثناء زيارته للرياض 288.4 مليون دولار أرباح شركة أكوا باور في 9 أشهر من 2023 من صواريخ صدام إلى صواريخ الحوثي !

كلا الزعيمين يستهدفان دولاً أخرى تتناقض تطلعاتها مع هويات النظام الأساسي السامة في روسيا وإيران. "تثبت أوكرانيا أنه يمكن أن يكون هناك بلد سلافي أرثوذكسي، قريب جدًا من روسيا عرقيًا - ولكنه حر وديمقراطي ومزدهر، ذو توجه سياسي واقتصادي غربي ولا يحتاج إلى حالة حرب مع الغرب أو أن يكون دولة بوليسية مثلها". قال آرون: «بيلاروسيا أو دكتاتورية عسكرية مثل روسيا».

في الوقت نفسه، فإن تطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية والمملكة العربية السعودية، مهد الإسلام، من المرجح أن يمهد الطريق للتطبيع بين إسرائيل والدولة الإسلامية الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، إندونيسيا، وكذلك ماليزيا وربما في وقت لاحق حتى باكستان. سيثبت ذلك أن اليهود والمسلمين ليس مقدرًا لهم أن يظلوا في صراع إلى الأبد، ويمكنهم إحياء العلاقات غير المتناغمة دائمًا – ولكن المتناغمة في كثير من الأحيان – التي تمتعت بها مجتمعاتهم طوال معظم التاريخ قبل الصراع الفلسطيني.

لا شيء كان سيعزل إيران أكثر من ذلك.شنت حماس هذه الحرب وهي تعلم أنها ستجلب الموت والخراب، ليس فقط للعديد من الإسرائيليين، بل أيضاً للعديد من المدنيين الأبرياء لديها. إنه لأمر مقزز. وإيران تعرف الشيء نفسه.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني اتفاقية شراكة كاملة بين روسيا وإيران؟

من المتوقّع أن تُبرم "اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة" بين روسيا وإيران خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى روسيا في 17 يناير/كانون الثاني 2025، وهي ذات الاتفاقية التي كان مقررًا توقيعها منذ عام 2017، ولكنها لم تأتِ إلا بعد الانسحاب المفاجئ للدولتين من سوريا، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى البحث في دوافع تفعيل الفكرة في هذا التوقيت.

من منظور تاريخي، من الممكن القول إن العلاقة بين إيران وروسيا تتسم بالتقلب، حيث يمكن وصفهما غالبًا بأنهما منافسان أكثر من كونهما شريكين. ورغم أن هذه المنافسة التاريخية ما زالت تظهر في مجالات مختلفة، مثل الساحة السورية، فإن العقوبات الاقتصادية والتحركات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة والغرب ضد روسيا وإيران، دفعت موسكو وطهران إلى اتباع سياسة "التعاون القوي والمنافسة المنخفضة".

بدأ التقارب بين روسيا وإيران بعد الثورة الإسلامية الإيرانية في ظل سياقات الحرب الباردة، وتحول التقارب إلى شراكة إستراتيجية خلال الاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق وأثناء الحرب الأهلية السورية.

ومع ذلك، شهدت السنوات السابقة العديد من الأحداث التي أضعفت الثقة المتبادلة بين البلدين. لذلك لم يكن غريبًا أن يثير توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة، انقسامًا في الأوساط السياسية والشعبية في إيران.

إعلان

تتألف هذه الاتفاقية من 47 مادة، تغطي مختلف القطاعات؛ من الاقتصاد إلى العلاقات السياسية، والعلاقات بين الحكومات، وكيفية التصرف في المؤسسات الدولية، والتعاون الاقتصادي، وتنفيذ المشاريع، والتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.

بالإضافة إلى التجارة الدولية والتعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا وأمن المعلومات والأمن السيبراني، والطاقة النووية السلمية، وكذلك التعاون في قضايا الدفاع والقضايا العسكرية ومكافحة الإرهاب، وقضايا البيئة وبحر قزوين، ومكافحة غسل الأموال والجريمة المنظمة، ومن المتوقع أن تشكل الاتفاقية أساس العلاقات بين روسيا وطهران خلال الفترة القادمة.

وكان وزيرا خارجية روسيا وإيران قد اتفقا على أن تعد إيران المسوّدة الأولية للاتفاقية لتبدأ بعدها المفاوضات حول النص.

ولكن هذا الاتفاق ليس الأول من نوعه، فالبلدان وقعا في عام 2001، اتفاقية تعاون شاملة حُددت مدة سريانها بـ 20 عامًا، وانتهت صلاحيتها في عام 2021، وكانت بنود تلك الاتفاقية تنص على أنه إذا لم يوقع الطرفان اتفاقية جديدة قبل انتهاء مدة سريانها، تُمد الاتفاقية تلقائيًا خمس سنوات. ونظرًا لعدم تجديد الاتفاقية قبل عام 2021، فقد أصبحت سارية تلقائيًا حتى عام 2026.

وفي مارس/آذار 2017، عقد الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، اجتماعًا مطولًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع الزعيمان خلاله 14 اتفاقية شملت مجالات التجارة والعلم والتكنولوجيا.

ومع انتهاء مدة اتفاقية التعاون الشامل في عام 2021، زار رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف روسيا، مصرحًا قبل بدء الزيارة أنه يحمل رسالة من قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في توصيلها له شخصيًا، مشددًا على "الطبيعة الإستراتيجية للعلاقات بين إيران وروسيا".

إعلان

ولكن بسبب شروط الحجر الصحي لمدة 15 يومًا التي فرضتها جائحة كورونا للقاء الرئيس الروسي بوتين، اضطر قاليباف إلى تسليم الرسالة إلى بوتين عبر رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين. وتضمنت تلك الرسالة ثلاثة مواضيع رئيسية؛ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، والعلاقات الاقتصادية، وإقامة علاقات إستراتيجية مع روسيا.

ولذلك كله، يمكن اعتبار اتفاقية "الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، التي من المتوقع أن يوقعها بوتين وبزشكيان، نسخة موسعة ومعززة من اتفاقية التعاون الشامل الموقعة عام 2001.

ولكن على الرغم من التوقيع المحتمل لاتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الدولتين، فإن إيران تواجه أزمة ثقة جدية تجاه موسكو. وتعود أبرز أزمات الثقة بين إيران وروسيا إلى عام 2015 عندما تدخلت روسيا بشكل نشط في سوريا. فبعد أن لعبت روسيا دورًا فعالًا في الميدان السوري، أخرجت إيران وحزب الله من بعض القواعد العسكرية التي كانا يستخدمانها، مما عمّق مخاوف إيران وزعزع ثقتها بروسيا.

وكذلك، خلال المفاوضات النووية التي أجرتها إيران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا لرفع العقوبات عنها، تبنت موسكو موقفًا معرقلًا للاتفاق، مما عزز شكوك إيران تجاه روسيا.

وأخيرًا، خلال العملية التي أطلقتها المعارضة السورية وأسفرت عن الإطاحة بنظام بشار الأسد، كان موقف روسيا صادمًا بالنسبة لإيران. وبعد أسبوعين من سقوط نظام البعث، اتهم الجنرال بهروز أسباطي – وهو أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وآخر مسؤول عسكري إيراني يغادر سوريا – روسيا بـ "الخيانة" خلال اجتماع في طهران قائلًا: "تعرضنا لهزيمة مروعة في سوريا.. روسيا خدعت الأسد وخانت إيران".

وزعم أيضًا أن روسيا دعمت إسرائيل ضد إيران من خلال إغلاق جميع أنظمة الرادار، مما سمح لإسرائيل بضرب مقر استخبارات القوات الإيرانية في سوريا، المعروف باسم "شهيد صادق".

إعلان

ولذلك، يمكن القول إن سياسة روسيا خلال العملية التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد أثارت صدمات ونقاشات عميقة في أوساط الحكومة والشعب الإيراني، وكذلك داخل هياكل موالية لإيران مثل حزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي، حيث حملوا روسيا المسؤولية عن إنهاء وجود إيران وحزب الله المستمر في سوريا منذ 14 عامًا خلال 12 يومًا فقط. وعمق تغيير النظام في سوريا النقاشات داخل الأوساط الثورية الإيرانية حول العلاقة مع روسيا.

وفي هذا السياق، يُشار إلى أن السياسيين الإصلاحيين ينظرون إلى روسيا والصين بعين الشك، ويعتبرونهما شريكين غير موثوق بهما، في حين يعتبرهما المحافظون حليفين إستراتيجيين. وهذا الاختلاف في النهج تجاه روسيا والصين مستمر منذ سنوات عديدة. ومع ذلك، يبدو أن التطورات الأخيرة في سوريا أثرت على رؤية السياسيين والمسؤولين المحافظين لروسيا.

وربما يكون توقيع الاتفاقية بعد التطورات في سوريا، وخاصة بعد انسحاب الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وألوية "فاطميون" و"زينبيون" المدعومة من إيران، يهدف إلى تخفيف النقاشات وحالة الإحباط داخل محور المقاومة. وفي المقابل، يرى آخرون أن الاتفاقية، التي ستُوقع قبل 3 أيام من تولي ترامب منصبه، تعد رسالة موجهة من روسيا وإيران إلى ترامب.

وأيًا ما كان الدافع الأكبر وراء توقيع هذه الاتفاقية، فإنها ستواجه صعوبات في التنفيذ؛ بسبب تلك المخاوف العميقة وأزمة الثقة التي تعتري العلاقة بين البلدين، بالإضافة إلى الانقسامات داخل الحكومة والرأي العام الإيراني بشأن هذه العلاقة. ويمكن القول إن تنفيذ الاتفاقية بشكل فعال، خاصة في مجالات التعاون العسكري والتكنولوجيا والطاقة النووية، سيكون احتمالًا ضعيفًا على الصعيدين؛ الإقليمي، والعالمي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

إعلان

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • اتفاقية شراكة لـ20 عاماً.. روسيا وإيران تثيران مخاوف الغرب
  • روسيا وإيران توقعان شراكة استراتيجية شاملة
  • حظر التطبيع مع إسرائيل.. جمال عبد الرحيم يكشف أهم توصيات اجتماع المكتب الدائم للصحفيين العرب
  • بوتين وبزشكيان يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين روسيا وإيران
  • قبل 3 أيام من تنصيب ترامب.. ما قد لا تعلمه عن المعاهدة الجديدة بين روسيا وإيران وانعكاسها على حرب أوكرانيا والإدارة الأمريكية
  • ترامب يؤكد ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل تنصيبه
  • مصطفى بكري: الإسرائيليون حاولوا تنفيذ مخطط التهجير بكل السبل ولكنهم فشلوا
  • قبل تنفيذ الهدنة.. «حماس»: إسرائيل استهدفت مكانا بغزة فيه محتجزة
  • مستشار ترامب: التطبيع بين إسرائيل والسعودية أولويتنا القصوى 
  • ماذا تعني اتفاقية شراكة كاملة بين روسيا وإيران؟