هجمات الحوثي ضد إسرائيل وانعكاسها على اليمن مكاسب أم تآمر؟ (تحليل)
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن لدى الحوثيين القدرة على إطلاق صواريخ تصل إلى إسرائيل، وذلك بعد أيام من اعلان جماعة الحوثي بشكل رسمي تبني إطلاق هجمات صاروخية ومسيرات مستهدفة إسرائيل.
يعد هذا الموقف من جماعة الحوثي الأول من نوعه في توسيع نطاق الصراع إلى أمد بعيد، بعد استهدافها من قبل لأهداف في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، اللتان تشاركان في تحالف عسكري لمحاربة الجماعة في اليمن منذ مارس 2015م.
يأتي هذا التوجه لدى جماعة الحوثي ليشكل حدثا محوريا ضمن التطورات الجارية في المنطقة، خاصة بعد العملية العسكرية التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي في إسرائيل، ويشير إلى العديد من الدلالات، ويثير العديد من الأسئلة، عن مألات هذا التدخل، وانعكاسه على اليمن، والجماعة، والوضع في المنطقة.
لماذا تأخر التبني الرسمي؟
بالنسبة لجماعة الحوثي فإعلانها هذا التدخل المباشر يكتنفه الغموض، فهي لم تعلن عن تبنيها للهجمات منذ أول رشقة وجهتها، بل جاء إعلانها بعد مرور ما يقارب خمسة أيام من إعلان البحرية الأمريكية اعتراض مسيرات في البحر الأحمر، ولم تحدد وجهتها بالضبط، أو الجهة التي تقف خلفها، ولكنها رجحت أن تكون قادمة من الحوثيين، ومتجهة نحو إسرائيل.
ثم ردد الإعلام الإسرائيلي ذات الحديث عندما أعلن تمكنه من التصدي لمسيرات، ولم يجزم بأنها كانت قادمة من اليمن، وتوالى الأمر مع إعلان مصر سقوط مقذوفات على أرضها، وكذلك حديث تقارير صحفية عن تصدي السعودية واعتراضها هجمات في سمائها، وحدث كل ذلك ولم تعلن جماعة الحوثي عن هجمات صاروخية أطلقتها.
لكنها سارعت لاحقا على لسان الناطق بلسان الجيش التابع لها العميد يحيى سريع لإعلان تبني الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل بشكل رسمي، معترفة أنها من يقف وراء الهجمات السابقة، ومتوعدة بشن المزيد منها، مبررة ذلك بالرد على ما تتعرض له مدينة غزة الفلسطينية من قصف وحشي من قبل إسرائيل.
تعتبر جماعة الحوثي هذا التدخل إسهاما منها في نصرة المقاومة الفلسطينية، وسعت من خلاله للترويج عن نفسها أكثر، وتمثل ذلك بخطاب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي تصنع منه الجماعة رمزا لمرجعيتها الدينية، وصاحب القرار الأول حين أبدى في خطاب له يوم العاشر من أكتوبر الماضي استعداد الجماعة للمشاركة بالقصف الصاروخي والمسيرات في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر مع إسرائيل في غزة.
وعقب ذلك الخطاب بأيام بدأت الجماعة هجماتها الفعلية - وفقا لإعلانها – معتبرة ذلك ترجمة لوعيد قائدها، بعد تلقيها تهديدات بعدم الهجوم، وهو ما كشف عنه عضو المجلس السياسي للجماعة محمد البخيتي في تصريحه لقناة الميادين بأن الجانب الأمريكي أرسل تهديدات للحوثيين عبر سلطنة عمان، بعدم مهاجمة إسرائيل، لكن الجماعة رفضت تلك التهديدات، وباشرت هجماتها.
ما دلالة التوقيت؟
من ناحية التوقيت يشير هجوم الحوثيين إلى أنه يمضي في نفس الدائرة التي تقع فيها جماعة الحوثي، وهو ما يعرف بمحور المقاومة الذي تتزعمه إيران، وتلتحق معها العديد من الفصائل الشيعية المسلحة في المنطقة، كلبنان والعراق وسوريا، والتي يخوض بعضها مناوشات متفاوتة وغامضة مع إسرائيل، كحزب الله في جنوب لبنان، أو سجلت مواقف لاتزال غير واضحة كمهاجمة فصائل عراقية أهدافا أمريكية في العراق.
ويتكشف هذا أكثر من حديث عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي مع قناة روسيا اليوم عندما تحدث عن وجود تنسيق تام، وغرفة مستمرة للتنسيق، وأن الأهداف يضعها محور المقاومة، وما يمكن أن نصل إليه أو أن نستهدفه سيتم بالتنسيق التام مع محور المقاومة بشكل عام، نحن ننطلق في تنسيق مستمر.
لذلك يأتي الهجوم الحوثي متسقا مع التحركات الإيرانية الكلية في المنطقة، رغم إعلان إيران عدم تورطها في دعم عملية طوفان الأقصى، واستبعاد الولايات المتحدة لطهران في الوقوف وراء هجمات حماس، وكذلك رغبة واشنطن في عدم توسيع نطاق الصراع في المنطقة برمتها.
لكن السؤال هنا عن تأثير هذا التدخل الحوثي في مهاجمة إسرائيل، وهل يمكنه أن يلحق أضرارا وخسائر بإسرائيل، أو يؤثر على سير المعركة هناك، وما انعكاساته على اليمن والمنطقة؟
وللإجابة على هذا السؤال يمكن العودة لتعليق الجانب الإسرائيلي على تلك الهجمات، حين وصفها بأنها تهدف للتشويش على معركته في غزة، وأن تل أبيب قادرة على الرد في الوقت الذي تريد، ولم يستبعد مهاجمة اليمن، بل اعتبرتها إسرائيل مؤشرا على فاعلية أنظمتها الدفاعية حين تمكنت من التصدي لتلك الهجمات.
غير أن الرد العملي الإسرائيلي تمثل بنشر قواته البحرية في البحر الأحمر، وبإعلان الولايات المتحدة تعزيز حضورها وقواعدها في المنطقة بشكل أكبر للتصدي لتلك الهجمات، ما يعني إن هجمات الحوثيين منحت إسرائيل وأمريكا المبرر للتواجد والانتشار في المنطقة أكثر، بينما لم يتبين أي تأثير حتى اللحظة لهجوم الحوثيين، والأضرار الناجمة عنه، وذلك يثير العديد من الأسئلة عن العلاقة بين الطرفين، وعن اتخاذ الحوثيين ذريعة لفرض واقع جديد، خاصة مع التماهي الأمريكي سابقا عن الهجمات التي اطلقها الحوثيون باتجاه الرياض، واستخدامهم الطائرات المسيرة وسيلة لابتزاز السعودية، الحليف الأكبر لأمريكا في المنطقة.
ما مكاسب الحوثيين من الهجوم؟
من الواضح أن جماعة الحوثي ترى في التدخل بمعركة غزة ومهاجمة إسرائيل فرصة فريدة لها في العديد من الجوانب، فمن ناحية تسعى لترجمة شعاراتها الأيديولوجية في العداء لإسرائيل، وكذلك اشغال الرأي العام المحلي عن أي استحقاقات داخلية، والتهرب من أي فرص للسلام مع الحكومة اليمنية، والأهم من ذلك تأكيد ارتباطها بمحور إيران، وتخفيف الضغط على فصائل إيران خاصة في لبنان.
واستفادت الجماعة في إنتاج المسيرات الخاصة بها للاستعراض حاليا، وهي مجموعة من الصواريخ التي أنتجتها مؤخرا، مستفيدة من الدعم الإيراني لها، وسبق لها اختبار مداها وتأثيرها من خلال الضربات التي وجهتها للسعودية والإمارات، ومواقع تابعة للحكومة اليمنية المناوئة لها.
ماذا عن تداعيات الهجمات الحوثية على اليمن؟
أدت تلك الهجمات إلى تصدير اسم اليمن إلى واجهة التناول الإعلامي الدولي مجددا، وفيما لايزال الرد الإسرائيلي والأمريكي غير واضحا بشأنها، لكن سياق الأحداث يشير إلى أن ردة الفعل ستكون مرهونة بحجم الضرر الذي تحدثه تلك الهجمات، التي لاتزال بعيدة من أي تأثير حتى اللحظة.
وفي حال أحدثت أضرارا وخسائر مادية أو بشرية، فإن من المتوقع أن يكون هناك ردا هجوميا من الجنب الإسرائيلي على أهداف تابعة لجماعة الحوثي داخل اليمن، الذي لايزال يدفع فاتورة الحرب التي فجرتها الجماعة، وخاضتها مع السعودية منذ تسع سنوات، وهو ما سيؤدي إلى عزل الجماعة، أو لن يكون بدون أي تأثير، جراء الغارات التي شنت من قبل السعودية سابقا، واستهدفت البنى التحتية، والمعسكرات.
غير أن من الوارد أيضا اضطرار واشنطن لإعادة تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، وهو ما نقلته قناة فوكس نيوز الأمريكية عن السيناتور ستيف داينز، المنتمي للحزب الجمهوري عن ولاية مونت، والذي قال إنه قدم مشروع قانون يسعى إلى إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، بعد مهاجمتها إسرائيل، معتبرا ذلك رسالة إيران وحماية لحلفاء واشنطن.
وبالطبع سيؤدي الانخراط الحوثي المباشر في الحرب مع إسرائيل إلى جمود مفاوضات السلام التي كانت الأمم المتحدة والجانب الأمريكي قد قطع شوطا كبيرا في مسارها، وكذلك توقف وتعثر انفتاح الجماعة مع السعودية، ولقائها وزير الدفاع السعودي في سبتمبر الماضي، كمقدمة لوضع حل شامل في اليمن.
ما تأثير هذا التدخل على المنطقة؟
بالتأكيد فإن دخول الحوثيين هذه المعركة سيولد العديد من التأثيرات على المنطقة برمتها، خاصة تجاه السعودية، التي ستجد تقاربها مع الحوثيين يعود لنقطة الصفر، وستجد نفسها تحت التهديد المباشر من قبل الحوثيين، خصوصا مع موقفها البارد تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة، والتماهي مع إسرائيل، وعدم وجود موقف واضح معها، وربما أيضا تؤدي تلك التهديدات لعزل الموقف السعودي نفسه، في حال سلمنا جدلا أن جماعة الحوثي ومن خلفها إيران يعملون في نسق واحد مع إسرائيل.
ينطبق الوضع ذاته على دولة الإمارات، فقد نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك قلق إماراتي من استهداف جماعة الحوثي لهم من جديد، على خلفية مواقف الإمارات المؤيدة لإسرائيل، بل إن هذا التصعيد الحوثي يمثل قلقا واسعا في المنطقة، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أردنيين قولهم أنهم يشعرون بالقلق من توسع خطر الحوثيون في اليمن.
أين الحكومة اليمنية؟
منذ إعلان جماعة الحوثي تبنيها رسميا الهجمات ضد إسرائيل وتوعدها بالمزيد، لم يصدر عن الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي أي تعليق على خطوات الحوثيين، رغم إن الجماعة تقدم نفسها للعالم بأنها تفعل كل هذا باسم اليمن والجيش اليمني والجمهورية اليمنية، وهو ما يجعل اسمها حاضرا أكثر رغم عدم الاعتراف الدولي بها.
ويقتضي الأمر هنا أن يكون هناك توضيحا من جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا حتى لا يختلط الأمر، لكن من الواضح أن الحكومة وجدت نفسها في موقف محرج، فهي لا تستطيع رفض ما يفعله الحوثيون، إذ سيعتبر ذلك موقفا مساندا لإسرائيل، وسيحرجها بشكل كبير، في الداخل والخارج.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: طوفان الأقصى صواريخ الحوثي هجوم الحوثي على إسرائيل مسيرات الحوثي الحکومة الیمنیة جماعة الحوثی تلک الهجمات فی المنطقة هذا التدخل مع إسرائیل العدید من على الیمن من قبل وهو ما
إقرأ أيضاً:
تحليل أمريكي يحدد الخيارات العسكرية للتخلص من الحوثيين.. وهذا المسار الأفضل لإضعاف إيران بعد سوريا (ترجمة خاصة)
قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية إن الغرب لن يسمح لمجموعة صغيرة إرهابية في اليمن بتعطيل التجارة البحرية العالمية بشكل كامل، في الوقت الذي تترنح فيه إيران وفقدانها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وتحرير العاصمة دمشق على يد قوات المعارضة السورية في الثامن من ديسمبر الجاري.
وتساءلت الوكالة في تحليل للكاتب جيمس ستافريديس ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" فيما هل حان الوقت لتوجيه ضربة للحوثيين وشل قدرات إيران بعد سقوط الأسد؟ كما حددت مسارات للقضاء على التهديد الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر وإضعاف إيران بعد سقوط نظام الأسد في دمشق.
وقالت "مع سقوط الدكتاتور السوري بشار الأسد، هُزم وكيل إيراني شرس آخر، ودُمر نظامه البغيض. وفي قطاع غزة، تحولت حماس فعليًا إلى منظمة مكسورة، حيث قُتل الآلاف من عناصرها ومات زعيمها يحيى السنوار. وفي لبنان، تم القضاء على معظم قيادات حزب الله العليا بكل شيء بدءًا من الاغتيالات بطائرات بدون طيار إلى الضربات الجوية الدقيقة إلى أجهزة الإنذار المتفجرة، وتم قطع التمويل والدعم من إيران فعليًا".
وحسب التقرير فإن بعض المحللين، سواء في إسرائيل أو الولايات المتحدة، يدعون إلى شن المزيد من الضربات الأكثر قوة مباشرة ضد إيران (ضرب الإسرائيليون عددًا محدودًا من المواقع العسكرية الإيرانية في أكتوبر). والحجة هي أن الإيرانيين ضعفوا إلى حد كبير بسبب خسائر وكلائهم وإضعاف دفاعاتهم الجوية من قبل إسرائيل لدرجة أنه حان الوقت لتوجيه ضربة مشلولة لهم.
وأشار إلى أن هناك أهداف مغرية: مواقع البحث والبناء للأسلحة النووية الإيرانية، ومرافق إنتاج النفط، والمنشآت العسكرية الصناعية الأخرى. ولكن هناك عدو بالوكالة نهائي يجب التعامل معه على الفور: الإرهابيون الحوثيون الذين يعملون في اليمن على شواطئ البحر الأحمر.
وذكر التحليل أن هؤلاء الإرهابيين الحوثيين الذين دربتهم وجهزتهم ونظمتهم ووجهتهم طهران. تم الآن تحويل معظم الشحن الغربي الرئيسي بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، حيث انخفضت حركة المرور بنسبة تزيد عن 50٪ منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل من قبل حماس. أغلق الحوثيون إلى حد كبير أحد الطرق البحرية الرئيسية في العالم، من قناة السويس في الشمال إلى مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر، مما أجبر الناقلات وسفن الشحن على الذهاب طوال الطريق حول القارة الأفريقية.
وقال: مع سقوط الأسد وتراجع أنصاره الروس، وإيران في موقف عسكري ضعيف، والنجاحات الإسرائيلية في جميع أنحاء المنطقة، وإدارة دونالد ترامب القادمة التي لن تخشى استخدام القوة العسكرية، كيف ستبدو الحملة ضد الإرهابيين الحوثيين؟
وأوضحت أن الخطوة الأولى ستكون تحقيق التوافق الكامل للمجتمع البحري العالمي. وهذا يستلزم تكثيف هيكلين دبلوماسيين قائمين بالفعل: عملية حارس الرخاء، الكونسورتيوم العسكري بقيادة الولايات المتحدة الذي يجري عمليات الدفاع عن الشحن التجاري؛ واتفاقات إبراهيم لعام 2020، التي جمعت إسرائيل وعدة دول عربية في تعاون متزايد.
وترى أن ما هو مطلوب لوقف الحوثيين هو مزيج من القوة الجوية والبحرية والبرية. من خلال توزيع المهام على مختلف المكونات الدولية لهذين العنصرين، يمكن استخدام المستوى المناسب من القوة.
وأكدت أن التقسيم الأولي الجيد للعمل سيكون هو أن تلتزم الولايات المتحدة بوجود مجموعة حاملة طائرات ضاربة في محطة قبالة الساحل الجنوبي لليمن. ولن يشمل هذا فقط الطائرات المقاتلة الثمانين التي تحملها حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، بل وأيضاً القوة النارية للطرادات والمدمرات التي ترافقها: صواريخ توماهوك الهجومية البرية، والنيران البحرية، وكوادر القوات الخاصة. وستتمركز القوة على بعد 100 ميل من مدخل البحر الأحمر.
والمهمة الرئيسية الثانية وفق التحليل ستكون قطع روابط الإمداد بين إيران والحوثيين. ويمكن تسليم هذه المهمة إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال "يمكن لقوة عمل أوروبية تتمركز على حاملة طائرات بريطانية أو فرنسية، مدعومة بسرب من الفرقاطات والمدمرات، أن تقطع فعلياً إمدادات الأسلحة المتقدمة المتدفقة من طهران إلى الحوثيين. وستعمل هذه القوة في المياه الواقعة إلى الشرق من قوة حاملة الطائرات الأميركية، قبالة المدخل الجنوبي لمضيق هرمز.
وزاد أن المكون الثالث قد يأتي من الدول العربية وإسرائيل. ومع تجريد إيران من قوتها بشكل حاد، قد تكون المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان ومصر والأردن على استعداد لتوفير قوة برية مشتركة للعمليات في اليمن ضد الحوثيين.
وأردف "يمكن لهذه الوحدات العربية أن تتلقى معلومات استخباراتية كبيرة وعمليات خاصة ودعمًا بحريًا وجويًا من إسرائيل. كما ستوفر مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية والأوروبية الدعم اللوجستي والدعم الناري المشترك للقوات البرية.
واستدرك "قد يبدو من الصعب تصديق أن الجيوش الإسرائيلية والعربية ستتعاون بهذه الطريقة، لكنها تفعل ذلك بالفعل (إما بشكل علني أو سري) في مجال الاستخبارات والقوات الخاصة والدفاع الجوي. وهذا من شأنه أن يضيف العمليات البرية لمكافحة الإرهاب إلى القائمة".
كما أكد أن الهدف الأولي سيكون القدرة العسكرية الحوثية - القوارب والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ ومخابئ الذخيرة ومنشآت الرادار. ويمكن أن تشمل الموجة الثانية من الأهداف محطات القيادة والسيطرة البرية والمراكز اللوجستية المستخدمة لإصلاح وتخزين الآلات العسكرية الحوثية. إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تدمير القوات البرية الحوثية، مما يعوق قدرتها على مهاجمة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتي تقاتلها في حرب أهلية لا تبدو لها نهاية.
يضيف "سوف يتم نشر القوات البرية للتحالف لتنفيذ عمليات محددة بدقة، ثم يتم سحبها بسرعة إلى البحر بعد إنجاز مهامها. هذا هو النمط الذي استخدمته قوات حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لملاحقة القراصنة الصوماليين بنجاح قبل عقد من الزمان".
على الجانب الدبلوماسي، يقول التحليل إن تتويج وقف إطلاق النار في غزة سيكون مفيدا. لقد شن الحوثيون هجماتهم ظاهريا تضامنا مع حماس؛ وقد يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى دفع الإرهابيين إلى وقف حربهم على الشحن العالمي. ولكن لا يمكننا السماح لهم بالاحتفاظ بالقدرة على إعادة بدء هجماتهم بسرعة - إما من تلقاء أنفسهم أو بناء على طلب إيران.
واستطرد إن "طهران تمتلك أضعف أوراقها منذ عقدين من الزمان، منذ أن بدأت في بناء شبكتها المعقدة من وكلائها الإرهابيين".
وخلصت الوكالة الأمريكية في تحليلها إلى القول إن "القضاء على التهديد المتبقي على شواطئ البحر الأحمر هو المسار الأفضل لإضعاف النظام الفاسد في طهران وإعادة فتح أحد أهم ممرات الشحن في العالم".