حكم الشرع فى دفع حصة من الزكاة لبناء دور الأيتام
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن حكم الشرع في دفع حصة من الزكاة لبناء دور الأيتام اجابت دارا لافتاءالمصرية وقالت مصارف الزكاة حددها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60]، ومن أهم هذه المصارف الفقراء والمساكين، والسكن من ضرورات حياتهم؛ لأن المأكل والمشرب والملبس والمسكن من ضرورات الحياة، وما دام المسكن من ضرورات الحياة للفقراء والمساكين يجوز إعطاء حصة من الزكاة لتدبير المساكن لهؤلاء لبناء مساكن تؤويهم، ويحتسب ذلك من زكاة المال.
قال السدي : الأحبار من اليهود ، والرهبان من النصارى .
وهو كما قال ، فإن الأحبار هم علماء اليهود ، كما قال تعالى : ( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت ) [ المائدة : 63 ] والرهبان : عباد النصارى ، والقسيسون : علماؤهم ، كما قال تعالى : ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) [ المائدة : 82 ] .
والمقصود : التحذير من علماء السوء وعباد الضلال كما قال سفيان بن عيينة : من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى . وفي الحديث الصحيح : لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة . قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ . وفي رواية : فارس والروم ؟ قال : ومن الناس إلا هؤلاء ؟ .
والحاصل : التحذير من التشبه بهم في أحوالهم وأقوالهم ؛ ولهذا قال تعالى : ( ليأكلون أموال الناس بالباطل ) وذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين ومناصبهم ورياستهم في الناس ، يأكلون أموالهم بذلك ، كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية شرف ، ولهم عندهم خرج وهدايا وضرائب تجيء إليهم ، فلما بعث الله رسوله - صلوات الله وسلامه عليه - استمروا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم ، طمعا منهم أن تبقى لهم تلك الرياسات ، فأطفأها الله بنور النبوة ، وسلبهم إياها ، وعوضهم بالذلة والمسكنة ، وباءوا بغضب من الله .
وقوله تعالى : ( ويصدون عن سبيل الله ) أي : وهم مع أكلهم الحرام يصدون الناس عن اتباع الحق ، ويلبسون الحق بالباطل ، ويظهرون لمن اتبعهم من الجهلة أنهم يدعون إلى الخير ، وليسوا كما يزعمون ، بل هم دعاة إلى النار ، ويوم القيامة لا ينصرون .
وقوله : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) هؤلاء هم القسم الثالث من رءوس الناس ، فإن الناس عالة على العلماء وعلى العباد وعلى أرباب الأموال ، فإذا فسدت أحوال هؤلاء فسدت أحوال الناس ، كما قال بعضهم :
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها ؟
وأما الكنز فقال مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر أنه قال : هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: کما قال
إقرأ أيضاً:
الحديث القدسي: لماذا حرّم الله الظلم على نفسه؟
يقول الله تعالى: "يا عبادي، إني حرمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرماً، فلا تظالموا، ويعد هذا الحديث القدسي من الأحاديث التي تحمل في طياتها معاني عظيمة ومبادئ تُظهر رحمة الله وعدله في تعاملاته مع خلقه.
ويُعتبر هذا الحديث من أصول الأخلاق الإسلامية، ويؤكد على حقيقة أن الظلم ليس فقط محرمًا بين العباد، بل إن الله -سبحانه وتعالى- قد حرمه على نفسه أيضًا.
معنى الحديث:هذا الحديث القدسي ينقل لنا تحذيرًا من الله تعالى للإنسان من الوقوع في الظلم، وهو تذكير قوي بأن الظلم لا يقيمه الله حتى على نفسه. بذلك، يتضح أن الله تعالى لا يقبل من عباده أن يتجاوزوا حدودهم في حق الآخرين، ويحثهم على العدل والمساواة.
الظلم محرم على الله:من المعاني العميقة في هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحدًا، بل إن حكمه عادل ورحيم، ويؤكد على أنه حرّم الظلم على نفسه. وهذا يعكس عظمة الله في عدله ورغبته في أن يسير الناس على نهج العدل في جميع تعاملاتهم. إن من أبشع المعاصي وأشدها تأثيرًا في المجتمع هو الظلم، سواء كان في المعاملات المالية، أو بين الزوجين، أو في حقوق الآخرين.
كيف نطبق هذا الحديث في حياتنا؟يحث الحديث المسلم على أن يتحلى بالعدل في كل تصرفاته وتعامله مع الآخرين، سواء كانوا قريبين أو بعيدين، أصدقاء أو حتى أعداء. كما يشير الحديث إلى أن الظلم مهما كان شكله، سواء كان بالكلام أو بالفعل، لا يجوز في الإسلام.
العواقب المترتبة على الظلم:الحديث يعرض أيضًا تحذيرًا للمجتمع من الوقوع في الظلم لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع. فالظلم يؤدي إلى تدمير العلاقات، ويزرع الكراهية، ويؤدي إلى ضياع الحقوق. كما أن العواقب الدنيوية والأخروية للظلم قد تكون وخيمة، حيث يشير القرآن الكريم في العديد من الآيات إلى عواقب الظلم في الدنيا والآخرة.
الدعوة إلى الإصلاح والمساواة:الحديث القدسي يدعونا إلى أن نكون صادقين وأمناء في تعاملاتنا مع الآخرين، وأن نحرص على تحقيق العدل والمساواة بين الناس. كما يذكرنا بأن الله يرفض الظلم بكل أشكاله ويعاقب عليه، فيحثنا على اتخاذ العدل أساسًا في حياتنا اليومية.
الحديث القدسي يضع أمامنا قاعدة ذهبية في التعامل مع الآخرين: العدل والمساواة، ويعلمنا أن الظلم أمر محرم ليس فقط بين العباد، ولكن حتى في حكم الله تعالى على خلقه. إنه دعوة لتحقيق الإصلاح والتفاهم والسلام بين الناس، ويجب أن يظل هذا الحديث أساسًا لمبادئنا في الحياة.