الصهيوني روبين: تفعيل منظومة السهم يعكس مدى خطورة وتطور القوة الصاروخية والطيران المسيَّر للجيش اليمني

الثورة / متابعات/ساري نصر
تعد مشاركة القوة الصاروخية والطيران المسيَّر للقوات المسلحة اليمنية في حرب غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، خطوة مهمة تبرز دور اليمن في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الظلم والاحتلال، وتأتي هذه الخطوة كجزء من الجهود المستمرة للقوات اليمنية في تعزيز حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة داخل حدود عام 1967م.


شهدت القوة الصاروخية وسلاح الطيران المسيَّر التابع للقوات المسلحة اليمنية خلال الفترة الاخيرة تطويرا لقدراته العسكرية، ويعتبر هذا التطور جزءًا من استراتيجية للحفاظ على القدرة على الدفاع والتصدي للعدوان والتهديدات الخارجية، وتعتبر هذه القوة لقواتنا المسلحة من أهم القدرات العسكرية التي تمكنهما من توجيه ضربات استراتيجية دقيقة على أهداف محددة في المنطقة، حيث تعتمد على تكنولوجيا صاروخية متقدمة وتصنيع محلي لتطوير صواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى ويتميز الطيران المسيَّر اليمني بقدرته على تنفيذ عمليات استطلاع ورصد دقيقة وتوجيه ضربات موجهة نحو الأهداف المحددة، وقد تم توثيق عدة هجمات ناجحة استخدمت فيها طائرات مسيَّرة لاستهداف قواعد عسكرية ومنشآت حيوية في أراضي بعض دول العدوان، لتحقق على إثرها تأثيرا في المشهد الإقليمي وتحقيقا لمكاسب سياسية وتأثيرا استراتيجياً في المنطقة.

تجاوز التحديات
هذا النجاح المتواصل جاء بعد العديد من التحديات واجهتها قواتنا المسلحة فيما يتعلق بتطوير واستخدام القوة الصاروخية والطيران المسيَّر، أبرز هذه التحديات كانت الحظر الدولي الذي فرضته العديد من الدول حظرًا على توريد التكنولوجيا الصاروخية والطيران المسيَّر إلى اليمن، مما جعلها تعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا المحلية والتحسين المستمر للقدرات الحالية وكذلك تزايدت جهود التحالف العسكري الخارجي لإقامة نظام دفاع جوي قوي للتصدي للصواريخ والطائرات المسيَّرة وهذا ما وضع ضغوطًا إضافية للتصنيع الدقيق والفعال، وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها، فقد تمكنت من تجاوز بعض أنظمة الدفاع الجوي المعادية وتنفيذ هجمات ناجحة، واظهرت إصرارًا على تحسين قدراتها العسكرية بشكل مستمر لتطوير تقنيات صواريخ أكثر دقة وتحديث أنظمة الطيران المسيَّر لتعزيز قدرات الرصد والهجوم.

رعب وهلع الاحتلال
ومع دخول سلاح القوة الصاروخية والطيران المسيَّر اليمني على خط المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي لنصرة غزة واهل فلسطين دب الخوف في قلوب الكيان الغاصب ومن يقف من ورائه وهذا بشهادة كبار ضباط الاحتلال، حيث اعتبر كبير مطوري منظومة دفاع الاحتلال الإسرائيلي المعروفة بالـسهم”، عوزي روبين، أن اضطرار جيش بلاده لاستخدام منظومة الدفاع الصاروخي “السهم” في التصدي للصواريخ التي اطلقها الجيش اليمني، دليل على رفع الاحتلال لمستوى الخطر في استهدافه من اليمن مقارنة بالعمليات السابقة التي نفذت منذ الـ7 من تشرين أكتوبر، ونشرت صحيفة ” جيروزاليم بوست”، تحليلاً معمقاً تحت عنوان (هل أدى اعتراض صاروخ آرو الإسرائيلي إلى تغيير شكل الشرق الأوسط؟)، استضافت فيه الرئيس الأسبق لمنظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية عوزي روبين، الذي كان له الفضل في تطوير منظومة الـ”سهم” الدفاعية وأشارت له الصحيفة بكنية (أبو السهم).

صعوبة اعتراض وتضليل
وأكد كبير مطوري منظومة الدفاع الإسرائيلية روبين، أن الصاروخ الباليستي من اليمن كان هدفًا أكثر صعوبة بكثير عما واجهته إسرائيل في حالة تعاملها مع غيره، وحاول روبين الذي يعمل حاليا في كل من معهد القدس للأمن والاستراتيجية ويرتبط أيضا بمركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية وكلاهما من أهم مراكز البحوث وصنع القرار في كيان الاحتلال، حاول استثمار مزاعم جيشه باعتراض الصاروخ القادم من اليمن، لبعث رسائل تطمين لدولة ألمانيا التي وقعت مع حكومة بلاده الشهر الماضي، عقدا لشراء منظومة السهم أو (Arrow) التي أشرف على تطويرها بنفسه، وقال روبين: ” لا يوجد شيء يضاهي إسقاط تهديد صاروخي باليستي عالي الجودة مع كل الضغط الحقيقي الذي يفرضه الموقف العملياتي، وحاول التحليل تقديم تفسير لمرور الصواريخ اليمنية من مكان إطلاقها من اليمن إلى إيلات، دون أن تتمكن البحرية الأمريكية المساندة للكيان الإسرائيلي المتواجدة شمال البحر الأحمر من التصدي واعتراض الصواريخ اليمنية، قائلاً: “القوات البحرية الأمريكية في المنطقة قد تكون قادرة أيضًا على إسقاط الصواريخ الباليستية التي تستهدف إسرائيل، لكن هذه القدرة قد تعتمد على مسار الصاروخ، في حين يتم وضع درع السهم بطريقة مختلفة ويتمتع بقدرات أكثر تنوعًا لإسقاط الصواريخ البالستية”.

تدمير قدرات العدو
وحسب وكالة “رويترز” فإن منظومة السهم التي تم تطويرها بالشراكة بين إسرائيل وأمريكا، “تتكوّن من مجموعة من الأنظمة الاعتراضية وأخرى فرعية معيارية، مصممة لتوفير دفاع متعدد المستويات عالي الفعالية ضد تهديد الصواريخ الباليستية، وتمتد من القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى إلى صواريخ “Arrow-3″ طويلة المدى التي تدمر أي رؤوس حربية غير تقليدية على ارتفاع آمن”.
ويرى مراقبون أن اضطرار إسرائيل إلى استخدام منظومة السهم التي تتربع على عرش منظوماتها الدفاعية، لأول مرة ضد تهديد حقيقي، لمواجهة العملية الثالثة من اليمن، دليل على مدى تطور القدرات الصاروخية التي بات يمتلكها الأخير المتعهد بتصعيد العمليات كما ونوعا، وفي حال كان ما في جعبته، وذلك غير مستعبد، ما يتخطى منظومة السهم، فإنه لن يكون أمام الجيش الاسرائيلي سوى مزاحمة مواطنيه في الملاجئ!

توازن عسكري
أستخدم الجيش اليمني القوة الصاروخية والطيران المسيَّر في حرب غزة استراتيجيات متنوعة لتحقيق أقصى قدر من الأثر، حيث اعتمدت على استهداف الأهداف العسكرية والاستراتيجية الإسرائيلية بدقة عالية، مما تسبب في خسائر فادحة وارتباك لدى الجيش الإسرائيلي، كما استفاد الجيش اليمني من الطائرات المسيَّرة في جمع المعلومات والتجسس العسكري، مما ساعد في تحديد أهداف الاحتلال الإسرائيلي وتوجيه الصواريخ إليها بدقة، كما أن استخدام القوة الصاروخية والطيران المسيَّر اليمني يعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية لحماية حقوق الفلسطينيين ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ونجحت القوات المسلحة اليمنية في تحقيق نجاح كبير من خلال استخدامها الإبداعي والفعال لتلك الأسلحة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في غزة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی المسلحة الیمنیة الیمنیة فی من الیمن

إقرأ أيضاً:

صواريخ فرط صوتية .. المستحيل ليس يمنيًّا

يمانيون – متابعات
حاطم 2 هو أول صاروخ فرط صوتي تكشف عنه هيئة التصنيع العسكري اليمني، ويعمل بالوقود الصلب، وهو نسخة محدثة ومطورة عن حاطم 1. ومن مميزات الصاروخ الذي استخدم لأول مرة في ضرب السفينة “الإسرائيلية” “إم، إس، سي سارة في” في البحر العربي وفق الإعلام الحربي امتلاكه نظام تحكم ذكي وقدرة فائقة على المناورة وسرعة فرط صوتية.

والمفاجأة امتلاك اليمن لعدة أجيال من هذه التكنولوجيا والعمل جار لزيادة مديات الصواريخ وقدرتها التدميرية لتقريب المسافات وجعل كلّ قواعد الكيان الصهيوني ومنشآته الحيوية والهامة في مرمى النيران اليمنية.

الإنجاز استراتيجي لليمن بكلّ ما للكلمة من معنى، ويفوق كلّ التوقعات؛ صواريخ جديدة بإمكانها التغلب على أكثر أنظمة الدفاعات الجوية تطوّرًا، أمريكية كانت أو صهيونية، وهي نقطة تحول في تاريخ البلد الذي يعاني ويلات الحرب والحصار مع اختلال موازين القوى مقابل قوى الاستكبار العالمي.

الكشف عن هذا الإنجاز يأتي في وقت تزايدت فيه جرائم العدوّ “الإسرائيلي” في غزّة، مع ارتفاع منسوب التهديد بالتصعيد العسكري في لبنان، ليشكّل عامل قوة إضافية للجبهات المساندة لغزّة، ومقدمة لانتقال اليمن إلى مرحلة خامسة من التصعيد لإجبار العدوّ على وقف عدوانه ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

لناحية الإسناد، فالصواريخ الفرط صوتية بلا شك ستكون مؤثرة، بشكل أكبر، وهي إذ تعزز عوامل صمود وثبات المجاهدين في فلسطين، وتقوي موقفهم التفاوضي، ستعمق حالة القلق الصهيوني من تعاظم القدرات والتهديدات التي يجب أن يواجهها الكيان في جبهات متعددة حوله.

على صعيد معركة البحر، بات من الضروري والأسلم لشركات الملاحة أن تحسب حساب هذا التطور، وبالتالي الالتزام بقواعد الاشتباك وعدم انتهاك قرار الحظر وشروطه لأن ذلك يعني استهداف سفنها وإغراقها وتحملها تكاليف باهظة على الصعيد الاقتصادي.

الحاملة الأمريكية التي ستحل محل “أيزنهاور” في البحر الأحمر من المؤكد أنها ستعيش في جوّ من القلق وعدم الاستقرار، فالمواجهة الأصعب التي وصفها القادة الأميركيون زادت مفاعيلها لصالح القوات المسلحة اليمنية ما يضعف الموقف الأمريكي ويقلل من خياراته الهجومية في مقابل البحث عن خطط للهروب من الميدان، وبمجرد وصولها خط النار سيجري الترحيب بها بالطريقة اليمنية.

منظومة صواريخ حاطم الفرط صوتية، أحدث ما وصلت إليه الصناعات اليمنية بأيادٍ وخبرات يمنية، وهي جزء من ترسانة الصواريخ الباليستية والمجنحة والطيران المسير والزوارق البحرية محلية الصنع، في تحدٍّ واضح لأمريكا وعدوانها وحصارها المفروض على اليمن منذ ما يزيد عن تسع سنوات.

والصواريخ الفرط صوتية وفق المعلومات المتداولة إعلاميًّا تفوق سرعتها 5 أضعاف سرعة الصوت، وتتميّز تكنولوجيا هذه الصواريخ بقدرتها على الانطلاق خارج الغلاف الجوي، ومن ثمّ تعود إليه مرة أخرى، وحينها تبدأ في المناورة والتحرك في جميع الاتّجاهات لمراوغة دفاعات العدو، وهو ما يجعل أغلب هذه الصواريخ لا يمكن تعقبه.

ما يميز اليمن عن كلّ بلدان العالم التي تنتج هذه التقنية أنها لا تصنع وتطور قدراتها لتخزينها والتفاخر بها، بل تصنعها وتفعّلها في الميدان فور جهوزيتها، والميدان خير معلم، كما يقال، ولأن العدوّ “الإسرائيلي” هو الهدف فهذه ميزة أخرى وحافز كبير يدفع نحو الإبداع واجتراح المعجزات.

بهذا الكشف يصبح اليمن الدولة العربية الأولى، والثانية بعد إيران في الشرق الأوسط، التي تمتلك هذه التقنية، ومن الدول القليلة على مستوى العالم في قائمة الدول المصنعة للصواريخ الفرط صوتية، وهو أمر أشبه بالإعجاز بفضل الله تعالى وبركة من بركات إسناد غزّة.

واليمن بهذا الإنجاز يعزز قدراته العسكرية اليمنية في خضم المواجهة البحرية المفتوحة والممتدة من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط، وعلى النظام السعودي والإماراتي التنبه والمسارعة للبحث عن حلول سياسية تقفل باب العدوان المستمر منذ مارس 2015م؛ فعودة المواجهات في الداخل اليمني أو تصعيد إجراءات الحصار يعني ضرب منشآت نفطهما حتّى يملأ صراخهما العالم.

وأمريكا مطالبة بمواكبة المتغيرات في المنطقة، فهي تبدو متأخرة بمسافات وعليها اللحاق بركب محور الجهاد والمقاومة إذا ما أرادت الحفاظ على مكانتها ونفوذها، ولن تستطيع، وإذا كانت تحمل هم البرنامج الصاروخي الإيراني في أروقة مجلس الأمن والمحافل الدولية فهي بلا شك ستحمل همًّا آخر من اليمن.

– موقع العهد الاخباري /إسماعيل المحاقري

مقالات مشابهة

  • المرحلة الرابعة من التصعيد.. تطوّر في القدرات وتفوّق في الأهداف
  • اعلام صهيوني يسلط الضؤ على الزوارق اليمنية
  • ناقلات النفط العملاقة تواجه أسرابًا من الزوارق المسيّرة قبالة سواحل اليمن
  • صواريخ فرط صوتية .. المستحيل ليس يمنيًّا
  • كاريكاتير.. العمليات المشتركة للقوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية ضد العدو
  • أمريكا تُقر بفشلها في حماية سفن الكيان الصهيوني من هجمات القوات اليمنية
  • بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية في تمام الساعة 10:30مساءً
  • المقاومة اللبنانية تستهدف‏ ‏تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط مثلث الطيحات
  • شواهد تأثير الضربات اليمنية
  • إعلام العدو: المقاومة الفلسطينية ستنجح في إطلاق الصواريخ من الضفة