قال السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل دانيال كيرتزر إن أيام بنيامين نتنياهو في رئاسة وزراء إسرائيل باتت معدودة.

وأكد كيرتزر -في مقال نشره في مجلة فورين بوليسي الأميركية- أن أمام نتنياهو خيارين: أولهما هو تحمل مسؤولية الإخفاقات السياسية والاستخباراتية والعملياتية التي حدثت بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والخيار الثاني أنه سيُجبر على التنحي من جانب لجنة التحقيق التي ستنعقد بعد الحرب.

ورأى الدبلوماسي الأميركي، الذي شغل أيضا منصب سفير بلاده لدى مصر سابقا أيضا، أنه يتعين على نتنياهو الرحيل الآن قبل أن يفقد ما وصفه "بالقليل المتبقي لديه من الاحترام".

وأشار كيرتزر إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فجرت بطريقة درامية الصورة التي رسمها نتنياهو لنفسه بوصفه "حارسا أمينا لإسرائيل" خلال السنوات الطويلة التي تصدر فيها المشهد.

واستعرض كيرتزر مسار العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وكيف أن نتنياهو عرضها للخطر خاصة في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما (2009-2017)، وكاد أن يدفع العلاقات الأميركية الإسرائيلية إلى الخروج عن مسارها، وفق قوله.

وعقب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات بغلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقتل أكثر من 1400 إسرائيلي، بينهم مئات الجنود، وأسر أكثر من 230 آخرين، تصاعدت الانتقادات الموجهة للقيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل وعلى رأسهم نتنياهو مع اتهامات له بالتقصير ودعوات له بالتنحي فورا.

واستمرت الانتقادات لنتنياهو مع بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وأودت بحياة أكثر من 9 آلاف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، والخسائر العسكرية التي تعرض لها جيش الاحتلال مع بدء التوغل البري لمناطق بالقطاع.

ومن المتوقع أن تبدأ لجان رسمية إسرائيلية بالتحقيق في الإخفاق بعد انتهاء الحرب، حسب ما أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في جلسة للكنيست (البرلمان) قبل أيام.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل

أوضح القيادي في حركة تحرير جنوب أفريقيا روني كاسريلز -يهودي الديانة وينتمي لبيض جنوب أفريقيا– أن إسرائيل تنشر الخراب في المنطقة، ليس فقط بارتكابها جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، ولكن بهجومها على لبنان ودخول أراضيه، والاعتداءات المتكررة على سوريا والعراق واليمن، وأن السبيل الوحيد لوقف هذا الخراب هو حرمان الآلة العسكرية لإسرائيل من الأسلحة التي تقدمها لها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى تساعد إسرائيل على ارتكاب هذه الجرائم.

وزير دفاع جنوب أفريقيا جو موديز (وسط)، ورئيس مجلس إدارة شركة أرمسكور رون هايوود (يسار) وروني كاسريلز (رويترز)

وأضاف أن السبيل لوقف تدفق الأسلحة على إسرائيل يمر عبر الأمم المتحدة التي تتعامل معها واشنطن وتل أبيب بشكل مهين، مشيرا إلى أن تلك الخطوة هي مسؤولية المجتمع الدولي بأسره لانتهاك هذه الدول للقانون الدولي وحقوق الإنسان والقرارات الدولية كافة.

وبشأن فرص فرض عقوبات ملزمة على إسرائيل لجرائمها في ضوء الحصانة والحماية التي تحظى بها من الدول الغربية، أكد كاسريلز أنها مسألة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، مشيرا إلى ما وصفه بنفاق الدول الغربية التي تحتشد لدعم أوكرانيا، في حين تدعم دولة عدوانية مثل إسرائيل.

روني كاسريلز وناليدي باندور (وزير العلاقات الدولية والتعاون) في المحاضرة التذكارية السنوية الثانية لشيرين أبو عاقلة (غيتي)

وردا على سؤال افتراضي عما إذا كان له أن يعود بالزمن لكي يختار محاربة أي النظامين العنصريين في جنوب أفريقيا أم ذلك الذي في إسرائيل، قال كاسريلز "أنا جنوب أفريقي من أصل يهودي ولكني لست صهيونيا، وأرفض تلك الوصفة الصهيونية من أن معاداة السامية هي أمر متأصل في الإنسانية، كما أن طريقة التعامل مع أي شكل من أشكال العنصرية تتلخص في النضال ضده، مثلما فعلت أنا بانضمامي لحركة التحرر الوطني من أجل الديمقراطية في جنوب أفريقيا، وهو ما يفعله اليهود الصالحون المناهضون للصهيونية الذين يرفضون الذهاب إلى مستوطنة استعمارية صهيونية أقيمت على أرض انتزعت من شعبها الأصلي"، وأوضح أن ذلك هو الذي يدفعه -مع كثير من اليهود- إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأن الأمر لا يتعلق باختيار أي النظامين كان سيختاره للتصدي له.

إعلان

وأعرب كاسريلز عن امتنانه لأجداده الذين اختاروا الهجرة من ليتوانيا في أوروبا إلى جنوب أفريقيا، وليس إلى فلسطين كي يحلوا محل أهلها. وقال كاسريلز أن أبويه ربياه على احترام الآخر حتى وإن كان مختلفا عنهم، وهو الذي ساعده على التمرد على نظام الفصل العنصري في العشرين من عمره، وعلى انضمامه إلى حركة المؤتمر الوطني الأفريقي للتحرر والحزب الشيوعي، وجعله مؤيدا للحقوق المطلقة للشعب الفلسطيني.

أعضاء لجنة التحقيق الدولية (آي في سي) كريس ماكابي (يسار)، وروني كاسريلس (وسط)، ورام مانيكالينغام (يمين) -المحكمة العليا مدريد في 23 فبراير/شباط 2014- (رويترز)

وبخصوص خطاب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في مجلس الشيوخ -عندما كان عضوا فيه عام 1986- الذي انتقد فيه بعنف حكومته بسبب تقاعسها بشأن ما وصفه بالنظام العنصري الأبيض المثير للاشمئزاز في جنوب أفريقيا، كما وصف حكومته بأنها تفتقر إلى العمود الفقري الأخلاقي، وأكد ضرورة أن تنحاز واشنطن للسود المقموعين، ثم بعد 38 عاما، يقف بايدن رئيسا وهو يدعم بشكل مطلق الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وصف كاسريلز الرئيس الأميركي بالانتهازية والنفاق حتى عندما كان يتحدث مدافعا عن السود في جنوب أفريقيا.

بايدن انتهازي مطلق وطالما تنفس كذبا

وكشف كاسريلز عن واقعة سبقت خطابه عام 1986، إذ كذب خلالها بايدن كذبا واضحا عندما ادعى أنه في زيارة سابقة لجنوب أفريقيا تم القبض عليه بسبب أنشطته المناهضة للفصل العنصري، وقد ثبت لنا فيما بعد أن تلك الحادثة لم تقع قط، وإنما كانت كذبة لتعزيز مكانته بدافع من انتهازيته، وهو ما تكرر على مدار مسيرته المهنية، واصفا الرئيس الأميركي بأنه عار مطلق على البشرية هو ونخبته الذين يحكمون الولايات المتحدة. وأضاف أن الإبادة الجماعية ترتكبها إسرائيل بذخائر الموت والأموال التي توفرها الولايات المتحدة، مؤكدا أنه يحتقر هذا الرجل الذي يضر بالشعب الأميركي وبالإنسانية.

إعلان

وحول إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي بشأن وطن للفلسطينيين على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا بالرغم من خطورة جرائم إسرائيل، قال كاسريلز "لقد كنا نناضل من أجل دولة ديمقراطية موحدة، وليس للوصول إلى تسوية تفاوضية مع قوة استعمارية حاكمة، وكان هذا يعني إنهاء سيطرتها السياسية على البلاد والقبول بدولة واحدة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع، وهو السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية لتكون فلسطين دولة من النهر إلى البحر لجميع مواطنيها، بغض النظر عن كونهم يهودا أو عربا أو مسيحيين أو مسلمين، وأن من يرفض هذا الحل من اليهود عليه الرحيل".

وزير المخابرات الجنوب أفريقي السابق، روني كاسريلز، يخاطب الحضور في المؤتمر العالمي الأول لمكافحة الفصل العنصري في ساندتون (الفرنسية)

وأكد الرجل أن الجميع في جنوب أفريقيا، حكومة وحزبا، على مستوى القيادات والقواعد داعمون لمقاومة إسرائيل الصهيونية والولايات المتحدة.

وفي ما يتعلق بقواعد الحرب واتفاقية جنيف للأمم المتحدة، أكد كاسريلز أنه منذ القرن السابع "سنجد أن الإسلام ونبيه محمد الزعيم والقائد العسكري ورجل الدولة قد وضع تعاليم صارمة حول كيفية التعامل مع العدو من تحريم قتل النساء والأطفال والجرحى وحرمة الأماكن الدينية، مشيرا إلى الاختلاف المذهل عند مقارنة تلك التعاليم بقانون إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا النازية وبريطانيا للحرب، وهو ما يفسر لماذا لا يرون ما ترتكبه إسرائيل الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كلها من جرائم، مخلفة بذلك الخراب والحرب.

مقالات مشابهة

  • من خسر أسلحة أكثر.. روسيا في سوريا أم أميركا في أفغانستان؟ كشف بخسائر تفوق الوصف والخيال
  • "وعد" من نتنياهو لوالدة الصحفي الأميركي المختفي في سوريا
  • سفير روسيا في لندن: صاروخ "أوريشنيك" أجبر بريطانيا على اتباع نهج أكثر حذرا
  • "وعد" من نتنياهو لوالدة الصحفي الأميركي المختفي في سوريا
  • وزير إسرائيلي: صفقة التبادل المطروحة سيئةولا تخدم أمن إسرائيل
  • سفير مصر السابق بدمشق عن سعادة الشعب السوري بسقوط الأسد: السكينة سارقاه
  • بين الانتقادات والممكن: هل تتجاهل الثورة السورية مواجهة  إسرائيل؟
  • روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل
  • أميركا تطلب موافقة إسرائيل لمساعدة السلطة الفلسطينية عسكرياً
  • أكسيوس: أميركا تطلب موافقة إسرائيل على مساعدة عسكرية لأمن السلطة