«بيان الدوحة»: التزام بمواجهة تحديات المناخ على الصحة العامة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أقر مؤتمر المدن الصحية لإقليم شرق المتوسط في ختام أعماله أمس، بيان الدوحة حول المدن الصحية في إقليم شرق المتوسط (دعوة للعمل: تمهيد الطريق إلى الرفاه الحضري المستدام).
وتعهد ممثلو المدن في الإقليم خلال البيان بالعمل ضمن مسؤولياتهم من أجل التأكد من أن جميع القطاعات ذات الصلة تراعي الصحة والرفاهية أثناء تطوير سياساتها وتخطيط إستراتيجياتها.
كما تعهد المشاركون بالمؤتمر الذي تواصلت أعماله على مدار ثلاثة أيام، بالتصدي المنهجي للتحديات التي يفرضها تغير المناخ على الصحة العامة متضمنا وضع إستراتيجيات التكيف لمنع العواقب الصحية للأحداث المتطرفة وتنفيذ سياسات التخفيف للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال النقل المستدام، والحد من تلوث الهواء، وزيادة المساحات الخضراء.
وأكد المشاركون الالتزام بإعطاء الأولوية للحد من أوجه عدم المساواة في الصحة داخل المجتمعات من خلال التدخلات المستهدفة تجاه الفئات الأكثر ضعفاً كالأطفال وكبار السن والسكان النازحين والأشخاص ذوي الإعاقة.
كما تعهد المشاركون بإشراك المجتمعات في تقييم الاحتياجات وعمليات صنع القرار بشأن الصحة، يضاف لذلك التعهد بجمع وتحليل وإتاحة الأدلة والمعلومات ذات الصلة لجميع المعنيين لتقييم الحالة الصحية للسكان، والمساهمة في التخطيط وضمان اتخاذ قرارات مستنيرة.
ومن المقرر أن يتم عقد اجتماع لتقييم التقدم المحرز وتبادل الدروس المستفادة وذلك في عام 2025.
وأكد المشاركون أن الاستثمار في المدن الصحية في بلدان الإقليم قد أثبت قيمته في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وكذلك المجتمع المدني لتعزيز صحة ورفاهية جميع المواطنين. كما أشادوا بالتزام الدوحة بمدينة صحية وأطفال أصحاء ومستقبل صحي تم الاتفاق عليه في 31 أكتوبر 2019 والذي شهد بداية حركة المدينة الصحية في قطر.
يذكر أن مؤتمر المدن الصحية لإقليم شرق المتوسط انعقد بمشاركة نحو 1300 مشارك بالحضور الشخصي أو من خلال تقنيات الاتصال عن بُعد، وتمثل الموضوع الرئيسي للمؤتمر في: «المدن الصحية: نهج متعدد القطاعات للصحة والرفاه».
وخلال فعاليات المؤتمر استعرض 43 خبيرًا محليًا ودوليًا خلاصة تجاربهم الهادفة إلى المساهمة في تحقيق الهدف الرئيسي للمؤتمر المتمثل في استكشاف كيفية توسيع نطاق نهج المدن الصحية على مستوى إقليم شرق المتوسط بما يتماشى مع برنامج العمل العام الثالث عشر لمنظمة الصحة العالمية، وأهداف التنمية المستدامة، والرؤية الإقليمية لعام 2023 «الصحة للجميع وبالجميع». كما هدف المؤتمر كذلك إلى المساهمة في النهوض بإستراتيجيات الصحة الحضرية، وريادة الطريق نحو مدن ومجتمعات أكثر صحة في جميع أنحاء الإقليم وخارجه.
ويعد برنامج المدن الصحية أحد أهم أولويات منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط باعتباره منصة ديناميكية متعددة القطاعات لمعالجة المحددات الاجتماعية للصحة، وإشراك المجتمعات، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر إقليم شرق المتوسط المدن الصحیة شرق المتوسط
إقرأ أيضاً:
جزيرة إفريقية مهددة بالاختفاء خلال سنوات بسبب المناخ.. ما القصة؟
تقع جزيرة نيانجاي قبالة سواحل سيراليون، في الساحل الجنوبي الغربي لبلاد أفريقيا، وتواجه تهديداً وشيكاً بالاختفاء نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر.
تشير التقديرات إلى أن الجزيرة قد تختفي بالكامل في غضون 15 عاماً، وهو ما يُعدّ أمراً مقلقاً للغاية.. فما القصة؟
ماذا حدث لجزيرة نيانجاي؟شهدت مساحة سطح الجزيرة تغييرات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، حيث تقلصت من 700 متر طولاً إلى 90 متراً فقط.
لقد كان لهذا التقلص تأثير سلبي على الحياة النباتية في الجزيرة، حيث فقدت العديد من النباتات المهمة مثل أشجار المانجو وجوز الهند، التي جرفتها الأمواج المتزايدة.
بالإضافة إلى ذلك، تعيش الجالية القليلة المتبقية هناك في مستوطنة صغيرة تعاني من الفيضانات المستمرة.
على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة، لا يزال سكان نيانجاي يشعرون بالارتباط العميق بالجزيرة. هذا الارتباط يجعلهم مترددين في مغادرتها، على الرغم من التوقعات العلمية القاسية بشأن مستقبل الجزيرة.
التحديات التي تواجههم تعكس حالة من التوتر بين الرغبة في البقاء والواقع القاسي الذي يهدد حياتهم.
الآثار العالمية لتغير المناخعلى الرغم من أن أفريقيا تمثل فقط 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية منذ الثورة الصناعية، فإنها تُعتبر واحدة من أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ.
تعاني القارة من التقلبات المناخية، مثل فترات الجفاف الأطول، وموجات الحر الشديدة، والعواصف والفيضانات غير المتوقعة. هذه الظواهر تؤثر بشكل مباشر على الزراعة، وهي قطاع حيوي يعتمد عليه الكثير من سكان أفريقيا، مما يزيد من خطر انعدام الأمن الغذائي.
السواحل الأفريقية مثل نيانجاي معرضة بشكل خاص للتآكل بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.
وبهذا الشكل، يمكن أن يؤدي هذا التآكل إلى نزوح الملايين من الناس في السنوات القادمة. يعكس هذا الوضع مفارقة مؤلمة؛ فبينما تساهم أفريقيا في النسب الأقل من مشكلة الاحتباس الحراري العالمية، فإنها تتحمل عبئاً غير متناسب من التكاليف البشرية والاقتصادية المرتبطة بتغير المناخ.
وبحسب الخبراء، تعد جزيرة نيانجاي هي مثال مصغر لتلك المعاناة التي تواجهها القارة الأفريقية بسبب تغير المناخ، فمن الضروري أن تُعطى الأصوات المحلية والدولية اهتمامًا أكبر، وأن تُتخذ إجراءات فورية للحد من التأثيرات المدمرة للتغير المناخي لضمان بقاء المجتمعات والبيئات الهشة في هذه المناطق.