مخيم جباليا.. هذا هو حاله بعد يومين من القصف
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
هدأ القصف الإسرائيلي العنيف لمخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، إلى حد ما، بعد يومين من الغارات التي أزهقت عشرات الأرواح، ودمرت الكثير من المباني. وحتى الآن، تتحدث الحكومة في قطاع غزة عن مقتل وإصابة 400 شخص خلال يومين من استهداف المخيم، وتقول وزارة الداخلية إن إسرائيل استخدمت في القصف 6 قنابل، كل واحدة تزن طنا، فيما لا يستبعد شهود عيان استخدام قنابل حارقة.
واعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان، الأربعاء، أن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا "قد يرقى إلى جرائم حرب".
وجاء في منشور للمفوضية على منصة "إكس": "نظرا للعدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار بعد الضربات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين، لدينا مخاوف جديّة من أن هذه هجمات غير متناسبة يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب".
ويقول همام منير، يسكن قرب مستشفى العودة، إن القصف بدأ منذ مساء الثلاثاء، وكل نصف ساعة كانت تأتي طائرة تلقي حمولة متفجرة، واستمر هذا حتى الأربعاء، وهدأ قليلا الخميس، ولكن المكان صار منكوبا.
والمنطقة التي ضربتها إسرائيل في المخيم "تضم أكثر من 100 مبنى، تحولوا جميعا لأنقاض، ووصل عدد الضحايا الذين انتشلهم الأهالي مع سيارات الإسعاف لأكثر من 400، بينهم عائلات كاملة، وفقد أطفال أسرتهم، فيما لم نتلق أي تحذيرات بشأن الهجوم".
وبحسب منير، فإنه "حتى اللحظة نسمع أصوات إستغاثة من تحت الأنقاض، ولا نستطيع إخراجهم لعدم قدرة المعدات على الوصول إلينا؛ فالطرق التي تربط المخيم بباقي قطاع غزة تم قصفها بوحشية، ولا يمكن لسيارة الدخول الآن".
وعن سبب عدم تركه المخيم، يقول: "حاولنا الابتعاد عن المخيم، ولكن الطائرات كانت تستهدف كل من يحاول الخروج؛ فهم يدعون أن أحد قيادات حركة حماس داخل المخيم، وهذا غير صحيح، والمخيم ليس فيه أي مظاهر مسلحة".
وبتعبير المواطن الفلسطيني: "لا يوجد لدينا ماء ولا كهرباء، ولا نستطيع الذهاب لمواقع المنظمات الإغاثية للحصول على الطعام".
ويؤكد عبد الله عبيد، وهو أحد العاملين في جهود الإنقاذ، على كثير مما جاء في شهادة منير، مضيفا: "بسبب قصف الطرق دخلنا المخيم على أقدامنا، ولكننا لا نستطيع إخراج المصابين بشكل منتظم، ونسمع أصواتا تحت الأنقاض ولا نستطيع إخراج أصحابها".
وعن المتاح للإنقاذ الآن، يوضح عبيد، أنهم أنشأوا ما يشبه مستشفى ميدانيا، ويقدمون العلاج للمصابين على الأرض، لكن الحالات الحرجة يلزم نقلها للمستشفى المتخصص، مشيرا إلى أن معظم المصابين لديهم حروق شديدة.
ويشك بعض السكان في أن إسرائيل استخدمت قنابل حارقة في قصف المخيم، كتلك التي تستخدمها في قصفها لمواقع حزب الله في لبنان الأيام الأخيرة، ولكن لم تظهر أدلة موثقة لذلك بعد.
وموجها رسالة إلى منظمات الإغاثة يقول عبيد: "هناك مراكز توزيع أغذية خرجت عن الخدمة بعد القصف، وتضررت أكثر من 30 منشأة تابعة للأونروا (مفوضية غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة)، ونحتاج وبشدة لدعم إغاثي قوي".
ما هو مخيم جباليا
يحتوي قطاع غزة على 8 مخيمات للاجئين ممن نزحوا من أماكن أخرى في فلسطين أوقات الحروب مع إسرائيل، أكبر هذه المخيمات هو جباليا، تأسس عام 1948، وبه 116 ألف لاجئ يعيشون على مساحة 1.4 كم مربع، وفق "الأونروا".
وهو أقرب مخيم لإسرائيل في المسافة؛ ما يجعله دائما نقطة ساخنة، وقصفه الجيش الإسرائيلي بشدة منذ مساء الثلاثاء بدعوى تعقب قيادات من حركة حماس تختبئ بداخله.
ووفق أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس، قُتل جراء القصف الإسرائيلي على القطاع 8796 شخصا، بينهم 3648 طفلا، منذ بداية الحرب مع إسرائيل.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: مخیم جبالیا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان “شبه خال” بعدما سيطرت عليه قوات الدعم السريع
القاهرة: حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الخميس من أن مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان أصبح “شبه خال”، بعد أقلّ من أسبوعين على سيطرة قوات الدعم السريع عليه في خضم الحرب الدائرة بينها وبين الجيش، وأفاد المكتب بفرار مئات آلاف الأشخاص هربا من المجاعة التي تضرب المخيم إلى مناطق مجاورة، ولا سيما مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أشهر والتي تُعدّ آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها.
وجاء في بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن “مخيم زمزم للنازحين والذي كان يؤوي 400 ألف شخص على الأقلّ قبل النزوح، أصبح شبه خال”، وأضاف أن صورا التقطتها أقمار اصطناعية تظهر اندلاع حرائق هناك، مع ورود تقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع تمنع البعض من المغادرة.
ووفق البيان فإن “النزوح من زمزم بصدد التمدّد إلى وجهات عدة… ووصل نحو 150 ألف نازح إلى مدينة الفاشر، كما انتقل 181 ألف شخص آخرين إلى طويلة”.
واندلع النزاع في السودان بين الحليفين السابقين، عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع في 15 أبريل/ نيسان 2023، وسرعان ما امتدت الاشتباكات التي بدأت في الخرطوم إلى معظم ولايات البلد المترامي الأطراف.
وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص، وتسبّبت، وفق الأمم المتحدة، بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق.
ومخيم زمزم كان أول مكان تعلن فيه المجاعة في السودان في أغسطس/ آب الماضي.
وبحلول ديسمبر/ كانون الأول امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين في دارفور وفق تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
واشتدت المعارك في إقليم دارفور غرب السودان بعد إعلان الجيش استعادته السيطرة على العاصمة الخرطوم.
(أ ف ب)