بعد إعلان الحكومة المؤشرات الاقتصادية.. خبراء: قدرة مصر على تحقيق نمو 3.8% إنجاز وسط الضغوطات المحلية والدولية
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
وزيرة التخطيط: تراجع طفيف في معدل التضخم.. ونستهدف نمو 4.2%خبير: مؤشرات الاقتصاد المصري مبشرة رغم التحديات الجيوسياسية قدرة مصر على تحقيق نمو ٣.٨% إنجاز وسط الضغوطات الجيوسياسية
قال أحمد معطي الخبير الاقتصادي إن التحدث في الاقتصاد العالمي وربطه من قبل وزيرة التخطيط في التقرير بالوضع المحلي هام جدا ويدل على نظرة الدولة المستقبلية والتزامها بالشفافية بإيضاح للبيانات للشعب بالكامل.
وأضاف احمد معطي في تصريحات ل صدى البلد أن الأرقام تعد مبشرة وسط الضغوط والتحديات الجوسياسية بالمنطقة والعالم، لافتا إلى أن تقرير البنك الدولي الصادر الأسبوع الحالي تحدث عن العالم يعيش صدمة مزدوجة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وكذلك الشرق الأوسط مما يتسبب على ضغوطات على الاقتصاد.
وبين أن قدرة مصر على تحقيق معدلات نمو ٣.٨ إنجاز وسط الضغوطات المحلية والدولية، لافتا إلى أن ذلك إنجاز وسط التحديات المختلفة بالإضافة إلى استهداف الوصول إلى ٤.٢ العام المقبل مما يؤكد نجاح خطوات الحكومة وسط التحديات المختلفة.
وأكمل أن هناك إشارات إيجابية من عدة أنشطه منها الفنادق والمطاعم والتكنولوجيا وقناة السويس والاتصالات والشركات الناشئة.
وحول التضخم، أشار إلى أن حديث الوزيرة عن انخفاض التضخم بسبب مبادرة الغلاء جيد جدا وسط انخفاض، مشيرا إلى أن معدل البطالة يعد من المؤشرات الهامة لأي دولة وسط التحديات المختلفة هام جدا.
وعن الاستثمارات، أكد أن وصول تدفقات الاستثمارات المباشرة إلى ١٠ مليارات دولار بنسبة زيادة ١٢.٨ بالمائة، لافتا إلى أن الأزمة فقط في قلة ارسال المصريين بالخارج.
وشدد لو أن المصريين بالخارج عادوا إلى الإرسال كما كانت في المعدلات الطبيعية ستحل العديد من المشاكل الموجودة، موضحا أنه من البيانات المبشرة وجود فائض في ميزان المدفوعات بعدما كان عجز سابقا.
واختتم حديثه قائلا" هذا يدل على استبشار بالاقتصاد القومي وقدرته على امتصاص الأزمات المختلفة وسداد الديون بانتظام.
قدمت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عُقد اليوم، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، عرضاً حول أهم المؤشرات الاقتصادية العالمية والمحلية.
وفى مستهل حديثها، استعرضت “السعيد”، نظرة عامة لأهم المؤشرات الاقتصادية العالمية، موضحة أن معدل النمو الاقتصادي العالمي يشهد تباطؤاً منذ عام 2021 حيث سجل 6%، ووصل إلى 3.5% في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 3% عام 2023، وإلى 2.9 % عام 2024.
وأشارت وزيرة التخطيط، إلى أن هذا التباطؤ يرجع إلى استمرار تبعات الأزمة الروسية الأوكرانية على سلاسل الإمداد الدولية وعلى نمو الإنتاج الصناعي، وكذا تفاقم أزمة الديون الخارجية في الأسواق الناشئة والدول النامية.
وفيما يتعلق بتطور معدلات التضخم، أوضحت الوزيرة أن هناك تراجُعاً عاماً في معدل التضخم على مستوى مختلف مناطق العالم، عدا منطقة الشرق الأوسط، مضيفة: كما شهدت معدلات نمو التجارة العالمية تراجعا حاداً في عام 2022، حيث وصلت إلى 3%، ومن المنتظر أن تشهد مزيداً من التباطؤ يصل إلى 0.8% عام 2023 تأثراً بتبعات الأزمة الروسية الأوكرانية، مع توقعات بحدوث ارتفاع إلى 3.3 % في عام 2024.
وأوضحت أن حدوث هذا التراجع الحاد جاء نتيجة عدة أسباب منها تراجع الطلب الاستهلاكي العالمي والتحول نحو استهلاك الخدمات المحلية بدلاً من السلع المستوردة، واستمرار الاضطرابات في سلاسل الامداد الدولية، وارتفاع تكلفة النقل والتأمين والخدمات اللوجستية.
وعن تطور حجم تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لدي مجموعات الدول، أشارت الوزيرة إلى حدوث انخفاض في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي ليصل إلى حوالي 1.3 تريليون دولار في عام 2022 بنسبة انخفاض 23.5% مقارنة بعام 2019، حيث بلغت 1.7 تريليون دولار، لافتة في هذا الصدد إلى استحواذ الدول النامية على نحو 70.4 من جملة الاستثمارات العالمية في عام 2022، وكذا تواضع الاستثمارات الأجنبية وانخفاضها بالقارة الافريقية (45 مليار دولار) بنسبة 3.46% فقط من الإجمالي العالمي في هذا العام.
ولفتت الدكتورة هالة السعيد إلى أنه على الرغم من انخفاض معدلات التضخم في أسعار السلع الغذائية على المستوى العالمي، إلا أنه يتنامى خطر انعدام الأمن الغذائي، وذلك بما يؤثر على حياة 210 ملايين مواطن في المناطق المتأثرة بالصراعات.
وعن أهم مؤشرات الاقتصاد المصري، ذكرت الدكتورة هالة السعيد أن معدل النمو الاقتصادي السنوي الحقيقي بلغ نحو 3.8% خلال عام 2022/2023، وذلك على الرغم من استمرار التحديات والمتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، ومنها ارتفاع التضخم العالمي، والأزمة الروسية الأوكرانية، مشيرة إلى أنه من المستهدف الوصول به إلى 4.2% في عام 2023/2024 رغم تلك التحديات.
وأضافت الوزيرة: وصل الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية (فعلي) في عام 2022/2023 إلى 10.2 تريليون جنيه، حيث كان من المستهدف الوصول إلى 9.2 تريليون جنيه خلال هذا العام.
وحول معدلات نمو الأنشطة الاقتصادية للعام المالي 2022/2023، أشارت الوزيرة إلى عدد من الأنشطة الاقتصادية التي حققت معدلات نمو إيجابية خلال هذا العام، ومن بينها ما يتعلق بقطاع المطاعم والفنادق، وقناة السويس، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات الاجتماعية التي تشمل الصحة والتعليم، هذا إلى جانب ما يتعلق بقطاع الزراعة.
ونوهت بأن النمو الذي شهده قطاع الاتصالات يرجع إلى زيادة حجم الصادرات الرقمية، لتسجل 4.9 مليار دولار، وكذا زيادة حجم الاستثمارات في الشركات الناشئة بنسبة نمو 22%، وزيادة خدمة البيانات، فيما حقق نشاط الزراعة أيضاً معدلات نمو إيجابية، وذلك نظراً للتوسع في الزراعات التعاقدية وتنامي الصادرات الزراعية الغذائية.
ونوهت الوزيرة إلى تطور الاتجاهات التضخمية في الاقتصاد المصري، موضحة أنه بالرغم من نجاح الدولة في كبح جماح التضخم وخفضه من مستويات بالغة الارتفاع، حيث سجل 25% عام 2016/2017، ليصل إلى 5% في عام 2020/2021، إلا أن معدل التضخم عاود الارتفاع إلى نحو 10% عام 2021/2022، واستمر في الصعود، خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، ليصل إلى حوالي %24.8 في عام 2022/2023 نتيجة لتحرير سعر الصرف وارتفاع الفاتورة الاستيرادية.
وأضافت أنه من المتوقع أن يأخذ معدل التضخم في الانخفاض خاصة مع تطبيق مبادرة تخفيض أسعار السلع، والتي بدأت اثارها في الظهور مع تراجع طفيف في معدل التضخم بداية من شهر سبتمبر 2023 حيث بلغ نحو %38 مقارنة بنحو %39,7 في أغسطس من نفس العام، وفى هذا الصدد أشارت الوزيرة إلى معدلات التضخم في عدد من الدول على مستوى العالم خلال شهر سبتمبر الماضي، موضحة أن هناك دولاً سجلت معدلات تضخم وصلت إلى أكثر من 60%، وهناك من وصل إلى 318% وهو أعلي معدل تضخم في العالم خلال شهر سبتمبر الماضي.
واستعرضت الوزيرة ملخصاً لمؤشرات الصادرات والواردات خلال عام 2022/2023، موضحة نسب التراجع، وكذا نسب الانخفاض في عجز الميزان التجاري.
ونوهت الوزيرة خلال العرض إلى تراجع تحويلات المصريين العاملين بالخارج في عام 2022/2023.
كما أوضحت الوزيرة أن معدل البطالة سجل 7% خلال الربع الرابع من عام 2022/2023، من اجمالي القوى العاملة البالغة 30.9 مليون فرد تشمل القطاعين الرسمي وغير الرسمي، وذلك مقارنة بالربع الرابع من عام 2020/2021، الذي سجل 7.3%.
وأشارت الوزيرة إلى ما حققته تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة من نمو، حيث وصلت إلى 10 مليارات دولار خلال عام 2022/2023 بنسبة زيادة بلغت 12.8 % مقارنة بالعام المالي السابق، وتصدر القطاع الخدمي التعليم، والصحة، والخدمات المالية والمصرفية، والخدمات اللوجستية والنقل، والاتصالات، وغير ذلك أعلي التدفقات في يوليو 2023، بنسبة 33.1%، يليه القطاع الإنشائي بنسبة 26.9 من اجمالي الاستثمارات.
ولفتت الدكتورة هالة السعيد إلى تطور نشاط قناة السويس، حيث حققت إيرادات وصلت إلى 9.4 مليار دولار في عام 2022/2023، بالمقارنة بنحو 7 مليارات دولار في العام السابق، بنسبة زيادة 35% وهى النسبة الأعلى في تاريخ إيرادات القناة.
وعن أداء ميزان المدفوعات في عام 2022/2023، أوضحت الوزيرة أن معاملات الاقتصاد المصري مع العالم الخارجي خلال عام 2023/2022، أسفرت عن فائض كلي في ميزان المدفوعات بلغ 882.4 مليون دولار، مقابل عجز كلي بلغ نحو 10.5 مليار دولار خلال 2021/2022، وذلك في ضوء تحسن العجز في حساب المعاملات الجارية بنسبة %71.5 ليقتصر على 4.7 مليار دولار، مقابل 16.6 مليار دولار نتيجة لتراجع عجز الميزان التجاري ليقتصر على 31.2 مليار دولار.
وتابعت “تضاعف فائض الميزان الخدمي ليسجل 21.9 مليار دولار نتيجة للزيادة المشار إليها سابقا في الإيرادات السياحية ورسوم المرور في قناة السويس، كما حقق حساب المعاملات الرأسمالية والمالية صافي تدفق للداخل بلغ 8.9 مليار دولار نتيجة لارتفاع صافي تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر ليسجل 10 مليارات دولار”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزمة الروسیة الأوکرانیة الدکتورة هالة السعید الاقتصاد المصری ملیارات دولار وزیرة التخطیط الوزیرة إلى ملیار دولار معدل التضخم فی عام 2022 2023 معدلات نمو خلال عام وصلت إلى أن معدل عام 2023 إلى أن
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات مرعبة للمعدن الأصفر فى 2025
خبراء: زيادة الطلب على الشراء مرتبطة بضعف الاقتصاد العالمى وتراجع معدلات النموالصراعات الدولية والعقوبات الاقتصادية قد تدفع الذهب لأسعار قياسية.. واستقرار الأسعار مرهون بسياسات نقدية متوازنة
مع بداية 2025، خرجت العديد من التكهنات حول أسعار الذهب، البعض يرى استمراره فى مسلسل غليان الأسعار وسط مخاوف من حدوث تضخم جديد، خاصة مع زيادة الإقبال عليه من قبل المستثمرين والمواطنين على حد سواء، باعتباره الوعاء الادخارى الأكثر أمانا، لذلك زيادة الإقبال على شراء السبائك لتجنب أقل خسائر ممكنة، حتى إن عمليات الشراء نشطت على كل المستويات.
يستند البعض فى هذه التوقعات إلى مساعى الحكومة لرفع أجور العاملين فى الدولة من جديد، بينما يرى آخرون أن سعر الذهب سيشهد انخفاضًا ولكن هذا مرتبط بعدة عوامل منها تشديد السياسات النقدية وتعافى الاقتصاد العالمى.
«الوفد» قامت بجولة على عدد من محلات الذهب، وحاورت أصحابها بشأن رؤيتهم مصير الأسعار خلال الفترة المقبلة، وسردوا ثلاثة سيناريوهات.
السيناريو الأول يكمن فى توقعات بارتفاع أسعار الذهب، وذلك لعدة أسباب بحسب ما أفاد به أصحاب المحلات منها تباطؤ الاقتصاد العالمى، وقالوا إن حال استمرار الاقتصاد العالمى فى مواجهة مخاطر الركود أو ضعف النمو، قد يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة مع تراجع النمو فى الاقتصادات الكبرى، مثل الصين أو الولايات المتحدة، ما قد يدفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة مثل الذهب.
وقال سمير جرجس، جواهرجى، إذا قامت البنوك المركزية، مثل الاحتياطى الفيدرالى أو البنك المركزى الأوروبى، بخفض أسعار الفائدة أو استمرت فى طباعة النقود لدعم الاقتصاد، فسيؤدى ذلك إلى انخفاض قيمة الدولار وزيادة جاذبية الذهب.
وأشار الجواهرجى إلى أن التوترات الجيوسياسية قد تكون ضمن أسباب رفع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، وقال إن أى تصعيد للتوترات الدولية، مثل الصراعات الإقليمية أو العقوبات الاقتصادية، قد يزيد من الطلب على الذهب كأصل آمن، مضيفا: فى هذا السيناريو، يمكن أن تصل أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة.
السيناريو الثانى بحسب حديث بعض البائعين يشير إلى استقرار أسعار الذهب، حال توافر عدة شروط منها استمرار السياسات النقدية المتوازنة، وقال مازن السيد، جواهرجى، إذا نجحت البنوك المركزية فى تحقيق التوازن بين مكافحة التضخم وتحفيز النمو الاقتصادى، فقد يؤدى ذلك إلى استقرار أسعار الذهب.
ثانى شرط لاستقرار الأسعار هو ثبات الطلب الصناعى، وفقا لما قاله السيد مشيرا إلى أن استقرار الطلب على الذهب من قبل القطاع الصناعى والمجوهرات قد يحد من التقلبات الحادة فى الأسعار، فضلًا عن ضرورة تحسن الظروف الجيوسياسية، وقال إن أى تطورات إيجابية على الساحة الدولية قد تخفف من مخاوف المستثمرين، ما يؤدى إلى استقرار أسعار الذهب.
السيناريو الثالث، لرؤية بائعى الذهب للأسعار الفترة المقبلة تكمن فى تراجع الأسعار حال تشديد السياسة النقدية، وقال هشام حمدى، جواهرجى، إذا استمر الاحتياطى الفيدرالى والبنوك المركزية الأخرى فى رفع أسعار الفائدة بشكل حاد لكبح التضخم، فسيزيد ذلك من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، ما يؤدى إلى تراجع الطلب عليه.
ومن ضمن الشروط بحسب ما قاله هشام لتراجع أسعار الذهب: تعافى الاقتصاد العالمى، مثل انخفاض البطالة وتحسن النشاط الصناعى، ما قد يدفع المستثمرين إلى الأصول الخطرة مثل الأسهم بعيدا عن الذهب.
مضيفا: إذا استمر الدولار فى الارتفاع مقابل العملات الأخرى نتيجة سياسات نقدية قوية، فسيؤدى ذلك إلى انخفاض أسعار الذهب، حيث يصبح أقل جاذبية لحاملى العملات الأخرى، وفى هذا السيناريو، قد تنخفض أسعار الذهب إلى نطاق 1750 و1850 دولارًا للأوقية.
وأجمع بائعو الذهب على بعض العوامل الذى يجب مراقبتها فى فبراير 2025، منها بيانات التضخم العالمية، وقالوا إن أى تغيرات فى معدلات التضخم ستؤثر على قرارات البنوك المركزية، وبالتالى على أسعار الذهب.
كما أشاروا إلى ضرورة مراقبة قرارات البنوك المركزية، وقالوا إن مراقبة تصريحات الاحتياطى الفيدرالى والبنك المركزى الأوروبى والبنك المركزى الصينى بشأن الفائدة والسيولة ضرورة حتمية لترقب أسعار الذهب مع متابعة التوترات فى مناطق مثل الشرق الأوسط وآسيا وتأثيرها على السوق، والحذر من العلاقة العكسية بين الذهب والدولار ستظل حاسمة فى تحديد الاتجاه السعرى للذهب.
5 آلاف جنيه
حقائق صادمة كشف عنها أمير رزق، عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، والذى قال إن هناك توقعات بوصول سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5 آلاف جنيه مع نهاية 2025.
وأضاف أمير رزق، لـ«الوفد»، أن سعر الذهب يشهد حالة من عدم الاستقرار بين الصعود والهبوط خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى أن البنك الفيدرالى الأمريكى يستهدف إحداث اضطراب فى سعر الذهب بينما الأحداث الجارية التى يشهدها العالم تسبب حالة من الصعود.
وأشار «رزق» إلى أن هناك العديد من الدول اتخذت من الذهب مخزونا استراتيجيا لها مثلما حدث فى الصين والهند وتايوان حيث قاموا بشراء كميات ضخمة منه، فضلا على أن كل أسعار السلع عالميا تشهد زيادة ولذا تكون زيادة سعر الذهب مقبولة.
يقول الخبير الاقتصادى، أسامة زرعى، إن أسواق المعادن مرت فى عام 2024 باضطرابات عديدة فى حين كان الذهب هو صاحب الأداء الأبرز، لكن فشلت الكثير من المعادن الأخرى فى تحقيق انطلاقة قوية.
وأكد أنه فى بداية العام الحالى كان هناك استطلاع رأى لـ 208 تجار تجزئة حول مسار الذهب المتوقع خلال العام وأظهر الاستطلاع ان 106 من تجار التجزئة أى ما يعادل 51% يتوقعون أن يتفوق المعدن الأصفر على جميع المعادن الأخرى، وتوقع 36% منهم أى ما يعادل 74 مستثمرا أن تكون الفضة هى الرابح الأكبر بينما توقع 8% أو 17 مشاركا أن يسجل النحاس أقوى أداء ويرى 11 تاجرا ويمثلون 5% أن أسعار البلاتين والبلاديوم ستتفوق هذا العام.
وأوضح «زرعي» أن المؤشرات تقول إن الإتجاه العالمى الآن لشراء الذهب تشير إلى أنه أصبح ملاذا آمنًا فى مواجهة تقلبات الأسواق، فضلا عن أن كثيرا من رجال الأعمال يعتبرون الذهب بمثابة محفظة يدخرون أموالهم بها بعيدا عن غدر التضخم.
وأوضح الخبير الاقتصادى، لـ«الوفد»، أن السيناريو الأساسى لشركة ستيت ستريت هو أن يتداول الذهب بين 2600 و2900 دولار أمريكى للأوقية هذا العام، فقد أعطت الشركة احتمالية بنسبة 30 فى المائة لسيناريو الصعود حيث من المتوقع أن يصل المعدن الثمين إلى 3100 دولار أمريكى للأوقية، مشيرا إلى أن بنوك أوف أمريكا وجيه بى مورجان وسيتى توقعت أن يصل سعر الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بحلول نهايه هذا العام.
كما توقع بنك يو بى إس ان يصل الذهب إلى 2900 دولار للأوقية، فى حين اصدر بنك جولدمان ساكس توقعاته هذا الأسبوع بأن الأسعار ستصل إلى 3000 دولار للأوقية بحلول منتصف عام 2026.
وأكد «زرعي» أن التوقعات الصعودية تفترض أن الذهب سيقفز لأكثر من 13 فى المائة هذا العام عن السعر الحالى البالغ 2649.38 دولار للأوقية، مشيرا إلى أن الذهب ما زال يواجه بعض الضغط الهبوطى بحثا عن دعم مناسب لتحركات الاسعار، وما زال لدينا مستهدفات طويلة الأجل عند مستويات 2800 دولار و2920 كمستهدفات طويلة الأجل واتوقع فى الفترة القادمة أن ترتفع الأسعار إلى مستويات 2670 ومن ثم الهبوط مرة أخرى باستهداف مستويات 2650 وقد تصل إلى مستويات 2620 دولارا للأونصة.
التضخم الكبير
وحذر الخبير الاقتصادى جون لوكا من أن العالم على وشك أن يشهد أكبر تضخم فى التاريخ، محملا الاحتياطى الفيدرالى والبنك المركزى الأمريكى والبنك المركزى الأوروبى مسئولية هذا الأمر، مشيرًا إلى أن الذهب والفضة سيكونان أبرز المستفيدين من هذا التضخم.
وقال «لوكا» لـ«الوفد»: على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وبينما كان بنك الاحتياطى الفيدرالى والبنك المركزى الأوروبى يخفضان أسعار الفائدة ويطمئنان الجمهور بأن التضخم يتجه نحو 2 فى المائة، ارتفع مؤشر سى أر بى للسلع الأساسية بنسبة 33 فى المائة عند قياس الأسعار بالدولار و38 فى المائة باليورو ليغلق عند أعلى مستوى له فى 14 عامًا، معقبًا نحن على أعتاب أكبر تضخم عالمى فى التاريخ.
ودعا «لوكا» إلى سرعة الاستثمار فى الذهب، موضحًا أن أسعار الذهب ترتفع مع هبوط أسعار السندات، وتدرك الأسواق أن ارتفاع التضخم مفيد للذهب وسيئ للسندات، عندما يكون التضخم هو التهديد فإن السندات ليست ملاذًا آمنًا، وسيكون الذهب والفضة آخر ملاذين آمنين قائمين.
وتابع «لوكا»: إن أسعار السلع الأساسية ترتفع بقيادة النفط الذى ارتفع 3.5 فى المائة، كذلك فإن إعادة البناء بعد حرائق كاليفورنيا من شأنها أن تزيد بشكل كبير من الضغوط على الأسعار، ويضاف إليها الطلب الناتج عن الوظائف فى قطاع الخدمات التى تحل محل الوظائف المفقودة فى قطاع التصنيع، معقبًا أن سياسة بنك الاحتياطى الفيدرالى متساهلة للغاية وسوف يرتفع التضخم بشكل كبير.
وأوضح أن تمويل الخسائر الناتجة عن حرائق كاليفورنيا تعد مشكلة كبيرة، وسيتعين على شركات التأمين بيع الأسهم والسندات ورفع أقساط التأمين لتلبية المطالبات، وستتكبد الولايات المتحدة عجزًا أكبر لتمويل الإغاثة من الكوارث.
ويرى «لوكا» أن التضخم فى أمريكا يأتى من الإنفاق بالعجز وطباعة النقود، وسوف يزداد الأمر سوءًا خلال السنوات المقبلة مؤكدًا أن النجاة حاليًا فى الذهب والفضة وبالأخص الذهب.
وقال «لوكا» إن بنك جولدمان ساكس قد صنف الذهب مؤخرًا كأحد أفضل الفرص الاستثمارية فى قطاع السلع لعام 2025، مشيرًا إلى أن زيادة مشتريات البنوك المركزية والاتجاه لخفض معدل الفائدة عالميًا وزيادة التوترات السياسية على الساحة الدولية كأبرز العوامل التى تدعم ارتفاع المعدن النفيس.
ومن هنا توقع «لوكا» أن يبلغ سعر الذهب 3000 دولار للأوقية بحلول نهاية 2025، مشيرًا إلى أن فترة حكم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ستكون جيدة للمستثمرين فى الذهب.