حذر الدكتور أشرف القدرة، الناطق الرسمى باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة، من انهيار المنظومة الصحية فى القطاع بالكامل، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلى المستمر على المستشفيات ومحيطها، لافتاً إلى أن وجود النازحين داخل المستشفيات يعوق الأطقم الطبية ويحد من قدرتهم على تقديم الخدمة بشكل جيد، حيث بلغ عددهم فى مستشفى الشفاء وحده 60 ألف نازح.

كيف أصبحت حال المنظومة الصحية فى قطاع غزة بعد مرور ما يقارب الشهر على العدوان الإسرائيلى؟

- المنظومة الصحية فى غزة انهارت بالكامل، وأصبحت هشة للغاية وفى كثير من الأحيان نلجأ للطرق البدائية لعلاج المصابين والجرحى، كما لا يتوافر لدينا أية مستلزمات طبية لعلاج وإسعاف المصابين، ومئات الحالات يتأخر وصولها لغرف العمليات لعدة أيام بسبب الضغط الهائل الناجم عن استقبال الإصابات الخطرة والمعقدة.

وذلك نتيجة القصف المستمر والعدوان الإسرائيلى المتزايد، خاصة أن تلك الهجمات المستمرة تؤدى إلى زيادة أعداد الشهداء والجرحى كل ساعة تقريباً، وهذه الأعداد الضخمة من الجرحى والشهداء أصبحت تفوق قدرتنا كمنظومة طبية على العمل، إذ إن عدد طالبى الخدمة يفوق بكثير عدد مقدميها، خاصة فى ظل استهداف متعمد للكوادر الطبية وسيارات الإسعاف.

ما دفعنا إلى الإعلان عن فتح باب التطوع لكل مَن يحمل رخصة مزاولة مهنة فى التخصصات الصحية المختلفة، بالإضافة إلى المسعفين، وذلك كإحدى الآليات لمقاومة ما تواجهه المنظومة من ضغوط كبيرة جداً، ولا بد من التأكيد على أن الطواقم الطبية داخل المستشفيات لم تغادر وتعمل بشكل متواصل على مدار ما يقارب الشهر، وبالتالى أصبحت الأطقم مُستنزفة.

ما تأثير انهيار المنظومة الطبية فى غزة على النازحين داخل المستشفيات؟

- إجمالى العدد داخل المستشفيات يقدر بـ100 ألف داخل المبنى الواحد، موزعين بين نازحين وأطقم طبية وعاملين، بالإضافة إلى الجرحى والمرضى، وبالتالى فإن وجود هذا العدد الهائل من البشر فى مكان واحد، فى ظل شح المياه وعدم وجود إمكانية للنظافة، سواء العامة أو الشخصية، فإن النتيجة ستكون كارثية، ما يتسبّب فى انتشار الأوبئة.

وتفشت بالفعل الأمراض الجلدية والإنفلونزا، إضافة إلى أن هناك نسبة من 80% إلى 100% من الموجودين داخل المستشفيات مصابين بجروح عميقة ومكشوفة، الأمر الذى يضاعف من معاناتهم وخطورة إصابتهم، وهنا وجب التنويه إلى أن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة غير تقليدية حيث تتسبب فى إصابات خطيرة، فضلاً عن تفجر الرؤوس وتحويل الأجساد إلى أشلاء.

المنظومة الطبية انهارت والمستشفيات تعاني

هل توجد آلية للتعامل مع تفشى الأوبئة؟

- فى الحقيقة لا توجد آلية لأننا لا نمتلك أية مقومات أو أدوات تمكّننا من التعامل مع الوضع والسيطرة عليه ولو بشكل جزئى، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الانتشار الكبير للأوبئة والأمراض يؤدى إلى ضعف الجهاز المناعى بين النازحين، وبالتالى فقد أصبحوا عرضة للعدوى، كما أنّ وجود آلاف النازحين فى الساحات والممرات والأقسام الداخلية للمستشفى، يعوق تقديم الخدمة الطبية، وتعد أقسام الولادة والحضانة والرعاية المركزة، الأكثر تأثراً بشكل سلبى جرّاء وجود النازحين.

كيف تعاملت المنظومة الطبية فى أثناء انقطاع الإنترنت والاتصالات؟

- الاحتلال الإسرائيلى تسبب فى شلل تام للمنظومة الصحية والإسعاف من خلال قطع الاتصالات، حيث لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى مناطق الاستهداف وكان المواطنون يأتون إلى المستشفى حاملين الشهداء والجرحى على الدراجات النارية، فيما اضطر آخرون إلى حملهم على أكتافهم أو جرهم على الأسِرة فى الشوارع.

وكنا نسألهم عن عناوين منازلهم لمعرفة المنطقة التى تعرضت للقصف، ليتم بعد ذلك توجيه عربات الإسعاف والدفاع المدنى للتحرك إليها من أجل إنقاذ المصابين وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وهنا لا بد من التأكيد أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلى تستهدف من خلال قصفها المكثف وإضعاف شبكات الاتصال والإنترنت وصولاً لقطعها، إلى شل المنظومة الصحية فى القطاع وبالتالى الإجهاز على المصابين، وهو ما يؤكد نوايا الاحتلال وعزمه على ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق أهالى غزة، بعد عزلها عن العالم.

شهداء تحت الركام

يوجد ما يزيد على 2000 شهيد تحت الركام، وهذا الأمر له تداعيات صحية كارثية، إذ إن تحلل الجثامين سينتج عنه أمراض كثيرة وخطيرة، والسبب الرئيسى فى انفجار تلك الأزمة هو نقص الوقود وبالتالى تعطل سيارات وآليات الدفاع المدنى لإزالة القطع الضخمة من الركام واستخراج الشهداء، ولذلك فإن الجهود ذاتية وبدائية للغاية، إذ يتم استخراج الضحايا من خلال رفع الأنقاض بالأيدى أو باستخدام الفؤوس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة داخل المستشفیات إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة كفر الشيخ يتابع تقدم الأعمال بالمدينة الطبية لمواكبة التطورات الصحية

تشهد جامعة كفر الشيخ طفرة طبية هائلة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حيث تسابق الزمن للانتهاء من إنجاز مستشفى الطوارئ والأورام والعيادات الخارجية، والمقامة داخل الحرم الجامعي، ضمن خطة استكمال المنظومة الطبية والارتقاء بها من خلال إنشاء المستشفيات الجديدة ذات التخصصات الضرورية والملحة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، وبما يتماشى مع تطلعات الجمهورية الجديدة.

وأكد الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، أن العمل يجري على قدم وساق في مستشفى الطوارئ، ومستشفى الأورام، والعيادات الخارجية، والموقع العام، باعتبارها أحدث المنشآت الطبية التي تشهدها الجامعة ضمن منظومتها الصحية المتكاملة، مشيرًا إلى أنه باكتمال مستشفى الطوارئ والأورام والعيادات الخارجية، ستكون المنظومة الطبية داخل الجامعة قد اكتملت، ما يحقق نقلة نوعية في الخدمات الصحية المقدمة لأهالي المحافظة.

جاء ذلك خلال متابعة الدكتور عبد الرازق دسوقي لموقع المدينة الطبية، بحضور الدكتور علي صبري، أمين عام الجامعة، والدكتور مصطفى عثمان، المستشار الهندسي للجامعة، ومسؤولي الشركة الوطنية للمقاولات "جهاز مشروعات الخدمة الوطنية".

وأضاف رئيس الجامعة أن حلم إنشاء المدينة الطبية بالجامعة بات قريبًا من التحقق، حيث يمثل هذا المشروع إنجازًا طبيًا كبيرًا لمحافظة كفر الشيخ وأبنائها، ما يخفف من معاناة المرضى الذين يضطرون للسفر إلى مستشفيات الطوارئ والأورام بالمحافظات المجاورة. كما أكد أن المدينة الطبية ستوفر خدمة طبية متميزة لمحافظات الدلتا، وتُعد مشروعًا قوميًا يخدم قطاعًا واسعًا من المواطنين.

مستشفى الطوارئ

يعد مستشفى الطوارئ بالجامعة صرحًا طبيًا متكاملًا يقدم خدمات طبية متقدمة، حيث يتكون من دور أرضي و8 أدوار متكررة، بمساحة إجمالية قدرها 45، 000 م². يشمل المستشفى عددًا كبيرًا من الأقسام الطبية المتخصصة، منها:

الدور الأول: قسم الطوارئ (36 سرير إقامة)، غرف العناية المركزة والإنعاش (11 سرير عناية مركزة).

الدور الثاني: قسم الحروق (3 غرف عمليات)، قسم بنك الدم (22 سرير إقامة)، قسم الطوارئ (10 أسرّة عناية مركزة).

الدور الثالث: قسم الغسيل الكلوي (75 سريرًا).

الدور الرابع: قسم العمليات (7 غرف عمليات، 2 عمليات ولادة)، قسم العناية المركزة (30 سريرًا)، قسم الحضانات (30 حضّانة).

الدور الخامس والسادس: قسم العناية الفائقة (30 سريرًا في كل دور)، قسم الإقامة (52 سريرًا).

الدور السابع والثامن: 122 سرير إقامة في كل دور، بالإضافة إلى استراحات للأطباء والتمريض بسعة 101 سرير.

الإجمالي: 690 سريرًا لتقديم خدمات طبية متكاملة.

مستشفى الأورام

يمتد مستشفى الأورام على مساحة 8، 000 م²، ويتألف من دور أرضي بمسطح 2، 200 م²، وثلاثة أدوار متكررة بمساحة 1، 700 م² لكل دور، إضافةً إلى كافتيريا بمساحة 700 م²، حيث يحتوي المستشفى على غرفتين للعلاج الإشعاعي، غرفة محاكاة لتحديد مركز الأورام، 3 غرف للأشعة (أشعة مقطعية، أشعة رنين، أشعة سينية)، 38 سريرًا للعلاج الكيماوي، بإجمالي 76 سريرًا، 3 عيادات، قاعة سيمينار تتسع لـ 135 فردًا، وخدمات عامة تشمل غرف الغازات والمولدات الكهربائية والصيدلية ودورات المياه وصالة التذاكر.

مبنى العيادات الخارجية

يُعد مبنى العيادات الخارجية إضافة نوعية للخدمات الصحية بجامعة كفر الشيخ، حيث يمتد على مساحة 20، 000 م²، ويتألف من دور أرضي و8 أدوار متكررة، ويضم، 48 عيادة تخصصية، غرفتي أشعة (أشعة فوق صوتية وأشعة سينية)، 12 مدرجًا تعليميًا بسعة إجمالية 1، 200 فرد، 4 غرف استراحة للأطباء، 12 صالة تشريح تعليمي، إضافة إلى المحولات والمولدات المركزية للمستشفيات الجامعية، والخدمات العامة التي تشمل صيدلية مركزية، معامل، وغرف إدارية.

يأتي هذا المشروع الضخم في إطار حرص جامعة كفر الشيخ على تطوير المنظومة الصحية، وتقديم رعاية طبية متقدمة وفق أعلى المعايير، بما يساهم في تحقيق رؤية الدولة للارتقاء بقطاع الصحة، ودعم جهود التنمية المستدامة.

اقرأ أيضاًالتعليم العالي: بدء الدراسة بجامعة كفر الشيخ الأهلية العام المقبل

نائب رئيس جامعة كفر الشيخ تكشف ملامح الأسبوع البيئي وريادة الأعمال

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتعمد “إبادة المدارس” لتدمير نظام التعليم بغزة
  • الفصائل الفلسطينية تبارك عملية حيفا وتؤكد: العملية أثبتت فشل المنظومة الأمنية للاحتلال
  • رئيس جامعة كفر الشيخ يتابع تقدم الأعمال بالمدينة الطبية لمواكبة التطورات الصحية
  • شهيدان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة رفح الفلسطينية
  • الحكومة الفلسطينية تحذّر من مجاعة في قطاع غزة بعد إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لكافة المعابر
  • متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
  • الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكثر من 900 مرة
  • الخارجية الفلسطينية: نرفض تسييس المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي
  • “صم بصحة”.. جهود توعوية متكاملة من المنظومة الصحية لتعزيز جودة الحياة في رمضان
  • الإمداد الدوائي يرفد عدد من المستشفيات والمرافق الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية