أكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، أن الكونغرس العالمي للإعلام يمثل فرصة مثالية للتعرّف على أحدث التطورات، والمتغيرات التي تطرأ على قطاع الإعلام، وبحث آفاقه المستقبلية، وقضاياه المهمة، والاطلاع على جملة من الخبرات والمعارف التي يقدمها نخبة من روّاد صناعة الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين إلى جانب الأكاديميين والشباب وطلبة الجامعات من الدارسين لتخصصات الإعلام والموهوبين في المجال.

وقال معاليه في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن الكونغرس شهد منذ إطلاق دورته الأولى في العام الماضي تجارب استثنائية استطاع من خلالها أن يناقش مجموعة من القضايا التي تخدم واقع الإعلام وترتقي به، مؤكدا أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يسهم في إتاحة فرص التواصل بين وسائل الإعلام والعاملين فيها من أنحاء العالم المختلفة لتعزيز العلاقات فيما بينهم، وبحث المزيد من سبل الشراكة المستقبلية التي تسهم في الارتقاء بما يقدمونه من جهود.

وأضاف: “إننا نعيش اليوم في ظلّ عالم رقمي سريع التحوّل حيث بات من الضروري أن تواكب المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها هذا الركب وتستفيد مما يقدمه من خيارات، وذلك لتضمن حضورها ومكانتها في ساحة تشهد الكثير من المنافسة”.

وأردف معاليه: “ندرك الأهمية التي يحتلها الإعلام في حياة الأفراد، خاصة في هذا العصر الرقمي الذي نعيش فيه.. فقد قدمت لنا التكنولوجيا الحديثة مفهوماً متجدداً للإعلام وهو الإعلام الرقمي، الذي تسيطر عليه منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من الأدوات التقنية وبرامج الذكاء الاصطناعي لتسهم بشكل كبير في نقل وتداول الأخبار، مستقلةً عن المؤسسات الإعلامية التقليدية والمصادر الحكومية الموثوقة”.

وأكد أنه أصبح من الضروري أن يتم توظيف الثقافة لمصلحة الإعلام وأن تخدم توجّهاته المهنية والأخلاقية، فالثقافة يجب أن تحافظ على منظومة القيم في عالم يشهد تغيّرات يومية، كما يجب أن تستفيد من هذه التقنيات الحديثة في الترويج لمقدراتها المهمّة، وقال: “من هذا المنطلق نعتبر أنفسنا في وزارة الثقافة والشباب شركاء في دعم هذا الحدث المهمّ، ويجب علينا أن نعرّف بدور الثقافة في واقع العمل الإعلامي وتأثيرها الكبير الذي يسهم في الحفاظ على كيان الإعلام، ويضمن استقراره ليوفّر المعارف والبيانات الصحيحة دون المساس بثقافة ومدارك أفراد المجتمع، فالإعلام اليوم مسؤولية يجب على الجميع أن يلتزم بها”.

وقال معالي سالم القاسمي : “إننا نتطلع هذا العام إلى أن يتيح لنا الكونغرس العالمي للإعلام المجال لمناقشة حزمة جديدة من القضايا، ويسلط الضوء على العديد من المحاور الرئيسية للإعلام الوظيفي، خاصة وأن الدولة مقبلة على استضافة مؤتمر الأطراف “cop28″ في دورته الثامنة والعشرين في مدينة إكسبو دبي، إذ ستخدم دورة هذا العام التوجهات العالمية بهذا الصدد، وستركز على قضايا البيئة والمناخ ومسائل الابتكار والذكاء الاصطناعي ومفاهيم الرياضة، بهدف تعزيز القيم الإيجابية من خلال التركيز على دور الإعلام في نشرها، وإثراء مفاهيم الاستدامة المتنوِّعة المرتبطة بقضايا البيئة والمناخ على وجه التحديد”.

وعن انعكاس تنظيم هذا الحدث في التأكيد على مكانة الدولة الرائدة في تنظيم واستضافة الفعاليات العالمية، أكد معاليه أن دولة الإمارات حريصة على استضافة الأحداث النوعية بشكل سنوي وإتاحة المجال للمتخصصين في مختلف المجالات للتباحث وتبادل المعارف والخبرات، إذ تعتبر الإمارات حاضنة لأهم الأحداث إقليميا ودولياً.

وأضاف أن الكونغرس يمثّل اليوم منصة عالمية لمناقشة وصياغة مستقبل قطاع الإعلام، وهو حدث يلعب دوراً فاعلاً في ترسيخ مكانة الدولة الرائدة كحاضنة عالمية لصناعة الإعلام، وتشهد الفعاليات والأحداث المماثلة لهذا الكونغرس حضور نخبة من قادة القطاع وخبراء ومسؤولين لمؤسسات إعلامية عربية وعالمية حول العالم ما يجعل منه فرصةً مثاليةً للارتقاء بالإعلام وبحث المزيد من القضايا الأساسية، وتوفير أدوات إعلامية جديدة ومبتكرة تعتمد على مقومات الثورة التقنية على أصعدة الاتصال الرقمي، والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وما تضمه من سبل للابتكار تحفّز الإبداع الإنساني على مواصلة العطاء.

وأشار إلى أن وزارة الثقافة والشباب، وفي إطار جهودها للمحافظة على مكانة الدولة الريادية في احتضان الإبداع والمبدعين كمنظومة متكاملة، ماضية في وضع الخطط والاستراتيجيات الهادفة لتهيئة المناخ نحو استقطاب المبدعين والاستثمار بقدراتهم ومهاراتهم، وتمكينهم من تحقيق مشاريعهم النوعية ضمن بيئة مثالية، وأنها أطلقت مؤخراً “برنامج المنح الوطنية للثقافة والإبداع” الذي يهدف إلى تعزيز المواهب والإنتاج الثقافي، من خلال مجموعة من المنح التي تقدّم دعماً مالياً للمبدعين الإماراتيين؛ حيث يستهدف البرنامج المواطنين العاملين في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية.

وتابع معاليه: “حرصت الوزارة على تثمين دور المبدعين وتقدير منجزاتهم من خلال منحهم الإقامة الذهبية ضمن فئة مخصصة لكل من لديه إنتاج إبداعي حاز عليه تقديراً من قبل المجتمع ووسائل الإعلام، لنضمن بذلك استمرارية العطاء الإبداعي الذي يقدّمه هؤلاء الموهوبون، ونكون شركاء في تنمية وتعزيز الواقع الثقافي والإعلامي المستند إلى مقدرات الإبداع والابتكار، لنضمن بأن تبقى الدولة مركزاً إقليميا وعالمياً للإبداع، وحاضنة للموهوبين في مختلف القطاعات”.

وقال: “نحن أمام دورة جديدة من هذا الحدث المهمّ الذي يجسّد مكانة الدولة باعتبارها منبراً قيادياً للجهود العالمية لصياغة نموذج إعلامي مستدام يترجم المنجزات والتطورات التي تشهدها المجتمعات حول العالم، ناهيك عما يمثّله هذا الحدث كونه بات منبراً للتعريف بالجديد من الخبرات والأفكار، وفتح باب الفرص على مصراعيه أمام الاطلاع على آخر ما توصّلت إليه المعرفة بالشأن الإعلامي الحديث وأدواته”.

وأعرب معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، عن أمله في أن تتيح الدورة المقبلة من الكونغرس العالمي للإعلام، المجال للشباب الإماراتي من الإعلاميين الموهوبين للاستفادة من مجمل الخبرات التي يقدمها، واكتساب المزيد من المعارف التي ستنعكس بصورة مهمّة وضرورية على واقع العمل الإعلامي المحلي.وام

 

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد يشهد الجلسة الرمضانية «مستقبل الأنظمة المالية في عصر التقنيات الذكية»

أبوظبي - وام
شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الجلسة الرمضانية الأولى التي نظمها مجلس محمد بن زايد في موسمه الحالي تحت عنوان «مستقبل الأنظمة المالية في عصر التقنيات الذكية».
تحدث في الجلسة ـ التي عقدت في مقر المجلس في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي ــ جيم ماروس مؤسس التقرير المصرفي الرقمي وخبير في الدراسات المستقبلية ومعالجة الاضطرابات في القطاع المالي.
وتناول المتحدث تأثير الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل القطاع المصرفي، ما يخلق فرصاً وتحديات تشمل تطور توقعات المستهلكين، الذين أصبحوا يريدون المشاركة والحوار وتفهم المؤسسات المالية احتياجاتهم وليس مجرد «تجربة جيدة».
كما تطرق إلى بعض التحديات التي تواجه المؤسسات للاستثمار في التكنولوجيا، والمتمثلة في عدم وجود أشخاص يتمتعون ببعد نظر وعلى استعداد لمواكبة التطور وتبني مستقبل الذكاء الاصطناعي والرؤية والتحول حتى وإن توافرت أفضل التقنيات.
وقدم الخبير المالي شرحاً بشأن ما يجب على المؤسسات المالية أن تقوم به لكسب مستوى مرتفع من الثقة لدى المستهلكين، لتحويل الطريقة التي يتعاملون بها مع المؤسسات، مشيراً إلى أن أنظمة المكاتب التقليدية «التي لا تتعامل مباشرة مع العملاء»، يجب أن تواكب ذلك من أجل دعم التحول الجاري.
ويرى أهمية «إتاحة الوصول إلى البيانات»، وقال إن المستهلكين أصبحوا يتوقعون الحصول على تجربة مخصصة لمتطلباتهم، مشيراً إلى أن الابتكار واسع النطاق يحدث بسرعة مدفوعاً بالبيانات والتحليلات والتكنولوجيا.
ودعا إلى أهمية تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي وطرح الأسئلة عليها باستمرار، كون مهارات طرح الأسئلة بشأن أنظمة الذكاء الاصطناعي هي أدوات المستقبل.
وشهدت الجلسة مناقشة جماعية حول الموضوع، شارك فيها هناء الرستماني الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، وعبد الله المنصوري الشريك الإداري في I3H للاستثمار، وفراس جلبوط المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بركة، فيما أدارت الجلسة شذى الشامسي مستشارة الاستراتيجية في شركة «إي واي بارثينون».
وستبث جلسة «مستقبل الأنظمة المالية في عصر التقنيات الذكية» يوم غد السبت 8 مارس في الساعة الخامسة مساءً على تلفزيون أبوظبي وقناة مجلس محمد بن زايد على اليوتيوب.

مقالات مشابهة

  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
  • الأعلى للإعلام يتلقى تظلمًا بشأن إيقاف ملعب الشمس
  • الأعلى للإعلام يتلقى تظلمًا بشأن إيقاف «حارس الأهلي»
  • إيقاف حارس الأهلي ومنع شوبير من الظهور.. بيان جديد من الأعلى للإعلام
  • الأعلى للإعلام يتلقى تظلمًا بشأن إيقاف "حارس الأهلي"
  • عبد العاطي يؤكد أهمية الدور المحوري والوطني الذي يضطلع به الإعلام المصري
  • رئيس الأعلى للإعلام يستقبل وزير الخارجية والهجرة
  • خالد جلال يفتتح النسخة التاسعة لبرنامج «هل هلالك» في ثوب جديد.. صور
  • الاحتلال يواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم السادس على التوالي
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد الجلسة الرمضانية «مستقبل الأنظمة المالية في عصر التقنيات الذكية»