المستشار شولتس في نيجيريا، هل يصبح هذا البلد الإفريقي أحد أهم مصادر الطاقة بالنسبة إلى المانيا؟

جاءت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتش إلى كلا من نيجيريا وغانا في   منطقة غرب أفريقيا  في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والبلدين الأفريقيين فيما تعد الجولة الثالثة لشولتس إلى أفريقيا خلال عامين.

وتئن نيجيريا تحت وضع اقتصادي صعب مع انخفاض قيمة اقتصادها إلى 477 مليار دولار (451 مليار يورو) في عام 2022 من 546 مليار دولار في عام 2015.

وخلال محادثاته مع الجانب الألماني، سعى  رئيس نيجيريا  بولا تينوبو لجذب مستثمرين إلى قطاع التعدين في بلاده الذي لم يحظ بالكثير من التطور منذ عقود، حيث قال إنه ناقش مع شولتس إمكانية تصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا. وأضاف تينوبو بأنه تمت مناقشة "إمكانية تسهيل شحن الغاز المسال إلى أوروبا. ولدينا رغبة في إتمام ذلك". وتهدف الشركات الألمانية إلى تعزيز أنشطتها وأعمالها في أفريقيا خاصة في مجالات مثل الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي المسال، فيما أبدى أعضاء جمعية الأعمال الألمانية- الأفريقية استعدادهم للحفاظ على استقرار مستويات الإنفاق في أفريقيا.

مختارات تحليل: سياسة أوروبا الأفريقية.. مراجعات متأخرة ونفوذ يتآكل! شولتس يدعو إلى توسيع مراكز الهجرة في نيجيريا منهم ألمان.. أصحاب ملايين يتبرعون بجزء من أموالهم لحماية الطبيعة بإفريقيا DW تتحقق: ما حجم النفوذ الروسي في القارة الأفريقية؟ إفريقيا شريك أساسي.. ألمانيا تتبنى استراتيجية وطنية للهيدروجين ألمانيا تدعم ضم الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين بقمة نيودلهي

زيادة الاستثمارات في أفريقيا

من جانبه، قال شولتس إن قطاع الطاقة يعد أحد المجالات الرئيسية الذي يمكن ضخ استثمارات فيه في المستقبل، مضيفا خلال تواجده في أبوجا أن أحد مجالات التعاون الرئيسية بين بلاده ونيجيريا سيكون "استغلال الفرص الاقتصادية في بلدكم. الغاز والنفط من بين هذه الفرص نظرا لارتبطاهما تقليديا ببلدكم".

التقى شولتس برئيس غانا حيث تعد ألمانيا أكبر شريك اقتصادي في منطقة غرب أفريقيا، هل يتم تعزيزها بعد زيارة المستشار؟

وتسعى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، إلى تقليل اعتمادها على  مصادر الطاقة الروسية  منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير / شباط العام الماضي فيما تنظر إلى قطاع الطاقة في أفريقيا باعتباره بديلا محتملا. وخلال محطته الثانية، تمحورت محادثات شولتس مع رئيس غانا نانا أكوفو-أدو حول توسيع العلاقات الاقتصادية في مجالات الطاقة والزراعة والتحول الرقمي بين ألمانيا   وغانا  التي تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في منطقة غرب أفريقيا. وبلغت صادرات ألمانيا إلى غانا العام الماضي 314.77 مليون دولار وسط توقعات بإمكانية زيادة حجم التجارة البينية خلال السنوات المقبلة.

وفي ذلك، يعتقد محللون أن ألمانيا تعد الداعم الرئيسي للاتحاد الأفريقي في ضوء نشاط الوكالة الألمانية للتعاون الدولي التي دشنت العديد من البرامج الاقتصادية الفعالة في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

ثمار المساعدات الألمانية في أفريقيا

وفي مقابلة مع DW، قال محلل الشؤون الأفرييقية، إيمانويل بنساه، إن زيارة شولتس سوف "تعزز الاستثمارات وتمكن ألمانيا من الاحتفاظ بهذا النوع من النفوذ في أفريقيا." وأضاف "أعتقد أننا جميعا على دراية بمدى نشاط وعمل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي على مدار السنوات العشر الماضية فضلا عن دعمها لمؤسسات مثل الاتحاد الأفريقي  والإيكواس وغيرها من كيانات أفريقية".

وأضاف أن اجتماع شولتس مع رئيسي غانا ونيجيريا سيساعد في الوقوف على مدى تأثير مثل هذه البرامج في البلدين. في سياق متصل أعربت ألمانيا عن دعمها لمسار الديمقراطية في أفريقيا حيث برز ذلك من خلال زيارة شولتس مقر أمانة المجموعة الاقتصادية لدول   غرب إفريقيا  "إيكواس" إذ أعرب عن مخاوفه إزاء موجة الانقلابات الأخيرة في أفريقيا.

بدوره، أشار بول إيجيمي، الخبير النيجيري في الشؤون الدولية، إلى أن استقرار   القارة الأفريقية  سوف يخدم أجندة الدول الغربية وألمانيا.

وفي مقابلة مع DW، أضاف "لن تنفق أي دولة من دول الشمال العالمي أموالها في أي دولة من دول الجنوب العالمي إذ كان يعصفها حالة من عدم الاستقرار، لأن الاستثمار مرتبط بالاستقرار ثم يتبع ذلك جني المكاسب".

ألمانيا تدعم العديد من المشاريع التنموية في القارة السمراء، هل يتعزز هذا الدعم مع توجه ألمانيا لتنويع مصادر الطاقة؟

وتعد مبادرة "ميثاق مع أفريقيا" التي أطلقتها ألمانيا إحدى ركائز علاقتها مع القارة حيث ينصب تركيز المبادرة على مجال الهجرة النظامية ودعم إعادة إندماج الأفارقة الذين يرغبون في العودة من ألمانيا وأوروبا إلى بلدانها الأصلية.

وسبق لألمانيا أن دشنت عملية لإصلاح سياسات الهجرة، فيما تأمل في جذب العمالة الشابة الماهرة من  القارة السمراء. وفي ذلك، قال بنساه: "أعتقد أنها فكرة رائعة وفرصة عظيمة لهذين البلدين الواقعين في غرب إفريقيا (نيجيريا وغانا) لإجراء المحادثات مع (ألمانيا التي تعد) أكبر داعم للمؤسسات القارية."

الجدير بالذكر أن برلين سوف تستضيف في 20 نوفمبر / تشرين الثاني اجتماعات مجموعة العشرين وأفريقيا فيما يأمل شولتس في بعث إشارة عن نوايا ألمانيا الإيجابية صوب أفريقيا حيث جاءت جولته الأفريقية الأخيرة في هذا الصدد.

التنمية بأيدي أفريقية

وخلال زيارته إلى غانا، برز لقاء بين المستشار الألماني مع طلاب جامعة آشيسي في شرق البلاد حيث تركزت المداخلات والتفاعل بين شولتس والطلاب حول   إمكانات القارة  حيث يمثل الشباب مفتاح تقدم وتنمية أفريقيا.

وفي حديثها إلى شولتس، قالت الطالبة فاليريا أكون إنه يجب على ألمانيا والغرب تجنب الهوس بالسيطرة والتحكم عند التعامل مع أفريقيا.

وأضافت "بينما نواصل مناقشة مستقبل أفريقيا، أود تسليط الضوء على دور ألمانيا. تميل القوى الخارجية إلى نسيان أن الحلول المحلية موجودة بالفعل في القارة، ونحن لسنا بحاجة إلى منقذ من الدول الغربية. الأفكار موجودة في القارة، لكنها في حاجة إلى تطوير لتمهيد الطريق أمام ازدهارها."

واتفقت في هذا الطرح مع شولتس حيث أكد دعمه  حاجة أفريقيا  إلى امتلاك مسار التنمية والنمو، مضيفا أن أهم ما استخلصه من خلال حديثه مع الطلاب هو أن "القارة يمكنها تحقيق ذلك من خلال المواهب والتقنيات التي يتم تطويرها في أفريقيا.. أعتقد أن هذا الأمر يجدر ذكره".

إيزاك كاليدزي – أكرا / م.ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: غانا نيجيريا المستشار الألماني أولاف شولتس افريقيا القارة السمراء لاغوس غانا نيجيريا المستشار الألماني أولاف شولتس افريقيا القارة السمراء لاغوس فی أفریقیا فی القارة

إقرأ أيضاً:

سالم القاسمي: 2025 انطلاقة جديدة لتعزيز مكانة “المبارزة”

أكد المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس الاتحادات الآسيوي والعربي والإماراتي للمبارزة ، أن عام 2025 يمثل بداية مرحلة جديدة من تنفيذ خطط وروئ تعزيز مكانة رياضة المبارزة على مختلف الأصعدة وتحديداً المحلية والإقليمية والقارية، تركز على زيادة الإنجازات ودعم المبادرات التي تضمن استمرار ريادة القارة الآسيوية خلال دورة 2024-2028، واستمرار إستراتيجية النهوض على الصعيد المحلي.
واعتبر المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” ، أن فوزه برئاسة الاتحاد الآسيوي للمبارزة لولاية ثانية خلال عام 2024 جاء تجسيداً لاهتمام القيادة الرشيدة ، التي لا تدخر جهدًا في تقديم الدعم والرعاية لأبناء الإمارات في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدةً.
وأوضح أن استمراره على رأس الاتحاد القاري للمبارزة يمثل ثمرة لعمل دؤوب، قائم على دعم القيادة الرشيدة، ويعكس المكانة المرموقة التي حققتها الإمارات في المحافل الدولية، والتأكيد على إن أبناء الإمارات قادرون دائمًا على قيادة المؤسسات الرياضية الدولية بكفاءة واقتدار، وهو ما يشكل مصدر فخر واعتزاز للجميع.
وحول رؤية العمل والأهداف الموضوعة الفترة المقبلة، أكد المهندس الشيخ سالم القاسمي أنها ستشهد تنفيذ سلسلة من المبادرات الطموحة التي تهدف إلى تعزيز التطور والارتقاء برياضة المبارزة على مستوى القارة الآسيوية، وضمان استمرارية النهوض بهذه الرياضة في أرجاء القارة.
وقال إن الاتحاد لديه خطة طموحة للدورة المقبلة 2024-2028، ترتكز على تعزيز الإنجازات ودعم المبادرات التي تضمن استمرار ريادة القارة الآسيوية.
وأشار إلى أن الدورة الماضية شهدت جهوداً دؤوبة ساهمت في تحقيق العديد من الأهداف الإستراتيجية المرصودة من الدورة السابقة.
وقال إن الاتحاد الآسيوي للمبارزة شهد خلال الدورة الماضية تطورًا شاملاً شمل العديد من الإنجازات، منها تأهيل أكثر من 72 مدربًا و123 حكمًا آسيويًا للحصول إلى الشارة الدولية.
وأضاف أنه تم تقديم الدعم لـ17 اتحادًا آسيويًا بالأدوات اللازمة للمبارزة، واستضافت القارة 34 بطولة دولية متنوعة، ونُظمت 10 بطولات آسيوية بمختلف الفئات العمرية، إلى جانب تحقيق التحول الرقمي في التصنيف وتسجيل البطولات، بما يواكب المعايير الدولية.
وأشار إلى أنه إضافة إلى ذلك، وقع الاتحاد الآسيوي اتفاقية تعاون ثلاثية مع اتحادي أفريقيا وأمريكا اللاتينية، واستضاف مؤتمر تطوير المبارزة الدولي، بما عزز من مكانة القارة على الساحة الرياضية الدولية.
وأكد المهندس الشيخ سالم القاسمي أن نتائج آسيا في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 جسدت التطور الذي حدث للرياضة على مستوى القارة، من خلال حصد 6 ميداليات ذهبية و2 فضية و2 برونزية، لتحتل المركز الأول في ترتيب الميداليات على مستوى قارات العالم، منوها بتطور القيمة الفنية والنوعية للمبارزة على الصعيد المحلي خلال الفترة الماضية.
وقال إن المبارزة جزء أصيل من تراثنا الرياضي، وكان الاتحاد الإماراتي سباقًا في التخطيط المبكر والعمل العلمي الممنهج لتحقيق أهداف متدرجة أثمرت عن شراكة مثمرة مع الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية في العديد من المشروعات والبرامج.
وأوضح أن الهدف هو توسيع قاعدة ممارسي رياضة المبارزة، ويتم وضع خطط طموحة لنشر اللعبة في جميع أنحاء الإمارات ، لافتا إلى أن تنفيذ هذه الأهداف يتطلب تمويلاً استثنائيًا ، من خلال تنويع مصادر الدخل واستقطاب رعاة من القطاع الخاص.
وأضاف المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، أن استضافة الإمارات للعديد من البطولات القارية والدولية تعد جزءاً مهما من إستراتيجية اتحاد المبارزة نحو صقل الخبرات الإدارية وتوفير مجال مناسب للاحتكاك واكتساب الخبرة، سواء على الصعيد الفني أو الإداري والتحكيمي، حتى باتت الإمارات تشغل مساحة واسعة ومهمة من أجندة الاتحاد الدولي للمبارزة.وام


مقالات مشابهة

  • الجوع يهدد الملايين في دول جنوب القارة الأفريقية
  • التخطيط 2024..انعقاد اللجان المُشتركة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع الأردن وبولندا وأوزبكستان وطاجيكستان ورومانيا
  • قيادية ألمانية تؤيد إجراء المزيد من المكالمات بين شولتس وبوتين
  • موقع إيطالي: أفريقيا تقلب الطاولة على فرنسا ونحن أهدرنا الفرصة
  • مصادر: وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا يعتزمان زيارة دمشق
  • قيادي ألماني: تصريحات ماسك تشكل عبئاً على العلاقات مع أمريكا
  • أفريقيا تنقلب على فرنسا.. وإيطاليا تضيع فرصة ملء الفراغ
  • خطاب شولتس بمناسبة رأس السنة الجديدة يثير غضبا في ألمانيا
  • شولتس يندد بدعم ماسك لحزب اليمين المتطرف في ألمانيا
  • سالم القاسمي: 2025 انطلاقة جديدة لتعزيز مكانة “المبارزة”