زيارة شولتس لأفريقيا...مساع ألمانية لتعزيز العلاقات الاقتصادية
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
المستشار شولتس في نيجيريا، هل يصبح هذا البلد الإفريقي أحد أهم مصادر الطاقة بالنسبة إلى المانيا؟
جاءت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتش إلى كلا من نيجيريا وغانا في منطقة غرب أفريقيا في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والبلدين الأفريقيين فيما تعد الجولة الثالثة لشولتس إلى أفريقيا خلال عامين.
وخلال محادثاته مع الجانب الألماني، سعى رئيس نيجيريا بولا تينوبو لجذب مستثمرين إلى قطاع التعدين في بلاده الذي لم يحظ بالكثير من التطور منذ عقود، حيث قال إنه ناقش مع شولتس إمكانية تصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا. وأضاف تينوبو بأنه تمت مناقشة "إمكانية تسهيل شحن الغاز المسال إلى أوروبا. ولدينا رغبة في إتمام ذلك". وتهدف الشركات الألمانية إلى تعزيز أنشطتها وأعمالها في أفريقيا خاصة في مجالات مثل الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي المسال، فيما أبدى أعضاء جمعية الأعمال الألمانية- الأفريقية استعدادهم للحفاظ على استقرار مستويات الإنفاق في أفريقيا.
مختارات تحليل: سياسة أوروبا الأفريقية.. مراجعات متأخرة ونفوذ يتآكل! شولتس يدعو إلى توسيع مراكز الهجرة في نيجيريا منهم ألمان.. أصحاب ملايين يتبرعون بجزء من أموالهم لحماية الطبيعة بإفريقيا DW تتحقق: ما حجم النفوذ الروسي في القارة الأفريقية؟ إفريقيا شريك أساسي.. ألمانيا تتبنى استراتيجية وطنية للهيدروجين ألمانيا تدعم ضم الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين بقمة نيودلهيزيادة الاستثمارات في أفريقيا
من جانبه، قال شولتس إن قطاع الطاقة يعد أحد المجالات الرئيسية الذي يمكن ضخ استثمارات فيه في المستقبل، مضيفا خلال تواجده في أبوجا أن أحد مجالات التعاون الرئيسية بين بلاده ونيجيريا سيكون "استغلال الفرص الاقتصادية في بلدكم. الغاز والنفط من بين هذه الفرص نظرا لارتبطاهما تقليديا ببلدكم".
التقى شولتس برئيس غانا حيث تعد ألمانيا أكبر شريك اقتصادي في منطقة غرب أفريقيا، هل يتم تعزيزها بعد زيارة المستشار؟
وتسعى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، إلى تقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير / شباط العام الماضي فيما تنظر إلى قطاع الطاقة في أفريقيا باعتباره بديلا محتملا. وخلال محطته الثانية، تمحورت محادثات شولتس مع رئيس غانا نانا أكوفو-أدو حول توسيع العلاقات الاقتصادية في مجالات الطاقة والزراعة والتحول الرقمي بين ألمانيا وغانا التي تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في منطقة غرب أفريقيا. وبلغت صادرات ألمانيا إلى غانا العام الماضي 314.77 مليون دولار وسط توقعات بإمكانية زيادة حجم التجارة البينية خلال السنوات المقبلة.
وفي ذلك، يعتقد محللون أن ألمانيا تعد الداعم الرئيسي للاتحاد الأفريقي في ضوء نشاط الوكالة الألمانية للتعاون الدولي التي دشنت العديد من البرامج الاقتصادية الفعالة في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
ثمار المساعدات الألمانية في أفريقيا
وفي مقابلة مع DW، قال محلل الشؤون الأفرييقية، إيمانويل بنساه، إن زيارة شولتس سوف "تعزز الاستثمارات وتمكن ألمانيا من الاحتفاظ بهذا النوع من النفوذ في أفريقيا." وأضاف "أعتقد أننا جميعا على دراية بمدى نشاط وعمل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي على مدار السنوات العشر الماضية فضلا عن دعمها لمؤسسات مثل الاتحاد الأفريقي والإيكواس وغيرها من كيانات أفريقية".
وأضاف أن اجتماع شولتس مع رئيسي غانا ونيجيريا سيساعد في الوقوف على مدى تأثير مثل هذه البرامج في البلدين. في سياق متصل أعربت ألمانيا عن دعمها لمسار الديمقراطية في أفريقيا حيث برز ذلك من خلال زيارة شولتس مقر أمانة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" إذ أعرب عن مخاوفه إزاء موجة الانقلابات الأخيرة في أفريقيا.
بدوره، أشار بول إيجيمي، الخبير النيجيري في الشؤون الدولية، إلى أن استقرار القارة الأفريقية سوف يخدم أجندة الدول الغربية وألمانيا.
وفي مقابلة مع DW، أضاف "لن تنفق أي دولة من دول الشمال العالمي أموالها في أي دولة من دول الجنوب العالمي إذ كان يعصفها حالة من عدم الاستقرار، لأن الاستثمار مرتبط بالاستقرار ثم يتبع ذلك جني المكاسب".
ألمانيا تدعم العديد من المشاريع التنموية في القارة السمراء، هل يتعزز هذا الدعم مع توجه ألمانيا لتنويع مصادر الطاقة؟
وتعد مبادرة "ميثاق مع أفريقيا" التي أطلقتها ألمانيا إحدى ركائز علاقتها مع القارة حيث ينصب تركيز المبادرة على مجال الهجرة النظامية ودعم إعادة إندماج الأفارقة الذين يرغبون في العودة من ألمانيا وأوروبا إلى بلدانها الأصلية.
وسبق لألمانيا أن دشنت عملية لإصلاح سياسات الهجرة، فيما تأمل في جذب العمالة الشابة الماهرة من القارة السمراء. وفي ذلك، قال بنساه: "أعتقد أنها فكرة رائعة وفرصة عظيمة لهذين البلدين الواقعين في غرب إفريقيا (نيجيريا وغانا) لإجراء المحادثات مع (ألمانيا التي تعد) أكبر داعم للمؤسسات القارية."
الجدير بالذكر أن برلين سوف تستضيف في 20 نوفمبر / تشرين الثاني اجتماعات مجموعة العشرين وأفريقيا فيما يأمل شولتس في بعث إشارة عن نوايا ألمانيا الإيجابية صوب أفريقيا حيث جاءت جولته الأفريقية الأخيرة في هذا الصدد.
التنمية بأيدي أفريقية
وخلال زيارته إلى غانا، برز لقاء بين المستشار الألماني مع طلاب جامعة آشيسي في شرق البلاد حيث تركزت المداخلات والتفاعل بين شولتس والطلاب حول إمكانات القارة حيث يمثل الشباب مفتاح تقدم وتنمية أفريقيا.
وفي حديثها إلى شولتس، قالت الطالبة فاليريا أكون إنه يجب على ألمانيا والغرب تجنب الهوس بالسيطرة والتحكم عند التعامل مع أفريقيا.
وأضافت "بينما نواصل مناقشة مستقبل أفريقيا، أود تسليط الضوء على دور ألمانيا. تميل القوى الخارجية إلى نسيان أن الحلول المحلية موجودة بالفعل في القارة، ونحن لسنا بحاجة إلى منقذ من الدول الغربية. الأفكار موجودة في القارة، لكنها في حاجة إلى تطوير لتمهيد الطريق أمام ازدهارها."
واتفقت في هذا الطرح مع شولتس حيث أكد دعمه حاجة أفريقيا إلى امتلاك مسار التنمية والنمو، مضيفا أن أهم ما استخلصه من خلال حديثه مع الطلاب هو أن "القارة يمكنها تحقيق ذلك من خلال المواهب والتقنيات التي يتم تطويرها في أفريقيا.. أعتقد أن هذا الأمر يجدر ذكره".
إيزاك كاليدزي – أكرا / م.ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: غانا نيجيريا المستشار الألماني أولاف شولتس افريقيا القارة السمراء لاغوس غانا نيجيريا المستشار الألماني أولاف شولتس افريقيا القارة السمراء لاغوس فی أفریقیا فی القارة
إقرأ أيضاً:
في أول زيارة رسمية.. رئيس كويكا يسعى لتعزيز التعاون الثنائي مع مصر
قام رئيس وكالة التعاون الدولي الكورية (كويكا)، السيد تشانج وون سام بزيارة رسمية لمصر في الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر 2024، حيث هدفت زيارته إلى تعزيز التعاون الثنائي وتعظيم الاستفادة من برامج المساعدات الإنمائية الرسمية في مختلف القطاعات.
وهذه الزيارة الرسمية هي الأولى من نوعها التي يقوم بها أي رئيس للوكالة إلى مصر منذ بدء الشراكة مع الحكومة المصرية.
وجاءت الزيارة في أعقاب مشاركة السيد تشانغ في اجتماع مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لتغير المناخ في أذربيجان حيث من المقرر ان توقع كويكا بصفتها كيانًا معتمدًا لدى صندوق المناخ الأخضر، مذكرة تفاهم مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) في 19 نوفمبر 2024 لبدء مشروعين تعاونيين رئيسيين في إطار شراكة مستقبل المناخ.
وتضمنت أجندة زيارته سلسلة من المقابلات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين المصريين بما في ذلك مقابلة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، ووزير المالية الأستاذ أحمد كجوك لمناقشة تعزيز التعاون بين كوريا ومصر وأحدث التطورات الخاصة بالتعاون الثنائي القائم حاليا، وسبل توسيع أنشطة الوكالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى هذه المقابلات، حضر السيد تشانغ ندوة رفيعة المستوى حول نظام المشتريات العامة الإلكتروني في مصر، بالتعاون مع وزارة المالية والهيئة العامة للخدمات الحكومية.
وهدفت الندوة إلى الترويج لسياسة الحكومة المصرية بشأن نظام المشتريات الإلكتروني تماشيًا مع "رؤية مصر 2030" و" مصر الرقمية ". وسيقوم سيادته ايضا بزيارة مركز العمليات الخاص بنظام المشتريات العامة الإلكتروني المتواجد في مقر الهيئة العامة للخدمات الحكومية يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 2024.
تعتبر هذه الزيارة الرسمية هي الأولى من نوعها للسيد تشانج إلى مصر خلال فترة رئاسته للوكالة مما يؤكد التزام كويكا بدعم مبادرات التنمية وتعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في ضوء اختيار جمهورية مصر العربية كدولة شريكة ذات أولوية في المساعدات الإنمائية الرسمية خلال الفترة من 2021-2025 وهي الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تم اختيارها.
وتعكس هذه الشراكة بوضوح ما تتمع به مصر من إمكانات كبيرة وقوى عاملة قادرة من الشباب فضلًا عن كونها بالفعل مركز استراتيجي للشركات الكورية في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.
وكالة التعاون الدولي الكورية هي وكالة حكومية كورية تابعة لوزارة الخارجية تهدف إلى تنفيذ برامج المساعدات والمنح لمكافحة الفقر ودعم النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام في البلدان النامية في جميع أنحاء العالم.
يقدم مكتب وكالة التعاون الدولي الكورية في مصر، الذي تأسس عام 1998، التعليم الفني للشباب في مصر، ويدعم رقمنة الخدمات والأنظمة الحكومية، وينفذ برامج لمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز تمكين المرأة، ودعم الفئات الضعيفة.