عشرات الأكفان البيضاء الملطخة بالدماء ترقد فى الساحة الخارجية لمستشفى الشفاء وسط قطاع غزة، الذى يخدم ما يزيد على مليون شخص، بينما يسرع الأطباء والممرضون إلى سيارة الإسعاف التى وصلت للتو محملة بالمصابين وعشرات الشهداء، ليتم تكفينهم ووضعهم إلى جانب من سبقوهم، فى زاوية المستشفى.

«عاكف»: استعنا بالصحفيين للمساعدة فى إسعاف المصابين بسبب نقص أعداد الأطباء

وبالقرب من الغرفة التى تحوى جثامين الضحايا فى ثلاجات الموتى يجلس الطبيب عاكف عودة، 50 عاماً، طبيب أطفال، واضعاً وجهه بين كفيه، بينما يهتز جسده من هول الصدمة والبكاء، لم يكن يخطر ببال الطبيب الخمسينى أنه سيستقبل من بين الشهداء جاره وزميل مهنته الطبيب عونى عايد، الذى انتشلته طواقم الدفاع المدنى رفقة أسرته من تحت أنقاض منزله الذى استهدفته غارات الاحتلال الإسرائيلى بحى الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة.

يقول «عاكف» فى حديثه لـ«الوطن» إنه لم يتعرف فى البداية على صديقه «عونى» وذلك بسبب كون جثته قد تمزقت إلى أشلاء، إلا أن قلادة كان يرتديها مكتوباً عليها اسمه هى التى كشفت عن هويته، ويتابع: «كان صديقى ومن أعز الناس اللى عرفتهم، من بداية الحرب كنا مع بعض ما افترقنا بس عونى أصابه دور برد وقال لى هروح البيت أنام شوية وأرجع المستشفى».

إلا أن صواريخ وقذائف طائرات الاحتلال الإسرائيلى حالت دون أن يودعه «عاكف» للمرة الأخيرة، لم تكن تلك الضغوطات هى الوحيدة التى يتعرض لها القطاع الصحى، حيث يقول الطبيب الخمسينى إن هناك ضغوطات إضافية يعيشها الأطباء والمسعفون بسبب دعوات إسرائيل لإخلاء المستشفيات تمهيداً لقصفها على غرار مجزرة مستشفى الأهلى المعمدانى.

ويتابع: «رغم تلك التهديدات والحرب النفسية إلا أن جميع الفرق الطبية فى كافة المستشفيات صامدة»، ويقول الطبيب الخمسينى إن النقص الكبير فى أعداد الكوادر الصحية نتيجة الاستهداف بالإضافة إلى اكتظاظ مجمع الشفاء بالشهداء والمصابين دفع الأطباء إلى الاستعانة ببعض الصحفيين لمساعدتهم.

وأضاف: «المستشفى بيكون فيها أعداد كبيرة من الصحفيين والإعلاميين الذين يوثقون الأحداث ولكن مع دخول الحرب أسبوعها الثالث أصبحت الأحداث تفوق قدراتنا، لذلك لجأنا إلى تدريبهم على بعض الأمور التى يتم من خلالها التعامل مع المصاب كتنظيف الجرح وتثبيت الأطراف التى تعرضت للكسر بالإضافة إلى مرافقتهم لغرفة الأشعة والرنين المغناطيسى».

وحول التهديدات بالقصف يبدى «عاكف» تخوفه من إشاعة حكومة الاحتلال الإسرائيلى بأن مستشفى الشفاء يشكل خطراً على إسرائيل، ويضيف: «هم يزعمون أن هناك أنفاقاً للمقاومة أسفل المستشفى، وهذا ما هو إلا تمهيد لاستهداف المستشفى الذى يضم آلاف الأسر النازحة من القصف، ونسأل الله ألا يحدث ذلك لأنها ستكون مجزرة وحمام دماء».

«الدحدوح»: لن نغادر أماكن عملنا رغم الاستهداف والتحذيرات

لم يكن ذلك هو المشهد الوحيد لاستهداف الطواقم الطبية فى قطاع غزة، إذ اعتاد الفلسطينيون على أصوات دوى سيارات الإسعاف التى باتت تحمل المسعفين بدلاً من المدنيين، وذلك عقب استهدافهم بغارات متتالية أثناء تأدية عملهم لإسعاف المصابين، بالإضافة إلى مساعدة رجال الدفاع المدنى بانتشال الضحايا من تحت ركام المنازل المدمرة.

ويقول محمد الدحدوح، مسعف بمستشفى القدس، إن فريق المسعفين الذى يعد واحداً منهم مستمرون فى عملهم، وإنه حمل اثنين من زملائه بعد استشهادهما إلى المستشفى لتكفينهما، وذلك عقب قصف سيارة الإسعاف التى كانا يستقلانها.

ويتابع: «السيارة كان فيها شهداء ومصابين من عائلة العجرم بمنطقة تل الهوى والسيارة اتدمرت واللى فيها استشهدوا واحترقوا»، ويضيف: «لن نغادر أماكن عملنا رغم الاستهداف والتحذيرات والخوف، المستشفى تلقى تهديدات بالإخلاء، لكننا لا نستطيع مغادرته فهناك العديد من المصابين والمرضى على أجهزة التنفس الصناعى».

من جهته قال محمد أبوسلمية، مدير مجمع الشفاء الطبى، لـ«الوطن» إن هناك عدداً كبيراً من المستشفيات التى خرجت عن الخدمة بسبب العدوان، ومنها المستشفى التركى وبيت حانون والوفاء والدولى للعيون وغيرها الكثير، لافتاً إلى أنه بالإضافة إلى صعوبات تقديم الخدمات الطبية فى ظل هذه الظروف، فإن هناك صعوبات نفسية وإنسانية أخرى غير مسبوقة أيضاً أثناء تقديم الرعاية الصحية.

وأضاف: «يتعامل الأطباء والمسعفون مع حالات إصابة صعبة للغاية، من بينها كثير من حالات بتر أطراف وحروق من الدرجة الرابعة وإصابات فى الرأس، إنها إصابات صعبة، إضافة إلى الكم الهائل من المصابين والشهداء، ولفت مدير مجمع الشفاء الطبى إلى أن نقص الوقود والمستلزمات الطبية تسبب فى انهيار المنظومة الصحية داخل القطاع».

وتابع: «الاحتلال الإسرائيلى يمنع دخول الوقود إلى غزة ضمن قوافل المساعدات، كما أن المستلزمات الطبية التى يستقبلها القطاع ليست كافية إطلاقاً فى ظل ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين التى تتجاوز المئات يومياً نتيجة القصف الإسرائيلى المتواصل على غزة».

وواصل: «مستشفيات القطاع لا تستطيع أن تعمل دون وقود وكذلك سيارات الإسعاف كيف يمكنها أن تنقل ضحايا العدوان دون وقود وبنزين، ولهذا السبب بدأ السكان فى الأيام القليلة الماضية بنقل مصابيهم وشهدائهم على عربات تجرها الحيوانات، فى مشهد قد يبدو من العصر الحجرى، ولذلك ما زلنا نطالب ونكرر بضرورة فتح ممر إنسانى لدخول المساعدات وتدفقها بشكل أكبر، لأن توقف المستشفيات عن العمل يعنى انفجار الأوضاع ووصولها للمحطة الأخيرة فى القطاع».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الاحتلال الإسرائیلى بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

عسكريون يروون محطات الفشل الأمريكي البريطاني خلال عام من العدوان

يمانيون../
يطوي اليمنيون عامًا كاملًا من الصمودِ الأُسطوري بوجه تحالُفِ العدوان الأمريكي البريطاني، مسطِّرين أروعَ الملاحم البطولية في المواجهة.

أسهمت بشكلٍ كبيرٍ في إخفاقِ لندن وواشنطن وتحييد قطعهما العسكرية عن المواجهة إلى حَــدٍّ كبير جِـدًّا، وتصعيد العمليَّات ضد العدوّ الصهيوني المجرم، في ظل استمرار مسار الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني.

وبعدَ السابع من أُكتوبر المجيد أطلَّ السيد القائد عبدُالملك بدر الدين الحوثي “يحفظُه الله” في كلمةٍ متلفزة معلنًا تأييدَه المطلقَ للمقاومة الفلسطينية التي أحدثت زلالًا أمنيًّا في الأوساط الصهيونية لا تزال آثاره على الكيان الصهيوني واضحة على مدى عام وأربعة أشهر وسيستمر أثره طويلًا جِـدًّا.

آنذاك أكّـد السيدُ القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن اليمنَ سيتدخَّلُ تدخلًا مباشرًا في المعركة في حال أن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت مع الكيان الصهيوني، وكما هو معروف عنها توجّـهت الولايات المتحدة الأمريكية بكل ثقلها العسكري صوب الكيان الصهيوني لإنقاذه، لتعلن القوات المسلحة اليمنية بدء عمليَّاتها العسكرية مساندة لغزة وانتصارًا لمظلوميتها التاريخية.

وحينما اشتد الخناق على الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر وخليج عدن أعلنت أمريكا تشكيل تحالف دولي مكون من 40 دولة تحت ما يسمى بـ “حارس الازدهار”؛ بهَدفِ تأمين مرور السفن الصهيونية وحمايتها من العمليَّات العسكرية اليمنية المساندة لغزة.

وبعد تراجع غالبية الدول المتحالفة وبقاء بريطانيا وأمريكا كتحالف رئيسي في العدوان على اليمن استقدمت الولايات المتحدة الأمريكية أسطولها البحري المكون من بوارج ومدمّـرات وقاذفات وغواصات حربية إلى البحر الأحمر لتبدأ عدوانها الغاشم على اليمن، حَيثُ نفذت أول عدوان في الثاني عشر من يناير 2024م مستهدفة صنعاء والحديدة، ليبدأ التورط الفعلي في العدوان على اليمن والغرق في وحاله التي لا ينجو كُـلّ من تجرأ في الاعتداء عليها.

وفي مواجهة ذلك سلكت القوات المسلحة اليمنية سلوكًا تدريجيًّا في المواجهة، حَيثُ بدأت العمليَّات العسكرية أولى مراحلها باستهداف عمق الاحتلال الصهيوني ومن ثم تدشين اصطياد السفن التابعة للعدو الصهيوني، وحينما صعد العدوّ الصهيوني جرائمه الوحشية المروعة في قطاع غزة، اتجهت القوات المسلحة اليمنية نحو إغلاق الملاحة البحرية للكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وتصعيد العمليَّات في عمق الاحتلال.

وقد تمكّنت القوات المسلحة اليمنية أَيْـضًا، من إفشال وطرد الأساطيل الأمريكية والأُورُوبية المحتشدة تحت مسمى “تحالف الازدهار” وعمليَّة “إسبيدس”؛ فعلى مدار المواجهة كثّـفت قواتنا المسلحة من العمليَّات الهجومية لاستهداف هذه الأساطيل منها الفرقاطات والمدمّـرات وحاملات الطائرات الأمريكية ووصل الأمر إلى طردها تحت ضغوط عمليَّاتية وضربات مدمّـرة ومتواصلة.

نجاحٌ يمني كبير وفشل معاد مدوٍّ:

وفي هذا الشأن يقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان: إن القوات المسلحة اليمنية حقّقت نجاحات كثيرة خلال العام الماضي، حَيثُ تمكّنت من طرد الأساطيل الأمريكية والأُورُوبية في البحر، وصعدت من عمليَّات استهداف عمق الاحتلال الإسرائيلي، بشكل دراماتيكي خلال عام 2024، وحوّلت مركز الكيان يافا المحتلّة (تل أبيب) إلى منطقة عسكرية مفتوحة، حَيثُ أصبحت عمليَّات استهدافها شبه يومية، مستخدمة في العمليَّات التي تنفذها أسلحة متطورة للغاية على رأسها صواريخ هايبر سونيك الفرط صوتية والمسيّرات الانتحارية ذات المديات التي تصل 2500 كم.

ويضيف عثمان في حديثه لـ “المسيرة” أنه ومنذ “أواخر شهر نوفمبر وديسمبر الماضي إلى اليوم تم تكثيفُ الهجمات وتطوير آليتها العمليَّاتية بالشكل الذي يجعلها ذات تأثير استراتيجي مدمّـر بكيان العدوّ.

ويلفت عثمان إلى أنه تم تدشين ضربات مركزة وعالية الدقة على أهداف حساسة منها القواعد الجوية ومراكز حكومة العدوّ كوزارة الدفاع وأهداف عسكرية أُخرى في يافا المحتلّة.

وأكّـد أن العام 2024 كان مليئًا بالإنجازاتِ والتحولات الكبرى التي صنعتها القوات المسلحة سواء على مستوى الموقف العمليَّاتي المساند لغزة، أَو في مجالِ تطوير القدرات والتكنولوجيا العسكرية، حَيثُ حقّقت قواتنا المسلحة اختراقاً كَبيرًا في مجالِ التكنولوجيا، وصل إلى مستوى المنافسة لما تنتجه الدول الكبرى المصنعة للسلاح.

وفي هذا الصدد، يواصل عثمان حديثه بالقول: “إن القوات المسلحة حقّقت ثورة تطوير متقدمة على المستوى التقني والتطبيقي والعلمي لإنتاج أنواع متعددة من الصواريخ الباليستية التي وصل بعضها منافسة النظائر الصاروخية التي تنافس إصدارات (روسيا، الصين، كوريا الشمالية)، منها صواريخ الكروز الجوالة والصواريخ الباليستية النقطية والصواريخ الفرط صوتية منها الصاروخ الجديد فلسطين2، الذي يوازي صاروخ كنجال الروسي وDF-17 الصيني، حَيثُ أصبح اليمن الدولة السادسة عالميًّا في صناعة هذه الصواريخ المتطورة”.

ويستطرد “وفي جانب سلاح الجو المسيّر تم تطوير طائرات مسيّرة انتحارية قادرة على المناورة والإفلات من مختلف أنظمة الدفاع الجوي وكان من أحدث هذه الطائرات” يافا” التي يمكنها بلوغ مديات تصل إلى 2500 كم”.

وتطرد عثمان إلى التطور اليمني الكبير في القوة البحرية، حَيثُ أوضح أن “القوات المسلحة انجزت أجيالًا مختلفة من أنظمة الصواريخ الباليستية والمجنحة المضادة للسفن والزوارق الانتحارية FPV التي يمكنها حمل شحنات تصل 1500 كجم من المواد المتفجرة إضافة إلى صناعة الغواصات المسيّرة والطوربيدات”، مُشيرًا إلى التطور الدفاعي الجوي يعد حصيلة نوعية وغير مسبوقة تاريخيًّا، تتمثل في إسقاط 14 طائرة من طراز MQ-9 الأمريكية.

وبحسب المعطيات الموجودة، يؤكّـد الخبير العسكري عثمان أن قواتنا المسلحة وخلال العام الجديد 2025 ستواصل بعون الله تعالى، مسار عمليَّات المساندة لغزة حتى كسر العدوان الأمريكي الإسرائيلي وستواصل ثورة الإنتاج والتطوير للأسلحة والتقنيات بما يحقّق مستوى أكبر من القوة والفاعلية في المواجهة، مؤكّـدًا أن العمليَّات العسكرية الهجومية تظل مُستمرّة، رغم كُـلّ التحديات وقد ربما تنتقل القوات المسلحة في حال لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى المرحلة السادسة من التصعيد التي ستكون ذات أبعاد ومسارات استراتيجية أكثر نكاية وتدميرًا بالعدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي حتى يتم إيقاف العدوان والإبادة الجماعية في قطاع غزة، فمهما وصل حجم العدوان على بلدنا وشعبنا سيظل في خانة الفشل، وسينتهي الأمر بالعدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي إلى الهزيمة الكاملة.

وفي ظل تصاعد حالة الفشل الأمريكي البريطاني الإسرائيلي المشترك في كُـلّ المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية وحتى الاقتصادية، فَــإنَّ ما حقّقته القواتُ المسلحة اليمنية قد ثبت بلا شك حالةَ اهتزاز المكانة السياسية والعسكرية لأمريكا، والتي كانت كبيرة في نظر حلفائها، على الرغم من أن واشنطن اعترفت بفشلها الإعلامي والعسكري ضد اليمن، وقد شاهد العالم كله اعترافات القيادات العسكرية الأمريكية، واعترافات عناصر المارينز عن الأهوال التي واجهوها داخل حاملات الطائرات الأمريكية والقطع الحربية الأمريكية خلال تعرضهم للقصف اليمني.

إنجازات غير مسبوقة ومعادلات جديدة:

وفي إطار ذلك يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عزيز راشد، أن الجيش اليمني حقّق إنجازات كبرى لم يسبق لها مثيلٌ في تاريخ الحروب البحرية الأمريكية، موضحًا أن قواتنا المسلحة استهدفت خلال عام من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن قرابة 220 سفينة تجارية وحربية كانت بطريقها للكيان الصهيوني.

ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن القواتِ المسلحة اليمنية استطاعت “بفضل الله تعالى” تطوير قدراتها العسكرية بما يلائم التحديات الراهنة، حَيثُ أثبتت قدراتها في مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني على مدى عام كامل.

ويبين أن القوات المسلحة اليمنية لم تقتصر في إنجازاتها العسكرية على مواجهة التحالف الأمريكي البريطاني وحسب، وإنما أثبتت قدرة فائقة في اختراق كافة المنظومات الدفاعة الجوية التابعة للكيان الصهيوني، مستدلاً بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية والفرط صوتية التي تتجاوز كافة المنظومات الدفاعية بمختلف أنواعها ابتداءً بالقبة الحديدة و”مقلاع داوود” وحيتس وثاد، محقّقة أهدافَها في مختلف المغتصبات الفلسطينية المحتلّة، بما فيها المنطقة الأكثر تشديداً من الناحية الأمنية بالنسبة للكيان المعروفة يافا المحتلّة.

ويشير العميد عزيز راشد، إلى أن الجيش اليمني نجح في تشديد حصاره الاقتصادي على الكيان الصهيوني وتكبيده خسائرَ اقتصادية جسيمة تُقدَّرُ بمليارات الدولارات بالرغم من تواجد التحالف الأمريكي والبريطاني بمختلف قطعه البحرية في المنطقة والتي وصل إليها؛ بهَدفِ تأمين الملاحة الصهيونية وحمايتها من الضربات العسكرية اليمنية.

ويلفت راشد إلى أن العدوّ الأمريكي البريطاني بات على يقين بأنه تورَّط بدخوله الحرب ضد اليمن، مُضيفًا “هذا العجز بات واضحًا وجليًّا على لسان مسؤوليه وقادته العسكريين الذين أقروا بأن معركة البحر الأحمر معقَّدة وصعبة للغاية ولم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية”.

ويلفت العميد راشد إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر سلاحَ البحرية الأمريكية من الأسلحة الاستراتيجية التي تراهن عليها أمريكا في بسط نفوذها الإقليمي والدولي عبر مختلف بلدان العالم.

وينوّه إلى أن اليمن أنهى عصر حاملات الطائرات الأمريكية التي كانت تراهن عليها الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حروبها، مبينًا أنه في الماضي كانت أمريكا تحَرّكُ حاملاتِ الطائرات الأمريكية وأساطيلها الحربية أثناء المسائل القومية بالغة الأهميّة والتي تمس بالأمن القومي الأمريكي.

ويواصل راشد حديثه في هذا السياق “أن أمريكا في معركتِها الحالية ضد القوات المسلحة اليمنية استخدمت كُـلَّ أوراقها ولم يتبقَّ لها أيُّ شيء باستثناء السلاح النووي والذي بلا شك في حال لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدامه ضد اليمن فَــإنَّه نتائجه السلبية وتداعياته ستحدُثُ حتماً على أمريكا وعلى حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني”، مُشيرًا إلى أن القواتِ المسلحةَ اليمنية قادرة على استهدافِ المنشآت النووية التابعة للكيان الصهيوني.

وفي ختام حديثه، يؤكّـد العميد عزيز راشد، أن “أزمة البحر الأحمر لا يمكن حلها إلا من خلال الاستجابة لمطالب القوات المسلحة اليمنية المحقة والإنسانية المتمثلة في وقف العدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزة ورفع الحصار، وفي حال أصرت أمريكا على مواصلة الحرب فَــإنَّ نتائجها السلبية ستحدث حتماً عليها وعلى حلفائها”.

اليمنُ عصيٌّ على الانكسار:

إلى ذلك يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان، أنه منذ إعلان ما يسمى بتحالف حماية الازدهار والمكون من أكثر من أربعين دولةً بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قدمت العديد من القطع العسكرية الحديثة إلى المنطقة؛ بهَدفِ منع العمليَّات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، قبل أن تجر أذيال الهزيمة ورائها.

ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت بفضل الله تعالى، أن تُفشِلَ كُـلَّ المحاولات الأمريكية العدوانية الرامية لوقف العمليَّات اليمنية العسكرية المساندة لغزة، مبينًا أن الولاياتِ المتحدة الأمريكية وجهت ضربة قاصمة للقوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة.

ويشير إلى أن الجيشَ اليمني نجح في ضرب الأُسطورة الأمريكية وأبرز رموز قوتها المتمثلة في طائرات الإم كيو9 وحاملات الطائرات الأمريكية، لافتًا إلى أن القوات المسلحة اليمنية لم تكتفِ باستهداف المدمّـرات والبوارج الحربية الأمريكية وحسب، وإنما حرصت على توجيه ضربات استباقية لحاملات الطائرات الأمريكية الأربع “روزفلت، أيزنهاور، إبراهام لينكولن، يو إس إس هاري ترومان” لتصبح القوات المسلحة اليمنية هي الأولى في التاريخ التي تتجرأ على ضرب حاملات الطائرات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن كونها القوة العسكرية الأولى في التاريخ التي تنهي عصر حاملات الطائرات الأمريكية.

وينوّه شمسان إلى أن “القوات الأمريكية ستتعرض للمزيد من الخسائر والهزائم المتوالية في حال أصرت على عسكرة البحر الأحمر”، موضحًا أن الجيش اليمني مُستمرٌّ في مراكمة قُدراته على المستوى العسكري والأمني وعلى مستوى توحيد الجبهة الداخلية.

ومع الاستدلال بحصيلة عام من الفشل الأمريكي البريطاني، يؤكّـد العميد مجيب شمسان أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف عند حَــدّ معين من المواجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وإنما ستصعد في عمليَّاتها العسكرية وستذهب لما هو أشد إيلاماً بالعدوّ الأمريكي والإسرائيلي، في إطار الهدف الاستراتيجي المتمثل في إسناد غزة والانتصار لمظلوميتها.

وفيما يسهم الإصرار الأمريكي في عسكرة البحر الأحمر إلى جر المنطقة نحو حرب إقليمية كبرى تسهم في إنهاك الاقتصاد العالمي وزعزعة الأمن في المنطقة، يؤكّـد العميد شمسان في ختام حديثه لـ “المسيرة” أن الولايات المتحدة الأمريكية استنفدت كُـلّ أوراقها العسكرية في البحر الأحمر، وبقاؤها في المعركة سيسهم في أن تفقد قواتها البحرية بشكل كامل في ظل زحف العمليَّات اليمنية.

ومع توالي الاعترافات الأمريكية بالفشل والعجز المدوي أمام اليمن، فَــإنَّ قرار الاستمرار في الإسناد يبقى صُلبًا وأكبرَ متانة كلما استمر العدوانُ الصهيوني على غزة، أَو كلما واصل رعاة الكيان الصهيوني غطرستهم بحق اليمن الذي لا ينكسر.

وبالنظر لمعطيات المراحل السابقة، أثبت اليمن أنه كلما كان هناك تحالفٌ ضده يعتدي عليه بالقصف ويحيك المؤامرات ضده، فَــإنَّه دائمًا يخرج من هذه المؤامرات بصيغه أقوى وأكبر، واليوم بات لدى اليمن الكثيرُ من الخيارات العسكرية الاستراتيجية التي قد توصَّل العدوّ الصهيوني ورعاته إلى قعر البحر، بعد أن أسقط أحدثَ أسلحة واشنطن جوًّا ونشر الرعب والذعر في البر الفلسطيني المحتلّ.

محمد حتروش – عباس القاعدي المسيرة

مقالات مشابهة

  • «تنفيذي رأس الخيمة» يبحث تطوير المنظومة التشريعية
  • مصر والسعودية: تعاون إقليمى لدعم قطاع البترول
  • فتح الله فوزي: القطاع الخاص شريك محوري مع الحكومة في تطوير المنظومة الصحية
  • محافظ الفيوم يتفقد أعمال القافلة الطبية المجانية الشاملة بقرية النزلة
  • عسكريون يروون محطات الفشل الأمريكي البريطاني خلال عام من العدوان
  • «تنافسية الكوادر الإماراتية» يطلق الدفعة الثانية لـ «قيادات نافس»
  • محافظ بني سويف يناقش التقرير السنوي لإنجازات القطاع الصحي في مختلف المجالات الطبية
  • صحة الدقهلية: 4 ورش عمل لتأهيل الكوادر الطبية لدور مساعدي مدير الرعاية الأساسية
  • صحة الدقهلية: 4 ورش عمل لتأهيل الكوادر الطبية والإدارية لدور مساعدي مدير الرعاية الأساسية�
  • صحة الدقهلية: 4 ورش عمل لتأهيل الكوادر الطبية والإدارية